المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( همتي هي دعوتي ودعوتي هي همتي )



عميد اتحادي
06-07-2013, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركنة









الهمة في الدعوة
و
همتي في دعوتي



أُخي فامض لا تلتفت للوراء
طريقك قد خضبته الدماء



ولا تلتفت ها هنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء



الوقت هو حياة المحسنين لأنفسهم ..
وموت المستهترين بدنو الأجل ..
فعلى قدرأهل العزم تأتي العزائم ..
وتأتي الهمم ..
همم عالية ..
تراود شخصا قد عاش يتأمل مسؤوليته في هذه الحياة الدنيا ..
فينتعش بتلك الهمة ..
ولا يكترث بكثرة العوائق ..
فعزمه بالتوكل على الله ومناجاته ..
همتنا إلى أين ؟!!
هل هي سراب ..
أم دمار ..
أم طموح يُسعى له ..
ويُتطلع به إلى المعالي ..
كلنا في هذه الحياة سائرون ..
على نفس المسار الذي خلقنا من أجله ..
نسير للآخرة ..
لكن هل قدمنا همة عالية من أجل ..
{ الحياة الخالدة }
!!
الهمة عمل قلبي ..
والقلب محل النية ..
ومحل التوكل ..
ومحل القوة والعزيمة ..
ومحل الهمة ...
من القلب تنطلق الهمة ..
فهمتنا هي :
الهمة العالية في الدعوة إلى الله تعالى ..
حلق في سماء الدعوة إلى الله ..
وازرع بستان الدعوة والأمل ..
اقتحم أسوار الخوف ..
لا تنتظر التشجيع من أحد ..
فكلنا هنا دعاة ..
حلق بهمتك إلى الآفاق ..
وانطلق بها نحو فضاء اللاحدود ..
ما أجمل أن نحمل الهمة العالية في الدعوة إلى الله ..
إنه طريق سهل وبسيط ..
عمل من أحب الأعمال إلى الله ..
الكل يتمنى أن يتوب على يديه الكثير ..
الكل يتمنى أن يقف على منبر الدعوة ويخاطب من
حُرم من لذة الطاعة ..
حُرم من جنة عرضها السماوات والأرض ..
حُرم من حلاوة الدنيا وسعادتها ..




لنقف لحظة ونتأمل مع أنفسنا قليلا ..
ونخاطب عقولنا ..
أليست همتنا تقودنا إلى الرديئ أو الجيد ..
وكل روح مسلمة تأبى الذل في الهمة ..
لا تريد الوصول إلى قبيح يُذكر بين الله وملائكته ..

إذا :
هناك طموح عالي ..
ليس كأي طموح ..
إنه طموح الداعية والداعي إلى الله تعالى ..
ربما قد فهم الكثير منا معنى الدعوة إلى الله فهما خاطئا ..
فاستصعب عليه أن يسلك هذا الطريق ..
الذي لا يذق حلاوته إلا من سار فيه ..
الكثير يظن أن الدعوة إلى الله ..
هي الوقوف على المنبر ..
وإلقاء كلمات مؤثرة مع بعض النصائح التوجيهية ..
الكثير يظن أن الدعوة إلى الله شهرة لابد وأن تحصل ..

لكننا أخطأنا الاعتقاد ..
ونسينا أنها الخصلة التي أُمرنا بها جميعا ..
نساء ورجالا ..
في كتاب عظيم ..
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..

الهمة في الدعوة
هي أن تلتزم بطريق صحيح .. فيه خير وصلاح للأمة البشرية ..
أن تجمع الصدقات من أفراد أسرتك ومن أصدقائك وتتصدق بها على أسرة محتاجة فتلك دعوة ..
أن تساهم في عمل الخير فهذه دعوة ..
أن تكتب موضوعا دعويا فتلك دعوة ..
أن تعمل مطويات وتقوم بتوزيعها فتلك دعوة ..
أن تحث على قراءة القرآن فتلك دعوة ..
أن تبتسم ولا تحقد ولا تحسد فتلك دعوة ..
أن تقوم بإرسال رسالة دعوية عبر الجوال أو الايميلات فتلك دعوة ..

قد يقول البعض ويتساءل أهذه دعوة ..
نقول لك : نعم .. إنها دعوة إلى الدين ..
والسير على طريق الله المستقيم ..
إنها دعوة إلى العيش في ظل الخير ..

