المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحداث الرمضانية الكبرى في الأندلس ( 91-101هـ/ 710- 720م )



أهــل الحـديث
23-06-2013, 03:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الأحداث الرمضانية الكبرى في الأندلس
( 91-101هـ/ 710- 720م )



بقلم: أحمد الظرافي


لشهر رمضان مكانة كبيرة، وأهمية عظيمة لدى المسلمين في كل مصر وفي كل عصر ليس فقط لأن رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن، وليس فقط لفضائل وبركات هذا الشهر الكريم، ونفحاته الإيمانية والروحية، التي لا تعدّ ولا تحصى، وإنما أيضا، لارتباط هذا الشهر الكريم، في أذهان المسلمين، منذ العام الثاني للهجرة وعبر تاريخ الإسلام الممتد والباقي طولا وعرضا إن شاء الله، بالعديد من الانتصارات والفتوحات والأحداث الكبرى المجيدة، التي غيرت مجرى التاريخ. ولم يكن رمضان لدى مسلمي الأندلس، الذين كانوا يمثلون جزءا لا يتجزأ من العالم الإسلامي، على مدى ثمانية قرون من وجودهم على ظهر هذه الجزيرة، يختلف في أهميته ومكانته عن بقية المسلمين في أي مكان آخر، في هذا العالم الكبير. هذا إن لم تكن ذاكرة مسلمي الأندلس أكثر خصوبة وأكثر وعيا بأحداث هذا الشهر، منها من ذاكرة المسلمين في أي بلد إسلامي آخر. ذلك أن تاريخ الإسلام في الأندلس، قد اقترن منذ أول يوم لوصوله إلى تلك الجزيرة، بهذا الشهر الكريم، وبهذه الفريضة الدينية السامية والعظيمة ( فريضة الصيام ). ومن المعروف أن فتح المسلمين لهذا البلد، قد تم من خلال ثلاثة أحداث كبرى، كلها وقعت في شهر رمضان. وفيما يلي سنتناول هذه الأحداث الثلاثة، وغيرها من الأحداث الكبرى، التي وقعت في رمضان خلال الفترة من 91 إلى 101هـ، متجاوزين ما يتضمن أخبار هذه الأحداث من أساطير وخرافات.

1- رمضان 91هـ: سرية طريف

ففي رمضان سنة91هـ / يوليو710م، كان عبور القائد طَريف بن مالك (أبو زُرْعة) ، خليج الزقاق، على رأس الحملة أو السرية الاستكشافية، التي بعث بها موسى بن نصير، أمير أفريقية إلى الأندلس، بعد أن كان قد رسم خطة الفتح بالتشاور مع الخليفة الوليد بن عبد الملك، وكان عبور طريف من عدوة المغرب إلى عدوة الأندلس، في أربعمائة أو خمسمائة مقاتل، معهم مائة فرس، على ظهر أربعة مراكب، فنزل طريف مع جنوده في الموضع الذي نسب إليه، والذي لا يزال يعرف باسمه حتى اليوم "طريف" Tarif. وهي جزيرة صغيرة على ساحل الأندلس الجنوبي، قبالة الساحل المغربي. ومن هذا البلد أغار طريف على الجزيرة الخضراء ونواحيها، وقام ببعض العليات العسكرية السريعة هنا وهناك، في نطاق المهمة الموكولة إليه، وعاد إلى طنجة، بالسبي الكثير والمال الجسيم، ومحققا النجاح المطلوب. وتأتي أهمية هذه الحملة أو السرية في كونها أول خطوة عملية على طريق العبور إلى أسبانيا، تنفيذا للخطة التي رسمها القائد الكبير موسى بن نصير بدقة وبراعة، فضلا عن امتحانها للدور الذي كان يوليان، حاكم سبته يقوم به، ومدى إخلاصه، وجديته في التعاون مع المسلمين، في إنجاز هذا المشروع الكبير ( فتح أسبانيا ). ويوليان هذا شخصية مثيرة للجدل، لم يتفق المؤرخون على أصلها حتى الآن، واختلطت الحقيقة بالأسطورة في أخبارها، في مصادر المؤرخين، وما يهمنا الآن أن نعرفه عن يوليان هذا، هو أنه كان يكره لذريق ملك القوط ويرغب في تقويض نظامه وهدم مملكته، لأشياء نقمها عليه. ومن أجل هذا حسّن للمسلمين فتح أسبانيا، وقدم لهم السفن اللازمة لعبور المضيق إليها. وذلك بعد أن كان قد أعتقد لنفسه ولأصحابه عهدا مع موسى بن نصير، رضي به، وأطمأن إليه. وأيا كان الأمر، فإننا من خلال سرية طريف هذه، نرى أن فتح المسلمين لأسبانيا، لم يكن منذ البداية مغامرة حربية ارتجالية، كما يزعم المستشرقون، بل كان فتحا منظما حسب خطة محكمة، موضوعة من قبل. خطة أعدت لها وسائلها ومقدماتها وأهدافها وطرق تنفيذها. وكان قادة المسلمين على الدوام، أحرص على أرواح جندهم، من أن يدفعوا بهم في مغامرات مجهولة العواقب.

