المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد المنتقاة من كتاب: [ العبادة ] للإمام المعلمي - انتقاء/ ضيف الله الشمراني.



أهــل الحـديث
23-06-2013, 04:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





.





الفوائد المنتقاة من كتاب: [ العبادة ] للإمام المعلمي (رحمه الله)
انتقاء/ ضيف الله الشمراني.



بسم الله الرحمن الرحيم
لُقِّب العلامة المُعَلِّمي بــ (ذهبي العصر)؛ لبراعته في علم الحديث، ونقد المرويات، ولو قال قائل: إنه (ابن تيميّة العصر) = لما أبعد النّجعة!

ومن نفائس تراثه رحمه الله = كتابه: "رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله" والمعروف بكتاب: "العبادة" وسأذكر بعض فوائده إن شاء الله.

وكتاب رفع الاشتباه في مجلدين يزيدان عن ألف صحيفة، حقّقه الدكتور عثمان معلّم، ونشر ضمن المجموعة المباركة بإشراف الشيخ علي العِمْران حفظه الله.

ضيف الله الشمراني (https://twitter.com/alshamrani1406)



ــــــــــــــــــــ ,,, ــــــــــــــــــــ

فوائد المجلد الأول:
[1] وعلمتُ أن مسلما من المسلمين لا يُقدِم على ما يعلم أنه شرك، ولا على تكفير من يعلم أنه غير كافر، ولكنه وقع الاختلاف في حقيقة الشرك.

[2] الجهل بمعنى [ إله ] يلزمه الجهل بمعنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وهي أساس الإسلام.

[3] لا ريب أن الجاهل بمعنى لاإله إلا الله = لا علمَ له بمضمونها، ولايصح أن يُقال: [ شهد بها ]، [ وهو يعلم ]، [ مؤمنا بها قلبه ]، [غير شاكّ ]...= فتدبّر.

[4] من لا يعلم معنى لا إله إلا الله = لا يدلّ تسليمه ورضاه بها بقولها على تسليمه ورضاه بمدلولها.

[5] الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يرون اتّحاد معنى شهادة أن لا إله إلا الله ومعنى التزام عبادة الله وعدم الشرك به.

[6] لو قيل بأن جانب الالتزام هو المغلَّب في شهادة أن لا إله إلا الله = لما كان بعيدًا...

[7] الأحكام الدنيوية بُنيتْ على الالتزام وحده، ولو ممن عُلم أنه لم يؤمِن قلبه.

[8] وقع الاتفاق على أن السجود للصنم أو الشمس أو نحوهما = ردّة تخرج من الإسلام إلا المكرَه بشرطه...

[9] فربما عرضت الحقيقة البينة على النفوس فتقبلها، ثم تعرض عليها حقيقة مثل تلك في الوضوح أو أبين ولكنها مخالفة لهواها فتردها.

[10] كل معتقِد عقيدة مسنِدًا لها إلى العقل يزعم أنها يقينية، ومعنى ذلك أنه لو لقي النبي صلى الله عليه وسلم فشافهه النبي صلى الله عليه وسلم بما يخالف تلك العقيدة لكذّبه والعياذ بالله.

[11] الإيمان الإجمالي لا يؤمَن تزلزله أو زواله إذا جاء في التفصيل ما يخالف الرأي والهوى.

[12] التوحيد رأس الدين وعماده، ولايلزم من الاكتفاء بالإيمان الإجمالي بالقرآن والسنة بدون معرفة المعاني كلها = أن يُكتفى بمثل ذلك في الشهادتين.

[13] أعظم سورة في القرآن، والسورة التي تعدل ثلثه، والسورة التي ورد أنها تعدل ربعه، وأعظم آية في القرآن = كلها مبنية على توحيد العبادة.

[14] والشيء إنما يُسمَّى باسم جزئه = إذا كان ذلك الجزء كأنه كلّه.

[15] من لم يُحط علما بمعنى لا إله إلا الله على سبيل التحقيق = فهو نفسه على خطر أن يكون مشركا، أو يعرض له الشرك فيقبله وهو لا يشعر...

[16] الكمال يقتضي التكميل، فالعالِم الكامل يقتضي كماله أن يكون له تلامذة يجتهد في تكميلهم.

