المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقض شبهة المرجئة " الاستحلال "



أهــل الحـديث
06-07-2013, 04:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


: الاستحلال ينقسم إلى قسمين :
• استحلال قولي , كأن يقول : هذا حلال وهذا حرام , لقوله تعالى : ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ﴾ الآية.
• استحلال عملي وذلك كالترخيص لما حرم الله المجمع على تحريمه , ودليل ذلك حديث البراء بن عازب ( أن الرسول بعث عمه إلى رجل نكح زوجة أبيه , وأمره أن يقتله ,ويسلبه ماله ,وعقد له الرسول راية , فدل على ردة هذا الرجل .
• ومن الامثلة في زماننا الترخيص للبنوك الربوية ولبيوت الدعارة وللخمارات راجع كتاب نواقض الإيمان ص322
• شبهة في الاستحلال :
ظن بعض الناس أن قدامة بن مظعون استحل الخمر. ومثل هذا لا يعذر بالتأويل لأن تحريم الخمر مما لا تدخله شبهة لوضوح الأدلة وقطعية دلالتها فلا يسوغ فيها التأويل , والجواب أن قدامة إنما استحل الخمر لطائفة من الناس وهم الذين اتقوا, لقوله تعالى : ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ فما فعله قدامة هو استحلال جزئي لا استحلال كلي , ومثل هذه الاستحلال الجزئي يسوغ فيه التأويل كما كان ابن عباس يستحل ربا الفضل لحديث ( إنما الربا في النسيئة ) فظن ابن عباس أن الحديث حصره للربا في النسيئة ,ولم يستحل ابن عباس الربا استحلالا عاماً , إذاً فالاستحلال الجزئي يسوغ فيه التأويل ,أما الكلي فلا .
مسألة :
المسائل الخفية وهي التي تخفى على عامة المسلمين وهي من علم الخاصة ,فمن جحد شيئاً من المسائل الخفية أو استحل محرماً منها وهو جاهل بها فإنه لا يكفر ويعذر بجهله حتى تقام عليه الحجة ,فإن جحدها واستحلها بعد ذلك كفر ومن أمثلتها فرض السدس للجد ونكاح المرأة وخالتها أو عمتها وغير ذلك .
مسألة :
التأويل يعد من موانع التكفير بشرط : أن يكون له وجه في لغة العرب ,ويسمى هذا النوع التأويل السائغ ,وذكر الشافعي في الأم الإجماع على العذر بالتأويل ,كمن تأول اليد لله بالقدرة ,أما التأويل الغير سائغ فإنه لا يعد مانعاً من موانع التكفير وكمن يؤول اليدين بالسماء والأرض فهذا كافر ولا يقبل تأويله.
إذا اجتهد العالم في أمور يسوغ فيها الاجتهاد فاستحل محرماً فإنه لا يكفر ,ويعذر باجتهاده ,كمن استحل إتيان النساء في أدبارهن أو استحل النبيذ إذا تغير .قاله شيخ الإسلام في كتاب الاستقامة .
أما المسائل التي لا يسوغ فيها الاجتهاد فإذا أقدم العالم على الاستحلال لها كفر كالزنا .