2- رمضان 92هـ: معركة الفتح

وفي رمضان سنة 92هـ / يونيو 711م، جرت معركة الفتح العظيم الكبرى والحاسمة، معركة وادي لكّة ( نسبة إلى نهر لكّة، في كورة شذونة في جنوب غرب أسبانيا) والتي قاد المسلمين فيها، المقاتل العنيد، والقائد البارز، طارق بن زياد، ضد الجيش القُوطي النظامي، بقيادة لُذْريق، Rodric،Rodrigo. ذلك الملك القوطي الجرماني، المغتصب لعرش أسبانيا، والذي كان مشهورا بظلمه، وفسقه وإجرامه، والذي كان الناس يعانون من جور نظامه وبطشه أشد المعاناة.
فبعد أن رأى المسلمون ما عاد به طريف، وتأكد موسى بن نصير من حقيقة الوضع في أسبانيا، وملائمة ظروفها الداخلية للفتح، سارع بالاستعداد للدخول، فأعد لهذه المهمة الكبيرة والخطيرة، جيشا قوامه سبعة آلاف مقاتل، جلهم من البربر، وقدّم عليه طارق بن زياد، حاكم طنجة - ثم أضاف إليهم، بعد ذلك خمسة آلاف -، وذلك بعد أن كان موسى قد جهز السفن اللازمة للعبور، بالتنسيق مع يوليان حاكم سبتة، الذي تقدّم ذكره.
وكان اكتمال عبور جيش طارق لخليج الزقاق، في شعبان سنة 92هـ، ونزل طارق في الجبل الذي نسب إليه، والذي لا يزال يعرف باسمه حتى الآن " جبل طارق"، وهو الجبل الذي بدوره، نسب إليه المضيق، فصار يعرف باسمه الذي يعرف به اليوم، وبكل اللغات الحية في العالم " مضيق جبل طارق ". ولما أتصل بلذريق، ملك القوط، خبر نزول طارق وجيشه في الجزيرة الخضراء، أقبل متبخترا، على رأس جيوشه الجرارة، والتي كانت أعدادها تفوق أعداد المسلمين بأضعاف مضاعفة، فنزل لذريق بقرطبة أولا، ثم لم يلبث حتى زحف جنوبا ليلتقي بجيش طارق عند مجرى نهر صغير عرف باسم وادي لكة، كما عرف أيضا باسم وادي برباط، ولذلك فقد نسبت المعركة للأول،كما نسبت للثاني، ولكن المشهور أنها معركة وادي لكة. والمهم أن هذه المعركة،كانت هي المعركة الفاصلة والحاسمة والخالدة، بين المسلمين والقوط، والتي استهلها طارق بن زياد بخطبته الشهيرة: " أيها الناس، أين المفر؟! البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. وأعلموا أنكم في هذه الجزيرة، أضيع من الأيتام، في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم العدو بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا قوت إلا ما تستخلصونه من عدوكم...". وقد بدأت المعركة في يوم الأحد ليليتين بقيتا من شهر رمضان، من سنة 92هـ، واستمرت حوالي ثمانية أيام، وانتهت بهزيمة ساحقة ماحقة للقوط، وبمقتل ملكهم المتكبر المغرور لذريق، والآلاف من جيشه. ويذكر بعض المؤرخين أن طارق بن زياد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، في منامه، أثناء عبوره للمضيق، فبشره بالفتح وأوصاه بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد، ولذلك كان طارق وأصحابه مستبشرين بالفتح، ولم يكن لديهم أدنى شك في الظفر، ومن هنا كان صمودهم الأسطوري في وجه جحافل جيش لذريق الجرارة في هذه المعركة العنيفة والشاقة والطويلة المدى. ويذكر مؤرخون آخرون أن القائد المغوار طارق بن زياد، عندما رأى المعركة تشتد ضراوة، وتتعدد أماكنها، ويتسع ميدانها، يوما بعد يوم، دون أن يكون هناك إمكانية للحسم، ورأى أن تطاولها ليس في صالح المسلمين، نظرا لقلة عددهم وعدتهم ومؤنتهم، قرر أن يصمد للذريق ملك القوط مباشرة، فيقتله أو يهلك دونه، وأبلغ بهذا القرار الجريء كبار قادته ومستشاريه. وهكذا جعل طارق الوصول إلى لذريق هدفه، وشغله الشاغل، وعندما لاحت أمامه أول فرصة للنيل منه، وثب عليه كالليث الضاري، وأطاح به من فوق سريره، وبعدها اختفى لذريق تماما، ولم يعثر له على أثر، لا ميتا ولا حيا، وتضاربت الأقوال بشأن مصيره، ولكن الصحيح أنه قتل في هذه المعركة. وبمقتله تداعت صفوف جيوش القوط واضطربوا، وولوا الأدبار طلبا للنجاة بجلودهم، تاركين جثث قتلاهم في ميدان المعركة، حيث بقيت عظامهم هناك مدة طويلة. وقد فتح هذا الانتصار الكبير، أبواب أسبانيا كلها أمام المسلمين. ففي أعقابه سقطت مدن المملكة القوطية بأيديهم، واحدة إثر أخرى، وعلى رأسها العاصمة طليطلة، وغنم الفاتحون المسلمون ما فيها من ذخائر وكنوز. وكذلك فتحت قرطبة ورية وإلبيرة وجيّان. ولم يخض طارق ومن معه، أي معركة حقيقية، بعد تلك المعركة- باستثناء معركة إستجة تلك القلعة الحصينة الواقعة في جنوب غربي قرطبة.