[17] مسالك الهوى كثيرة، وفيها ما يدق ويغمض فيخفى على صاحبه، وكثيرًا ما يتفق ذلك لأكابر لا يُرتاب في علمهم وفضلهم وورعهم.

[18] إصابة الحق فيما يمكن اشتباهه تتوقف على ثلاثة أمور:
- التوفيق.
- والإخلاص.
-وبذل الوسع.

[19] من علامات الهوى: أن تجد نفسك تضيق وتنقبض إذا سمعتَ آية أو حديثا احتجّ به مخالفك، وتتمنّى أن تظفر بما تردّ به احتجاجه.

[20] فمن رزقه الله - من العامّة - معرفة عالم من علماء الحق، فاقتصر عليه، وهجر سماسرة الشُبَه، وأنصار البدع = فقد فاز.

[21] ولا تكاد تجد عالما راسخا في هذه الأزمنة، فإن وُجِد فخامل غير معروف، فإن وُجد فمرميّ بالضلال عند الجمهور.

[22] ليس كل هلاك عذابا، ألا ترى إلى الطاعون، هو رجز على الكفار وشهادة للمؤمنين، وإنما يكون الهلاك عذابا إذا كان عقوبة على ذنب.

[23] كل نبيّ يصدق عليه أنه رسول؛ لأنه لابدّ أن يؤمَر بالتبليغ، وإن لم يؤمَر بالتجرِّد له، والجدّ فيه.

[24] الخليل - عليه السلام - إنما سأل أن يرى الكيفية؛ ليطمئن قلبه من الخواطر.

[25] ليس لأحد أن يفسِّر أو يقيّد بمجرد هواه، ولا لأحد أن يردّ ما قامت عليه الحجة.

[26] معنى الإله والعبادة مرتبط بسائر فروع الشريعة، فالخطأ في فرع منها يلزمه خطأ ما في تطبيق معنى لا إله إلا الله.

[27] العذر لا يستلزم عدم الكفر، كما أن الكفر لا يستلزم عدم العذر.

[28] فالختم والشدّ على القلب = عقوبة يعجّلها الله عز وجل لمن كفر واستكبر وعاند وتمرّد.

[29] لا يوجد إنسان يبذل مجهوده في البحث والنظر مريدًا للحق، حريصا عليه، مخلصا في قصده، ثم يظهر له أن الإسلام ليس بحق.

[30] لا ينبغي للمؤمن أن يستنكف عن طلب الحق عند من اشتهر بخلاف الحق، ولا عن قبوله منه.

[31] ينبغي للمؤمن أن يتعرّف الحق من حيث هو حق، ولا يلتفت إلى حال من قاله.

[32] ترك الأخذ بقول ولي أو إمام = لا يكون تحقيرًا له، ولا استخفافًا بحقه.

[33] قد لا يوجد الحقّ في بعض المسائل عند من اشتهر بالحق.

[34] من العدوان وترك العدل = أن تردَّ قولَ العالِم بدون حُجة.

[35] قولك: لعل لإمامي جوابا عن هذا الدليل = لا ينجيك، ولكنه أهون من أن تعمد إلى الأدلة المخالفة لمذهبك فتحرِّفها، وتؤولها وتبدّلها والعياذ بالله.

[36] كان أهل القرون الأولى من الورع والمعرفة بحيث إن العالِم بفنٍّ لايتعاطى الكلام في غيره.

[37] الخوارق المنقولة عن علماء المسلمين إذا وزناها بما توزن به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم = وجدنا غالبها لا يثبت.

[38] لما صار أكثر المنتسبين إلى العلم في القرون المتأخرة يتزلفون إلى العامة وإلى من تعتقد فيهم العامة = جاروهم على أهوائهم، وأحسنهم حالا من يسكت.

[39] قصة سارية الجبل لم تصح، وإن قال بعض المتأخرين: إن لها طرقا تبلغ بها درجة الحسن لغيره.

[40] واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاءً لغيره أيتّبعون الحق، ويدَعون قولَه، أم يغترّون بفضله وجلالته ؟

[41] من عَلِمَ القاعدة الشرعية في تعارض المفاسد = لم يعذل العلماء في انتقاصهم من يخافون ضلال الناس بسببه.

