المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمل أهل الإيمان في شهر رمضان



أهــل الحـديث
07-07-2013, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




عمل أهل الإيمان

في

شهر رمضان



بقلم



أبي عبد الله عبد الرزاق بن عبد الباقي بن عمر



غفر الله له ولوالديه



وللمسلمين



حقوق الطبع محفوظة للمؤلف إلا لمن أراد طبعه وتوزيعه مجانًا بدون زيادة أو نقصان أو تغيير فله ذلك وجزاه الله خيرًا،



- بسم الله الرحمان الرحيم -



قال الله تعالى:



شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

الآية185 من سورة البقرة


وفي الحديث القدسي:



"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"



متفق عليه
تقديم:أ.د.عاصم بن عبدالله القريوتي



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلقد اطلعت على الرسالة الموسومة ب عمل أهل الإيمان في شهر رمضان لأخينا الشيخ أبي عبدالله عبد الرزاق بن عبدالباقي بن عمر الجزائري فرأيتها مع صغر حجمها مقربةً لكثير من أحكام الصيام وأهمها، ذاكرًا الأدلة على المسائل، مع النصح لما يجب أن يكون عليه المسلمون خصوصًا في شهر رمضان المبارك.
والله أسأل أن ينفع بها، ويكتب الأجر لكاتبها، وأن يعيننا على الصيام والقيام وسائر الطاعات، وأن يتقبل سائر طاعاتنا، والحمد لله رب العالمين.

كتبه: أ.د.عاصم بن عبدالله القريوتي

في 6 شعبان 1434هـ


- بسم الله الرحمان الرحيم -


المقدمة:
إنّ الحمد لله نحمدهو نستعينه و نستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا، من يهـده الله فلا مضلّ لـه، ومـن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا اله إلا الله،وحده لا شريك لـه.
وأشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله.


يأيها الذين ءامنوا اتّقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون)1 )



(يأيها الناس أتّقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا كثيرا و نسآء و اتّقوا الله الذي تسآءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) 2



(يأيها الذين ءامنوا أتّقو الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )3

فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمـور محدثاتهـا، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.4
أما بعد:
فهذه رسالة لطيفة أقدمها لإخواني المسلمين داعيا الله سبحانه و تعالى أن يستفيدوا منها علما نافعا، و عملا صالحا في شهر تضاعف فيه الأجور, وتفتح فيه أبواب الجنّة ,وتغلق فيه أبواب النّار, وتغلّ فيه مردة الشياطين, وينادي كل ليلة يا باغي الخير هلمّ ,ويا باغي الشر أقصر.

ــــــــــــــــ

1ـ آل عمران102

2ـ النساء1

3ـ الأحزاب71.70

4ـ هذه خطبة الحاجة التي كان النّبي صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه وسائر شؤنه.



فحقيق أن يكون هذا الشهر الكريم موسما للعبادة والأعمال الصالحة وزاد ليوم المعاد .
وقد سميت هذه الرسالة:
عمل أهل الإيمان1 في شهر رمضان
و قال بعضهم :
تعلم العلم واعمل ما استطعت به *** لا يلهينك عنـه اللهـو والجدل.
"وعظمة هذا العلم وشرفه تجلّ عن الوصف والإحاطة ، ذلك أنّها أحكام تساير المسلم وتلازمه في عموم مسالك حياته فيما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين عباده.
فبها يشد حبل الاتصال بعبادة ربه في علانيته وسره، من طهارة، وصلاة وزكاة وصيام........." 2

والله أسأل أن يجعل عملي هذا لوجهه خالصا ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقا إنه جواد كريم.

وهذا أوان الشروع في المقصود،وقد رتبتها على حسب النقاط التالية:
- أولا تبييت النية:
عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له )3
وتكون النية بعزم القلب ليلا على الصوم غدا أو بالقيام إلى السحور من أجل الصوم.
ـــــــــــــــــــــ
1ـ والإيمان عند أهل السنة قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
وأماقول عوام الناس الإيمان في القلب فهو خطأ مردود.
والقول والعمل يدخل فيه قول وعمل القلب وقول اللسان وعمل اللسان والجوارح.
ومن أعمال الجوارح الصيام ، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان قولا وعملا.
2ـ مقدمة الشيخ بكرأبو زيد في التقريب لفقه ابن القيم 1/ 7،6