3- رمضان 93هـ: عبور طالعة موسى

وفي رمضان سنة 93هـ / يونيو 712م، كان عبور موسى بن نُصَيْر، إلى الأندلس، على رأس جيش كبير قوامه ثمانية عشر ألف مقاتل، معظمهم من العرب، وفيهم عدد من التابعين، ووجوه العرب، ولقد كان عبور موسى بن نصير على رأس هذا الجيش، نجدةً لـطارق بن زياد ومن معه أولا، وثانيا: لاستكمال فتح المدن والمناطق التي لم يمر بها، طارق أو التي لم يكن باستطاعته أن يرسل بعض السرايا لفتحها، نظرا لقلة جنوده، خاصة بعد أن استشهد منهم من استشهد في معركة وادي لكة، وأيضا للمساحة الشاسعة التي تغطيها شبه الجزيرة الأيبيرية. ومهما كان من أمر، فإن تصرف موسى هذا كان، متفقا مع تخطيط رزين هدفه الإفادة القصوى من الفرصة التي أتيحت للمسلمين. فقد كان عبوره تعزيزا للجيش الإسلامي، وسدا لمحاولات قطع الطريق عليه، من قبل قوات القوط التي لجأت للتحصن، في الجنوب الشرقي وفي الجنوب الغربي من أسبانيا، وأخذا في الحيطة وإتماما لخطة الفتح المرسومة، ونشرا للعقيدة الإسلامية، التي كان كل ذلك من أجلها. ومن أجلها أيضا عبر مع موسى بن نصير، من عبر من التابعين، فكانوا مقاتلين، ودعاة إلى الله، وموجهين ومرشدين للقادة المسلمين، وشهودا على العقود والاتفاقيات، التي تُبرم مع أمراء المدن المسيحيين، ومشرفين على بناء المساجد، في هذه المدن، ومسئولين عن قسمة الغنائم بين المجاهدين. وتأكيدا على هذا الهدف السامي، كان أول عمل يقوم به موسى بن نصير، بعد نزوله في الجزيرة الخضراء، وهي أول مدينة افتتحت في الأندلس، هو إنشاء مسجد الرايات، في المكان الذي اجتمع فيه أصحاب الرايات المسلمين للتشاور، بصدد السبيل الأمثل لاستكمال الفتح. ولم يلبث موسى بن نصير، حتى استأنف المسير، سالكا طريقا آخر، غير الطريق، الذي سلكه طارق بن زياد من قبل. وفتح موسى في طريقه هذه مدائن أسبانية، لا تقل عظمتها وأهميتها، عن عظمة وأهمية المدائن التي فتحها طارق بن زياد مثل شذونة، الواقعة إلى الشمال الغربي من الجزيرة الخضراء، وقرمونة إلى الشرق من شذونة، وكانت قاعدة عسكرية حصينة، ثم توج موسى فتوحاته بفتح أشبيلية، الواقعة في جنوب غربي أسبانيا، وكانت الهدف الرئيس في خطته، فقد كانت أشبيلية يومئذ أكبر مدن أسبانيا، بعد طليطلة، ثم اتجه موسى بعد ذلك صوب مدينة ماردة الواقعة إلى الشمال الغربي من أشبيلية. جاء ذلك في الوقت، الذي كان فيه، ولده عبد العزيز بن موسى بن نصير، قد استكمل فتح الجنوب الغربي من أسبانيا.

