المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثالث من دروس شرح متن قطر الندى.



أهــل الحـديث
20-06-2013, 02:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الدرس الثالث



الفعل الماضي – وفعل الأمر



الفعل ثلاثة أقسام: ماض، ومضارع، وأمر، ولكل قسم ما يميزه عن القسم الآخر.
فالماضي له علامتان:
1- تاء التأنيث الساكنة مثل: قامَتْ وقعدَتْ.
2- تاء الفاعل مثل كتبتُ، وكتبتَ، وكتبتِ، المضمومة للمتكلم، والمفتوحة، للمخاطَب، والمكسورة، للمخاطَبَةِ.
وهو مبني دائما، وله ثلاث حالات:
1- يبنى على الفتح مثل: ضربَ، ورمى. أي سواء كان الفتح ظاهرا أو مقدرا.
2- يبنى على الضم وذلك إذا اتصل به واو الجماعة مثل: ضَرَبُوا.
3- يبنى على السكون وذلك إذا اتصل به ضمير الرفع المتحرك ( تُ-تَ-تِ- نَا- نَ ).
مثل: ضربْتُ، ضربْتَ، ضربْتِ، ضربْنَا، ضربْنَ.
والأمر علامته واحدة مركبة من شيئين لا بد أن يجتمعا معا ليكونا علامة على الأمر وهما: دلالته على الطلب، وقبوله ياء المخاطَبة، مثل: ( اكتبْ ) فهو فعل أمر لدلالته على طلب الكتابة مع قبوله ياء المخاطبة تقول: اكتبي يا هندُ الدرسَ. وهو مبني دائما وله أربع حالات:
1- يبنى على السكون مثل: قمْ.
2- يبنى على حذف حرف العلة وذلك إذا كان معتل الآخر مثل: ارمِ- وادعُ- واخشَ.
3- يبنى على حذف النون إذااتصلبهألفالاثنينأوواوا لجماعةأوياءالمخاطبة، مثل:قوما،وقوموا،وقومي.
4- يبنى على الفتح إذا اتصل به نون التوكيد مثل: اكتُبَنَّ، واكتُبَنْ.


اسم الفعل


هنالك بعض الكلمات تدل على معنى الفعل وعلى زمانه وتعمل عمله ولكنها لا تقبل علامته تسمى باسم الفعل.
مثل: هَيْهَاتَ بمعنى بَعُدَ، تقول: هَيْهَاتَ القمرُ أي بَعُدَ عن الأرض، وبَعُدَ: فعل ماض يقبل تاء التأنيث الساكنة بَعُدَت.
وأما هَيْهَاتَ فيدل على معنى الفعل الماضي بَعُدَ وزمانه وهو المضي ولكنه لا يقبل علامته فلا يقال هَيْهَاتَتْ، ولا تاء الفاعل فلا يقال هَيْهَاتَتُ، ونقول في إعرابه: هَيْهَاتَ: اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والقمرُ: فاعل لاسم الفعل مرفوع بالضمة.
ومثل: أُفٍّ بمعنى أَتضجَّرُ، تقول: أُفٍّ له أي أتضجرُ منه، وأتضجرُ: فعل مضارع يقبل لم نحو لم أَتَضجَّرْ، وأما أُفٍّ فيدل على معنى الفعل المضارع أتضجرُ وزمانه وهو الحال ولكنه لا يقبل علامته فلا يقال لمْ أُفٍّ، ونقول في إعرابه: أُفٍّ: اسم فعل مضارع مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، له: جار ومجرور. ومثل: حيَّ بمعنى أَقْبِلْ يقول المؤذنُ: حيَّ على الصلاةِ أي أقبلوا عليها، وأقبلْ: فعل أمر يدل على الطلب ويقبل ياء المخاطبة أقبلي، وأما حيَّ فيدل على معنى الفعل أقبلْ وزمانه وهو الاستقبال ولكنه لا يقبل ياء المخاطبة فلا يقال للمرأة حَيّي، ونقول في إعرابه: حيَّ: اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم، على الصلاة: جار ومجرور.
فاتضح أن اسم فعل الأمر ثلاثة أقسام:
اسم فعل ماض مثل هيهاتَ بمعنى بَعُدَ، وشَتَّانَ بمعنى افترق.
واسم فعل مضارع مثل أفٍّ بمعنى أَتضجرُ، و آهٍ بمعنى أتوجعُ.
واسم فعل أمر مثل حيَّ بمعنى أقبلْ، وصَهْ بمعنى اسكتْ.
وجميع أسماء الفعل مبنية على ما سمعت عليه.
تنبيه: أسماء الفعل لا تتصرف فتلازم حالة واحدة في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، بخلاف الفعل.
تقول: حيَّ يا زيدُ، وحيَّ يا هندُ، وحيَّ يا زيدانِ، وحيَّ يا هندانِ، وحيَّ يا رجالُ وحيَّ يا نساءُ.
ونقول في الفعل أقبلْ يا زيدُ، وأقبلي يا هندُ، وأقبلا يا زيدانِ، وأقبلا يا هندانِ، وأقبلوا يا رجالُ، وأقبلنَ يا نساءُ.