كيف ذاك ؟
سأجيبك إجابة تملأ قلبك طموحا للدعوة إلى الله ..
نحن لا نعلم الغيب ..
ولا نقدر القدر ..
نحن لا نعلم متى يتوب فلان وفلانة وكيف ومتى ..
نحن من يتملك القلم الدعوي بنصيحة أو عبارة أو تصميم فقط ..
والتوبة والهداية من الله ..
{ ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء }
أتعلم كيف !!
متشوقون للإحابة :
ربما تقوم بالصدقة فيراك شخص آخر فيتأثر بك ..
تبتسم حين الغضب وترد السيئة حسنة فيتراجع الآخر إلى صواب من نفسه ..
تكتب موضوعا هادفا في موضوع دعوي ما
لعل غيرك يقرأه فيقع في قلبه النفع فيتأثر ..
ربما صممت فديو معين فاطلع عليه شخص ما كان في ضائقة أو حزن فتأثر به ..
الكثير والكثير والكثير ..
الذي يصعب علينا حصره ..

لن أُجمل العبارات في طرق الدعوة ..
فكلنا نعلم ..
ولكننا نتساهل ..
أو قد يحصل نوعا من الخمود في الدعوة ..

عظموا الهمة العالية في الدعوة ..
كونوا دعاة إلى الله ..
بلباسكم .. بأخلاقكم .. بابتسامتكم .. بالصدقة ..
بإعطاء فكرة لمشروع دعوي ..
بأذكار الصباح .. والمساء ..
بحل مشكلات أرهقت تائها في طريق العصي ..
والفجور ..
جميعنا دعاة ..
لكن أين الهمة العالية في الدعوة إلى الله !!
أين من يمتلك حب الله !!
ننطق بحبنا لله تعالى .. ونحن لا ندعوا له وإليه !!
إذاً كذبنا ورب العباد ..
كذبنا على أنفسنا ..
هل لديك ما يُشغلك عن الله !!
لن تقول نعم ..
ولن تستطيع ..
وليست لديك الحجة الكافية ..
لا تمتلك حجة فالأساس ..
أنت خُلقت من أجل الله تعالى ..
فكيف دعونا لغيره !!!!
تتساءلون وتقولون بأننا لم ندعُ للكفر والعياذ بالله ..
أعلم ..
لكن البعض وأسأل الله أن يهديهم دعوا لغير الله ..
فالبعض قد سمع أغنية فلان فدعا زميله الآخر لسماعها ..
وربما حفظها ..
والآخرى دعت لمشاهدة مسلسل هابط وقد دلت زميلتها على قناة البث وموعده ..
أليست دعوة تغضب الله تعالى !!!!
هذا يدعوا أشخاصا لمشاركة حفلة خاصة قد قامت على موسيقى صاخبة ..
ومغنية فاجرة سافرة ..

أليست دعوة لغير الله ..!!
هل هي من أجل الله تعالى !!
لا والله ..
ليست دعوة لله ..
رحمآك ياآلله ..
رحمآك ربي ..
عبادك المسلمون يدعون لغيرك ..
يتونسون ..
ولا أنس إلا بالدعوة إليك ..
لا أنس إلا بالتقرب إليك يارب ..
لا أنس إلا أنس الفوز بالجنة ..
ولا أنس إلا أنس النجاة من النار ..
أين الهمة العالية فالدعوة ..
أين من رسم أمنية الدعوة واتخذها نهج حياته ..
أين من لبى نداء الله تعالى في الأمر والنهي له سبحانه ..
أين من يخاف الله ويتقيه ..





الآن وبعد هذا الكلام الطويل الذي أظنه قصيرا في حق المولى تعالى ..
هل قررتم أن تكونوا دعاة لله تعالى ..
أم تريدون التفكير أكثر !!
أسمعتم بخادمة حينما زارها متطوعين وهي راقدة على سرير أبيض
في المستشفى الفلاني
بكت بكاء شديدا
وسألت هل أنتم مسلمين
فأجابوها بنعم
فبكت أكثر حتى كاد قلبها يتقطع
وأعلنت إسلامها لله تعالى
قالت للزوار :
أنت مسلمون ولا ندري ما هي أخلاقكم
كنت أسمع كلاما آخر عن المسلمين
فبعد أن رأيت زيارتكم لي وابتسامتكم
أعلنت إسلامي
الله أكبر ..
ألم أقل لكم ..
الدعوة إلى الله تعالى كنز لا يعرفه إلا من طمح إليه ..
دعوة من خلال ابتسامة .. وزيارة مريض ..
وكلمة وصدقة ومسح لرأس يتيم ..

دعوتي هي همتي
وهمتي هي دعوتي


محبكم في الله