المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصحيح الاخطاء والأوهام التي وقعت لمحدّث الشام الامام الالباني ,عماد بن حسن المصري



أهــل الحـديث
18-06-2013, 03:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


57ــ عبد الأعلى بن أبي فروة:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 1/213 حديث 176 ــ «كل بناء وبالٌ على صاحبه إلا ما لا» يعني: ما لا بد منه، قال: فهذه متابعة مما تزيد الحديث وهناً فإن زياد بن ميمون وضّاع باعترافه. ورواه ابن ماجه 2/540 من طريق عيسى بن عبد الله بن أبي فروة، حدّثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، وعيسى هذا قال الذهبي: لا يكاد يعرف، ولعله أراد أن يقول: أبو طلحة فأخطأ فقال: إسحاق بن أبي طلحة.
وقال الامام الالباني ناصر: ورواه الطبراني في «الأوسط» 1/49/1 من هذا الوجه إلا أنّه سمّاه عبد الأعلى بن أبي فروة، وذكر أنّه تفرد به، وهو مجهول لم أجد له ترجمة.
قلت : الصواب أنّه عبد الأعلى بن أبي فروة كما في رواية الطبراني، وهو ترجيح صحيح، ففي «تهذيب التهذيب» 6/95: عبد الأعلى بن أبي فروة المدني مولى آل عثمان، روى عن عبد المطلب بن حنطب وزيد بن أسلم وابن المنكدر والزهري وغيرهم، وعنه سليمان بن بلال والداروردي والوليد بن مسلم وحاتم بن إسماعيل وابن وهب وعدَّة، قال ابن معين: أولاد عبد الله بن أبي فروة كلهم ثقات إلا إسحاق له عنده في النهي عن التفرقة بين الوالد والولد، وذكره ابن حبان في «الثقات» قلت (ابن حجر): وذكر ابن سعد أنّه كان يفتي.
قلت : ونحا منحى الشيخ الألباني شيخُنا شعيب الأرنؤوط في «الزاد» 1/441 فأعلّه بعيسى، والقول الصحيح ما رأيت، والله أعلم.

58ــ محمد بن عمران بن أبي ليلى:
قال الامام الالباني رحمه الله في «إرواء الغليل» 6/133 حديث 1693: ضعيف أخرجه الحاكم 4/ 337 وعنه البيهقي 6/256 من طريق ابن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أبي الزناد عن عمرو بن وهب عن أبيه عن زيد بن ثابت ...، الحديث. ثم قال الشيخ: ثم أخرج الحاكم عن محمد بن عمران بن أبي ليلى أنبأ أبي عن ابن أبي ليلى عن الشعبي. قلت (ناصر): وابن أبي ليلى هو محمد بن عبدالرحمن وهو سيئ الحفظ.
ومثله قال رحمه الله في «ضعيف الأدب» ص26 حديث13/16.
قلت : ليس كذلك، فإن في السند الذي ذكرته محمد بن عمران بن أبي ليلى، وهو محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أبو عبدالرحمن، له ترجمة في «تهذيب الكمال» 6113، وقال أبو حاتم: 188 كوفي صدوق أملى علينا كتاب الفرائض عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن الشعبي من حفظه الكتاب كله لا يقدم مسألة عن مسألة، وله ترجمة في «الثقات» لابن حبان 9/82، وفي «تهذيب التهذيب» 9/381 وقال: قال مسلمة بن قاسم: ثقة. وقال في «التقريب» (6197): صدوق من العاشرة، وفي «الكاشف» للذهبي: وقال أبو حاتم صدوق.
وأما أبوه فهو ثقة أيضاً، ففي «الكاشف»: ثقة، ووثقه ابن حبان 8/396، وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول.

59ــ مالك بن نمير الخزاعي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «تمام المنّة» ص222 تحت حديث (حني الإصبع): بل هو ضعيف الإسناد، لأن فيه مالك بن نمير الخزاعي، وقد قال فيه ابن القطّان والذهبي: لا يعرف حال مالك ولا روى عن أبيه غيره، وأشار الحافظ في «التقريب» إلى أنّه لين الحديث.
قلت : لأبيه (نمير الخزاعي) صحبة، هكذا جزم البغوي وابن عبد البر في «الاستيعاب» (2673) وابن الأثير في «أسد الغابة» (5302) وقال ابن حجر في «التهذيب» 10/477: نمير بن مالك الخزاعي أبو مالك قال: رأيت النبي ^ قاعداً في الصلاة ... ، وقال عن (مالك) في «التقريب»: مقبول. ووثقه ابن حبان 7/462، وقال الدارقطني: ما يحدّث عن أبيه إلا هو يعتبر به ولا بأس بأبيه. قلت: والجملة الثانية من أبي الحسن الدارقطني خطأ حتماً فوالدٌ مالكٍ صحابيٌ جليل. قلت: وصحح له الشيخ في «صحيح سنن النسائي» 1/272 برقم 1206.

