سندهم
23-10-2006, 02:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيد سعيد
الأثنين 1 شوال 1427هـ - 23أكتوبر 2006م - العدد 14000
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يعتبرنه نصيراً وسنداً قوياً لحقوقهن
سعوديات خارج المملكة يتابعن "طاش ما طاش" مبديات أعجابهن بإنصافه للمرأة
http://www.9q9q.org/index.php?image=Qag0ZWPNlyXx (http://www.9q9q.org/index.php?image=qpmMKiTtS)
دبي - مكتب
بالاشتياق والمحبة يحل علينا ضيفا كريما في شهر رمضان المبارك، ليس لأنه ابداع في كوميديا تدخل البهجة إلى قلوبنا، بل لأنه دراما انسانية تحكي تراجيديا الواقع ويقدم دعوة مفتوحة من أجل التغيير ونقد السلوكيات الخاطئة، إنه "طاش ما طاش".
ولايزال هذا المسلسل الرمضاني اليومي في حلته الرابعة عشرة الجديدة يتصدر الأعمال الدرامية الاجتماعية في المسلسلات الرمضانية على شاشات التلفزيون العربية، لما يتطرق له من قضايا اجتماعية ذات صلة مباشرة بالهاجس اليومي للمجتمع السعودية وبالتحديد التي تحاكي بصورة أو بأخرى هواجس مجتمعات عربية كثيرة، سواء في القضايا الإنسانية أوالاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية.
ويطرح "طاش" كعادته موضوعا ثقيلا ولكن يقدمه بشكل خفيف وساخر ومعبر ، وبالذات كان في نسخته الأخيرة والتي لم يكتب لها لظروف خارجة عن ارادة فريق العمل أن تبلغ الثلاثين يوما، كان قد قدم واقع المرأة السعودية والصعوبات التي تواجهها بسبب العادات والتقاليد المتشددة والتي غالبا ماكانت تجحف في حق المرأة.
وكانت "الجرعة" هذه المرة كبيرة بشكل ملحوظ وجريء، خصوصا فيما تطرق له "طاش ماطاش" في حلقة سور الحريم، ورغم المبالغة فيه والطرح الجريء إلا أن هذه الحلقة لاقت أصداء مشجعة وواسعة من الوسط النسائي في المملكة ودول الخليج، وحول هذه الملاحظات والأفكار توجهت"الرياض" إلى مجموعة من النساء السعوديات اللواتي يعشن خارج المملكة لكي نسلط الضوء على هذه الأمور بعين سعودية نسائية من الخارج إلى الداخل ، بمايخص هذه الأعمال الفنية لهذا العمل الدرامي الذي اصبح يشار له بالبنان.
- تساءلت في البداية الاعلامية السعودية ابتسام الحبيل التي تعمل في فضائية في مدينة دبي تساءلت: هل ساهم مسلسل " طاش ما طاش" في معالجة بعض القضايا في المجتمع السعودي بشكل ما ، وهل تعتبر هذه المعالجة ايجابية ام سلبية وساخرة فقط؟
وترد الحبيل بانها تعتقدأن المسلسل يحاول أن يعالج بطريقة ما بعضا من مشاكل هذا المجتمع الذي لا يزال متحفظا والحقيقة ان المسلسل ومن خلال مقدميه الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي يحاول ان يضع المشكلة امام المشاهد الذي احيانا يغمض عينيه عنها ربما تجاهلا او خجلا وبالتالي كلا الامرين يؤدي لاستفحالها بينما بجرأة "طاش" فإن المشاهد يجد نفسه وجها لوجه مع القضية المثارة او المشكلة المعنية وبالتالي هذا جزء من حلها او تهدئتها ، فيما يعتقدالبعض ان المسلسل يبالغ في تصوير المشكلة واعطائها اكبرمن حقها او يثير بعض الافكار لدى المشاهد الا اني اعتقد جازمة ان تصوير القضية بهذه الطريقة يجعلنا نحاول ان نقضي على جذورها او نعالجها اذا صح التعبير .
