المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهب الوردي



عميد اتحادي
26-06-2013, 05:20 AM
اللهب الوردي



لا يكاد يمر يومٌ دون أن تسمع عبارة (مجتمع الذكور) ولا يمضي حديث حول أي شأن من شؤون المجتمع دون أن تسمع عبارة (تسلط الرجل)، حتى انقسم المجتمع إلى قسمين رئيسيين (الرجال) في مقابل (النساء).

وانقسم في المخيال الاجتماعي إلى قسمين (مناهض) و (مناصر) لقضايا المرأة، ولا شك أن الخوض في هذا الحقل الشائك ليس بالهين، لكن رشائي طويل لبلوغ ـ ما أظنه ولا أجزم ـ ماء غير مسبوق.

كنت في أمسية حول ( النص النسوي السعودي ) وسمعت الكثير من المحاضرة والمحاضر والمداخلات والأسئلة، لأخرج صامتا من القاعة، أكد ذهني في سبب هجوم المرأة الدائم على الرجل وتعنيفه مع أنه يناصرها أكثر من المرأة ذاتها، وهو صاحب أعلى الأصوات في حقل (حقوق المرأة) فكان لزاما أن أتعمق في سيكيولوجية هذاالكائن الناعم أحيانا ، ودوافعه ومبرراته للاتصال بالرجل، مع تأكيده على الالتزام بالمثل والقيم الدينية والمجتمعية.

المرأة تواقة إلى التميز بطبيعتها في كل مناشط حياتها، وتهتم بالشكليات وأدقالتفاصيل فيها، ولأنها كذلك فإنها لن تحقق هذا التميز في مجتمع النساء، ذلك المجتمع الموصوف بالنعومة ( زورا ) فالحروب البصرية، والتعابير الوجهية، واللدغات اللسانية، التي تفرزها الغيرة، كفيلة بتشويه كل تميز تحققه المرأة، لذلك نجد عتاب النساء المميزات اللاذع للرجل يتعالى، ويتهمنه بتهميش المرأة؛ لأنها بحق تعيش التهميش الأكبر في مجتمعها النسائي، فتجد المرأة في الرجل الملاذ الأصدق لقبول تميزها مهما كان مقداره، لمناصرته وإبرازه للآخرين، في أريحية لا تتمتع بها المرأة التي إن أنصفت أختها المميزة، فلن تلمع تميزها ولن تضفي عليه البريق الذي يضفيه الرجل .
ولهذا كله نجد النساء يعاتبن الرجل بحدة ويتهمنه بالتسلط، وهن في حقيقة الأمر لا يعنين ذلك، بقدر مايعنين لفت انتباهه إلى وجوب الاهتمام بهن، وإخراجهن من لظى جنة النساء ولسان حالهن يقول ( نار الرجل ولا جنة المرأة ) والرجل بدوره لا يقصّر مطلقا في التعاون، لكنه يكابد وهو يسير مع المرأة فوق أسلاك عالية الفولتية يحاذر المعتقد والمجتمع، ويحذر جدا كيدهن ( العظيم )، وفي الوقت ذاته يشعر بوعي أو بلاوعي بالمتعة وهو يناصرها ويأخذ بيدها إلى ينابيع لم تكن تحلم بها في عالم المرأة الوردي، ولا يأبه بوصف ( كافرات العشير ) القديم؛ ربما لأنه يعلم ما تعانيه المبدعة من حروق اللهب الوردي .
أحمد عيسى الهلالي ـ الطائف