المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمُّ الخطايـــا



doz
23-10-2006, 01:46 AM
الحمد لله الذي جعل رضاه في طاعته، وسخطه في معصيته ؛ نعوذ برضاه من سخطه وبمعافاته من عقوبته ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، نبي الرحمة ، محمد خاتم الرسل ، وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأبرار ، وكل عبد مؤمن على سبيلهم سار ، إلى يوم الوقوف بين يدي الواحد القهار، العزيز الغفار ...
أما بعد ،
فلقد بين الحق سبحانه أن معصية الله والرسول هي الضلال المبين، قال تعالى:
٭ ( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) (الأحزاب : 36 ) والضلال المبين هو البُعد البيِّن الظاهر عن الطريق المستقيم ، طريق الحق ... فمن عصى رب العالمين وعصى رسوله فقد سلك النَّجد المظلم وتاه في سبُله المعْوجّة المنحرِفة المكتظّة بالمهالك...ومن أطاع الله ورسوله سار على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها... والطائع ناج بفضل الله ؛ والعاصي هالك بعدل الله....فما سيكون مثواه ؟

٭ قال تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (النساء : 14 ) والمعنى : ومَن يَعْصِ الله ورسوله، بإنكاره لأحكام الله، وتجاوزه ما شرعه الله لعباده بتغييرها، أو تعطيل العمل بها، يدخله نارًا ماكثًا فيها، وله عذاب يخزيه ويهينه....( التفسير الميسر ) اهـ... هذا مصير من قضى عمره في المعصية الكبرى ، وشب وشاب على العصيان ، واستحب التمرد على أحكام أحكم الحاكمين الملك الحق المبين ، بل نبذها وراء ظهره وابتدع شرعا من عنده ، ووضع أحكاما أملاها عليه هواه تحت إشراف شيطانه حتى جاءته سكرة الموت وهو في سبيل الغي منهمك ...

٭ وقال تعالى: ( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن: 23 ) والمعنى :ومَن يعص الله ورسوله، ويُعرض عن دين الله، فإن جزاءه نار جهنم لا يخرج منها أبدًا.(التفسير الميسر) اهـ ..بيس المصير... وبيس المهاد ... وبيس القرار ... / نعوذ بالله من النار / ذلك جزاء أم الخطايـــا = معصية الله ورسوله.

+ ولقد نهى ربنا عز وجل عن معصية الرسول حتى أثناء التناجي ، قال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (المجادلة : 9 ) والمعنى : يا أيها الذين صدَّقوا اللهَ ورسولَه وعمِلوا بشرعه، إذا تحدثتم فيما بينكم سرًا، فلا تتحدثوا بما فيه إثمٌُُ من القول، أو بما هو عدوانٌ على غيركم، أو مخالفةٌُُ لأمر الرسول، وتحدثوا بما فيه خيرٌ وطاعةٌ وإحسان ، وخافوا الله بامتثالكم أوامرَه واجتنابكم نواهيه، فإليه وحده مرجعكم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم، وسيجازيكم بها. ( التفسير الميسر ) .اهـ...

+ كما حذر جل وعلا من مخالفة الرسول ، وبين عواقبها الوخيمة في الدارين ، قال سبحانه : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور : 63 ) أي فليَحْذَر الذين يخالفون أمر رسول الله أن تنزل بهم محنة وشر، أو يصيبهم عذاب مؤلم موجع في الآخرة.( التفسير الميسر)...اهـ . -- قلت : أو يجمعهما له : خزي في دار العبور بما فيه من محن وشرور ، وعقاب شديد قبل وبعد النشور ... لأن مخالفة الرسول إعراض عن الذكر .. والله تعالى قال :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً *قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى* وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) = طه 124 - 126 =

+ وبما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره ربنا الذي أرسله بالتبليغ، قال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) (المائدة : 67 ) ، وخاطبه بقوله : (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل : 82 ) ... وبما أنه صلى الله عليه وسلم بلغ، وبيَّن كل شيء عملا بقوله تعالى : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل : 44 ) فإن المسلم يعلم أن أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهيَه إنما هو أمر الله ونهيه بلغه بلاغـاً تامّـاًًَ وبيَّـنه بيانـــاً شافيّــــاً.. فطاعة رسول الله طاعة لله ...قال تعالى : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) (النساء : 80 ) ، وهي الوسيلة إلى الإهتداء،... قال تعالى : (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) (النور : 54) ؛ وهي الموصلة إلى الرحمة ، قال سبحانه : (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران : 132 ) ، وقال : ( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (النور : 56 )...

+ وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ...= أخرجه الشيخان من رواية أبي هريرة رضي الله عنه...
فيالخسران من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالتالي كان عاصيا لله تعالى ... يكون قد اشترى الضلالة بالهدى ... وعرض نفسه لغضب العزيز ذي انتقام.