وهناك الكثير من القضايا التي اثارها المسلسل إما غافلا عنها المجتمع او ان المشاهد متجاهلا اياها رغم انها في بيته وبين اصدقائه احيانا واظن ان المسلسل نجح بنسبة كبيرة في معالجة الكثير من القضايا والدليل على ذلك استمراريته للسنه الرابعة عشرة حتى اليوم وبالرغم من ان هناك قضايا تم تناولها في عرض المسلسل بسنواته الفائتة الا ان المعالجة مختلفة وتتغير طبقا للظروف والتوجهات الجديدة وما يطرأ على مجتمعاتنا من تغيرات او تقاليع احيانا اضافة للمشاكل التي نعاني منها كأي مجتمع فكثير من الحلقات القت الضوء على مدى تذبذب الفرد او اندفاعه خلف افكار خاطئة وانجرافه في تيارات مسيئة وبين قوسين اود ان اذكر ان خصوصية المجتمع السعودي جعلته لا يناقش مشاكله وقضاياه بشفافية ووضوح حتى بين افراد الاسرة الواحدة .. و"طاش ما طاش" بمعالجته وضع يده على الجرح فالقضايا من عقر الدار كما نقول أي انها قضايانا نحن في السعودية خصوصا والخليج عموما ومن يقوم بتأدية الادوار هم من ذات البلد واكثر الناس معرفة بالمجتمع وبالتالي كانت المصداقية واضحة في تجسيد الادوار والحقيقة انا من هنا اوجه تحية لجرأة هذين الفنانين في طرح مشاكل مجتمعنا السعودي الذي ما زال يخجل من ان يناقشها وان كان النقاش خلف ابواب موصدة .
وعما اذا كانت المعالجة ايجابية او سلبية خاصة وانها جاءت في قالب كوميدي فرأيي ان المعالجة جاءت ايجابية جدا من خلال الطرح الصادق والامانة في المعالجة وهناك الكثير ممن اعرفهم اكدوا ان المسلسل بأجزائه الثلاثة عشر السابقة قدم تنبيهاً لسلبيات كثيرة لحقت بمجتمعنا غير ان بعض القضايا تم تناولها بكثير من الجرأة التي احدثت بلبلة احيانا وشكوكا احيانا اخرى فيما اعتبرها البعض اساءة مباشرة .
وكلمتي الاخيرة ان النجاح الملموس ل "طاش ما طاش" يتضح من عدد اجزائه اولا وخاصة الآن بعدما اصبح المشاهد ليس متابعا فقط بل مشاركا في تقديم بعض الافكار وهذا دليل وعي المشاهد ايضا الذي يريد ان يتم تناول مشاكله بطريقة ما رغم خجله وثانيا الفنانين القصبي والسدحان المبدعين وزملائهم بالطبع واخيرا المخرج المميز عبدالخالق الغانم وتحية رمضانية للجميع .
رأيي في طاش
وتقول الطالبة السعودية سمر ابراهيم عبدالله الساسي التي تدرس في جامعة الشارقة بدولة الإمارات، لست من متابعين المسلسل لكني من خلال مشاهدتي لبعض الحلقات أضع "طاش ماطاش" تحت مفهوم مسلسل فكاهي يتناول من خلال حلقاته قضايا اجتماعية مختلفة احيانا يكون هدفها ملموسا وواقعيا كواقع تعيين المدرسات في قرى بعيدة عن مدينتهن الاصلية والتي تعتبر مشكلة اساسية من مشاكل المرأة السعودية، وأحيانا أخرى على سبيل الفكاهة فقط كالتمثيل بلهجات سعودية من مدن المملكة المختلفة حجازية كانت أم نجدية أم جنوبية، هذا وتعكس بعض الحلقات التي تتناول قضايا مختلفة عن واقع المرأة السعودية والضغوطات التي تواجهها في المجتمع سواء في المنزل أو خارجه، ما يجعلني أشكك في مكانة المرأة السعودية في مجتمعها وبين عشيرتها على سبيل المثال حلقة (نسيت اسمها إلي فيها ورق جوكر) توضح الضغوطات النفسية والاجتماعية للمرأة السعودية من بعض الجهات لممارسة التجارة ، مع أن "طاش ما طاش" قد نقد المحظور في هذه الحلقة الا أنها أقرب ما يكون إلى الواقع.
وما أريد حقا معرفته هو هل حلقات "طاش ماطاش" وقضاياه تحل عقدة من العقد أو تغير مفهوما من مفاهيم المجتمع، هل لها تاثير على الجهات العليا؟.
والمسلسل يعالج القضايا الاجتماعية بشكل فكاهي رائع ، فهو يجمع اكبر عدد من المشاهدين. فافراد اسرتي جميعهم يجتمعون لمتابعة المسلسل في فرصة نادرة لجمع الإسرة لمشاهدة مسلسل مهم بهذا الشكل.
