نادي الفتح بين المستحيل وإلا مستحيل

[االزعيم الهلالي]

نادي الفتح بين لا مستحيل والمستحيل

ليست عبارة عن معجزة فحسب أن تأتي من الخلف وتتقدم إلى الأمام بخطوات ثابته وأنفاس هادئة لا تعتليها خوف ولا يحتويها إرتباك فالأهداف كانت واضحة والخطة موضوعة بإتقان والتجهيز كان على أعلى طراز
وبأقل التكاليف هكذا تلاشى المستحيل أمام أبناء فتح الجبال
فهم بالفعل حققوا المستحيل وأقتحموا المستطيل الأخضر بأقدام أثبتت أن الفرق لا تفوز بالأسماء بل تكسب فقط بالأداء وأيضا برهنوا أن الكرة تلعب بين إحدى عشر لاعب وليس الفريق كله يعتمد على لاعب
إذا في الحقيقة أن نادي الفتح كنز فتح أمام الإتحاد السعودي ليغرف من هذا الفكر كيف يصنع منتخبا ذا ثقل
منتخبا لا يعترف بأسماء بل يعتمد على الأداء
فالتكتيك والمناورة والتنغام والإنسجام الذي ظهر به فريق الفتح إنبأت الجميع أن خلف هؤلاء اللاعبين مدرب محنك هو من يرسم تحركات لاعبي فريق الفتح بل قد يعتقد المتابع لفريق الفتح لبرهة أن خلف هؤلاء اللاعبين ليس فتح الجبال بل إليكس فيرغسون فشهادة حق تمنح لمدرب الفتح

فلو أردنا أن يتطور منتخبنا يجب أن يتم إستنساخ أكثر من نادي يلعب كما يلعب نادي الفتح وأخص الفرق التي في المنتصف فثق تماما أننا سنخرج بفوائد كثيرة للمنتخب السعودي

أولا حينما يواجه منتخبنا منتخبات غرب آسيا ( كمنتخبات الخليج والشام وأضف الفرق الإيرانية) التي تعتمد على الدفاع ثم الهجمة المرتدة المنظمة ورأينا منتخبنا أمام هذه الفرق يعاني الأمرين وكذلك فرقنا في كأس آسيا تعاني من الفرق الإيرانية التي أعتبرها ضعيفة الإمكانات مقارنة بأنديتنا فلو تمرس لاعبينا في الدوري وأقصد الفرق الكبيرة على مواجهات كثيرة في الدوري بهذا الشكل سيصبح لدى لاعبينا خبرات عالية في تجواز أي فرق تلعب بهذه الطريق

أما الفائدة الأخرى هي حينما نواجه فرق من شرق آسيا التي صارت أقوى منا بكثير نستخدم نفس الخطة في إحكام الدفاع والتنظيم العالي في الهجمة المرتدة التي بلا شك ستتعب فرق شرق آسيا وخير مثال منتخب الأردن والبحرين حينما يواجهون فرق شرق آسيا فهم يجعلونهم يتصببون عرقا حتى يتمكنوا من الوصول إلى شباكهم

وفي الختام أقول نعم نادي الفتح بين إلا مستحيل والمستحيل حوار سجلوه في الواقع وشاهدوته بأعينكم فأما لا مستحيل هو أن تحقق دوري الممتاز أمام فرق تملك ميزانيات ضخمة ومحترفين على أعلى مستوى ولكن إن ملكت التصميم والإرادة والعزيمة والتنظيم الدقيق مع الثقة في الإنتصار فأنت ستحقق أي دوري في العالم وبأقل التكاليف فالفتح ليس إلا مثال محلي وهناك فريق مونبليية الفرنسي كمثال أوربي حصل على الدوري أمام باريس المدجج بالنجوم والمدعوم بالمليارات

ولكن المستحيل أن تطالب نادي الفتح أن يحصد كل البطولات وأن ينتصر في كل الجولات فليس خسارة نادي الفتح أمام الأتحاد والأهلي في كأس الملك تعني نهاية حلم هذا الفريق ونهاية لطموحاته المستقبلية وأيضا حتى لو أخفق في الأعوام القادمة لا يعني فشل في الفكر الجديد الذي يتبناه هذا النادي بل أنا على يقيين أن لو إستمر الفتح بهذه المنهج وبهذا الفكر سيصبح يوما ما ليس كبيرة الاندية السعودية وحسب بل سيصبح كبير آسيا