[42] وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحُّر، ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين.

[43] وأما الترمذي فله اصطلاح في التحسين والتصحيح، وهو أن الحديث إذا رُوي من طريقين ضعيفين يسميه حَسَنا.

[44] من الناس من تغلب عليه العصبية للرأي الذي نشأ عليه وقَبِله من آبائه أو مشايخه، ويستغني بمحبته لذلك الرأي عن أن يتطلب له حجة.

[45] بقي من قواعد فهم اللغة ما لا يُعرَف إلا بالممارسة التامة، وتربية الذوق الصادق.

[46] الاحتياط فيما يتعلق بالاعتقاد = أصل عظيم نبّه عليه القرآن في مواضع.

[47] المخالف لظواهر الأدلة قد يكون يعلم من نفسه أنه على باطل، وإنما يعتني بالتأويل والمغالطة؛ كراهية أن يعترف بأنه على باطل.

[48] واعلم أن كلمة: [ واجب الوجود ] لم تَرِد في الشرع، وأقرب ما يؤدّي معناها من الأسماء الحسنى اسمه تعالى: [ الحق ].

[49] الذي يدلّ عليه القرآن أن التدبير بالخلق والرزق ونحوهما على سبيل الاستقلال = هو الذي ينبغي أن يكون مناطًا للألوهية.

[50] نفي النصيب في الآخرة البتة إنما يكون على الكفر.

[51] لو قال قائل: إن أكثر الفقهاء بعد القرون الأولى لم يكونوا يعرفون معنى العبادة على وجه التحديد = لما وجدنا حجة ظاهرة تردّ قوله.

[52] لا يُنفَى الشيء إلا عما يُتوهَّمُ ثبوته له.

[53] إرادة الجدل لذاته مذمومة غاية الذم؛ لأن صاحبها لا يبالي أهو محق أم مبطل، وإنما غرضه أن يَغْلِب.

[54] [ ما ] وإن كانت أكثر ما تجيء لما لا يَعقل، فكثيرًا ما تجيء لما يَعقل.

[55] كثير من المغترّين يحتجّون على رضوان الله عنهم، وحبه لهم، ومكانتهم عنده = بأنه أنعم عليهم في الدنيا.

[56] وإذا خلا الشيء عن الفائدة التي كان لأجلها = فهو في معنى المعدوم.

[57] الشرك: أن يَعبد المرء غير الله تعالى، سواء أعبد الله تعالى معه أم لا.

[58] أصل الحُكم في اللغة: القضاء بالعدل، كما في اللسان وغيره، وإطلاقه على القضاء ولو بباطل = توسّع.

[59] لم أرَ نقلاً صريحًا في أن المشركين كانوا يسجدون للأصنام.

[60] أكثر الناس في غفلة عن كون مشركي العرب، جميعهم أو غالبهم كانوا يعبدون الملائكة.

[61] العبد المخلص لا يحب أن يُعَظَّم كما يُعظَّم ربه.

[62] فالعاقل لا يوجّه همّته إلا إلى رضا الله عز وجل، وإذا حصل على ذلك لا يهمّه غيره.

[63] تأليه الهوى يلزمه تأليه الشيطان؛ لأنه المتلاعب بالهوى.



ــــــــــــــــــــ ,,, ــــــــــــــــــــ

فوائد المجلد الثاني:
[64] لكل متدبِّر في القرآن رزق مقسوم، ولا يخيب من اجتناء ثمراته إلا المحروم.

[65] لم أرَ الشركَ يُعَدَّى بالباء إلا في الشرك بالله.

[66] قولهم: إن باء المصاحبة بمعنى [ مع ] فيه تسامحٌ ما، فإنَّ بينهما فرقًا ما، وذلك أن [ مع ] تشعر بأن ما بعدها متبوع... والباء بعكس ذلك.

[67] الأصل في العبادة أن تكون لله عز وجل، والمشركون يشركون معه غيره كأنهم تبع، فيحسن أن يقال: (أشركوا غيره معه)، ولا يحسن أن يقال: (أشركوه مع غيره).

[68] الكفار يعلمون أن الأصنام جمادات لا حياة لها، وإنما يعظِّمونها تعظيمًا لمن هي تماثيل أو تذكارات لهم.

