المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى العمل بالقرآن؟؟؟ وهل يجوز العمل بالقرآن دون السنة ؟ وهل يكفي العلم دون العمل؟



أهــل الحـديث
14-07-2013, 06:31 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الفصل الثامن : العمل بالقرآن:

المبحث الأول :الأمر بالتمسك بالقرآن والسنة معا وعد التفريق بينهما :

قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران 103 .

ومعنى الآية :وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم ، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم.

وعن المقداد بن معد يكرب الكندي أن رسول الله صصصقال(ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه .....) صححه الألباني.

والمقصود أن هذا الرجل يريد الأخذ بالقرآن فقط دون السنة ولا شك أن في هذا ضلال مبين .

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صصصقال( فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ . وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ . وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها . وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ )صحيح مسلم.

وعن عبدالله بن عباس أن رسول اللهصصصقال (إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، كتاب الله ، و سنة نبيه ) صححه الألباني.

عن أبي هريرة أن رسول الله صصصقال (تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، و سنتي ، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض )صححه الألباني.

فيجب على المسلم أن يعمل بما في القرآن والسنة وعدم ترك السنة فالله أمرنا بأن نعمل بالسنة وأن نطيع الرسول صصص وأن الهداية والفلاح في الدنيا والآخره في اتباع السنة وعدم تركها ، قال تعالى(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الحشر7.

وقال تعالى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)النور54.

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)محمد33.

والسنة وحي كما أن القرآن وحي فالقرآن كلام الله والسنة المعنى من الله واللفظ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدليل على أن السنة وحي الحديث السابق ذكره أن الرسول قال (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) فهو قد أوتي الكتاب وهو القرآن وأوتي مثله معه وهي السنة ، والسنة مفسرة للقرآن ، وقد تكون منشئة لأحكام لم يأتي بها القرآن وقد تكون مثبتة ومؤكدة لأحكام جاء بها القرآن ، ولا يجوز العمل بالقرآن دون العمل بالسنة والحكم على الأمور لا تكون من خلال القرآن فقط ولكن تكون من خلال القرآن والسنة فهو منهج واحد .

المبحث الثاني :إقتضاء العلم بالقرآن للعمل به:

قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن .

وقال أبو عبد الرحمن السلمي ( عبد الله بن حبيب ) :

حدثنا الذين كانوا يقرئوننا : أنهم كانوا يستقرؤون من النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً .

file:///C:/Users/DELL/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.png من علم ولم يعمل أصبح القرآن حجة عليه:

عن علي بن أبي طالب قال : إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول ( يخرج قومٌ من أُمَّتي يقرأون القرآنَ . ليس قراءتُكم إلى قراءتِهم بشيءٍ . ولا صلاتُكم إلى صلاتِهم بشيءٍ . ولا صيامُكم إلى صيامِهم بشيءٍ . يقرأون القرآنَ . يحسبون أنه لهم وهو عليهم . لا تجاوزُ صلاتُهم تراقيهم . يمرُقون من الإسلامِ كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ ) صحيح مسلم.

عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صصصقال (إسباغ الوضوء شطر الإيمان و الحمد لله تملأ الميزان ، و سبحان الله و الحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء و الأرض ، و الصلاة نور ، و الصدقة برهان ، و الصبر ضياء ، و القرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها )صححه الألباني.

المبحث الثالث : معنى العمل بالقرآن:

العمل بالقرآن يتضمن ما يلي :

1- التخلق بأخلاق القرآن :

سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت للسائل (ألستَ تقرأ القرآنَ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ خُلُقَ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان القرآنَ)صحيح مسلم.

فيجب على المسلم أن يتخلق بأخلاق القرآن ويقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .

2- تنفيذ أوامره سواء بالأمر بالفعل أو بالنهي عنه:

العمل بالقرآن يقتضي تنفيذه أوامره والإنتهاء عن نواهيه والوقوف عند حدوده وإحلال حلاله وتحريم حرامه ، ومن يقرأ القرآن ثم لا يلتزم بما فيه ولا يعمل بما فيه كان القرآن حجة عليه ، ومن قرأ ولم يعمل لا يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ولو كان يحفظ القرآن جميعا ، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

× من يقرأ أويحفظ قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)البقرة 278.