أما رأي باسمة المصري وهي سعودية تعمل في قطاع السياحة وهي مدير فندق في الشارقة وتقول:
لقد عالج (طاشا ماطاش) الكثير من القضايا التي تتعلق بالمجتمع السعودي بشكل عام، والمرأة السعودية بشكل خاص، ونعتبره من أهم وسائل الإعلام التي حاولت انصاف المرأة والوقوف على المشكلات التي تعاني منها، ولاتستطيع أن تبوح بها، أو على الأصح لا أحد يسمعها حتى لو باحت بها..
أفكار جديدة
أم فيصل ربة بيت سعودية تعيش بالإمارت ، تتابع المسلمسل عن كثب، وتقول إن "طاش ماطاش" بدأ يتغلب على كثير من العقد والنواحي القديمة، ويطرح أفكاراً جديدة تتواكب مع التطور والعصر ، بعيدا عن تعلب وتجميد بعض الأفكار القديمة، وقد واكب المسلسل الكوميدي الهادف السعودي أفكار وتطلعات مجتمعنا السعودي الذي هو طموح نحو مزيد من التغلب على بعض الأفكار السلبية القديمة والتي عفا عليها الزمن، ونحن الآن في عصر السرعة والتطور والانفتاح، نتمنى لهذا الطرح مزيدا من الجرئة والتألق ، لنتعرف ونكتشف أنه هناك عالم آخر، ومجتمعات تتطور سريعا نحو الانفتاح ، ولكننا نؤكد ونقول ونريد أن هذا التطور والانفتاح هو تطور علمي وثقافي واجتماعي منضبط وليس منفلتاً وقد أنصف طاش ماطش المرأة بشكل واضح وملموس ، من خلال عدة حلقات قوية وجريئة!
وتشاركنا بهذا الموضوع الإعلامية السعودية مها شفيق السراج التي تعمل في مدينة دبي وتقول:
قد يبدو للوهلة الأولى أن مسلسل طاش ما طاش واحدا من المسلسلات التي تطرح أفكارا كوميدية لمجرد الترفيه والمتعة ... ولكن هذا المسلسل ظهر في السنوات الأخيرة والتي كان فيها ومازال المجتمع السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام يعاصر تغييرات اجتماعية وفكرية بالاضافة الى تغيرات تفاعلت مع أسعار النفط وارتباطها بالأوضاع الأمنية في منطقة الخليج العربي وما تلا هذه التغيرات من انعكاس على الفرد والأسرة الخليجية من عدة نواحٍ فان تحدثنا عن الناحية المادية ومواجهة متطلبات الحياة فقد ناقش المسلسل فئات المجتمع التي تدعي الثراء والفئات التي تبحث عن الثراء السريع وبأي وسيلة دون النظر الى الضوابط الدينية والأخلاقية كما ناقش مشكلات الشباب والشابات الباحثين عن الوظائف والمعاناة التي يتعرض لها الفرد السعودي الشاب من أجل تأمين حياة كريمة لنفسه ولأسرته ...
تعرض المسلسل أيضا لبعض نواحي القصور في الجهات التي تتواجد في موقع المسئولية وما يعانيه المجتمع من ذاك القصور .... ومن ضمن ما عالجه المسلسل ظاهرة الارهاب وتلك كانت من أبرز ما نجح به لتوعية الشباب والشابات والأسرة بشكل عام لتبني المراهقين من أبنائهم والالتفات للأفكار والمعتقدات التي قد تزرع في عقولهم ومن هنا يلاحظ كم استطاع هذا المسلسل أن يجمع الكلمة ويعزز الاحساس الوطني لدى أفراد المجتمع ليتم التماسك والتعاضد مع ولاة الأمر للحفاظ على أمن البلاد .... ليس هذا كل ما تعرض له المسلسل الناجح "طاش ما طاش" فقد تعرض لأهم فكر ومعتقد ... تعرض لنظرة المجتمع السعودي وخاصة المجتمع الذكوري منه للمرأة ومكانها ودورها في المجتمع ... حيث أظهر السلبيات التي يتبناها المجتمع في تعامله مع المرأة ... ففي كل عام يطرح المسلسل قضية تخص المرأة السعودية ... ومن وجهة نظري فان المسلسل يدعو لاحترام المرأة ويسعى لأن يبعث برسالة للرجل السعودي بأن المرأة عنصر فاعل في بناء الأمة ولا بد من أن نتعامل معها كانسان متفرد الارادة وذي عقل وفكر يبني ويرفع ويساهم الى جانب دورها الطبيعي والذي تقوم به المرأة على أكمل وجه ولا بد من أن يدرك المجتمع بأن تواجدها في موقعها الوظيفي والاجتماعي لابد أن يكون مساويا لما يتمتع به الرجل في المجتمع .... وبرأيي أنه لابد أن تتم عملية فلترة لبعض العقول والتي تنادي بتحديد حركة المرأة وابعادها عن الاندماج في المجتمع بشكل طبيعي ... لا بد من أن يبدأ الرجل بتقبل واحترام هذا الكائن العظيم والتعامل معه بمحبة وتسامح من منطلق فكرة أن المرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة ... وحين يدرك الرجل هذا الفكر سيتم التكامل الاجتماعي والذي بالتالي يصب في مصلحة الوطن ... هنيئا لهذا المسلسل الناجح ولجميع القائمين عليه ذلك النجاح الذي يتكرر عاما بعد عام ونتمنى أن يستمر نجاحه خاصة وانه استطاع أن يحقق نجاحا بارزا في تسليط الضوء على قضايا لم يتطرق لها الإعلام سابقا.