( شرح النص )


وأمَّا الفعلُ فثلاثةُ أقسامٍ: ماضٍ، ويُعرفُ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ، وبناؤُهُ على الفتحِ كضَرَبَ، إلا معَ واوِ الجماعةِ فيُضَمُّ كَضَرَبُوا، أوِ الضميرِ المرفوعِ المتحركِ فَيُسَكَّنُ كَضَرَبْتُ؛ ومِنهُ: نِعْمَ، وبِئْسَ، وعسَى، وليسَ، في الأصحِّ. وأمرٌ، ويُعْرَفُ بدَلَالتِهِ على الطَّلَبِ معَ قَبُولِهِ ياءَ المخاطَبَةِ، وبناؤُهُ على السُّكونِ كاضرِبْ إلا المعتلَّ فعلى حذفِ آخرِهِ كاغْزُ واخْشَ وارْمِ، ونحو قُومَا، وقُومُوا، وقُومِي؛ فعلى حذفِ النونِ، ومِنْهُ: هَلُمَّ في لغةِ تَمِيمٍ، وهاتِ وتعالَ في الأصحِّ
. ......................... ......................... ......................... ......................... ...................

ولما فرغ من بيان الاسم شرع يتكلم على الفعل فقال: ( وأمَّا الفعلُ فثلاثةُ أقسامٍ: ماضٍ، ويُعرفُ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ ) مثل قامَتْ ( وبناؤُهُ على الفتحِ كضَرَبَ ) هذا هو الأصل في الماضي بمعني الأمر الذي يثبت له إذا لم يتصل به بعض الضمائر فإذا اتصلت به واو الجماعة خرج عن الأصل وهو الفتح إلى البناء على السكون، وإن اتصلت به ضمائر الرفع المتحركة خرج عن الفتح إلى السكون ( إلا معَ واوِ الجماعةِ فيُضَمُّ كَضَرَبُوا، أوِ الضميرِ المرفوعِ المتحركِ فَيُسَكَّنُ كَضَرَبْتُ ) وضمير الرفع المتحرك هو تاء الفاعل تُ، تَ، تِ، ونا الفاعل، ونون النسوة، فهذه ضمائر رفع لأنها إما أن تقع فاعلا أو نائب فاعل مثل ضَرَبْتُ، وضُرِبْتُ، ، فإن قيل لم سميت هذه الخمسة متحركة مع أن آخر ( نا ) ساكن ؟ قلنا: نقصد بالمتحرك هنا أحد أمرين: ما آخره حركة مثل: تُ، تَ،تِ، نَ، وما كان جزؤه المتصل بالفعل متحرك فإن النون من ( نَا ) مفتوحة وهي التي تباشر آخر الفعل الماضي مثل ضَرَبْنَا كذا قرره العلامة السجاعي في حاشيته على شرح القطر ( ومِنهُ ) أي من الفعل الماضي ( نِعْمَ ) بدليل تاء التأنيث الساكنة تقول: نِعْمَت المرأةُ فاطمةُ ( وبِئْسَ ) نحو بِئسَت المرأةُ حمالةُ الحطبِ ( وعسَى ) نحو عَسَتْ هندُ أن تقومَ ( وليسَ ) نحو ليستْ المؤمنةُ بطعانةٍ ولا لعانةٍ ( في الأصحِّ) أي في القول الأصح من أقوال العلماء فقد خالف بعضهم في ( نعم- وبئس- وعسى- وليس ) ولكن الراجح هو أنها أفعال ماضية بدليل قبولها تاء التأنيث الساكنة. ( وأمرٌ، ويُعْرَفُ بدَلَالتِهِ على الطَّلَبِ معَ قَبُولِهِ ياءَ المخاطَبَةِ ) نحو اذهبْ فهو فعل أمر لأنه يدل على طلب الذهاب