60ــ عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب:
قال رحمه الله في «الإرواء» 8/93 حديث 2440 في تفسير آية المحاربة: أخرجه أبو داود (4372) والنسائي 2/169 من طريق علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عنه. وهذا إسناد جيّد. وقال الحافظ في «التلخيص» 4/72: إسناده حسن. قلت (ناصر): ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبيد الله وهو ابن عمر بن الخطّاب: قال أبو حاتم: لا أعرفه.
قلت : صحَّح هذه الرواية الشيخ رحمه الله في «صحيح أبي داود» 3/826 رقم الحديث 3675، وعبد الله وثقه ابن حبان، وفي «التقريب» (3453): مقبول (يعني عند المتابعة)، قلت: وهو متابع، وقد روى عنه ثقتان هما أبو الزناد وبكير بن الأشج، فهو حسن الحديث عند الشيخ رحمه الله، وهو معروف وليس مجهولاً.

61ــ الأشعث بن إسحاق بن سعد:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 1/450 حديث 251 ــ «حريم البئر أربعون ذراعاً»، في أشعث بن إسحاق بن سعد بن مالك: وأشعث هذا واحد من أربعة كلهم يروون عن الحسن.
الأول: أشعث بن إسحاق بن سعد الأشعري القمي.
الثاني: أشعث بن سوار الكندي.
الثالث: أشعث بن عبد الله بن جابر المدني.
الرابع: أشعث بن عبد الملك الحمداني.
ثم قال: وكل هؤلاء ثقات غير الثاني ففيه ضعف، قلت (ناصر): وقد فاته (الدارقطني) الأول وهو ثقة أيضاً كما قال ابن معين وغيره. ثم قال في «الإرواء» 2/228 حديث 474 وهو حديث سعد بن أبي وقاص: أخرجه أبو داود (2775) وعنه البيهقي 2/370 عن يحيى بن الحسن بن عثمان عن الأشعث بن إسحاق بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه. قلت (ناصر): وهذا سند ضعيف، يحيى هذا مجهول، وشيخه الأشعث مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان.
قلت : كيف هو مجهول؟! وقد روى عنه ثلاثة منهم اثنان جهابذة، ووثقه ابن حبان، وذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة 9/189، وقال الحافظ في «التقريب» (520): مقبول.
ثم قال أصحاب «المعجم» 1/ 248 معلقين على قول الشيخ في أشعث بن إسحاق بن سعد بن مالك الأشعري القمي: لكنه (أي: الشيخ) قال في «الإرواء» 2/ 228: مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان. قلت كلا والله، بل كلام الشيخ صحيح، فهو يتكلم على أشعث بن إسحاق بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر الأشعري القمي.

