بـيـبـرس
03-11-2006, 08:39 AM
فهد السلمان
في مكة المكرمة وفي جدة.. تتفشى بشكل لافت ظاهرة المعاقين من غير الجنسية السعودية الذين يمتهنون التسول في الأماكن العامة.. خاصة من الأفارقة والأفغان وغيرهم.. وإن كانت جدة تُضيف إلى رصيدها أيضا الغربان والقطط الضالة..التي تتصدى لتفريق أكوام القمامة في الطرقات وهي تبحث عن طعامها.. مما جعل ( العروس ) وتحديدا في أحيائها الداخلية تُضطر لأن تتنازل عنوة عن لقبها الشبابي كعروس للبحر.. لصالح اسمها التاريخي ك ( جدة ) طاعنة في السن !.
تتساءل في داخلك : أين منك تلك المدينة التي طالما أحببتها وقدّمت نموذجا باهرا للمدن السعودية بقدرتها على صياغة نفسها كقارورة عطر ؟.. لكنك لن تجد سوى طيف من الذكريات يغمس رأسه في مياه البحر الذي طاله التلوث.. أمام أنظار بضعة من عمّال النظافة الذين يبحلقون في المارة ويتأمّلون ماركات السيارات العابرة.. أكثر ممّا يقومون بواجباتهم.
ترى هل هي العروس أم أنها جدة خلعت بعض أسنانها.. تتساءل هكذا وأنت بالكاد تتفادى الارتطام بحافة الرصيف الذي سيأخذك إلى المخرج الذي تبحث عنه من الطريق العام.. بعد أن ضاعت ملامحه، وأصبح لا يُرى في عتمة الظلام إلاّ بعد اجتيازه إن قيّض الله لك السلامة !.
أعود لما بدأتُ به.. حول أولئك القادمين من أواسط أفريقيا من الأطفال والشيوخ والنساء من ذوي العاهات المزدوجة شفانا الله وإياهم.. لأفتش عن دور سفاراتنا في تلك الدول والتي منحت هؤلاء سمة الدخول وهم من العاجزين تماما عن رعاية أنفسهم.. وممن قد تسقط عنهم فريضة الحج.. لأنهم لا يستطيعون إليه سبيلا.. خاصة وأن التبرير السائد الذي نسمعه من حين لآخر من بعض المسؤولين.. أنهم من المتخلفين بعد الحج والعمرة.. فكيف يحصل هؤلاء على سمات دخول لغرض الحج الذي لا يستطيعون بإعاقاتهم وظروفهم أداء أركانه وشروطه وواجباته.. في الوقت الذي لم نسمع فيه قط عن وجود متسللين إلى البلد من تلك الدول عبر البحر على قوارب صيد من المهاجرين غير الشرعيين.. كما يحدث في أسبانيا مثلا أو في جنوب فرنسا أو سواحل استراليا.
هؤلاء الذين باتوا يشكلون عبئاً حقيقيا على واقعنا الاجتماعي.. ومظهرا لا إنسانيا أمام أبناء الوطن وضيوف الرحمن الذين يقصدون هذه الأماكن على مدار العام.. كيف جاؤوا ؟.. هل ترك السفراء في تلك الدول للقناصل مهمة منح التأشيرات لكل من يبدي الرغبة في الحج أو العمرة دون التأكد من قدرته البدنية على تحمّل مشاقهما ؟.. ليتحولوا في النهاية إلى عبء على الوطن.. أخلاقيا وحضاريا.. وكأن قدر هذه البقعة من الأرض أن تبقى موئلا لكل ذوي العاهات من كل دول العام الإسلامي ؟..
