المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو فعلنا هذا في رمضان !!



أهــل الحـديث
07-07-2013, 03:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صصص وعلى آله وصحبه وسلم ؛ أما بعد :

لن أتكلم كثيرًا ؛ وإنما كل الذي أريد قوله :

إن الله جعل الصيام لتحصيل التقوى ؛ قال تعالى : فففيا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ققق .

فلا بد أيها الأحبة من وقفة نراجع فيها حساباتنا قبل الشهر المبارك ؛ مضمونها : كيف أحصّل التقوى في رمضان ؟ ولتضع لنفسك خطة في ذلك كما تضع لنفسك خطة في ختم القرآن .



فلنبدأها بجلسة محاسبة حتى ندخل الشهر بقلوب زاكية ؛ فشتان بين من يدخل الشهر بلسانه وحركات جوارحه وبين من يدخل الشهرَ بقلب حاضرٍ تحركه آيات ربه التي يقرؤها ويسمعها .



ومن المشروعات التي أوصي نفسي وإخواني بها خلال الشهر : ننن التنقل في منازل العبودية ننن .



فلو أتينا إلى فهرس كتاب مدارج الساكين لابن القيم -رحمه الله - لوجدنا أنه ذكر العديد من منازل العبودية بالترتيب ؛ فلو استخرجتها في ورقة وعلقتها أمام عينيك ، وعزمتَ على القيام بها بكل وسعك ؛ لكان خيرًا كثيرًا .



وإني لا أقول : تُذَاكِرُ مدارجَ السالكين ؛ ولكني أقول : محاولة التدرج والسير في طريق العبودية بمنهجية ، وإنما المدارج مثال ؛ وكل ينتقي ما أراد وليفدنا به .

ومثال على ما أردتُ من كلام ابن القيم -رحمه الله- :

( فأول منازل العبوديةِ اليقظةُ ؛ وهي : انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين ، ولله ما أنفع هذه الروعة ! وما أعظم قدرها وخطرها ! وما أشدَّ إعانتها على السلوك ! فمن أحسّ بها فقد أحسّ - واللهِ - بالفلاح ، وإلا فهو في سكرات الغفلة .


فإذا انتبه شَمَّرَ لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سُبِىَ منها .

فحي على جنات عدن فإنها نننننن منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى نننننننعود إلى أوطاننا ونسلم


فأخذ في أُهْبَة السفر فانتقل إلى منزلة العزم ؛ وهو العقد الجازم على المسير ، ومفارقة كل قاطع ومعوق ، ومرافقة كل معين وموصل ؛ وبحسب كمال انتباهه ويقظته يكون عزمه وبحسب قوة عزمه يكون استعداده .


فإذا استيقظ أوجبت له اليقظةُ الفكرةَ ؛ وهي : تحديقُ القلب نحو المطلوب الذي قد استعد له مجملًا ولما يهتدِ إلى تفصيله وطريق الوصول إليه .


فإذا صحت فكرتُه أوجبتْ له البصيرةَ ؛ فهي نور في القلب يبصر به الوعدَ والوعيد والجنة والنار ، وما أعدَّ الله في هذه لأوليائه وفي هذه لأعدائه ؛ فأبْصَرَ الناسَ وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق ، وقد نزلت ملائكة السماوات فأحاطت بهم ، وقد جاء الله وقد نصب كرسيه لفصل القضاء ، وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهداء ، وقد نصب الميزان وتطايرت الصحف واجتمعت الخصوم وتعلق كل غريم بغريمه ، ولاحَ الحوضُ وأكوابه عن كثب وكثر العطاش وقل الوارد ، ونصب الجسر للعبور ولزّ الناس إليه ، وقسِّمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه ، والنار يحطم بعضها بعضًا تحته ؛ والمتساقطون فيها أضعاف أضعاف الناجين = فينفتح في قلبه عينٌ يرى بها ذلك ويقوم بقلبه شاهدٌ من شواهد الآخرة يريه الآخرةَ ودوامَها والدنيا وسرعةَ انقضائها ؛ فالبصيرة نورٌ يقذفه الله في القلب يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل كأنه يشاهده رَأْيَ عينٍ فيتحقق مع ذلك انتفاعه بما دعت إليه الرسل وتضرره بمخالفتهم ...) . اهــ مدارج السالكين .



ننننننننن


أعتذر أَنْ كان الكلام غير مرتبٍ ؛ نظرًا لضيق الوقت .