المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عليك بالخوف من الله !!



ابو هاجر
04-02-2003, 10:01 PM
عليك بالخوف من الله

اخواني‏:‏ من علم عظمة الاله زاد وجله ومن خاف نقم ربه حسن عمله فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه 0 قال الحسن‏:‏ صحبت اقواماً كانوا لحسناتهم ان تُردَّ عليهم اخوف منكم من سيئاتكم ان تعذبوا بها 0 ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال‏:‏ كان اذا اقبل كانه اقبل من دفن حميمه واذا جلس كانه اسير من يضرب عنقه واذا ذكرت النار فكانما لم تخلق الا له 0 وكان سميط اذا وصف الخائفون يقول‏:‏ اتاهم من الله وعيد وفدهم فناموا على خوف واكلوا على تنغصٍ 0 واعلم ان خوف القوم لو انفرد قتل غير ان نسيم الرجاء يروح ارواحهم وتذكر الانعام يحيى اشباحهم 0 ولذلك روى‏:‏ ‏(‏لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا‏)‏ 0 فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد ان ونت على قائدها حثها سائقها وان ابت على سائقها حركها قائدها مزيح الرجاء يسكن حر الخوف وسيف الخوف يقطع سيف - سوف - وان تفكر في الانعام شكر واصبح للهم قد هجر وان نظر في الذنوب حذر وبات جوف الليل يعتذر وانشد‏:‏ اَظلَت عَلينا مِنكَ يوماً سَحابةً اَضَاءَت لَنا برقاً واَمطَرتنا فَلا غيمَها فيائسٌ طامعٌ ولا غَيثَها باقي فيروى عطاشها والله اعلم

همس البدر
04-02-2003, 10:06 PM
ابو هاجر

جزك الله الف خير
الخوف من الله من المور التى يجب ان تكون امام اعيوننا وباستمرار لان الخوف من الله هو معناة ان تتقي الله وان تقوم باعمال العبادة على الوجه المطلوب
والخوف من الله لا ينبغى ان يكون فقد في أداء الصلاة ولكن .... !!
في جميع امورنا في الحياة
وحتى نصل الى رضاء الله علينا يجب الخوف منه سواً وعلانية

الف شكر اخوي على موضوع الجيد
والله ولى التوفيق

عزوز
05-02-2003, 02:51 AM
اسلام عليكم
اخي الحبيب ابو هاجر .......وفقك الله
اعلم اخي ان الخوف من الله فضيلة كل شىء بقدر اعانته على طلب السعادة، وهى لقاء الله تعالى، والقرب منه، فكل ما اعان على ذلك فهو فضيلة‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولمن خاف مقام ربه جنتان‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 46‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه‏}‏ ‏[‏البينة‏:‏8‏]‏‏.‏

وفى الحديث عن النبى صلى الله عليه واله وسلم انه قال‏:‏ “اذا اقشعر جلد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه ذنوبه، كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها”


وفى حديث اخر‏:‏ “لن يغضب الله على من كان فيه مخافة”

وقال النبى صلى الله عليه واله وسلم‏:‏ قال الله عز وجل‏:‏ “ وعزتي وجلالى، لا اجمع على عبدى خوفين، ولا اجمع له امنين، ان امنني في الدنيا، اخفته يوم القيامة، وان خافني في الدنيا، امنته يوم القيامة” ‏

وعن ابن عباس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه واله وسلم انه قال‏:‏ “عينان لا تمسهما النار ابداً‏:‏ عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”‏.‏

واعلم‏:‏ ان قول القائل‏:‏ ايما افضل الخوف، او الرجاء‏؟‏ كقوله‏:‏ ايما افضل الخبز او الماء‏؟‏

وجوابه‏:‏ ان يقال الخبز للجائع افضل، والماء للعطشان افضل، فان اجتمعا، نظر الى الاغلب، فان استويا، فهما متساويان، والخوف والرجاء دواء ان يداوى بهما القلوب، ففضلهما بحسب الداء الموجود، فان كان الغالب على القلب الامن من مكر الله، فالخوف افضل، وكذلك ان كان الغالب على العبد المعصية، وان كان الغالب عليه الياس والقنوط، فالرجاء افضل‏.‏ ويجوز ان يقال مطلقاً‏:‏ الخوف افضل، كما يقال‏:‏ الخبز افضل من السكنجبين لان الخبز يعالج به مرض الجوع، والسكنجبين يعالج به مرض الصفراء، ومرض الجوع اغلب واكثر، فالحاجة الى الخبز اكثر، فهو افضل بهذا الاعتبار، لان المعاصي والاغترار من الخلق اغلب‏.‏

وان نظرنا الى موضع الخوف والرجاء فالرجاء افضل لان الرجاء يستقي من بحر الرحمة ، والخوف يستقي من بحر الغضب ‏.‏

واما المتقي ، فالافضل عنده اعتدال الخوف والرجاء ،ولذلك قيل‏:‏ لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه، لاعتدلا‏.‏

قال بعض السلف‏:‏ لو نودي‏:‏ ليدخل الجنة كل الناس الا رجلاً واحداً، لخشيت ان اكون انا ذلك الرجل‏.‏ ولو نودي‏:‏ ليدخل النار كل الناس الا رجلاً واحداً، لرجوت ان اكون انا ذلك الرجل‏.‏ وهذا ينبغي ان يكون مختصاً بالمؤمن المتقى‏.‏

فان قيل‏:‏ كيف اعتدال الخوف والرجاء في قلب المؤمن، وهو على قدم التقوى‏؟‏ فينبغي ان يكون رجاؤه اقوى‏.‏

فالجواب‏:‏ ان المؤمن غير متيقن صحة عملهن فمثله مثل من بذر بذراً ولم يجرب جنسه في ارض غريبة، والبذر الايمان، وشروط صحته دقيقة، والارض القلب، وخفايا خبثه وصفائه من النفاق، وخبايا الاخلاق غامضة، والصواعق اهوال سكرات الموت، وهناك تضطرب العقائد، وكل هذا يوجب الخوف عليه، وكيف لا يخاف المؤمن‏؟‏

وهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يسال حذيفة رضى الله عنه‏:‏ هل انا من المنافقين‏؟‏ وانما خاف ان تلتبس حاله عليه، ويستتر عيبه عنه، فالخوف المحمود هو الذي يبعث على العمل، ويزعج القلب عن الركون الى الدنيا‏.‏

واما عند نزول الموت، فالاصلح للانسان الرجاء، لان الخوف كالسوط الباعث على العمل، وليس ثمة عمل، فلا يستفيد الخائف حيئنذ الا تقطيع نياط

قلبه، والرجاء فى هذه الحال يقوى قلبه، ويحبب اليه ربه، فلا ينبغي لاحد ان يفارق الدنيا الا محباً لله تعالى، محباً، للقائه، حسن الظن به‏.‏

وقد قال سليمان التيمي عند الموت لمن حضره‏:‏ حدثني بالرخص، لعلى القى الله وانا احسن الظن به‏.
والحديث يطوله واكتفي بهذا القدر اسأل الله أن يجعل عملي وعملك خالص لوجهه الكريم من غير رياء ولا سمعه
تحياتي لك يالحبيب