المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل اختلف علماء السلف في أصل مشروعية الاجتماع على قراءة القرآن؟



أهــل الحـديث
27-06-2013, 01:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



السلام عليكم..
ورد في جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي:
... وروى عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من قوم صلوا صلاة الغداة ثم قعدوا في مصلاهم يتعاطون كتاب الله ويتدارسونه إلا وكل بهم ملائكة يستغفرون لهم حتى يخوضوا في حديث غيره) وهذا يدل على استحباب الاجتماع بعد صلاة الغداة لمدارسة القرآن، ولكن عطية فيه ضعف.
وقد روى حرب الكرماني بإسناده عن الأوزاعي أنه سئل عن الدراسة بعد صلاة الصبح فقال: أخبرني حسان بن عطية أن أول من أحدثها في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل المخزومي في خلافة عبد الملك بن مروان فأخذ الناس بذلك.
وبإسناده عن سعيد بن عبد العزيز وإبراهيم بن سليمان أنهما كانا يدرسان القرآن بعد صلاة الصبح ببيروت والأوزاعي في المسجد لا يغير عليهم
وذكر حرب أنه رأى أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح ولكن أهل الشام يقرءون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية وأهل البصرة وأهل مكة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى يفرغوا. قال حرب: وكل ذلك حسن جميل
وقد أنكر مالك على أهل الشام، وقال زيد بن عبيد الدمشقي: قال لي مالك بن أنس: بلغني أنكم تجلسون حلقا تقرءون!
فأخبرته بما كان يفعل أصحابنا
فقال مالك: عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرف هذا.
قال: فقلت: هذا طريف.
قال: وطريف رجل يقرأ ويجتمع الناس حوله. فقال: هذا من غير رأينا
قال أبو مصعب وإسحاق بن محمد القروي: سمعنا مالك بن أنس يقول: الاجتماع بكرة بعد صلاة الصبح لقراءة القرآن بدعة ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا العلماء بعدهم على هذا. كانوا إذا صلوا يخلو كل بنفسه ويقرأ ويذكر الله تعالى ثم ينصرفون من غير أن يكلم بعضهم بعضا اشتغالا بذكر الله فهذه كلها محدثة.
وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: لم تكن القراءة في المسجد من أمر الناس القديم وأول من أحدث في المسجد الحجاج بن يوسف. قال مالك: وأنا أكره ذلك الذي يقرأ في المسجد في المصحف..


وسؤالي: هل بناء على ما تقدم؛ يمكن القول بأن علماء السلف قد اختلفوا في أصل مشروعية هذا العمل، أو أن هذا الاختلاف فيما بينهم يتعلق بالأولى، وما هو خلاف الأولى ونحو ذلك!؟