4- رمضان 94هـ: فتح ماردة

وفي رمضان سنة 94 هـ / يونيو 713م، كان فتح مدينة ماردة. ولفتح هذه المدينة، حديث يستحسن التوقف عنده قليلا، فإن هذه المدينة كانت من المدن الأسبانية التي استعصت على المسلمين عند الفتح، وذلك لأنها كانت مدينة حصينة جدا، وكان يحيط بها سور ضخم، عرضه اثنا عشر ذراعا وارتفاعه ثماني عشر ذراعا، وقيل أنها كانت قاعدة لملوك أسبانيا الأوائل، قبل أن يجتاحها القوط ويجعلوا قاعدتهم في طليطلة. والمهم أن ماردة كانت مدينة صعبة المنال وعرة المسالك، وكان في أهلها منعة شديدة، وبأس عظيم، ومن هنا جاء اسمها ماردة، وقيل سميت كذلك على اسم " ماردة " أبنة أحد الملوك العظام. وليس ذلك فحسب، إنما الأهم، هو أن كثيرا من فلول الجيش القوطي، وكبار أعوان لذريق، الذين فروا بعد هزيمتهم في معركة وادي لكة، تجمعوا فيها وتحصنوا بداخلها، وقاوموا المسلمين مقاومة شديدة، ونالوا منهم، بصورة فاقت توقعات موسى بن نصير، لكن المسلمين بدورهم قتلوا الكثير منهم، خاصة في الكمائن، التي كان يدبرها لهم القائد المحنك الداهية موسى بن نصير، هذا الأخير الذي كان عمره آنذاك يبلغ زهاء سبعين عاما، دون أن يفقد بعد همة الشباب، والذي أشرف على فتح هذه المدينة بنفسه، وأقام عليها حتى فتحها، وذلك بعد عدة أشهر من بدء الحصار الشاق والمتواصل. وكان فتحها صلحا. وكان ذلك أيضا في آخر رمضان سنة 94هـ /يونيو 713م. ودخلها المسلمون في أول أيام عيد الفطر. وبفتحها أعلن موسى هذا البلد ( أسبانيا ) ، بلدا إسلاميا. وهكذا ضمت أول قطعة من أوروبا إلى الخلافة الإسلامية في دمشق. فكان هذا الفتح من أعظم الفتوح الذاهبة بالسمعة والصيت في ظهور الملّة الحنيفية.

5- رمضان 100هـ: بدء ولاية السمح بن مالك

وفي رمضان سنة 100هـ / أبريل سنة 719م. كان استقرار السمح بن مالك الخولاني في قرطبة، ومن ثم ابتداء ولايته على الأندلس للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. ويعتبر هذا الحدث من الأحداث الرمضانية الكبرى والهامة في تاريخ المسلمين في الأندلس، إذ أنه مع ابتداء ولاية السمح للأندلس بدأت مرحلة أخرى متممة للمراحل السابقة، مرحلة كان أبرز معالمها: تنظيم بلد الأندلس، واستكمال تخميس أرضها، وإقرار الأوضاع فيها، والقيام بإصلاحات، ومن ثم استئناف المسلمين للفتوحات وراء جبال البرت، وأصبحت الأندلس به ولاية مستقلة عن أفريقية، خاضعة للخلافة رأسا. ولذلك كان وصول السمح بن مالك الخولاني، إلى قرطبة في رمضان سنة 100هـ، من الأحداث الهامة، التي ظلت في ذاكرة، أهل الأندلس، حتى سقوط الخلافة، بل وحتى سقوط قرطبة في أيدي القشتاليين. وطبقا لتصنيف المؤرخ والمستشرق، ليفي بروفسنال، في كتابه (حضارة العرب في الأندلس)، فإن استقرار السمح بن مالك الخولاني في قرطبة، وإقرارها عاصمة للأندلس ( رمضان سنة 100هـ)، هو الحدث الأبرز، والأكبر، على الإطلاق، من النواحي الاجتماعية، والثقافية، والأثرية، في تاريخ المسلمين في الأندلس، والذي يعد صفحة مختلفة، عن كل الصفحات، التي خطها الغزاة، فوق تضاريس هذه الجزيرة، وذلك على اعتبار أن انتصار طارق بن زياد، في معركة وادي لكة ( رمضان 92هـ)، هو الحدث الأبرز والأكبر على الإطلاق، في تاريخ الأندلس الإسلامي، من الناحيتين السياسية والعسكرية.
وكان السمح بن مالك الخولاني، من خيرة الحكام الذين حكموا الأندلس، في عهد الولاة ( 95- 138هـ)، فهو الذي نظمها إداريا، وبنى قنطرة قرطبة الشهيرة على نهر الوادي الكبير، وهو إلى جانب ذلك، يعتبر رائدا للفتوحات الإسلامية في غالة الواقعة، وراء جبال البرتات ( جنوب فرنسا حاليا)، وهي الفتوحات التي انطلقت في مستهل العقد الأول، من القرن الثاني الهجري، وهو من ركز راية الإسلام، في حنوب فرنسا، والتي استمرت ترفرف عالية خفاقة، لأكثر من أربعين عاما، وأخيرا، وليس آخرا ، هو أول قائد عربي مسلم، من ولاة الأندلس، يسقط شهيدا في هذه البلاد، ويضرّج دمه الزكي الطاهر ، ثرى هذه الأرض، وكان استشهاده تحت أسوار مدينة طلوشة ( تولوز ) في يوم عرفه من سنة 102هـ. وعلى خطاه سار قادة الفتح الآخرون في هذه الناحية: عنبسة بن سحيم الكلبي، وعبد الرحمن الغافقي، وعقبة بن الحجاج السلولي، وغيرهم من القادة الغزاة الاستشهاديين، في فرنسة.