واما سناء عمر الجبر فتقول "طاش" برنامج نقدي هادف يسلط الضوء على مشاكل ووضع المجتمع الحالي بالإطار الكوميدي، هو ببساطة عبر عن الواقع بكل تفاصيله وملابساته وطرح قضايا عدة قد يخاف أو يخجل البعض التحدث عنها.
والشعب السعودي كأي شعب من أي بلد لا يختلف تكوينهم عن البشر يصيبون ويخطئون فلا أحد مبرأ أو منزه عن الخطأ ولا توجد فئة فوق مستوى الشبهات .
إن التعبير عن الرأي بأي صورة كانت والاختلاف هو حق مشروع لكل إنسان في المجتمع فهذا الاختلاف والتباين في الرأي هو في الأصل طبيعي.
أما السيدة السعودية أيمان البشري المقيمة في الشارقة تقول: إن "طاش ماطاش" عالج الكثير من القضايا التي تهمنا وقد اعجبني طرح "طاش ماطاش" في قضية حال الزوجة عند أهل الزوج، وماتعانيه من دكتاتورية وتدخل في شؤونها الخاصة، وانعدام شخصيتها أمام الزوج، وانا أقول هل ممكن أن يجرب الرجل أن يكون هو في مثل هذا الوصع؟
والطالبة السعودية ياسمين ... تقول أنا متأكدة ان "طاش ماطاش" ناقش حقائق ملموسة في المجتمع السعودي، ولقد عالج قضايا كثيرة ، منها قضايا الأمن والسلامة، ففي أحد حلقاته في العام الماضي، ناقش قضية بيت سعودي تعرض لعملية مداهمة من قبل بعض اللصوص ، ولم يكن هناك رجل في البيت ، بل فقط النساء ، وعندما تم تبليغ الشرطة للمساعدة ، ووصلوا الى البيت رفضوا الدخول بحجة أنه لايوجد محرم داخل البيت!!
أم محمد سيدة أعمال تقيم بالإمارات: نحن نعتبر "طاش" منبرا حرا أنصف المرأة السعودية، وكان البلسم الشافي لكي ماتعاني منه ، ولكن نتمنى أن يأتي الحل السريع لكل هذه المعضلات التي تواجهنا،واصبح هذا المسلسل هو سندا ونصيرا قويا لحقوقنا البسيطة التي يتجاهلها المجتمع ، بحجة العادات والتقاليد .
خاتمة:
وعلى الرغم من الزوبعة والحملات المضادة يظل (طاش ماطاش )هو أحد أفضل البرامج في المملكة والخليج العربي .والصغير قبل الكبير يتابعه . فلم يأت بشيء من الخارج ولم يفتر ولم يكذب بل صور فئات موجودة فعليا في مجتمعنا .
نقد طاش ليس موجها للدين أو للمتدين بل لمن أساءوا استخدامه لمصلحة شخصية والاعتراف بالأخطاء الموجودة فينا وفي المجتمع هي بداية الطريق الصحيح لتصحيحها، نتمنى لطاش مزيدا من التألق والجرأة والموضوعية لكي يلامس ويحاكي قضايا المجتمع السعودي بشكل عام.
