المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسـالة من القـلب إلى كل شــــاب !!!!!!!!



أهــل الحـديث
20-06-2013, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



رسالة من القلب إلى كل شاب

ومصـــداقاً لذلك فهذه رسالة ابعثها إليك

(أخــــي الحبيب...ســــــؤال ؟......همســــة...ووقفــــــة. ...إيّاك

والتسويـــــــف......ثم هل أكثر الشباب ســـــعداء ؟.....لمـاذا شبابنا لم يجدوا السعادة

؟...أيـن توجد السعادة ؟



الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه المجد،

أمـا بعــد: فمـن الفقير إلى ربه إلــــى كـــل شــــاب ،

إلــى من مـــلّ السير في طريق الهلاك وطريق الغواية،........إلـى من يريد

السعــــــــــادة،.......إلـ� �ــــــى من يريد أن يتعرف على طريــــق الاستقامة،.....

إلــــــــى من تدعوه نفسه المطمئنــة إلى الطاعة وتزين له نفسه الأمارة بالسوء الذنوب

والمعاصي،....... إلــــــى من أسره الهوى، وتمكن من قياده الشيطان.

الســـــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيا أخــــي الحبيب، كلمات صادقة، ودليل محبة، ولغة تواصل، وباقة ورد أنثرها بين

يديك، راجياً من الله أن تمس حروفها شغــاف قلبــك، وأن تهز سطورها أركان

فؤادك، فمنه سبحانه العون وعليه التكلان.

أخـي العزيز: أشهد الله أنني أحبك في الله، ومصـــداقاً لذلك فهذه رسالة ابعثها إليك وأنا لك ناصح وعليك مشفق وحريص على سعادتك وهنائك في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

أخـي العزيز: قد سطرت إليك هذه الرسالة فأبى قلمي أن يكتبها إلا إذا عصرت على مداده لواعج الحسـرات وسواكب العَبَــرات، فأعطيته ذلك فها هو يكتب بليلاً، رقيقاً، ليهديك أخي هذه الكلمات.

أخـي الحبيب: متّعني الله وإيّاك بالصحة وأسبغ علينا جلباب العافية، وأسدل علينا أستار طاعته ومحبته، .....أخـي بعد ما لم نستطع أن نجلس سوياً نتجاذب أطراف الحديث ونشكي هموم بعضنا لبعض فأنني كتبت لك هذه الرسالة التي أملاها قلبي، وحملها إليك النصح والحرص على ما ينفعك، فأملي أخي فيك أن تفتــح لها أبواب قلبـك، وتضمّنها في سويدائـه، فإن فعلت أخي فإنك أن شاء الله لن تعدم خيراً تجده فيها،

أخـي الحبيب واللـه العظيم لو كنت أملك الهداية والسعادة لبذلتهــا لك من أول وهلة، لكي أخرجك مما أنت فيه من الهموم والأحزان، والتعب والنصب والأرق، ولكنني أستطيع كغيري بإذن الله فعل السبب من كلمة طيبة ونصح صادق وتوجيه وإرشاد فخذها من قلب محب، فهــــل قلب الحبيب يســــــمع ؟؟؟!!

أخـي الحبيب: إنني أعرف فيك خيراً كثيراً، فأسمح لي أن آخذك بعيـــداً بمفــــردك عن طيش الشباب وشهوات النفس، بعيــداً عن وسائـل الفســــاد والضيــاع، بعيداً عن المعاصي والآثام، بعيداً عن المغنين والمغنيات، بعيداً عن التقليد الأعمى، بعيــداً عن رفقـاء السوء، بعيداً عن المظللين والمظلين والمخادعين، بعيداً عن كل المؤثرات والمنغصات.

أخي وصديقي: أريدك أن ترجع معي إلى الوراء قليلاً، فأنت تريـد أن تكون سعيداً، مســـروراً، فرحاً، مازحاً، تبتسم للصغير والكبير، تُداعب هذا وتمزح مع ذاك، تود أن تكون سعيداً مرتاح النفس والضمير والقلب، لا همّ ولا غم ولا ضيق ولا (طفش).