ويقبل ياء المخاطبة اذهبي فإن دل على الطلب ولم يقبل ياء المخاطبة فهو اسم فعل أمر مثل صَهْ بمعنى اسكت ( وبناؤُهُ على السُّكونِ كاضرِبْ ) هذا هو الأصل فيه وقد يخرج عنه ( إلا المعتلَّ فعلى حذفِ آخرِهِ كاغْزُ واخْشَ وارْمِ ) فالأول مبني على حذف الواو، والثاني على حذف الياء، والثالث على حذف الألف. ( ونحو قُومَا، وقُومُوا، وقُومِي ؛ فعلى حذفِ النونِ ) أي إذا اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإنه يبنى على حذف النون ( ومِنْهُ ) أي ومن فعل الأمر ( هَلُمَّ في لغةِ تَمِيمٍ ) هلُمَّ فيها لغتان- لهجتان للعرب- لغة أهل الحجاز، ولغة بني تميم، ويختلف تحديد نوع الكلمة هل هي اسم، أو فعل باختلاف اللغتين. فلغة أهل الحجاز هي لزوم هلمَّ طريقة واحدة ولا يختلف لفظها بحسب من هي مسندة إليه، فتقول: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمَّ يا هندُ، وهَلُمَّ يا زيدانِ، وهَلُمَّ يا هندانِ، وهَلُمَّ يا زيدونَ، وهَلُمَّ يا هنداتُ. ولغة بني تميم هي تصريفها مع الضمائر يقولون: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمِّي يا هندُ، وهَلُمَّا يا زيدانِ، وهَلُمَّا يا هندانِ، وهَلُمُّوا يا رجالُ، وهَلْمُمْنَ يا نساءُ. فإذا علم هذا فـ ( هَلُمَّ ) على لغة الحجازيين اسم فعل أمر بمعنى أقبل، لأنه يدل على طلب الإقبال ولا يقبل ياء المخاطبة. وعلى لغة بني تميم فعلُ أمر لدلالته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة هَلُمِّي. فائدة: ( هَلُمَّ ) يستعمل لازما ومتعديا، مثال اللازم هَلُمَّ يا زيدُ بمعنى أقبل، قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْـمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) أي أقبلوا إلينا، ومثال المتعدي يا سعيدُ هَلُمَّ زيدًا أي أحضره، قال تعالى: (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا ) أي أَحضروا شهداءكم، ومنه نعلم أن القرآن نزل بلغة أهل الحجاز ولو نزل بلغة بني تميم لقال هَلُمُّوا في الآيتين. ( و) من فعل الأمر ( هاتِ وتعالَ في الأصحِّ) فقد عدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، والصواب أنهما فعلا أمر بدليل دلالتهما على الطلب وقبولهما ياء المخاطبة، نقول: هاتِي يا هندُ الكتابَ، وتَعَالَي للدرسِ.




( تدريب )




أعرب ما يلي:
1- قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْـمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا.
2- قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا.