المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميسي لم يكن يحلم فقط



االزعيم الهلالي
14-07-2013, 05:30 AM
ميسي لم يكن يحلم فقط

لا تعتقد أخي المتابع لكلماتي أن موضوعي سيكون رياضي او نبذة عن لاعب أسطوري فالإعلام قد تجاوز الحد في إشباع هذا الموضوع حيث أصبح المشاهير سلعة ذات أرباح خيالية تبحث جميع القنوات أن تكون هي المستفيدة من تقديم هذه السلعة للمشاهد الشغوف لمعرفة كل كبيرة وصغيرة عن هؤلاء المشاهير

ولكن أنا سوف أتطرق للاعب الأسطوري من جانب أخر حيث سيصبح موضوعي من موضوع رياضي إلى موضوع ثقافي

نعم كلنا يحلم يتمنى يتخيل ولكن هل الجميع سيسعى سيعمل سيبذل الجهد والوقت لتحقيق الطموح والأحلام التي تراوده

وقبل الخوض في ذلك أحببت أن أنوه أن موضوعي موجه لجيل البراعم القادم والشباب الذين يعيشون هذه الأيام أكثر فترات عمرهم قوة ونشاط وحيوية
أما من ظهر الشيب برأسه وتباطأت حركته ولا زال يحلم فأنا ومن وجهة نظري الخاصة أن باقي حياة هذا الشخص سيقضيها في أحلام اليقظة
فما دام أنه لم يحقق حلمه او جزء من حلمه وقد مضى الكثير من عمره فهو بلا شك سيفشل في تحويل أحلامه واقع يعيشه

وبما أني وجهت موضوعي للشباب الناشيء
فأنا أجزم أن أغلبهم وليس كلهم قد مر في خيالاته وأحلامه أن يحقق ما حققه ميسي
وبما أن جيلنا يتابع عالم كرة القدم بشغف كبير فمن البديهي أن يتمنى أي شخص أن يكون أحد أساطير هذه اللعبة

ولكن دعنا نلقي نظرة على الثقافة التي تربى عليها اللاعب ميسي فالمتابع لحياة هذا الشخص يعرف تماما أن هذا اللاعب كان يتم إعداده منذ سنوات عمره الأولى والمتابع لسيرته الذاتيه أنه كان يعاني صحيا وأن النادي الكتلوني تكفل بعلاجه ومتابعة حالتة والإشراف على تدريبه
وخضع اللاعب الاسطوري ميسي إلى تمارين قاسية ومتعبة ومرهقة ولكن كان لديه التصميم والعزيمة في أن يصبح لاعب يشار له بالبنان وأيضا ثقافة المجتمع الذي كان ينتمي له وفر له المساعدة في الوصول إلى ما كان يحلم به


ولكن لنلقي نظرة إلى أحلام شبابنا كلهم يركضون دون توقف يحرزون اهداف تلو الأهداف يراوغون الخصوم خصم تلو الخصم
دخلوا عالم الشهرة من أوسع أبوابها
ولكن كل ذلك ينتهي عند إستيقاظه من أحلام يقظته
ولو نظرت لحاله وأسلوب حياته تعلم حق العلم أن أحلامه ستبقى أحلام تتلاشى مع تقدمه بالعمر
فأكله غير صحي وتوقيت نومه بالمقلوب وجدول تدريباته غير موجود وأضف إلى ذلك ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الذي ينظر لعالم كرة القدم على أنه عالم الضياع والإنحراف

وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع هو حينما تسأل طالب بالمرحلة الإبتدائية ماذا تتمنى أن تصبح بالمستقبل يجيب لك وهو مبتسم أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم وهو يظن أنه طريق ممتع ومسلي
وفي الحقيقة لو عرف معني أن يصبح لاعب محترف أنه أصعب من أن يصبح طبيب أو طيار
لأنه طريق لا يمكن للوساطة أن تنفعك في أرضية الملعب ولا يوجد وساطة لتغيير وجهة نظر الجمهور الذي يتابعك
وأضف أنه عالم مليء بالخطورة والمجهول
فالخطورة أن تتعرض لإصابة قوية تحرمك من تحقيق حلمك
والمجهول أنك لا تستطيع أن ترسم خطة تسير عليها فلاعب كرة القدم لا يعرف أين ستكون خطوته التالية

وفي الختام أذكر مثال بسيط جدا عن شخص قابلته يمتلك من المهارات ما أدهشني أنه ليس في أحد أنديتنا المشهورة
فسألته وأتمنى أن تنظر إلى جوابه قال تم إستدعاؤه لأحد الاندية من قبل أحد الكشافة

وأستمر مع النادي شهر يقول أرهقونا بتمارين لياقية متعبة حتى شعرت بالضجر فتركتهم

نعم ترك النادي لأنه يريد أن يكون النادي كملعب الحواري يأتي ثم يسخن خمس دقائق وبعدها يلعب ويقف في المكان الذي يريده ويلعب بالطريقة التي تناسبه

وفي أخر كلماتي أقول
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن