تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ((الشباب والمصابرة في طلب المعالي )) إحدى روائع عﻻمة العصر ابن باز رحمه الله



أهــل الحـديث
27-06-2013, 08:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الشباب والمصابرة في طلب المعالي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصﻻة والسﻻم على خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصﻻة وأتم التسليم
أما بعد ...
فهذه كلمة للعﻻمة ابن باز رحمه الله أعجبتني واستفدت منها فأحببت أن أفيدكم وأن أشارككم الخير امتثالا لقوله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ))، وقوله تعالى : ((وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ))

يقول الشيخ رحمه الله :
(( المؤمن يؤدي ما عليه، ويصبر على ما شرع الله له، ويحافظ عليه، ومع ذلك هو أيضا يطلب المعالي، ويسير في ركاب الخير، وﻻ يلين، وﻻ يضعف، وﻻ يجزع، وﻻ يسخط، وﻻ ييئس، بل هو صابر مجاهد مسارع إلى كل خير، واقف عن كل شر، يرجو الخير ويطلب ويأخذ بأسبابه، ويتوقى الشر ويبتعد عن أسبابه, عالما أن ربه جل وعﻼ على كل شيء قدير، وأنه مسبب اﻷسباب، وأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، وأنه شرع لنا أن نأخذ باﻷسباب، وأن نأتي اﻷمور من أبوابها، ووعدنا التأييد والتوفيق والنصر: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطﻼق:4] {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث ﻻ يحتسب} [الطﻼق:2-3] {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} [الطﻼق:5] . فوعده بأن يعطيه مطلوبه، ويسهل له مرغوبه، ومع ذلك يعظم له اﻷجور، ويغفر له الذنوب سبحانه وتعالى، فهذه من نعمه وفضله سبحانه وتعالى على من طلب فضله, وجد في طلب مرضاته، وسارع إلى ما أمر به، وتباعد عما نهي عنه عن فقه وبصيرة، وعن نظر فيما يجب عليه، وعن ابتعاد عما حرم الله عليه. وقال تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [البقرة:197] . فالمؤمن سواء كان شابا أو شيخا فإنه يتقي الله، ويتزود مما يرضي الله سبحانه وتعالى، ويتباعد عن مساخط الله، ومع ذلك هو أيضا جاد في اﻷسباب اﻷخرى النافعة في دينه ودنياه، التي تنفع اﻷمة، وتحفظ كيانها، وتغنيها عن شر أعدائها والحاجة إلى أعدائها، فﻼ يقف عند حد، بل هو دائم التشمير في طلب المعالي، كلما فرغ من شيء تشوف إلى ما هو أعلى منه وإلى ما هو فوقه من أعمال وعلوم ومنافع ينفع بها اﻷمة، وينفع بها نفسه. والله سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قوﻻ سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم} [اﻷحزاب:70-71] فالمؤمن متى اتقى الله، وحفظ لسانه، أصلح الله أعماله، وغفر له ذنوبه. فأنت يا عبد الله متى اتقيت ربك، وجاهدت نفسك، وصابرت في طلب المعالي، وطلب ما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويباعد من سخطه، أصلح الله لك اﻷعمال، ويسر لك اﻷمور، وبلغك اﻵمال، وغفر لك الذنوب؛ فضﻼ منه وإحسانا. فإياك والغفلة، وإياك والكسل، وإياك والعجز، وإياك وسوء الظن بالله، كل هذه اﻷمور يجب أن تتضح، وأن تكون عالي الهمة، قوي اﻷمل، حسن الظن بالله عز وجل، صالح اﻷعمال، صادق الرغبة، نشيطا في كل خير، بعيدا عن كل شر، وبهذا تكتسب المعالي، وتوفق ﻷحسن اﻷعمال، وأفضل اﻷعمال، وتعان على كل خير، وتوقي كل شر. وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا وإياكم الصدق والنصح في العمل، وأن يعيننا وإياكم من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأن يوفق وﻻة أمرنا لكل ما فيه رضاه، ولكل ما فيه فﻼح اﻷمة ونجاتها. كما أسأله سبحانه أن يصلح حال المسلمين جميعا، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يوفقهم لما فيه السعادة والنجاة في الدنيا واﻵخرة، إنه جل وعﻼ جواد كريم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. ))