3ـ رواه أبو داود 2454وغيره وصححه الألباني
ـ ثانيا تأخير السحور:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة قلت كم بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية)1
ويتحقق السحور ولو بجرعة ماء لحديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( تسحروا ولو بجرعة ماء) 2
وإذا سمع النداء والإناء في يده فله أن يقضي حاجته منه لقوله صلى الله عليه وسلم( إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعهحتى يقضيّ حاجته منه) 3
- ثالثا صوم رمضان إيمانا واحتسابا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) 4
فالمسلم يصوم رمضان إيمانا بأن الله أوجبه عليه واحتسابا أي طلبا لوجهه وثوابه.


ــــــــــ



1- رواه البخاري1920ومسلم 2553



2- رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع1997



3- رواه أبو داود 2350وغيره وصححه الألباني


4- رواه البخاري2008 ومسلم
- رابعا الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس:
- الأكل والشرب عمدا
- الإبر المغذية
- الجماع
- القيء عمدا
- نية الإفطار
- الردة عن الإسلام

تنبيه:

أمور يضن أنها من المفطرات وهي ليست من المفطرات:

إستعمال العطر

السواك

إبتلاع الريق

التبرد بالماء *والإغتسال

القبلة والمباشرة لمن يملك نفسه عن الجماع

ذوق الطعام ونحوه للحاجة

القطرة والكحل

ـــــــــــــ

*ـ تنبيه: وأما السباحة في البحر وغيره فإذا خشي دخول الماء في جوفه فليمتنع عنها لقوله صلى الله عليه وسلم (و بالغ في الإستنشاق إلاّ أن تكون صائما )رواه أبو داود 142 وغيره وصححه الألباني.
- خامسا الأعذار المبيحة للفطر:


1ـ المرض والسفر:قال تعالى'' وَمَن كَانَ مريضا أَوْ عَلَى سفر فعدّة من أيام ٍأخر يُرِيدُ اللّهُ بكم اليسرولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ولتكملوا العدّة ولتكبروا اللّهَ عَلَى مَا هداكم ولعلكم تشكرون''1



2ـ الحيض والنفاس:عن عائشة رضي الله عنها قالت (كان يصيبنا فنؤمر بقضاء الصوم ولانؤمر بقضاء الصلاة) 2



3 ـ الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجىبرؤه:قال اللهتعالى''وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مِسْكِينٍ'' عَنْ عَطَاءٍ أنه سَمِعَ ابْنَ عباس يقرأهذه الآية, فقَالَ ابْنُ عَبَّاس(ليست بِمَنْسُوخَةٍ هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَليُطْعِمَانِ مَكَانَ كل يَوْمٍ مِسْكِينًا)3



والمريض الذي لا يرجى برؤه حكمه حكم الكبير



4ـ الحامل والمرضع :إذا لم تطيقا الصيام أو خافتا على أولادهما فلهما الفطر وعليهما الفدية , لقول ابن عباس رضي الله عنهما (إذا خافت الحامل على نفسها ،والمرضع على ولدها في رمضان قال : يفطران , ويطعمان مكان كل يوم مسكيناً ولايقضيان صوما).4

ـــــــــــــــــ
1ـ البقرة 184
و المسافر مخير بين الصوم والفطر إذا وجد قوة، وعند المشقة، فلا يشرع له الصوم لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلّل عليه فقال ماله ؟ قالوا رجل صائم قال صلى الله عليه وسلم: ليس من البر الصيام في السفر )وفي لفظ عليكم برخصة الله التي رخص لكم رواه مسلم 2612وغيره
2- رواه مسلم 763 وغيره
3- رواه البخاري4505
4ـ أخرجه الطبري وصححه الألباني في الإرواء4/19

وقدرالفدية المشروع هوإطعام كل يوم مسكين
عن أنس بن مالك أنه ضعف عن الصوم عاما،فصنع جفنه ثريد،ودعا ثلاثين مسكينا فأشبعهم 1
- سادسا الجود ومدارسة القرءان:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال( كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام و كان جبريل يلقاه كل ليلة رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرءان فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة)2
وكان الزهري( إذا دخل رمضان قال:فإنما هو تلاوة القرءان وإطعام الطعام)3.
وكان جوده صلى الله عليه وسلم بجميع أنواع الجود,من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى وإظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق,من إطعام جائعهم ووعض جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم4.