نعم نحن نشفق على هؤلاء، ونعطف عليهم.. لكنّ ثمة التزاماً أخلاقياً على دولهم التي قدموا منها جهة رعايتهم والتخفيف من مصابهم.. والمملكة لديها من مواطنيها من هم في مثل ظروف هؤلاء ولا يجوز أن تحمّلها سفاراتها أو بعض سفاراتها التي تتجاوز أحيانا في التدقيق في منح تلك السمات لغير القادرين على الاعتماد على أنفسهم.. عبئأ إضافيا آخر.. ليصلوا بذريعة الحج أو العمرة أو الزيارة.. ثم لا يجدوا أمامهم مناصا للعيش سوى التسول في الطرقات أو إنفاق الوقت في صناديق القمامة للعثور على علبة مشروب غازي فارغة أو جمع الكراتين لبيعها بثمن بخس على مصانع ورق الكرتون وما إليها.
لا أستطيع أن أجد أيّ تبرير لأيّ قنصلية تمنح رجلا مقطع الأطراف الأربعة سمة دخول باسم الحج.. ولا أستطيع أيضا أن أجد أي تبرير لوقوف طفلة أفغانية في الثامنة من عمرها بثياب مهترئة أمام بعض المتاجر الشهيرة تبيع أقراص اللبان بعد منتصف الليل.. ولا أحد يستطيع أن يجد مبررا لسيدة أفريقية في العقد السابع أو الثامن من عمرها وهي تفاجئك وأنت تصفّ سيارتك لتخرج إليك من برميل زبالة وهي تحمل لوحا من ورق الكرتون كمن ظفر بغنيمة.. هذه ليست مشاهد سعودية حتى وإن كان المكان سعوديا !.
إذن لابد من معالجة هذا الوضع الذي لا يليق بسمعة هذا الوطن ولا بأداء جمعياته الخيرية ومؤسساته الإنسانية.. وهي حتما غير معنية بهذه المشكلة الوافدة.
لا بد من إعادة النظر في عملية منح سمات الدخول حتى لا تتحوّل الأماكن المقدسة وجدة على وجه الخصوص إلى كانتون للمعاقين من غير المواطنين ممن يوظفون عاهاتهم للأسف في كسب قوتهم وفي واحدة من أهمّ واجهات الوطن.
مـنـقـول مـن صـحـيـفـة الـريـاض
في مكة المكرمة وفي جدة.. تتفشى بشكل لافت ظاهرة المعاقين من غير الجنسية السعودية الذين يمتهنون التسول في الأماكن العامة.. خاصة من الأفارقة والأفغان وغيرهم.. وإن كانت جدة تُضيف إلى رصيدها أيضا الغربان والقطط الضالة..التي تتصدى لتفريق أكوام القمامة في الطرقات وهي تبحث عن طعامها.. مما جعل ( العروس ) وتحديدا في أحيائها الداخلية تُضطر لأن تتنازل عنوة عن لقبها الشبابي كعروس للبحر.. لصالح اسمها التاريخي ك ( جدة ) طاعنة في السن !.
تتساءل في داخلك : أين منك تلك المدينة التي طالما أحببتها وقدّمت نموذجا باهرا للمدن السعودية بقدرتها على صياغة نفسها كقارورة عطر ؟.. لكنك لن تجد سوى طيف من الذكريات يغمس رأسه في مياه البحر الذي طاله التلوث.. أمام أنظار بضعة من عمّال النظافة الذين يبحلقون في المارة ويتأمّلون ماركات السيارات العابرة.. أكثر ممّا يقومون بواجباتهم.
ترى هل هي العروس أم أنها جدة خلعت بعض أسنانها.. تتساءل هكذا وأنت بالكاد تتفادى الارتطام بحافة الرصيف الذي سيأخذك إلى المخرج الذي تبحث عنه من الطريق العام.. بعد أن ضاعت ملامحه، وأصبح لا يُرى في عتمة الظلام إلاّ بعد اجتيازه إن قيّض الله لك السلامة !.
أعود لما بدأتُ به.. حول أولئك القادمين من أواسط أفريقيا من الأطفال والشيوخ والنساء من ذوي العاهات المزدوجة شفانا الله وإياهم.. لأفتش عن دور سفاراتنا في تلك الدول والتي منحت هؤلاء سمة الدخول وهم من العاجزين تماما عن رعاية أنفسهم.. وممن قد تسقط عنهم فريضة الحج.. لأنهم لا يستطيعون إليه سبيلا.. خاصة وأن التبرير السائد الذي نسمعه من حين لآخر من بعض المسؤولين.. أنهم من المتخلفين بعد الحج والعمرة.. فكيف يحصل هؤلاء على سمات دخول لغرض الحج الذي لا يستطيعون بإعاقاتهم وظروفهم أداء أركانه وشروطه وواجباته.. في الوقت الذي لم نسمع فيه قط عن وجود متسللين إلى البلد من تلك الدول عبر البحر على قوارب صيد من المهاجرين غير الشرعيين.. كما يحدث في أسبانيا مثلا أو في جنوب فرنسا أو سواحل استراليا.
هؤلاء الذين باتوا يشكلون عبئاً حقيقيا على واقعنا الاجتماعي.. ومظهرا لا إنسانيا أمام أبناء الوطن وضيوف الرحمن الذين يقصدون هذه الأماكن على مدار العام.. كيف جاؤوا ؟.. هل ترك السفراء في تلك الدول للقناصل مهمة منح التأشيرات لكل من يبدي الرغبة في الحج أو العمرة دون التأكد من قدرته البدنية على تحمّل مشاقهما ؟.. ليتحولوا في النهاية إلى عبء على الوطن.. أخلاقيا وحضاريا.. وكأن قدر هذه البقعة من الأرض أن تبقى موئلا لكل ذوي العاهات من كل دول العام الإسلامي ؟..
نعم نحن نشفق على هؤلاء، ونعطف عليهم.. لكنّ ثمة التزاماً أخلاقياً على دولهم التي قدموا منها جهة رعايتهم والتخفيف من مصابهم.. والمملكة لديها من مواطنيها من هم في مثل ظروف هؤلاء ولا يجوز أن تحمّلها سفاراتها أو بعض سفاراتها التي تتجاوز أحيانا في التدقيق في منح تلك السمات لغير القادرين على الاعتماد على أنفسهم.. عبئأ إضافيا آخر.. ليصلوا بذريعة الحج أو العمرة أو الزيارة.. ثم لا يجدوا أمامهم مناصا للعيش سوى التسول في الطرقات أو إنفاق الوقت في صناديق القمامة للعثور على علبة مشروب غازي فارغة أو جمع الكراتين لبيعها بثمن بخس على مصانع ورق الكرتون وما إليها.
لا أستطيع أن أجد أيّ تبرير لأيّ قنصلية تمنح رجلا مقطع الأطراف الأربعة سمة دخول باسم الحج.. ولا أستطيع أيضا أن أجد أي تبرير لوقوف طفلة أفغانية في الثامنة من عمرها بثياب مهترئة أمام بعض المتاجر الشهيرة تبيع أقراص اللبان بعد منتصف الليل.. ولا أحد يستطيع أن يجد مبررا لسيدة أفريقية في العقد السابع أو الثامن من عمرها وهي تفاجئك وأنت تصفّ سيارتك لتخرج إليك من برميل زبالة وهي تحمل لوحا من ورق الكرتون كمن ظفر بغنيمة.. هذه ليست مشاهد سعودية حتى وإن كان المكان سعوديا !.
إذن لابد من معالجة هذا الوضع الذي لا يليق بسمعة هذا الوطن ولا بأداء جمعياته الخيرية ومؤسساته الإنسانية.. وهي حتما غير معنية بهذه المشكلة الوافدة.
لا بد من إعادة النظر في عملية منح سمات الدخول حتى لا تتحوّل الأماكن المقدسة وجدة على وجه الخصوص إلى كانتون للمعاقين من غير المواطنين ممن يوظفون عاهاتهم للأسف في كسب قوتهم وفي واحدة من أهمّ واجهات الوطن.
مـنـقـول مـن صـحـيـفـة الـريـاض