أهم المصادر والمراجع:

أولا: المصادر والمراجع العربية

- مؤلف مجهول: أخبار مجموعة في فتح الأندلس، سلسلة المكتبة الأندلسية، المجلد (1) ، دار الكتاب المصري – القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1410هـ / 1989.
- ابن القوطية ( أبو بكر محمد بن عمر) (- 367هـ) تاريخ افتتاح الأندلس، دار الكتاب المصري القاهرة ، دار الكتاب اللبناني بيروت، ط2، 1410هـ/ 1989.
- ابن عذاري المراكشي ، (- 695هـ) ، البيان المُغْرب في أخبار الأندلس والمغرب،جـ2، تحقيق ومراجعة ج. س. كولان و إ. ليفي بروفسنال، دار الثقافة، بيروت.
- المقري التلمساني، (أبو العباس أحمد بن محمد) (- 1041هـ)،نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس ، دار صادر، بيروت، 1968
- محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس من الفتح إلى بداية عهد الناصر ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة، القاهرة، الطبعة الرابعة مزيدة منقحة، 1389هـ/1969م.
- حسين مؤنس: فجر الأندلس، دراسة في تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة الأموية (711- 756م )، الشركة العربية للطباعة والنشر، القاهرة، ط1، 1959.
- عبد الرحمن علي الحجي، التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة، دار القلم، دمشق، ط5، 1418هـ - 1997.
- أحمد العبادي، في تاريخ المغرب والأندلس، دار النهضة العربية، بيروت،، ط ( بدون)، التاريخ (بدون).
- إبراهيم بيضون، الدولة العربية في أسبانية من الفتح حتى سقوط الخلافة، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ط2 ، 1406هـ/ 1986م .
- شاكر مصطفى، الأندلس في التاريخ، منشورات وزارة الثقافة، سوريا، دمشق، 1990.
- أحمد الظرافي: السمح بن مالك الخولاني، أمير الأندلس ورائد الفتوحات الإسلامية في فرنسا ( مخطوط ).

ثانيا: المصادر الأجنبية المعربة
- رينهرت دوزي، المسلمون في الأندلس، جـ1، ترجمة، حسن حبشي، الهيئة المصرية للكتاب، 1995.
- لين بول ستانلي، قصة العرب في أسبانيا، ترجمة علي الجارم بك، مطبعة المعارف ومكتبتها بمصر.
- ليفي بروفنسال، تاريخ أسبانيا الإسلامية من الفتح إلى سقوط الخلافة القرطبية، ترجمه إلى الاسبانية إميليو جارثيا جومث، ترجمه إلى العربية علي عبد الرءوف البمبي وآخرون، المجلس الأعلى للثقافة، مصر ، 2000.
- مونتغمري وات، في تاريخ أسبانيا الإسلامية مع فصل في الأدب بقلم بيير كاكيا، ترجمة محمد رضا المصري، شركة المطبوعات، بيروت، لبنان، ط2، 1998.