فليستيقظ الذين يقضون النهار في منام والليل في لهو وطعام والله المستعان



يقول الشيخ البشيرالإبراهيمي: يجب لليالي رمضان أن تكون حية عند المسلمين لا بما هم عليه من السهرات الوقحة ، واللهو الماجن ، والشهوات القاتلة ، فإن هذا النوع من الإحياء هو في حقيقة ،إماتة لحكمة الصوم وقتل لسره وخيره ومحو لروحانيته وآثاره النافعة. 5



- سابعا تربية الصبيان على الصوم:



عن الربيّع بنت معوّذ رضي الله عنها قالت( كنّا نصوّم صبياننا ونجعل لهم اللّعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار ) 6



ــــــــــــــــــ

1ـ أخرجه الدارقطني وصحح إسناده الألباني في الإرواء4/21


2- رواه البخاري1903 ومسلم



3 ـ (لطائف المعارف لابن رجب)



4- لطائف المعارف لابن رجب



5ـ آثار الإبراهيمي 2/293



6- رواه البخاري1960



- ثامنا إجتناب غيبة المسلمين:



قال الله تعالى: ''و لا يغتب بعضكمبعضاأيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه'' 1



و عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخشمون وجوههم و صدورهم،فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟قال: هم الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون في أعراضهم)2



فياعبدالله احذر من أكل لحوم إخوانك المسلمين وتذكّر في هذا الشهر الكريم قوله صلى الله عليه وسلم : (ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش)3



والغيبة هي ذكر الرجل بما فيه بما يكره من خلفه،وهي من الكبائر انظر رسالة الشيخ العوايشة (الغيبة) فهي نافعة في بابها



تاسعا ترك قول الزور و العمل به و الرفث و الصخب و السب:



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:( من لم يدع قول الزّور و العمل به فليس له حاجة أن يدع طعامه و شرابه)4



و عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى: (كل عمل ابن آدم له إلّا الصيام فإنه لي و أنا أجزى به و الصيام جنّة و إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والّذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه)5



ــــــــــــــــــــ



1- الآية 12 الحجرات



2- رواه أبو داود 4878 وصححه الألباني


3- أخرجه الطبراني وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير1999

4- رواه البخاري1903

5- رواه البخاري1904

فعلى المسلم أن يترك كل معصية فإنها تؤثر على صيامه، قال أهل العلم لأن الله تعالى فرض علينا الصيام بالتقوىقال الله تعالى: ''يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ''1
وقال بعضهم:والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفُحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرّفَث، فإن تكلّم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها مَن جالّس حامل المسك، كذلك مَن جالَس الصائم انتفع بمجالسته وأمِن من الزور والكذب والفجور والظلم . هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد إمساك عن الطعام والشراب) اهـ،
- عاشرا رجاء المغفرة من الله:
عن كعب بن عجرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ماكنّا نسمعه قال : إن جبريل عليه السلام عرض على فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له قلت:آمين فلما رقيت الثانية قال: بعدا لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك قلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعدا لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت:آمين)2
ولقد كان إمام المرسلين عليهأفضل الصلاة والتسليم كثير الاستغفار والتوبة إلى الله فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال (كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد
مائة مرة (رب اغفر لي وتب عليّ انك أنت التواب الرحيم) 3
ومن شروط قبول الاستغفار :
الإخلاص:
فالإخلاص شرط في قبول الأعمال جميعا.

ـــــــــــــــــ
1 - الآية ١٨٣ البقرة
2- أخرجه الحاكم في المستدرك 4/153ـ154 وقال الذهبي صحيح

3- رواه أبو داود 1516وغيره وصححه الألباني

الإقلاع عن الذنب:
قال بعض العلماء : الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
العزم في الاستغفار :
فقد جاء عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له)1
وفي لفظ: لمسلم( وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)
- الحادي عشر تعجيل الفطر:
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطر)2
وكان صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء فإذا قال(قد غربت الشمس أفطر )3
- الثاني عشر أن يفطر على الرطب* أو التمر- إن تيسر- أو الماء :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فان لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء)4
- الثالث عشر الدعاء عند الفطر:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله إذا افطر قال:( ذهب الظمأ وابتلّت العروق،وثبت الأجر إن شاء الله )5