ثم هو يذهب فيتعامل بالربا مع البنوك الربوية أو مع الأشخاص فهل هذا من أهل القرآن؟
× ومن يقرأ أو يحفظ قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)البقرة 43.

ثم هو يقصر في أداء الصلاة فلا يصلى مع الجماعة أو ينام عن صلاة الفجر أو لا يؤدي الزكاة المفروضة عليه في ماله هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أويحفظ قوله (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)الاسراء32.

ثم هو يزني ويرتكب الفاحشة هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أو يحفظ قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)المائدة 90.

ثم هو يشرب الخمر أو يلعب القمار هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أو يحفظ قوله (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)المؤمنون3.

ثم هو لايترك مالا خير فيه من الأقوال والأفعال هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أو يحفظ قوله (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)البقرة188.

ثم هو يأكل أموال الناس بسبب باطل كاليمين الكاذبة ، والغصب ، والسرقة ، والرشوة ، والربا ونحو ذلك ، هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أو يحفظ قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)لقمان6.

ثم هو يدمن سماع الأغاني والموسيقي ويغفل عن سبيل الله هل هذا من أهل القرآن؟

× ومن يقرأ أو يحفظ قوله (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)آل عمران28.

ثم هو يوالي أعداء الله من اليهود والنصاري والمجوس والمشركين والكافرين فيحبهم ويتخذ منهم بطانة ورجالا في دولته ويناصرهم ومع ذلك لا يحب إخوانه المسلمين ويكيد لهم ولا يناصرهم بل ينصر أعداء الله على إخوانه فهل هذا من أهل القرآن؟

3- الحكم به في المنازعات والخصومات والقضايا:

فيجب على الحاكم المسلم والقاضي المسلم أن يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى ، فتقام الحدود ، وتطبق الشريعة ، فيفصل القاضي في المنازعات بين الخصوم بما أنزل الله من القرآن وصحيح السنة النبوية المطهرة ،قال تعالى تعالى(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ‏)المائدة44.

· ومن لم يحكم بما أنزل الله يكون كافراً كفرا أكبر مخرج عن الملة وذلك في أحد الحالات الأتية:

1- إذا كان مستحلاً لهذا الأمر أي مستحلاً لعدم تطبيق الشريعة .

2- إذا كان جاحدً لها ومنكرا لها..

3- إذا كان معتقدا بعدم صلاحيتها للتطبيق.

4- أو القول بأن القوانين الوضعية أحسن منها أو تساويها.
5- في حالة الاستخفاف بها والاستهزاء بها.

6- أو أراد بالحكم بغير ما أنزل الله استرضاء الكفار والمنافقين .

7- ومن لم يحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أنه عاص وأن حكم الله هو الحق وشرع القوانين بالمخالفة لشرع الله وجعل القوانين بترتيب وتخضيع فهو كافر كفرا أكبر مخرج عن الملة وإن قال أنه أخطأ وأن حكم الشرع أعدل ، لأن من نحى الشريعة الإسلامية وجعل القانون الوضعي بديلا عنها فهذا دليل على أنه يرى أن القانون أحسن وأصلح من الشريعة.

8- ومن رضي بالحكم بغير ما أنزل الله ورضي بالقوانين الوضعية ورضي بتنحية الشريعة فهو كذلك مشركا شركا أكبر فمن يرضى بالشرك يكون مشركا ، فمجرد الرضى بتلك القوانين وتنحية الشريعة شركا.

· ومن لم يحكم بما أنزل الله يكون كافراً كفرا أصغر:

وذلك في حالة إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعَلِمه في الواقعة المعروضة أمامه وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة ، وذلك يكون في القضية الخاصة .


4- التحاكم إليه عند الإختلاف والنزاع :

إذا وقع الإختلاف أو النزاع على شيء معين سواء بين شخص وآخر أو بين عائلة وآخرى وجب أن نتحاكم إلى القرآن والسنة ويصدع كل منا للحق وينزل عند حكم القرآن والسنة ، قال تعالى(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ‏)‏ الشورى10.

وقال تعالى‏‏(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا‏)النساء59.


من كتاب القرآن العظيم فضائل وأحكام

حمل الكتاب مرفق بالأسفل


<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: القرآن العظيم فضائ وأحكام.pdf&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=108309&d=1373812085)
: 905.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> pdf