أخـي الحبيب: بعد ما عرفت وسمعت عنك كل هذا، أريد أن أخاطـب قلبك الطيــب، ونظراتك البريئة، وفطرت الخير فيك، نعم أريد أن أخاطب فيك الشاب البسيط الحيّ لألتقي معك لقاء لا يرتبط بالمادة، ولا بالمصلحة، ولا بالمجاملة، لقاء الأخ لأخيــــه الرحيم البــار به، اسمعها مني كلمات وادعة، ومشاعر نابغة من القلب، فأرجو أن تكون هذه الرسالة لقاء القلب بالقلب، يعبر عنها اللسان ببيان رقيق جميل، وحس مرهف.

ســــــؤال ؟

*******
أخـي الحبيب: أريد أن أسألك سؤالاً وآمل أن تجيب عليه بكل صراحة بعد خشوع وتفكر وخضوع وهو:
أيـن الآباء والأجداد..! وأين الكثيرين من الأهل والأحباب ؟ !! بل كيـف تُجيـب ربك يوم تقــف بيــن يديــه حافي القدمين، عاري الجسد، شاخص البصر، بل كيـف تُجيب الملكـان عندما يُحثا عليك التراب، ويفارقك الأهل والأصحاب، عندما تكون في ضيق اللحود! ومراتع الــدود!، فلا أم تؤانسك ولا صديق يخاطبك ويمازحك؟ ، ستجد الجواب مصحوباً بدموع الحزن ... وأزيز القلوب على الفراق، هم تحت طيات الثرى والتراب ؟!! نعم هذا هو المــآل... وهذا هو المصيـــــــر...؟؟!

همســــة :
*******
أخي الحبيب: إذا كان الأمــر كذلك:

فعلى صاحب البصر الناقد أن يتــزود من نفســه لنفســه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه. فما بعد المـوت من عتـــاب، ولا بعد الدنيا سـوى الجنــــة أو النـــار، فمن هنا فأنني أهمـس في أذنك وأدعـوك للانضمام لقوافل الخير التــي تُضـيء لك النور بإذن الله وتدلك على طريق الخير والفلاح والصلاح والنور، وتبعــــدك عن طريق الفساد، والشر، والضياع والظلام، والوحشة، والهم، والغم، إن شاء الله !!!.

وقفــــــة:

******
أخـــــي الحبيب: إذاًً لا بد من وقفة صادقة مع النفس وقفــــة محاسبـــــة ومساءلة، فوالله لتموتن كما تنام، ولتبعثن كما تستيقظ، ولتجزين بما تعمل، فجنة الخلد للمُطيعين، ونار جهنم للعاصين.

أخـــي الحبيب، من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، ثم اشتـــــدت عليه حســراته، وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة، وتقوده أيامه إلى المزيد من الردى والشقاوة، وأعلم إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فأنتبه بإيقاظه، وأعتبر بألفاظه

أخــي الحبيب, من غرّه شبابه فنســــــي فقــدان الأقــــــران، وغفل عن سرعـــة المفاجـآت، وتعلــق بالآمـال والأمانــي فما هي والله إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين وما الاعتماد عليها إلا بضائع المغبونين، ورؤوس أموال المفاليس،.... والتمني والتسويف إضاعـة للحاضر والمستقبل.

إيّاك والتسويـــــــف:

*************
أخي الحبيب: إنك الآن في مقتبل عمرك وفي سن الشباب والقوة والفراغ، وقد اغتـــر كثيرٌ من الشباب بهذا السن فقالوا: دعونا نمتع أنفسنا في شبابنا، وسوف نتدارك ذلك إذا تقدمت بنا السن ونسـوا أن المـوت يأتي في أي لحظة.

