المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لِـوَهْلَــةْ ، لَـمْ أكُـنْ أنَــآ



الاهلي الراقي
13-07-2013, 04:30 PM
1998



بسبب خطـأ ، دخَل ذلك الشقي إلى
ذلك المشفى ، كان بمثابة سجن له
سجن معـهُ شقاوته التي لا تطاق و إبتسامته
شهر من الفحوصات ، مرّ كالسنين
بعيداً عن أهله ، بعيداً عن صديق الطفولة
بعيداً عن جميع من يروقون لــهُ

7 ساعات في غرفة العمليات المخيفة
كانت تِلْــكَ الغُرْفــة كالكهف بالنسبة لـه
حرص ، ترقّب ، توقعات ، تنجح أم تفشل
هل سيصبح كما يريد ، أم يرضخ لخطأ ممرّضَـه مُتغطرسة
في اليوم الثاني من حياتــهْ
7 ساعات لم تكُن كباقيتها عِندَ أبواه
خَسَرَ كثيراً من دمآئِـه ، تبرّع والده له بأكثر ما يمكن تبرّعه
يومان ، أو رُبمّـا ثلاثة أو أربعة أيام
لا أدري هل كَـآن فِـي غيبوبـة ، أم تحت تأثير المخدّر
فتَح عيناه و والدته نائمَـة على ذلك الكرسي العتيج
و كانَ والدهُ يُناقش الدكتور عن حالة إبنه الغامضة بالنسبة له

أمّــآهْ ، أول كلمة قالها بعد تِلْــكَ الغيبوبـه
إنهالت دموعها ، لكن لم تستطع حضـنُ صَغيرُهَـآ
كانت الأجهزة على جسده الضعيف
منها من تُخرج الدم ، منها من تقيس نبضات قلبه
و منها لم يعلم ما الغرض منها للآن
و إسمرت الأجهزة في العمل لإسبوع بعد إستيقاظـه

أنهكته تِلكَ العملية ، صار أضعف مما كان عليه
أتعبـهُ مَــآ يُسمّــونه فقر الدم الحاد جرّاء تِلكَ العملية
لو لا ذلك الخطأ ، لما كان مرّ بكُلّ ذلِـكْ

بعد مرور شهر
خرج من ذلك المشفى ، و كانت بداية جديده لحياته
كان يريد اللعب مع صديق طفولته ، و مع أصدقاء المدرسه
لم يفكّر بوضعه ، و ذلك الجبس الناصع البياض
لكن أصطدم بِـ واقع مغايِـر ، مُنع من الذهاب للمدرسـه لعدم شِفائه الكَـآمل
قوانين ، قواعد ، ممنوعات ، كلها وضعت أمامُــهُ
لم يكُنْ يَعِـي ما حوله ، لم يكُـن لماذا منع من الذهاب للمدرسه ؟
و لماذا لا يخرج من عتبة المنزل ؟ ، و لماذا و لماذا ؟
إصدطمت بـ كلمة هذا ما أوصى بِــهِ الطّبِــيبْ


كان ذَلِـكَ أنَــآ
لكن ، لَـمْ أكُنْ أنَـآ في تِلْــكَ الوهلـة
لستُ بذلك الطفل المتذمّر ، صُـرتُ أكثَرَ قَنَـآعَـة
لستُ بذلك الطفل الضعيف ، صُـرتُ أكثَـرَ قــوَة
لستُ ، صُـرتُ
لستُ ، صُـرتُ
لستُ ، صُـرتُ

بَعَـد إثنى عشرَ سَنَــة
أنـآ لسْـتُ أنـآ
أنـآ لسْـتُ أنـآ
أنـآ لسْـتُ أنـآ


فـأنَـا لـآ أعلَمُ ذلِكَ الطفلُ المغلوب على أمرِهْ
ببساطة ، لأنّني ليستُ كذلك
نعّـمْ كُنْـتُ ، و لَـكِـنْ لَـنْ أكُـون



مُجرّد كَلِـماتْ