المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياسر والعناوين بقلم سليمان العطني



االزعيم الهلالي
30-06-2013, 12:11 PM
ياسر ... والعناوين

سليمان العطني

الصدق والمصداقية، التحري والتثبت، الدقة في الوصف والتعبير، العدالة وعدم الشطط، تميز القلم ومن يمسك به ليكتب للآخرين، فالميول وتتبع خُطى الجماهير التي غلف عقولها التعصب وأُشربت كأسه، قد يصنع إثارة ولكنه لا يخدم ولا يقدم الحقيقة بل هو عبء يثقل كاهلها مع أحمال ألقتها عليها تبعات سنون مضت شكلت الإعلام الرياضي بالألوان.

الكثير يكتب لناديه وليس في هذا غضاضة ولا مثلبة غير أن طمس الحقائق وتلبس الهوى لغايات القلم ونزفه على صفاء الورقة وبياضها يُحيل السواد بياضاً والبياض عتمة تتعب الأقدام. استدعى هذا الكلام طرح لعناوين فيها همز ولمز وتعريض وإسقاطات لا تكاد تنفك والهدف ليس نبيلاً كي نعذر من سلك هذا النهج، بل يدخل ضمن منظومة التعصب والتكاتف الجاهلي الذي تسيره ألوان الانتماء، فما يواجهه ياسر القحطاني تعدى حدود المقبول والمعقول حتى تمادى البعض بحجة الصياغة والحبكة اللغوية وتطويع الجناس مطية للشتيمة والسخرية، فلماذا لا تعود الكرة إلى حدود الملعب؟ ولماذا لا يقتصر دور الإعلام على هذه الحدود وعدم تجاوزها إلا في حدود ما تقتضيه المصلحة والحاجة فجدار الخصوصية قد هدم وستر الحياة الخاصة قد هتك وتمزقت فضيلة الاحترام والمروءة حتى بتنا لا نعرف من نحن، فلا المسؤول قام بواجبه ولا الكاتب عرف حدوده. لا أقول إنها ظاهرة ولا أقصد التعميم غير أنها نماذج موجودة ومشاهدة ولها رواج وقبول ويغذيها حب الإثارة والتهافت عليها بيد أنهم تناسوا الخطوط الحمراء وكيف ومتى تقف حريتك عند حدود حرية الآخرين، ولماذا صور البعض بأن التمادي في العشق معناه تقزيم وتحجيم الآخرين ونشر الكراهية في الوسط الرياضي متخذين من مطية الشماتة معبراً لذلك. وحين نعود لياسر القحطاني فقد تحمل الرجل الكثير والكثير ولكن إلى متى؟ وهل لجنة الأخلاق في الاتحاد السعودي ولدت ميتة؟ وهل الجميع رضي بأن تتحول منابر الإعلام لحرب نفسية على رجل بعينه، وأين دور النادي من حماية لاعبيه وخصوصاً أن كل ناد يملك محامياً يتسلّم مستحقاته من هيئة دوري المحترفين فأين دورهم؟ ولماذا لا نرى لهم أثرا؟.

وما يثير الحيرة والاستغراب سكوت أصحاب الشأن في البيت الأزرق ووقوفهم موقف المتفرج على مثل هذه الإسقاطات حتى بات طريقاً سهلاً لمن يبحث عن الشهرة والأضواء!، فمن واقع المسؤولية يجب التحرك ويجب عمل التدابير اللازمة قانونياً لمنع المزيد من التحقير والشتيمة التي تكال لأحد أبناء النادي.

أما من يستهويه هذا الأسلوب أفلا يعلم أن الله يرى، وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، أفلا يرعوي ويخشى من عقوبة التمادي؟، وهل هو بمنأى ومعزل عن نوائب الدهر والأقدار؟، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وإلى متى الهوى هو القائد:

وكلُّ يرى طرق الغواية والهدى

ولكنَّ طبع النفس للنفس قائدُ

فيجب ألا تلبس رياضتنا لباسا سيئاً وقبيحاً بحجة الحرية وتنامي السقف المُعطى بالقذف والسب بدلاً من أن نسخّر الوقت والجهد لتقديم الرأي السليم والفكرة النيرة والمشورة الصحيحة كي تكون لبنة في البناء ومتانة في الأسس التي تقوم عليها الأجيال القادمة فما نقدمه الآن إرث نقدمه لمن يأتي بعدنا فهل نرى حراكاً يعيد ترتيب ما تبعثر وينظم مكامن الخلل فنرى البياض في مكانه، ويحجب التنظيم القذى كي لا يجرح عين الصفاء والنقاء فتبقى الذائقة والفطرة السليمة بمنأى عمن في قلبه مرض.