المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجيء الفاعل منصوبا



أهــل الحـديث
23-06-2013, 06:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مجيء الفاعل منصوبا :
الأصل في الفاعل أن يكون مرفوعا , إلا أن هناك ألفاظا سمعت عن العرب ناصبة للفاعل ورافعة للمفعول به , وقد بين العلماء ذلك وفصلوه بشرطين :
1- عند أمن اللبس , فلا يجوز أبدا أن أقول مثلا " ضرب زيد عمرا " وأنا أقصد أن الضارب عمرو .
2- الاقتصار في ذلك على السماع وعدم القياس , وفي هذا يقول ابن مالك : ورفع مفعول به لا يلتبس ونصب فاعل أجز ولا تقس .
قال ابن الطراوة : " بل هو مقيس " وقد كان يقول " إذا فهم المعنى فارفع ما شئت وانصب ما شئت وإنما يحافظ على رفع الفاعل ونصب المفعول إذا احتمل كل واحد منهما أن يكون فاعلا " .

ومما ورد عن العرب قولهم " خرق الثوبُ المسمار " و " كسر الزجاجُ الحجرَ " والأصل فيهما " خرق المسمارُ الثوبَ " إذ الثوب لا يخرق المسمار بل العكس , وما قيل في المثال الأول يقال في الثاني .

ومنه قول الشاعر :
مثل القنافذ هداجون قد وقعت نجران أو بلغت سوءاتِهم هجرُ
والأصل : بلغت سوءاتُهم هجرَ .

وورد أيضا عن العرب رفع الفاعل والمفعول به معا في قول الشاعر :
كيف من صاد عقعقانُ وبوم ُ

وورد بالعكس نصبهما في قول الشاعر :
قد سالمَ الحياتِ منه القدما الأفعوانَ والشجاعَ الشجعما

لأن صيغة " فاعل " لا تكون إلا من اثنين، ومن سالم شيئا فقد سالمه الآخر لأنه مثل المقاتلة والمضاربة... فجعل الحيات فاعلات فرفعها بالمسالمة ثم نصب الأفعوان والشجاع... فجعلها مفعولات لأنها مسالمة كما أنها مسالمة.

هذا : وقد تأول الأمثلة كلها جمع من العلماء ولم يجيزوه منهم الجوهري والشاطبي .