[69] إنما يلجأ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إلى الخارق فيما لا يتيسر الاحتجاج عليه ببرهان عادي.

[70] القرآن يقسم الكفر إلى قسمين: الكذب على الله، والتكذيب بآياته.

[71] العبد إذا أراد الرجوع إلى طاعة الله = أحبّ الله أن يطهره مما سبق من ذنوبه، وأن يبتليه ليتبين ثباته وصدقه.

[72] ما جاء في بعض الآثار مما يوهم أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يشرع = فليس على حقيقته.

[73] لم يقل أحدمن أهل العلم إن الدين يؤخذ بالتجربة، ولكن كثيرا ممن يُظن بهم الصلاح وهم عن حقيقة الدين غافلون أخذوا يشرّعون في دين الله بغير إذنه.

[74] زعْم المشركين أن الرسالة أعظم من الألوهية = أمر معروف، ولذلك يؤلّهون الجمادات، ويستبعدون أن يكون الرسول إلا من الملائكة.

[75] الحكيم لا يحتجّ بما هو دعوى مجرَّدة.

[76] اقرأ القرآن تجده مملوءًا بالحجج على أن المشركين كانوا يعترفون بالله عز وجل وصفاته، وإنما نازعوا في انفراده باستحقاق العبادة.

[77] الشيطان يحاول أن يعترض العبادات التي يُعبد بها الله عز وجل، ولكنه لا يستطيع الاعتراض ما لم يقصِّر العابد.

[78] العبد إذا فعل ما يقدر عليه، وتوكَّل على الله عز وجل = كفاه الله تعالى ما لا يقدر عليه.
فأما إذا قصَّر فيما يقدر عليه = فلاحقَّ له أن يُكفى.

[79] الشياطين تدخل في الأصنام، أو تقف دونها؛ ليكون تعظيم الأصنام كأنه للشيطان، وهكذا تفعل في كل ما يُعبَد من دون الله عز وجل.

[80] قد يُستبعَد تمكّن الشياطين من قبور الصالحين، ولا بُعْدَ فيه.

[81] العقل الصريح سلطان من الله، وإنما الشأن كل الشأن في التمييزبين العقل الصريح والتوهّم المستحوذ على النفس بمعونة تقليد أو عادة أو استدلال ناقص.

[82] تحرير العبارة في تعريف العبادة أن يُقال: خضوع اختياري يُطلَب به نفع غيبي.

[83] فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلها، وإن لم يزعم أنه مستحق للعبادة.

[84] من زعم في شيء أنه مستحق للعبادة = فقد عبده بهذا الزعم.

[85] فأما الطاعة والخضوع والتعظيم بغير تديّن = فليست من العبادة في شيء.

[86] فما بالك بالقيام على رأس الرجل إجلالاً له؟ فهذا حرام لا شبهة فيه.

[87] قد يتردد النظر فيمن دخل عليك وأراد أن يصافحك، هل يجوز القيام حتى لا تكون مصافحته لك وهو قائم وأنت قاعد مذلة له أو تعظيمًا لك؟

[88] أهل اللغة متفقون على أن أصل الدعاء بمعنى النداء، إلا أن الراغب ذكر فرقًا لفظيًا فيه نظر.

[89] إخراج الكلام عن ظاهره بغير صارف = تحريف للكلم عن مواضعه، وقَرْمَطة لو فُتح بابها لعاد الدين لُعْبة.

[90] كبار الصحابة كان غالب أحوالهم عدم سؤال الدعاء لأنفسهم من النبي صلى الله عليه وسلم.

[91] وعلى كل حال؛ فطلب الدعاء من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بما فيه صلاح الدين = أمر مرغوب فيه في الجملة إذا كان بحضرتهم.

[92] فأما سؤال الدعاء بالمغفرة ونحوها من غير النبي صلى الله عليه وسلم = فقد كرهه بعض الصحابة وغيرهم.

[93] فأما سؤال الدعاء في أمر دنيوي = فقد جاء عن بعض الصحابة أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.