ــــــــــــــــ

1- رواه البخاري 5979 ومسلم

* الرطب هو التمر الطري

2- رواه البخاري1957 ومسلم 2554

3- رواه الحاكم وابن خزيمة وصححه الألباني في الصحيحة2248

4- رواه أبو داود 2357وغيره وصححه الألباني

5-رواه أبوداود2357وغيره وصححه الألباني
- الثالث عشر إفطار الصائم:
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصّائم شيئا 1

ومن أفطر عند قوميقول لهم: ( أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم الرحمة، وأكل طعامكمالأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة كماروى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطرعند أهل بيت قال وذكر الحديث 2
- الرابع عشر اجتناب كثرة الأكل و الشرب:
عن المقدام بن معد يكرب الكندي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:( ‏ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه)3
فلييجتنب المؤمن كثرة الشبع و الشرب وليعمل بالحديث النبوي بحسب ابن آدم أكلات ........الحديث,ولا يتشبه بالكافر فإنه يأكل و يشرب في سبعة أمعاء لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم (ضافه ضيف وهوكافر فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب حلابه ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه ثم شرب حلاب سبع شياه ثم إنّه أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثمّ أمر له بأخرى فلم يستتمّها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: المؤمن يشرب في معي واحد و الكافر يشرب في سبعة أمعاء4)

ـــــــــــــــــــ

1-رواه الترمدي 807وغيره وصححه الألباني

2 ـ رواه أحمد (4/114 ، والترمذي رقم 807) وغيرهما ، وصححه الألباني

3 –رواه أحمد و الترمذي رقم:2380 وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الجامع5675

4- مسلم5379
- الخامس عشر صلاة التراويح:
عن أبي هريرة قال (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)1
وكان صلى الله عليه و سلم يقوم إحدى عشر ركعة عن عائشة رضي الله عنها قالت( ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) 2

وأما حديث أنه صلى ثلاثة عشرة ركعة قال محدث الشام محمد ناصر الدين رحمه الله :هما على الأرجح سنة العشاء البعدية أو ركعتان مخصوصتان يفتتح بهما صلاة الليل 3
- السادس عشر الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره)4
وعنها قالت: (كان النّبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله)5.
- السابع عشر الاعتكاف:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه و سلم (يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده)6

ـــــــــــــ

1- رواه البخاري 2009ومسلم 759

2- رواه البخاري 2012مسلم

3- انظر صلاة التراويح16وقيام الليل22

4- رواه مسلم 2788

5- رواه البخاري2024 واللفظ له ومسلم 2787

6- رواه البخاري2026




- الثامن عشر تحري ليلة القدر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم( يجاور في العشر الأواخر من رمضان و يقول (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)1
وعنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)2
ومن أدعية ليلة القدر: عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أريت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال:(قولي اللّهمّ إنك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي )3
- التاسع عشر الإعتمار:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:لما رجع النّبي صلى الله عليه و سلم عن حجته قال (لأمّ سنان الأنصارية ما منعك من الحج؟ قالت أبو فلان تعني زوجها(كان له ناضحان حجّ على أحدهما و الآخر يسقي أرضا لنا قال فإنّ عمرة في رمضان تقضي حجّة أو حجّة معي)4
- العشرون زكاة الفطر:
عن ابن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم( بزكاة الفطر أن تؤدى* قبل خروج الناس إلى الصلاة) 5

ـــــــــــــــــ

1- رواه البخاري2020 ومسلم2776

2- رواه البخاري2017

3- ر واه الترمذي 3513وغيره وصححه الألباني

4-رواه البخاري1863

*ويشرع جمعها قبل يوم العيد بيوم أو يومين فعن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ( و كانوا يعطونقبل الفطر بيوم أو يومين ) أخرجه البخاري ، وعند أبي داود بسند صحيح أنه قال : (فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين).

5- رواه البخاري1509
· وإخراجها يكون طعاما * لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال (كنا نخرج زكاة الفطر صاعا** من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب)1
· وتعطى للمسكين, لقوله صلى الله عليه وسلم(طعمه للمسكين)2

فائدة: والمسكين هومن له مال أو عمل لايكفيه.

ختاما:

هذا ما وفقنا الله لجمعه في هذه الرسالة المباركة إن شاء الله،و آخر دعوانا أن الحمد رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد وعلى آله و صحبه.