المصدر جريدة : الرياض
وكل عام وانتم
عيد سعيد
الأثنين 1 شوال 1427هـ - 23أكتوبر 2006م - العدد 14000
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يعتبرنه نصيراً وسنداً قوياً لحقوقهن
سعوديات خارج المملكة يتابعن "طاش ما طاش" مبديات أعجابهن بإنصافه للمرأة
http://www.9q9q.org/index.php?image=Qag0ZWPNlyXx (http://www.9q9q.org/index.php?image=qpmMKiTtS)
دبي - مكتب
بالاشتياق والمحبة يحل علينا ضيفا كريما في شهر رمضان المبارك، ليس لأنه ابداع في كوميديا تدخل البهجة إلى قلوبنا، بل لأنه دراما انسانية تحكي تراجيديا الواقع ويقدم دعوة مفتوحة من أجل التغيير ونقد السلوكيات الخاطئة، إنه "طاش ما طاش".
ولايزال هذا المسلسل الرمضاني اليومي في حلته الرابعة عشرة الجديدة يتصدر الأعمال الدرامية الاجتماعية في المسلسلات الرمضانية على شاشات التلفزيون العربية، لما يتطرق له من قضايا اجتماعية ذات صلة مباشرة بالهاجس اليومي للمجتمع السعودية وبالتحديد التي تحاكي بصورة أو بأخرى هواجس مجتمعات عربية كثيرة، سواء في القضايا الإنسانية أوالاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية.
ويطرح "طاش" كعادته موضوعا ثقيلا ولكن يقدمه بشكل خفيف وساخر ومعبر ، وبالذات كان في نسخته الأخيرة والتي لم يكتب لها لظروف خارجة عن ارادة فريق العمل أن تبلغ الثلاثين يوما، كان قد قدم واقع المرأة السعودية والصعوبات التي تواجهها بسبب العادات والتقاليد المتشددة والتي غالبا ماكانت تجحف في حق المرأة.
وكانت "الجرعة" هذه المرة كبيرة بشكل ملحوظ وجريء، خصوصا فيما تطرق له "طاش ماطاش" في حلقة سور الحريم، ورغم المبالغة فيه والطرح الجريء إلا أن هذه الحلقة لاقت أصداء مشجعة وواسعة من الوسط النسائي في المملكة ودول الخليج، وحول هذه الملاحظات والأفكار توجهت"الرياض" إلى مجموعة من النساء السعوديات اللواتي يعشن خارج المملكة لكي نسلط الضوء على هذه الأمور بعين سعودية نسائية من الخارج إلى الداخل ، بمايخص هذه الأعمال الفنية لهذا العمل الدرامي الذي اصبح يشار له بالبنان.
- تساءلت في البداية الاعلامية السعودية ابتسام الحبيل التي تعمل في فضائية في مدينة دبي تساءلت: هل ساهم مسلسل " طاش ما طاش" في معالجة بعض القضايا في المجتمع السعودي بشكل ما ، وهل تعتبر هذه المعالجة ايجابية ام سلبية وساخرة فقط؟
وترد الحبيل بانها تعتقدأن المسلسل يحاول أن يعالج بطريقة ما بعضا من مشاكل هذا المجتمع الذي لا يزال متحفظا والحقيقة ان المسلسل ومن خلال مقدميه الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي يحاول ان يضع المشكلة امام المشاهد الذي احيانا يغمض عينيه عنها ربما تجاهلا او خجلا وبالتالي كلا الامرين يؤدي لاستفحالها بينما بجرأة "طاش" فإن المشاهد يجد نفسه وجها لوجه مع القضية المثارة او المشكلة المعنية وبالتالي هذا جزء من حلها او تهدئتها ، فيما يعتقدالبعض ان المسلسل يبالغ في تصوير المشكلة واعطائها اكبرمن حقها او يثير بعض الافكار لدى المشاهد الا اني اعتقد جازمة ان تصوير القضية بهذه الطريقة يجعلنا نحاول ان نقضي على جذورها او نعالجها اذا صح التعبير .