62ــ إبراهيم بن هانئ:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/225 رقم الحديث 821 (احبسوا على المؤمنين ضالتهم) قال: والحديث أورده السيوطي في «الجامع» من رواية الديلمي وابن النجار في «تاريخه» عن أنس، فتعقبه المناوي بقوله: وفيه إبراهيم ابن هانئ أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: «مجهول أتى بالبواطيل» عن عمرو بن حكّام تركه أحمد والنسائي. وعن بكر بن خنيس قال الدارقطني: متروك، عن زياد بن أبي حسان: تركوه.
ثم قال الامام الالباني الألباني معلقاً على رواية (أريت ما تلقى أمتي من بعدي) في «الصحيحة» 3/426: ثم روى من طريق إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال: قال لنا أبو اليمان: الحديث حديث الزهري والذي حدّثكم عن ابن أبي الحسين غلطت فيه بورقة قلبتها، قلت: رواه الحاكم أيضاً من هذه الطريق وقال عقبه: هذا كالأخذ باليد فإن إبراهيم بن هانئ ثقة مأمون.
ثم قال رحمه الله في «الصحيحة» 4/35 حديث 1528 «أوصاني حبي أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله»: ورجاله ثقات غير إبراهيم بن هانئ قال ابن عدي: مجهول يأتي بالبواطيل.
قلت : أخطأ الشيخ رحمه الله في هذا الراوي، فإبراهيم بن هانئ هذا هو النيسابوري كما قال الحاكم، وله ترجمة في الكتب التالية: «الجرح والتعديل» 2 /472 و«تاريخ بغداد» 6/204 و«تاريخ دمشق» 7/253 و«المنهج الأحمد» 1/248 و«تاريخ الإسلام» 20/62 و«سير أعلام النبلاء» 13/17، وعباراتهم جاءت كما يلي: الحاكم: ثقة مأمون، الدارقطني: ثقة فاضل، أحمد: ثقة، ابن حبان: ثقة، الذهبي: الإمام الحافظ القدوة العابد، فلم تبق عندنا إلا رواية الذهبي ولي عليها مؤاخذات، والذي أوقع المناوي في الغلط هي عبارة الذهبي في «الميزان» فإن الذهبي لم يترجم إطلاقاً لإبراهيم بن هانئ النيسابوري، بل لإبراهيم بن هانئ الذي روى عن بقية، وهذه العبارة أخذها الذهبي من ابن عدي في «الكامل» 1/258 حيث قال: ليس بالمعروف يحدّث عن بقية ويحدّث عن ابن جريج بالبواطيل، وساق له حديث ابن جريج في السلام على اليهودي والنصراني. ثم كيف يوثقه الذهبي بأرقى عبارات التوثيق ويضعفه في «الميزان»؟ على أن الإبراهيمين مختلفان في الطبقة والشيوخ فتأمل!!
ثم انظر إلى قول الشيخ في «الصحيحة» 4/34 حيث قال: «روى المحاملي في «الأمالي» 4/47/2 من طريق إبراهيم بن هانئ قال: ثنا خلاد بن يحيى المكي، ثنا هشام بن سعد. وخلاد روى عن هشام بن سعد، وإبراهيم بن هانئ الثقة روى عن خلاد بن يحيى.

63ــ مالك الدار:
قال الامام الالباني رحمه الله في «مختصر البخاري» 1/246: لم يوثقه أحد فيما علمت، وبيّض له أبو حاتم 4/213.
وقال رحمه الله في «التوسل» ص120: غير معروف العدالة والضبط، وقال المنذري في «الترغيب» 2/42: لم أعرفه.
قلت : له ترجمة في «التاريخ الكبير» في النسخة المخطوطة 1295/4/305، وفي المطبوع من نسخة دار الفكر 7/304: مالك بن عياض الدار أنّ عمر قال في قحط: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه، قاله علي عن محمد بن خازم عن أبي صالح (وهو أبو السمان) عن مالك الدار.
وله ترجمة في «ثقات ابن حبان» 5/384: مالك بن عياض الدار يروي عن عمر بن الخطاب روى عنه أبو صالح السمّان وكان مولى لعمر بن الخطّاب أصله من جبلان. وفي «طبقات ابن سعد» 5/12: مولى عمر بن الـخّطاب وقد انتموا إلى جبلان من حمير، وروى مالك الدار عن أبي بكر الصديق وعمر رحمهما الله روى عنه أبو صالح السمان وكان معروفاً.
وفي «الإصابة» ترجمة رقم 7938: مالك بن عياض مولى عمر هو الذي يقال له: مالك الدار، له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق وروى عن الشيخين ومعاذ وأبي عبيدة، روى عنه أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله ابنا مالك، وأخرج البخاري في «تاريخه» من طريق أبي صالح ذكوان عن مالك الدار: أن عمر قال قحط: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه. والله أعلم.
وفي «تاريخ ابن عساكر» 56/491 من طريق ابن المهندس ثنا أبو بشر الدولابي ثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم: مالك الدار مولى عمر بن الخطّاب.
وقال الخليلي في «الإرشاد» 1/313: تابعي قديم، متفق عليه، أثنى عليه التابعون، وليس بكثير الرواية( ).