هل أكثر الشباب سـعداء ؟

*******************
أخي الحبيب: هل أكثر شبابنا اليوم سعداء ؟ الجواب لا !! ولو تأملت في أحوال الكثير منهم لوجدتهم على حال سيئة، وإن رأيت منهم الابتسامة والضحكة ؟! ولو سألت أحدهم: هل أنت سعيد في حياتك ؟ وهــــل ضحكك ومزاحك مع الآخرين نابـع من سعـادة حقيقيـة ؟! ,

لرد عليك بقوله : والله لولا ما أتناسى ما أنا فيه لرأيتني مرمياً على الأرض لا أستطيع الوقوف من ثقل ما أحمل من هموم الدنيا ، نعم هذه الحقيقة ، ......وأي هموم يحملونها ؟! هموم ماذا التي أثقلت عليه !!! همــــوم هذا الدين والدعـــــوة إليه ؟ أم هموم القدس وتدنيس اليهود لها ؟! أم هـــــموم الأمة الإسلامية وتكالب الأعداء عليها ؟!...... ولو سألته أين توجد السعادة ؟ وهل بحثت عنها ؟ لقال لك : لا سعادة في هذه الدنيا أبداً ، ولقد بحثت عن السعادة في كل مكان ولم أجدها !!!

ولو سألته عن حاله وحال رفقائه الشباب لقال: صدور ضيقة، وأموال ضائعة، وتصرفات طائشة، وسهرات دائمة، وجلسات فارغة، ولا نعـــرف لنا قيمة ولا لحياتنا معنى ولا يقدرنا أحد، ونكره أنفسنا دائماً ونتمنى الموت من ضيق ما نحن فيه !!! لماذا هذا كله ؟؟؟ !! .

لمـاذا شبابنا لم يجدوا السعادة ؟

**********************
أخي الحبيب: أتعلم لماذا شبابنا لـم يجــدوا السعادة؟

لأنهم بحثوا عن السعادة في اللهو والطرب والسهر والدخان والمخدرات والمسلسلات وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الخليعة الماجنة و ... ؟ فلم يجدوها ! بحثوا عن السعادة في غيـــــر محلها، بحثوا عنها في المحرمات بشتى أنواعها فلم يجدوها ولن يجدوها ! ! لأن الله يقول عز وجل [ ومن أعرض عن ذكـري فإن له معيشة ضنكا]، فهم بعيدين عن الله ويبحثون عن السعادة ؟؟ فكيـف يجدونها وقد هجروا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهما السعادة والنجاة، نعم هذا هو حال شبابنا اليوم.

أخي الحبيب: أرجو الله أن لا نكون ممن ضيّـــع دربه وتـــاه في طريقه، ويا سبحان الله العظيم ما أبين الطريق، وما أوضح الدرب، وما أسعد الركب علــى سير الصحابة والسلف رضوان الله عنهم أجمعين.

أيـن توجد السعادة ؟

**************
أخي الحبيب: إذاً أيــــن توجد السعادة ؟ لكي نجيب على هذا السؤال أقرأ قوله سبحانــه وتعالى [ من عمـل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينـه حياة طيبـة ]، فاعلم رحمك الله أن السعادة الحقيقية هي السعادة الداخلية سعادة القلب وبهجته، وانشراح الصدر وسعته، ولن يكـون هذا أبداً إلا في التقـــرب إلى الله والالتزام بتعاليم دينه... ذلك الدين الذي تخلى عن صدق تطبيقه كثير من الشباب,.. وأملنا أن يعودوا لرحابه, ففيه كــل الطمأنينة والفرح والسرور, قـال تعالى [ الذين آمنــــوا وتطمئــن قلوبهم بذكر الله ألا بذكــر الله تطمئـن القلــوب ].

أخي الحبيب: إذا أردت السعادة في الدنيا والآخرة فسوف تجدها بشرط أن تتبع أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعتهما بدون اعتراض أو تردد ، وإيّــاك ومَـــــنْ يصور لك هذا الدين بأوامره وتكاليفه أنها نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية ، فهؤلاء لا يريدون لك إلاّ السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ثـم تكــون الحسـرة في الدنيا والعذاب في الآخرة ، نسـأل الله العافية .