وهناك الكثير من القضايا التي اثارها المسلسل إما غافلا عنها المجتمع او ان المشاهد متجاهلا اياها رغم انها في بيته وبين اصدقائه احيانا واظن ان المسلسل نجح بنسبة كبيرة في معالجة الكثير من القضايا والدليل على ذلك استمراريته للسنه الرابعة عشرة حتى اليوم وبالرغم من ان هناك قضايا تم تناولها في عرض المسلسل بسنواته الفائتة الا ان المعالجة مختلفة وتتغير طبقا للظروف والتوجهات الجديدة وما يطرأ على مجتمعاتنا من تغيرات او تقاليع احيانا اضافة للمشاكل التي نعاني منها كأي مجتمع فكثير من الحلقات القت الضوء على مدى تذبذب الفرد او اندفاعه خلف افكار خاطئة وانجرافه في تيارات مسيئة وبين قوسين اود ان اذكر ان خصوصية المجتمع السعودي جعلته لا يناقش مشاكله وقضاياه بشفافية ووضوح حتى بين افراد الاسرة الواحدة .. و"طاش ما طاش" بمعالجته وضع يده على الجرح فالقضايا من عقر الدار كما نقول أي انها قضايانا نحن في السعودية خصوصا والخليج عموما ومن يقوم بتأدية الادوار هم من ذات البلد واكثر الناس معرفة بالمجتمع وبالتالي كانت المصداقية واضحة في تجسيد الادوار والحقيقة انا من هنا اوجه تحية لجرأة هذين الفنانين في طرح مشاكل مجتمعنا السعودي الذي ما زال يخجل من ان يناقشها وان كان النقاش خلف ابواب موصدة .
وعما اذا كانت المعالجة ايجابية او سلبية خاصة وانها جاءت في قالب كوميدي فرأيي ان المعالجة جاءت ايجابية جدا من خلال الطرح الصادق والامانة في المعالجة وهناك الكثير ممن اعرفهم اكدوا ان المسلسل بأجزائه الثلاثة عشر السابقة قدم تنبيهاً لسلبيات كثيرة لحقت بمجتمعنا غير ان بعض القضايا تم تناولها بكثير من الجرأة التي احدثت بلبلة احيانا وشكوكا احيانا اخرى فيما اعتبرها البعض اساءة مباشرة .
وكلمتي الاخيرة ان النجاح الملموس ل "طاش ما طاش" يتضح من عدد اجزائه اولا وخاصة الآن بعدما اصبح المشاهد ليس متابعا فقط بل مشاركا في تقديم بعض الافكار وهذا دليل وعي المشاهد ايضا الذي يريد ان يتم تناول مشاكله بطريقة ما رغم خجله وثانيا الفنانين القصبي والسدحان المبدعين وزملائهم بالطبع واخيرا المخرج المميز عبدالخالق الغانم وتحية رمضانية للجميع .
رأيي في طاش
وتقول الطالبة السعودية سمر ابراهيم عبدالله الساسي التي تدرس في جامعة الشارقة بدولة الإمارات، لست من متابعين المسلسل لكني من خلال مشاهدتي لبعض الحلقات أضع "طاش ماطاش" تحت مفهوم مسلسل فكاهي يتناول من خلال حلقاته قضايا اجتماعية مختلفة احيانا يكون هدفها ملموسا وواقعيا كواقع تعيين المدرسات في قرى بعيدة عن مدينتهن الاصلية والتي تعتبر مشكلة اساسية من مشاكل المرأة السعودية، وأحيانا أخرى على سبيل الفكاهة فقط كالتمثيل بلهجات سعودية من مدن المملكة المختلفة حجازية كانت أم نجدية أم جنوبية، هذا وتعكس بعض الحلقات التي تتناول قضايا مختلفة عن واقع المرأة السعودية والضغوطات التي تواجهها في المجتمع سواء في المنزل أو خارجه، ما يجعلني أشكك في مكانة المرأة السعودية في مجتمعها وبين عشيرتها على سبيل المثال حلقة (نسيت اسمها إلي فيها ورق جوكر) توضح الضغوطات النفسية والاجتماعية للمرأة السعودية من بعض الجهات لممارسة التجارة ، مع أن "طاش ما طاش" قد نقد المحظور في هذه الحلقة الا أنها أقرب ما يكون إلى الواقع.
وما أريد حقا معرفته هو هل حلقات "طاش ماطاش" وقضاياه تحل عقدة من العقد أو تغير مفهوما من مفاهيم المجتمع، هل لها تاثير على الجهات العليا؟.
والمسلسل يعالج القضايا الاجتماعية بشكل فكاهي رائع ، فهو يجمع اكبر عدد من المشاهدين. فافراد اسرتي جميعهم يجتمعون لمتابعة المسلسل في فرصة نادرة لجمع الإسرة لمشاهدة مسلسل مهم بهذا الشكل.
أما رأي باسمة المصري وهي سعودية تعمل في قطاع السياحة وهي مدير فندق في الشارقة وتقول:
لقد عالج (طاشا ماطاش) الكثير من القضايا التي تتعلق بالمجتمع السعودي بشكل عام، والمرأة السعودية بشكل خاص، ونعتبره من أهم وسائل الإعلام التي حاولت انصاف المرأة والوقوف على المشكلات التي تعاني منها، ولاتستطيع أن تبوح بها، أو على الأصح لا أحد يسمعها حتى لو باحت بها..
أفكار جديدة
أم فيصل ربة بيت سعودية تعيش بالإمارت ، تتابع المسلمسل عن كثب، وتقول إن "طاش ماطاش" بدأ يتغلب على كثير من العقد والنواحي القديمة، ويطرح أفكاراً جديدة تتواكب مع التطور والعصر ، بعيدا عن تعلب وتجميد بعض الأفكار القديمة، وقد واكب المسلسل الكوميدي الهادف السعودي أفكار وتطلعات مجتمعنا السعودي الذي هو طموح نحو مزيد من التغلب على بعض الأفكار السلبية القديمة والتي عفا عليها الزمن، ونحن الآن في عصر السرعة والتطور والانفتاح، نتمنى لهذا الطرح مزيدا من الجرئة والتألق ، لنتعرف ونكتشف أنه هناك عالم آخر، ومجتمعات تتطور سريعا نحو الانفتاح ، ولكننا نؤكد ونقول ونريد أن هذا التطور والانفتاح هو تطور علمي وثقافي واجتماعي منضبط وليس منفلتاً وقد أنصف طاش ماطش المرأة بشكل واضح وملموس ، من خلال عدة حلقات قوية وجريئة!
وتشاركنا بهذا الموضوع الإعلامية السعودية مها شفيق السراج التي تعمل في مدينة دبي وتقول:
قد يبدو للوهلة الأولى أن مسلسل طاش ما طاش واحدا من المسلسلات التي تطرح أفكارا كوميدية لمجرد الترفيه والمتعة ... ولكن هذا المسلسل ظهر في السنوات الأخيرة والتي كان فيها ومازال المجتمع السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام يعاصر تغييرات اجتماعية وفكرية بالاضافة الى تغيرات تفاعلت مع أسعار النفط وارتباطها بالأوضاع الأمنية في منطقة الخليج العربي وما تلا هذه التغيرات من انعكاس على الفرد والأسرة الخليجية من عدة نواحٍ فان تحدثنا عن الناحية المادية ومواجهة متطلبات الحياة فقد ناقش المسلسل فئات المجتمع التي تدعي الثراء والفئات التي تبحث عن الثراء السريع وبأي وسيلة دون النظر الى الضوابط الدينية والأخلاقية كما ناقش مشكلات الشباب والشابات الباحثين عن الوظائف والمعاناة التي يتعرض لها الفرد السعودي الشاب من أجل تأمين حياة كريمة لنفسه ولأسرته ...
تعرض المسلسل أيضا لبعض نواحي القصور في الجهات التي تتواجد في موقع المسئولية وما يعانيه المجتمع من ذاك القصور .... ومن ضمن ما عالجه المسلسل ظاهرة الارهاب وتلك كانت من أبرز ما نجح به لتوعية الشباب والشابات والأسرة بشكل عام لتبني المراهقين من أبنائهم والالتفات للأفكار والمعتقدات التي قد تزرع في عقولهم ومن هنا يلاحظ كم استطاع هذا المسلسل أن يجمع الكلمة ويعزز الاحساس الوطني لدى أفراد المجتمع ليتم التماسك والتعاضد مع ولاة الأمر للحفاظ على أمن البلاد .... ليس هذا كل ما تعرض له المسلسل الناجح "طاش ما طاش" فقد تعرض لأهم فكر ومعتقد ... تعرض لنظرة المجتمع السعودي وخاصة المجتمع الذكوري منه للمرأة ومكانها ودورها في المجتمع ... حيث أظهر السلبيات التي يتبناها المجتمع في تعامله مع المرأة ... ففي كل عام يطرح المسلسل قضية تخص المرأة السعودية ... ومن وجهة نظري فان المسلسل يدعو لاحترام المرأة ويسعى لأن يبعث برسالة للرجل السعودي بأن المرأة عنصر فاعل في بناء الأمة ولا بد من أن نتعامل معها كانسان متفرد الارادة وذي عقل وفكر يبني ويرفع ويساهم الى جانب دورها الطبيعي والذي تقوم به المرأة على أكمل وجه ولا بد من أن يدرك المجتمع بأن تواجدها في موقعها الوظيفي والاجتماعي لابد أن يكون مساويا لما يتمتع به الرجل في المجتمع .... وبرأيي أنه لابد أن تتم عملية فلترة لبعض العقول والتي تنادي بتحديد حركة المرأة وابعادها عن الاندماج في المجتمع بشكل طبيعي ... لا بد من أن يبدأ الرجل بتقبل واحترام هذا الكائن العظيم والتعامل معه بمحبة وتسامح من منطلق فكرة أن المرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة ... وحين يدرك الرجل هذا الفكر سيتم التكامل الاجتماعي والذي بالتالي يصب في مصلحة الوطن ... هنيئا لهذا المسلسل الناجح ولجميع القائمين عليه ذلك النجاح الذي يتكرر عاما بعد عام ونتمنى أن يستمر نجاحه خاصة وانه استطاع أن يحقق نجاحا بارزا في تسليط الضوء على قضايا لم يتطرق لها الإعلام سابقا.
