تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي مع الراحل الكابتن محمد الخليوي -رحمه الله_



عميد اتحادي
01-07-2013, 06:00 PM
لم يدر بخلدي يوماً أن أفقد أحد أهم الأشخاص ممن التقيت بهم في حياتي وهو أستاذ الرياضة وأستاذ الأخلاق كما أحب أن اطلق عليه ..

محمد الخليوي بعد اعتزاله بسنة أو سنتين اتجه لتدريب نادي الشمس بجدة وقد كان وقتها 2008 تقريباً وكنت حينها صاعداً من الناشئين إلى درجة الشباب ( الأولمبي )

فكان الجميع متعطش للقاء النجم والأستاذ الراحل جسداً والذي سيبقة محفوراً في قلوب وعقول الجميع صغارأ وكباراً .. وعند قدومه تفاجأ الجميع بالتواضع الشديد والأخلاق العالية التي كان عليها والمرح ومداعبة الجميع بابتسامته التي كانت لا تفارق محياه وبذات الوقت الشدة خلال التدريبات وخاصة مع البراعم والناشئين (خلال التمرين) ,,

سمعت مقولة مرة بأن كثرة الضحك والمزاح مع الآخرين ماهي إلا محاولة لتناسي الهموم وأعتقد بل أكاد أجزم أنها تنطبق على الكابتن الخلوق محمد الخليوي , حيث رأيت بأم عيني كيف يكون الكفاح في الحياة ومحاولة التأقلم فيها بالإضافة لسلاح القناعة والرضا بكل مايأتي من الله عزوجل وهي أهم الأشياء التي تعلمتها منه -رحمه الله-

كان يومياً يداوم فجراً إلى رابغ ويعود لاحقاً بنفس اليوم , ولا يكاد تأتي الرابعة عصراً وهو في النادي يحضر تمارين البراعم ومن ثم المغرب تمارين الناشئين وأخيراً العشاء تمارين الشباب يكون متواجد بها 50% ..

كان حريصاً أن يكون جميع اللاعبين في صحة ولياقة عالية وكان البعض ليس لديه مواصلات فكان المرحوم-رحمه الله- يحرص على أن يوصل بسيارته برفقة ولديه عبدالمحسن وصالح بعض صغار السن حرصاً عليهم حيث كانت علاقته أبوية بحتة بينه وبين جميع اللاعبين لدرجة أن الكثير (وأنا منهم) يبوحوا لهم بأسرار قد لا يكونوا ذكروها لأحد أبويهم أو حتى المقربون منهم ويذكرونها للخليوي فكان فعلاً مدرباً وأباً ومعالجاً نفسياً للجميع .

في أحد المرات اشتركت بمسابقة عن الأفلام القصيرة/ الوثائقية وكانت تشترط أن يكون بكل فيلم شخصية مشهورة تحبها وأنا بدون تردد خاطبت الكابتن محمد الخليوي ووافق فوراً بدون تردد وحين بدأت ألمح له بخصوص المبلغ الذي سيتقاضاه
قال لي بالحرف الواحد " عبدالله ,, عيب ,, أنا جائزتي والشي الي بيرضيني لمن أشوفك نجحت وتميزت هذا حيفرحني وحكون سعيد وهو كافي بالنسبة لي " على الرغم من حاجته للمال إلا أنه رفض أن يتقاضى أي شيء .. وبعد ذلك لم يشأ الله أن أكمل الفيلم لظروف دراستي خارج المملكة بعدها بعدة أسابيع ,,

أخيراً , أتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم توفير شيئين اثنين لجميع اللاعبين السعوديين المحترفين بعد اعتزالهم وخاصة المميزين ممن خدموا وشرفوا الكرة السعودية
أولاً توفير (منزل ملك) وثانياً توفير رواتب تقاعدية أسوة بجميع موظفي الدولة المتقاعدين.

عبدالله الإمام