كتب:أبوعبد الله عبد الرزاق بن عبد الباقي بن عمرالجزائري



عام 1431 هـ


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

*- ولا يشرع إخراج القيمة بدلا عن الطعام جاء في المغني : مخرج القيمة قد عدل عن المنصوص فلم يجزئه كما لو خرج الرديء مكان الجيد وقال النووي في المنهاج ولم يجزئ عامة الفقهاء إخراج القيمة وأجازه أبو حنيفة

1- رواه البخاري245 ومسلم396
*** والصاع أربعة أمداد - إجماعا - وهو ما يعادل 2,75 لتر من الماء أومن القمح الرزين الجيد 2040 غ .

2- رواه البخاري 1506

ملخص الرسالة:
- أولا تبييت النية:
وتكون النية بعزم القلب ليلا على الصوم غدا أو بالقيام إلى السحور من أجل الصوم
- ثانيا تأخير السحور
- ثالثا صوم رمضان إيمانا واحتسابا:
فالمسلم يصوم رمضان إيمانا بأن الله أوجبه عليه واحتسابا أي طلبا لوجهه وثوابه
- رابعا الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس:
- الأكل والشرب عمدا
- الإبر المغذية
- الجماع
- القيء عمدا
- نية الإفطار
- الردة عن الإسلام
تنبيه:
أمور يضن أنها من المفطرات وهي غير ذلك:
استعمال العطر
السواك
التبرد بالماء والإغتسال
القبلة والمباشرة لمن يملك نفسه عن الجماع
ضوق الطعام ونحوه للحاجة.
- خامسا الأعذار المبيحة للفطر:

المرض والسفر
الحامل أو المرضع
الكبيرالذي لايستطيع الصوموالمريض الذي لا يرجى برؤه

- سادسا الجود ومدارسة القرءان :
وكان جوده صلى الله عليه وسلم بجميع أنواع الجود,من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى وإظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق,من إطعام جائعهم ووعض جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم.(لطائف المعارف لابن رجب)


فليستيقظ الذين يقضون النهار في منام والليل في لهو وطعام والله المستعان

يقول الشيخ البشيرالإبراهيمي: يجب لليالي رمضان أن تكون حية عند المسلمين لا بما هم عليه من السهرات الوقحة ، واللهو الماجن ، والشهوات القاتلة ، فإن هذا النوع من الإحياء هو في حقيقة ،إماتة لحكمة الصوم وقتل لسره وخيره ومحو لروحانيته وآثاره النافعة.
- سابعا تربية الصبيان على الصوم


- ثامنا اجتناب غيبة المسلمين: هي ذكر الرجل بما فيه بما يكره من خلفه، انظر رسالة الشيخ العوايشة (الغيبة) فهي نافعة في بابها



ـ تاسعا ترك قول الزور و العمل به و الرفث والسب، وفول إني صائم لمن شتمه أو قاتله

وقال بعضهم:والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفُحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرّفَث، فإن تكلّم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها مَن جالّس حامل المسك، كذلك مَن جالَس الصائم انتفع بمجالسته وأمِن من الزور والكذب والفجور والظلم . هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد إمساك عن الطعام والشراب) اهـ،
- عاشرا رجاء المغفرة من الله
:ولقدكان إمام المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم كثير الاستغفار والتوبة إلى الله فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة (رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) رواه أبو داود.
ومن شروط قبول الاستغفار :
الإخلاص: فالإخلاص شرط في قبول الأعمال جميعا.
والإقلاع عن الذنب قال بعض العلماء : الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
والعزم في الاستغفار : فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ليعزم المسالة فإنه لا مكره له رواه ابن خزيمة
- الحادي عشر تعجيل الفطر
- الثاني عشر أن يفطر على الرطب أو التمر- إن تيسر- أو الماء

الرطب هو التمر الطري
- الثالث عشر الدعاء عند الفطر:
( ذهب الظمأ وابتلت العروق،وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني
- الرابع عشر اجتناب كثرة الأكل و الشرب
- الخامس عشر صلاة التراويح
- السادس عشر الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر
- السابع عشر الاعتكاف
- الثامن عشر تحري ليلة القدر
- التاسع عشر الإعتمار :
لقوله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة
- العشرون زكاة الفطر