أخي الحبيب: أنني أدعوك مرة ثانية أن تسلك طريق الاستقامة والصلاح ففيها السعادة والفلاح، والحذر كل الحذر من رفقاء السوء، فلا تنغر بهم وتنحرف معهم، وعليـك بالبحث عن الرفيــــق الصالـح الذي يعينك على الاستقامة والسعادة والخير إن شاء الله، وأعلم أن صلاحك في تقواك، وفـوزك في خوفــك من اللـه تعالى فاستعصم أخي بتقوى الله فهي خير حصن تحصنت به، أخي: أوَمَـا تحـــب أن تكون في الدنيـا من الهانئين السعداء، ويـــــوم القيامـة من الناجين الفرحين إن شاء الله !!. فإن أردت أخي ذلك فلتتق مولاك تعالى في كل صغيرة وكبيرة، وسوف تجد عاقبة ذلك برداً وسلاماً.

فكـــــــــــن يا أخي الحبيب من هؤلاء الشباب حتى تكون من السعداء:


شـبــاب مؤمن بالله يمضي *** وللإســلام يندفــــــع اندفاعــا

ويعلنُها بـعــــــزمٍ إن دَربي *** إلى الجنَّــات يا خُذُني سِراعاً

شبابٌ لم تُدنَّسه المعاصـي *** ولـــم تتركهُ في الدنّيا ضَياعا

أولئكَ هُم شـبــابٌ للمعـالـي *** لـقـد بُعـثـِوا لدُنيانا شـُعــــاعا

أخي على درب الخير: إليك أهدي هذه الصفحات المتواضعة، راجياً من الله أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، فقد حاولت أن أكتب لك ولو الشيء اليسير الذي يعبر لك عن علــــو مكانتـــك وقــــــدرك في نفسي، فإنه يأنسني ويثلج صدري بهجةً وسروراً أن أرى لك موقفــــــــــــــاً إيمانيــاً في يوم من الأيام مع إخوانك الشباب الذين سبقوك بالهداية ولزموا الطريق الصحيح ووجــدوا الســــــعادة الحــقيقية.

أخي الحبيب: متـــــــــى تتحدى الصعاب وتعلنها رجعة إلى الله ؟! وتنقـــــــــذ نفسك وشبابك وتخـــــدم دينك الذي سوف تسأل عنه في قبـرك، فأنت بالدين شيء وبدون الدين لا شيء، ....... وفــــــي أثناء قراءتك لهذه الرسالة أرجــــــــو أن لا تحمل عليّ إن كنت قاسياً معك في بعض الأحيان، ولكن صدقنـــي إنها هيجان المشاعر حين تلتقي بمن تهواه وتحبه,

مناي من الـدنيا عـلــوم أبثــها *** وأنشــرها في كل بادٍ وحــاضــــر

دعاءٌ إلى القرآن والسنن التي *** تناسى رجال ذكرها في المحاضري

أخي الحبيب: إننـي سطرت إليك هذه الكلمات، لتكون دليل محبة، ولغة تواصل، وباقة ورد انثرها بين يديك استخرجتها لك من مكامن جوانحي وخلطتها لك بصدق النصيحة، وقدمتها إليك في قوالب الأخوة في الله، وكم أنا سعيد إن أنت قبلتها، وبقي أخي أني حاولت جهدي، وما عليّ إلا البلاغ، فإن أنت عملت بذلك فلن تكون بسيئ المكانة، فليس عيباً أخي أن تفتـح صفحة جديدة في حياتك لتدون عليها أعمالاً صالحة تكون ضياء ونوراً لك في دنيـــاك، ويوم لقائــك لربـك، وأنت يومها السعيد، الفائز، المفلح، والله يرعاني ويرعاك، ويحفظني ويحفظك، واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. —


المصدر مدونتي عبر الشبكة,,