االزعيم الهلالي
10-07-2013, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه
قال صلى الله عليه وسلم (( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه )) جزء من حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
أما فرحة الصائم عند فطره ، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح ، فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر ، فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه ، فإن النفوس تفرح بذلك طبعا ، فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا ، والصائم عند فطره كذلك ، فكما أن الله تعالى حرّم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات ، فقد أذن له فيها في ليل الصيام ، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره ، فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا ، والله وملائكته يصلّون على المتسحرين ، فالصائم ترك شهواته لله في النهار تقربا إلى الله وطاعة له ، وبادر إليها بالليل تقربا إلى الله وإطاعة له ، فما تركها إلا بأمر ربه ، لا عاد إليها إلا بأمر ربه ، فهو مطيع له في الحالين ، ولذا نُهي عن الوصال في الصيام ، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه ، وأكل وشرب وحمد الله ، فإنه ترجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك .
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها )) ، وربما استجيب دعاؤه عند ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه (( إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد )) ، وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثابا على ذلك ، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوّي على العمل ، كان نومه عباده .
وفي الحديث الذي خرجه الترمذي وغيره (( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر )) ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره ، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته ، فيدخل في قول الله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) ، ولكن شرط ذلك أن يكون فطره على حلال ، فإن كان فطره على حرام ، كان ممن صام عما أحل الله ، وأفطر على ما حرم الله ، ولم يستجب له دعاء ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يطيل السفر (( يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام ، فأنّى يستجاب لذلك )) رواه مسلم .
وأما فرحه عند لقاء ربه فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدّخرا ، فيجده أحوج ما كان إليه ، كما قال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) .
قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
بتصرف من كتاب بغية الإنسان في وظائف رمضان
لابن رجب الحنبلي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه
قال صلى الله عليه وسلم (( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه )) جزء من حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
أما فرحة الصائم عند فطره ، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح ، فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر ، فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه ، فإن النفوس تفرح بذلك طبعا ، فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا ، والصائم عند فطره كذلك ، فكما أن الله تعالى حرّم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات ، فقد أذن له فيها في ليل الصيام ، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره ، فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا ، والله وملائكته يصلّون على المتسحرين ، فالصائم ترك شهواته لله في النهار تقربا إلى الله وطاعة له ، وبادر إليها بالليل تقربا إلى الله وإطاعة له ، فما تركها إلا بأمر ربه ، لا عاد إليها إلا بأمر ربه ، فهو مطيع له في الحالين ، ولذا نُهي عن الوصال في الصيام ، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه ، وأكل وشرب وحمد الله ، فإنه ترجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك .
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها )) ، وربما استجيب دعاؤه عند ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه (( إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد )) ، وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثابا على ذلك ، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوّي على العمل ، كان نومه عباده .
وفي الحديث الذي خرجه الترمذي وغيره (( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر )) ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره ، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته ، فيدخل في قول الله تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) ، ولكن شرط ذلك أن يكون فطره على حلال ، فإن كان فطره على حرام ، كان ممن صام عما أحل الله ، وأفطر على ما حرم الله ، ولم يستجب له دعاء ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يطيل السفر (( يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام ، فأنّى يستجاب لذلك )) رواه مسلم .
وأما فرحه عند لقاء ربه فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدّخرا ، فيجده أحوج ما كان إليه ، كما قال تعالى (( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )) وقال تعالى (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) .
قال سفيان بن عيينة : إن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم ، بل يدّخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
بتصرف من كتاب بغية الإنسان في وظائف رمضان
لابن رجب الحنبلي