[94] فأما تحرّي الدعاء بلفظ معين يحفظه الرجل، ويواظب عليه؛ فإن كان ذلك لأنه ثبت في كتاب الله، أو ورد عن رسوله صلى الله عليه وسلم = فحسنٌ.

[95] ولكن الأولى أن يتتبّع أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو بكل منها في موضعه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع.

[96] وما أخسر صفقة من يَدَع الأدعية الثابتة في كتاب الله، أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يكاد يدعو بها، ثم يعمد إلى غيرها فيتحرّاه ويواظب عليه.

[97] ومن أشنع الغلط في هذا الباب [ باب الدعاء ] = الاعتماد على التجربة !

[98] فأما أن يجيئك رجل فيرقيك بدون أن تسأله = فلا كراهة فيه.

[99] الظاهر أن كراهية الاسترقاء خاصة بما إذا استرقى المرء لنفسه، أما استرقاؤه لغيره = فلا كراهية.

[100] وذكرُ الميت بلفظ الخطاب لا تكاد تخلو عنه مرثية من مراثي العرب، وفي شعر مُهَلْهِل كثير منه.

[101] استعمال الخطاب في غير موضعه = كثير في اللغة، وفي عُرف الناس.

[102] ليس عندنا سلطان من الله عز وجل في الإذن بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو خطاب غيره من الموتى إلا بالسلام ونحوه.

[103] فأما الجن فإنهم وإن كانوا يتصرفون بهواهم واختيارهم إلا أن تعرّضهم للبشر بغير الإضلال كالنادر.

[104] لو فرضنا أن إنسانًا ظهر له جني، فشاهده، وشاهد تصرفه، فطلب منه ما عرف قدرته عليه = فقد يُقال: إن هذا كسؤال الناس بعضهم من بعض.

[105] وأما السؤال من الإنسان الحي الحاضر؛ فإن كان لما جَرَت العادة بقدرته عليه = فليس دعاء.
وإن كان لما لم تجرِ العادة بقدرته عليه = فذلك دعاء.

[106] كثيرًا ما يُقرن الخبر عن الآيات التي وقعت للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ببيان أنها بإذن الله.

[107] فتحتُ لك الباب، فإن أحببتَ الاستيفاء = فعليك بالتدبّر، مع إخلاص النية، والاستعانة بالله تبارك وتعالى.

[108] استقرّ عند أهل السنة ألا يُكفَّر أحد من المسلمين بخطأ في عقيدة، وإن لزم منها ما هو كفر.

[109] ومنهم من إذا ظهر له في شيء من الأعمال أنه شرك، أو لم يظهر له لكنه سمع شيخه يقول بذلك = بادر إلى الحكم على كل من فعل ذلك من سلف وخلف بأنهم مشركون.

[110] لو لم يكن في اجتناب ما قيل إنه شرك إلا سد باب الاختلاف بين الأمة = لكان من أعظم القُرَبات عند الله عز وجل.

[111] من ترك عملا من الأعمال خوفا أن يكون شركا أومعصية = فهو مأجور.

[112] ومن أقدم على فعل يخاف أن يكون معصية = فعليه إثمه، وإن كان ذلك الأمر في نفس الأمر طاعة.

[113] إغاثته عز وجل لمخلوق لا تدل على أنه مؤمن، ولا صالح، ولا أن استغاثته مرضية عند الله تعالى.

[114] أما أهل العلم والدين فإنهم لا يطيعون في الدين إلا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يقبلون أقوال العلماء على أنهم رواة مبلّغون عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

[115] واعلم أن التسمية بإضافة عبد إلى غير الله عز وجل من المنكرات العظيمة، ولم يكن في القرون الأولى شيء من ذلك.

[116] كأن العلماء فهموا أن تحويل أسماء الجاهليين ليس بحتم، ولذلك لا يزالون يذكرونهم بعبد مناف وعبد العزى وعبد مناة ونحو ذلك.

[117] اسم عبد المطلب لم يُقصَد به تعظيم، ولا يُشعر بتعظيم إذا عُرف سببه.

[118] التسمية بعبد الله وعبد الرحمن وعبد المسيح وعبد العزى وأشباهها قُصد بها تعظيمٌ يُطلَب به نفع غيبي، فهي عبادة حتما.

