المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كنت مصيبا عندما كتبت مقال "الأبدال" ؟



أهــل الحـديث
24-06-2013, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
فبعد سنة تقريبا من غيابي في سوس وقرى مراكش، أخبر أحوال الفكر والعلم هناك، وأقضي وطري من كتاب الله عز وجل، عدت وقد أنهيت غربتي.. مثخنا بالجراح، مزعزع الكيان والروح، حائر الفكر، متغير المزاج.. وما ذاك كله إلا بسبب خلطة ما كنت أعدها قبل وأنا في خلوتي.
بعد عودتي نظرت في مقال كنت قد كتبته، فوجدت بين الروح التي كتبته والروح التي أحملها الآن بون، ولست أدري أكنت مصيبا حين كتبت ما كتبت، أم أنها مجرد هلوسة عابرة، وفكرة طائشة غابرة، تأخذها الريح بعد حين لتهوي بها في مكان سحيق.
ولما رأيت هذا التردد المزعج، جال في خاطري.. أني قد أجد من رواد هذا الملتقى من يكون أهلا للحكم وإرواء الغليل. وهذا المقال بين أيديكم، ننتظر قولكم فيه، وتسديدكم للزيغ الحاصل فيه.. عسانا نجد موافقا نتسلى بموافقته، أو مخالفا نشفي الغليل بمناظرته ومجابهته.

قال العبد الفقير العاجز إلى موالاه:



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

أما بعد:

فإني وجدت عقول الناس متفاوتة تفاوتا مبينا، وهم كلهم في فلك يسبحون.

فمنهم البليد العقيم الفهم، السائر بسير العامة من الدهماء، يعيش دنياه من غير ما بأس، لأنه يكتفي في فهومه للأمور بسطحها، لا يتعنت البحث عن المشكلات، ولا المسائل المستعصيات، وهذا الصنف من الناس الغالب فيه الاعتدال في سلوكه. لا يتعثر الحوار، لبلادته ودمور حسه.

ومن الناس من سما عن هذه الرتبة قليلا بشئ من الذكاء، تجده معجبا بنفسه لتميزه عن الأصل، له حظ من الفهم، لكنه مهما يكن فليس ينفعه إلا في الفهم والحفظ والاستيعاب.

ومن الناس طائفة أخرىأوتيت بسطة من العقل قاربت الجنون. والعلة في كونهم قاربوا الجنونأن الفرد منهم لا يرضى من الأمور بظواهرها، ولا يشغل نفسه بالتفاهات، بل يفهم الأشياء بنظر خاص، مما يولد رد فعل خاص، وأسلوبا خاصا. وهذا التميز في الأسلوب المتولد عن النظرة الخاصة للأشياء يستغربه غالب ذوات اثنين، فلا يؤولونه إلا بغرابة أطوار صاحبه، وتالله ليس كذلك، وإنما هي غربة في الفهم.

وهذا الصنف الأخير هو موضوعي في هذه الكلمات اليسيرات، -فاللهم عونك وفتحك لا رب سواك-.