+ وقال تعالى :(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر 7 ) أي - وما أعطاكم الرسول من مال، أو شرعه لكم مِن شرع، فخذوه، وما نهاكم عن أَخْذه أو فِعْله فانتهوا عنه، واتقوا الله بامتثال أوامره وترك نواهيه. إن الله شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره ونهيه. والآية أصل في وجوب العمل بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرًا. ( التفسير الميسر ) - اهـ.

+ قال ابن كثير رحمه الله: ... مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر ... وقوله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أي: اتقوه في امتثال أوامره وترك زواجره؛ فإنه شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره وأباه، وارتكب ما عنه زجره ونهاه.

+ ومما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأخد بما أمر به واجتناب ما نهى عنه، ما رواه :
- البخاري = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :... فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ .
- ومسلم = ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ... فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ ... وله ، لفظ آخر : مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ .

+ وهذا الحديث رواه النسائي و ابن ماجه و أحمد وغيرهم ... ومن ألفاظه في المسند :

- مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ الشَّيْءِ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتَمِرُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ
- مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَمْرٍ فَاجْتَنِبُوهُ
- فَانْظُرُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَدَعُوهُ أَوْ ذَرُوهُ
- فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَمْرٍ فَاجْتَنِبُوهُ
- مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ

+ ففي الأمر ، قال : فَأْتُوا - فَافْعَلُوا - فَأْتَمِرُوا - فَخُذُوا - فَاتَّبِعُوهُ - ... مَا اسْتَطَعْتُمْ ... أدخل الإستطاعة في الأمر ، فكلٌّ يأتي منه ما يقدر عليه ، مستعينا بالله ، ويجتهد ... ـ إنها المسارعة في الخيرات ـ

+ وفي النهي ، قال : فَاجْتَنِبُوهُ - فَدَعُوهُ - فَانْتَهُوا - ذَرُوهُ ... ولم يذكر الإستطاعة ليُعلم أن ما نهى عنه يجب أن يُجتنب في جملته وتفصيله فلا يُركب منه شيء ، قل أو كثر، صغر أو كبر... ـ إنه الفرار من المرديات ـ


ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...



قيل
*** مَن عصَى اللهَ لم تَقِه منْه واقيةٌ إلا بإحْداث توْبة ***


فيا قابل التوب
اقبل توبة التائبين الأوابين ،
ويا غافر الذنب
اغفر ذنوب المذنبين المستغفرين

منقولة للفائدة والتفكر

الطير
23-10-2006, 10:08 AM
جزاك الله كل خير ..

و ننتظر إبداعك القادم ..

doz
24-10-2006, 05:01 AM
بارك الله فيك ...............

نور الإيمان
24-10-2006, 04:45 PM
مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ الشَّيْءِ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتَمِرُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ
- مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
- فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَمْرٍ فَاجْتَنِبُوهُ
doz
ماشاء الله عليك موضوع مميز
وملىء بالمواعظ والعبر
سلم قلمك الساحر وعقلك النير
انار الله قلبك
بالايمان والطاعه
تحيتى لك
اختك نور الايمان

طيف
24-10-2006, 08:33 PM
( دووز )...


جُزيت حلل النعيم ... وأعالي الجنان ...
ووالديك وأحبابك ...



تحياتي ..

أختك / بريــــ جوري ــــده ..

doz
25-10-2006, 01:30 AM
الاخت نور الايمان بارك الله فيك وحفطكم الباري ..............

جوري بريده دعوتى لمن اتى بى الى هذه الدنيا اسأل الله ان يتقبل دعائك وان يرعاك ويحفظك ,,,,

بـنـت الـشـيـوخ
25-10-2006, 02:03 AM
يعيطكــ العااااااااااااااااااافيه

ولاهنت

sha3noona almajnoona
25-10-2006, 02:46 AM
فيا قابل التوب
اقبل توبة التائبين الأوابين ،
ويا غافر الذنب
اغفر ذنوب المذنبين المستغفرين



امييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييين
يسلمو doz

doz
02-11-2006, 06:44 PM
اللهم اغفر لنا ولمن له حق علينا

خالد المصرى
02-11-2006, 09:25 PM
الف الف شكر اخى الكريم

بارك الله فيك بارك الله فيك بارك الله فيك

وجزاك الله خير الجزاء

وجعل هذا الموضوع القيم والرائع فى ميزان حسناتك

doz
04-11-2006, 09:50 PM
وفيكم بارك اخي خالد ,,,,,,,,,,,,,

سمووره
05-11-2006, 01:20 AM
doz
الف شكر في موازين حسناتك يارب

والله يجزاك كل خير