[119] وما أحمقَ من يتوهّم أن يكون أحد أرحمَ به من ربه تعالى !

[120] أما خيار البشر فإنهم لا يحبون أن يُعظَّموا إلا إذا كان التعظيم حقًا يحبه الله تعالى ويرضاه.

[121] وأما أشرار البشر فإنهم يحبون التعظيم بحق وبغير حق.

[122] مجموع ما احتجّ به العلماء في إيجاب العمل بخبر الواحد = يفيد القطع بمجموعه.

[123] ثبت بالقطع أن كل ما يظهر من معاني الكتاب والسنة بمقتضى اللغة والعرف الشرعي = يجب العمل به.

[124] إنما يستطيع الجن إيذاء الإنس نادرًا بإذن الله عز وجل لحكمة يعلمها.

[125] كل مسألة دينية اخُتلف فيها = فالحق فيها واحد، وبقية الأقوال باطلة.

[126] لا يطلق على وجه من وجوه الاختلاف بدعة حتى تقوم عليه الحجة الواضحة، ولا يطلق على صاحبها مبتدع حتى تقوم عليه الحجة الواضحة.

[127] واعلم أن الأفهام تختلف، وتأثير الأدلة والشبهات في النفوس يختلف باختلاف العقول والأهواء وغير ذلك.

[128] فاحذر أن تعجل فتحكم على مخالفك بأنه معاند بسبب أنك ترى شبهته ضعيفة، وترى الحجة التي أقمتها قطعية أو كالقطعية.

[129] فإن كثيرا من المقلدين يتوهمون أن إمامهم معصوم، ويستضعفون دلالة الكتاب والسنة وأقوال أكابر الصحابة وأكثر الأئمة إذا كان قول إمامهم مخالفا لذلك.

[130] كثر في القرون المتأخرة ابتداع التدين بتعظيم المخلوقين.

[131] ولا يغرنك ذكر من يدّعي العلم من أنصار البدع آية من كتاب الله، أو حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو حكاية عن بعض السلف.

[132] من بحث ونظر وتدبر وتفكر طالبا للحق، حريصا على إصابته = فهو مجاهد في الله، فلا بد أن يهديه الله عز وجل لمعرفة الحق.

[133] لما كانت الأحكام الشرعية عامة = لم يمكن أن تُراعى فيها الجزئيات، وإنما يُراعى فيها الغالب فقط.

[134] من صَحَّ عُذره لا يصدق عليه أنه أشرك.

[135] واعلم أن مدار العذر بالجهل مع عدم التقصير في النظر، وإنما الشأن في ضبط التقصير، وهو أمر مشتبه جدا.

[136] من رضي بالإسلام دينا ولو إجمالا فالأصل أنه معذور في خطأه وغلطه، ومن لم يرض بالإسلام دينا فالأصل أنه غير معذور.

[137] لا وجه لما يتوهمه بعضهم أنه لا يُكفَّر إلا بأمر مُجمَع عليه.

[138] فمن أراد الإسلام حقا = فعليه أن يطلبه من معدنه من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعمل القرن الأول وما قرب منه.

[139] كثيرا ما يقيم الشارع القول أو الفعل الذي من شأنه أن ينشأ عن ظن معتدّ به مقام ذلك الظن.

[140] عامة كتب العزائم والتعاويذ على خلاف الشريعة، وفي كثير منها الكفر البواح، والشرك الصراح.

[141] عليك بالتدبر والابتهال إلى الله عز وجل أن يرزقك نورًا وفرقانًا تفرِّق به بين المشتبهات.

[142] ذكر الذهبي في ترجمة الأعمش من الميزان أن روايته عن شيوخه الذين أكثرَ عنهم = محمولة على الاتصال.
كذا قال! وفيه نظر

[143] ألّف الأستاذ عبد الحميد الفراهي الهندي رسالة سماها: "الإمعان في أقسام القرآن"، أجادَ فيها.

[144] تسمية النذر يمينا وحَلِفا، والقول بأن كفارته كفارة يمين = أمر معروف عن السلف.


تمَّ - بحمد الله - المنتقى من كتاب العبادة للعلامة المعلمي - رحمه الله -،
وقد حوى [144] فائدة، تغري اللبيب بمطالعة الكتاب.




.