المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغضب : فالغضب نارٌ موقدة تأكل أواصر المجتمع .



الاهلي الراقي
04-07-2013, 02:00 AM
مشـهد
أم مسكينة حدثت مشكلة بين أولادها
فوقفت لتحجز فيما بينهم فما استمعوا لها
ولا احترموا رأيها وكلمتها , فسقطت على الأرض
واتصلوا بالإسعاف ونقلوها إلى المستشفى وأدخلوها العناية المركزة
وبسبب الصدمة حدث لديها ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وجلطة
وعادت لبيتها على كرسي متحرك ..
وكادت أن تفقد آخر أنفاسها وتموت ..!
فندموا أشدّ الندم على ما فعلوا في ساعة لا ينفع فيها الندم ..!!

::

مشهد..~
جاء الزوج إلى البيت ينتفض غضباً والزوجة لا تعلم بأنه غاضب
فأخذت تتحدّث معه عن أمرٍ ما يخص أولادها فصرخ بها
وحدث جدال عقيم بينهما .. فسمع أولادهم ذلك النقاش

والصّراخ الذي بين والديهما
مما أصاب الطفل الصغير بعقدة ,
فأصابه الرّوع وأصبح يخاف من كلّ
صوت مرتفع فيجلس في عزلة ويبكي ..!!

::

مشهد
مزاح بسيط وهادئ بين الأخ وأخته
حين كانت تتابع برنامجاً ما في أحد القنوات التلفزيونية
وجاء وأخذ منها جهاز التحكّم وغيّر محطة التّلفاز
فأثار غضبها ذلك الأمر البسيط فطلبت منه أن يعيده
إلى المحطة التّي كانت تتابعها فرفض الأخ
وفي لحظة الغضب ضربها على رأسها ضربة قاسية جداً
فأثّرت تلك الضربة على أعصاب العين ففقدت بصرها ..!!
ولم يكن متقصّداً أن يجعلها ضريرة أيام حياتها المتبقية ..!

::


مشهد
مرّ شخص على محل لبيع الأجهزة الإلكترونية
وأراد شراء جهاز إلكتروني
فاختلف مع صاحب المحل على السعر
فحدث بينهما جدال ورفع يده على صاحب المحل ودفعه
" كان البائع رجلاً كبيراً في السنّ "
فأثار غضبه وتأثّر قلبه فنقلوه إلى المستشفى
ثمّ فقد أنفاسه إثر أزمة قلبية وسُجن المُشتري
لأنّه كان السبب في وفاة صاحب المحل

::


مشهد
شابان في مقتبل العمر
كانا يلعبان الكرة مع أصحابهما في
فسحة على جانب الطريق " ساحة "
فخسر أحد الفريقين اللعب وأثار غضب الفريق الخاسر
وأخذ يشكّك في اللعب ويسب ويشتم بالطرف الآخر
وتقدم شاب متهوّر وضرب أحد اللاعبين بحجر كبير
فشقّ رأسه بها ونقلوه للمستشفى وأصيب بنزيف حاد في المخ
والشاب المتهوّر تم سجنه
فكان انفعاله وسوء تعامله هو سبب سجنه
وكان هذا درساً له جعله يستيقظ من غفلته
ويتمنى الخروج من السّجن ليحسن معاملة الغير .

..~

وكم تتكرّر مثل هذهِ المشاهد كثيراً بمجتمعنا ..!

يجب على كلّ إنسان أن يتحكّم بانفعالاته

لكي يكمل مسيرة حياته بيسر وهدوء

ويعيش بين النّاس رافعاً لرأسه لا يخفضه موقف أو ساعة غضب

هناك بعض الأشخاص حينما يغضبون , يفقدون أعصابهم ,

فلا يعلمون ما يقولون ولا يتذكرون ما فعلوا إلا بعد حين

وفيما بعد يندمون أشدّ الندم

هؤلاء هم من يضحك عليهم الشيطان ..

يتحكّم بهم فيشعل الفتنة في قلوبهم ويجعلهم كالنّار الموقدة

وسبحان الله الذّي بذكره تطمئن القلوب ..~

تساؤلات

كيف أمسك نفسي عند الغضب ..؟

يجب على الغاضب أن يتعوّذ بالله من الشيطان

لكي لا يسيطر عليه فينتصر


قال تعالى
( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
( فصلت: 36 )


::

للأسف هناك من هم حينما يغضبون يفقدون عقولهم

_ يتفوّهون بكلام جارح للشخص المقابل

_ لا يقبلون النّصيحة

_ لا يتركون مجالاً للنّقاش والاستماع للرأي الآخر

_ يتجاوزون حدودهم على الطّرف الآخر د
وربّما يمدّون أيديهم ويضربون المقابل ..!

_ يكسّرون أشياء بحجّة أنّهم غاضبين ..!



::

وكم من المشاكل التّي تحدث في البيوت بسبب الغضب

والجدال العقيم والصّدامات .. .؟!

كم من العوائل يذهبون ضحيّة لحظة غضب ..!


فمن هنا أوجه دعوة لكل من يقرأ هذه الكلمات

بأن يكف عن الجدال والنزاع ويترك الغضب

لأنه يفتح بابًا من أبواب الشيطان

وحتى لا يصدر منه ما لا يليق بشخصه ويُقال بأنّه مجنون ..!

_ تتأثّر سمعته فتسقط هيبته بين النّاس


_ وعلى ماذا نغضب ؟

هل الأمور التي تثير غضبنا تستحقّ

لا والله فكلّها من أجل دنيا فانية ,
وكلّنا تاركوها وراحلون إلى الدار الآخرة

لنفكر ونتدبّر بأننا لو كنا في أحد نوبات غضبنا

فقدنا روح الطرف الآخر أو ضحيّة من أهل بيتنا

فماذا سنحصد ..؟

لا شيء بالتأكيد سوى لوم وندم


همسة

لنمسك انفلات أعصابنا و نكون قدوة لمن حولنا

بهدوئنا وخُلقنا الرفيع ونبني حياتنا على أساس التّفاهم

لترتقي مجتمعاتنا نحو الأفضل فهي خير الأمم التي بعثها الله

ونطيّب خواطر والدينا وأهلينا ومن حولنا بالكلمة الطيّبة

والأفعال التي يشهد لها التاريخ

الله يهدينا جميعا

ويثبّتنا على الصراط المستقيم

ولنكن ممّن قال الله فيهم :

{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

( آل عمران : 134)