واما سناء عمر الجبر فتقول "طاش" برنامج نقدي هادف يسلط الضوء على مشاكل ووضع المجتمع الحالي بالإطار الكوميدي، هو ببساطة عبر عن الواقع بكل تفاصيله وملابساته وطرح قضايا عدة قد يخاف أو يخجل البعض التحدث عنها.
والشعب السعودي كأي شعب من أي بلد لا يختلف تكوينهم عن البشر يصيبون ويخطئون فلا أحد مبرأ أو منزه عن الخطأ ولا توجد فئة فوق مستوى الشبهات .
إن التعبير عن الرأي بأي صورة كانت والاختلاف هو حق مشروع لكل إنسان في المجتمع فهذا الاختلاف والتباين في الرأي هو في الأصل طبيعي.
أما السيدة السعودية أيمان البشري المقيمة في الشارقة تقول: إن "طاش ماطاش" عالج الكثير من القضايا التي تهمنا وقد اعجبني طرح "طاش ماطاش" في قضية حال الزوجة عند أهل الزوج، وماتعانيه من دكتاتورية وتدخل في شؤونها الخاصة، وانعدام شخصيتها أمام الزوج، وانا أقول هل ممكن أن يجرب الرجل أن يكون هو في مثل هذا الوصع؟
والطالبة السعودية ياسمين ... تقول أنا متأكدة ان "طاش ماطاش" ناقش حقائق ملموسة في المجتمع السعودي، ولقد عالج قضايا كثيرة ، منها قضايا الأمن والسلامة، ففي أحد حلقاته في العام الماضي، ناقش قضية بيت سعودي تعرض لعملية مداهمة من قبل بعض اللصوص ، ولم يكن هناك رجل في البيت ، بل فقط النساء ، وعندما تم تبليغ الشرطة للمساعدة ، ووصلوا الى البيت رفضوا الدخول بحجة أنه لايوجد محرم داخل البيت!!
أم محمد سيدة أعمال تقيم بالإمارات: نحن نعتبر "طاش" منبرا حرا أنصف المرأة السعودية، وكان البلسم الشافي لكي ماتعاني منه ، ولكن نتمنى أن يأتي الحل السريع لكل هذه المعضلات التي تواجهنا،واصبح هذا المسلسل هو سندا ونصيرا قويا لحقوقنا البسيطة التي يتجاهلها المجتمع ، بحجة العادات والتقاليد .
خاتمة:
وعلى الرغم من الزوبعة والحملات المضادة يظل (طاش ماطاش )هو أحد أفضل البرامج في المملكة والخليج العربي .والصغير قبل الكبير يتابعه . فلم يأت بشيء من الخارج ولم يفتر ولم يكذب بل صور فئات موجودة فعليا في مجتمعنا .
نقد طاش ليس موجها للدين أو للمتدين بل لمن أساءوا استخدامه لمصلحة شخصية والاعتراف بالأخطاء الموجودة فينا وفي المجتمع هي بداية الطريق الصحيح لتصحيحها، نتمنى لطاش مزيدا من التألق والجرأة والموضوعية لكي يلامس ويحاكي قضايا المجتمع السعودي بشكل عام.
المصدر جريدة : الرياض
وكل عام وانتم