64ــ إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 1/177 حديث 111: وله طريق ثالث أخرجه الخطيب 1/45 من طريق إدريس الأودي عن أبيه مرفوعاً: نهران، وإدريس هذا مجهول كما في «التقريب».
قلت : جعل الشيخ رحمه الله هذا الراوي إدريس بن صبيح الأودي، مع أنه في الرواية التي ذكرها الشيخ يروي عن أبيه، وإدريس الأودي الذي يروي عن أبيه هو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، كما قاله المزي في «تهذيب الكمال» تحت الترجمة رقم 287، وأما إدريس بن صبيح الأودي فليس له رواية عن أبيه البتة، وليس له رواية إلا عن سعيد بن المسيّب، وليس لإدريس هذا راوية إلا عبد الرحمن الكلبي. قال أبو حاتم: مجهول. وقال أحمد بن عدي: إنّما هو إدريس بن يزيد الأموي ــ قلت : ولم أجد كلام ابن عدي في «الكامل» من النسخة المطبوعة بدار الفكر سنة 1985 ــ ومن هنا يغلب على ظني أنّه إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي. وإلى هذا مال شيخنا الشيخ شعيب في «المسند».
وإدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي موثَّق بأعلى درجات التوثيق، سيما أن الجماعة رووا له، ووثقه يحيى بن معين والنسائي والبخاري.

65ــ عبد الله بن مرّة:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 1/703 رقم417 عن عبد الله بن أبي مرة: قال المناوي: أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: تابعي مجهول، وقال الامام الالباني في الاستدراك 947: مجهول، وصواب الإسناد عند البيهقي في «الشعب» 6/489 حديث رقم 9010 قلت : ومتنه: «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه فإنّه يجد له مثل الذي عنده»، وإسناده كما هو في «الشعب»: (عن أبي عوانة عن منصور عن عبد الله بن مرة) وهكذا صوّبه الذين أشرفوا على طباعة «المعجم».
قلت : وقد تكلم عليه الشيخ رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى في «الصحيحة» 1/702 حديث 417 قال: وروي بلفظ: «إذا أحب أحدكم عبداً (صوابه في «الشعب»: أخاه) فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجد له» رواه البيهقي في «الشعب» عن ابن عمر كما في «الجامع» ورمز له بالضعف وبيّن ذلك المناوي فقال: وفيه عبد الله بن أبي مرة، أورده في «الضعفاء» وقال: تابعي مجهول.
قلت : الإسناد في «الشعب» هو على الصواب: عبد الله بن مرة، وهو الراوي عن عبد الله بن عمر، وقد ترجم له المزي في «تهذيب الكمال» 3546 ورمز له (ع) يعني الجماعة، وروى عن عبد الله بن عمر، وروى عنه منصور بن المعتمر، وهو عين المترجم له إذ جعل المزي من الرواة عنه منصوراً، وهو ثقة ــ يعني: عبد الله بن مرة ــ وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة والنسائي وابن حبان وابن سعد.
أما الراوي الثاني (عبد الله بن أبي مرة) وقول الشيخ رحمه الله في الاستدراك 947: مجهول. أقول: بل هو معروف، فقد ترجم له الحافظ المزي في «تهذيب الكمـال» برقم 3548، وقد روى عن خارجة بن حذافة العدوي( )، وروى عنه رزين بن عبد الله الزوفي وعبد الله بن راشد الزوفي، ووثقه ابن حبان والعجلي ــ بقوله: تابعي ثقة ــ والخطيب البغدادي، وقال ابن حجر: مقبول. وأنا هنا لست أبحث عن توثيق هذا الراوي بالقدر الذي أبحث عن وجوده أو عدمه.
66ــ أحمد شيخ الطبراني:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/517 تحت حديث «يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال ... » الحديث: رواه أحمد 5/250، والحاكم 4/436، وابن الأعرابي في «معجمه» ص213 ــ 214، والطبراني في «الكبير» (8000) عن عبد الله بن بحير، عن سيّار، عن أبي أمامة مرفوعاً. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. والحديث قال الهيثمي 5/234: رواه أحمد والطبراني في «الأوسط» و«الكبير» وفي رواية عنده: «فإياك أن تكون من بطانتهم» ورجال أحمد ثقات، وعند الطبراني (7616): حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، ثنا حيوة بن شريح الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن حسنة، عن أبي أمامة مرفوعاً. وأحمد شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة، ومظنته «تاريخ ابن عساكر» فليراجعه من تيسر له.
والراوي الذي لم يجد له الشيخ ترجمة: هو أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، له ترجمة في «لسان الميزان» 1/ترجمة رقم 885، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر 5/466، من أهل بيت (لهيا) من أعمال الغوطة ــ قلت : وبيت لهيا أيضا بليدة من بلادنا فلسطين ــ كان قد كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن. وقال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر.
قلت: وقول الشيخ رحمه الله في «الصحيحة» 4/517: وشرحبيل صدوق، ليس دقيقاً، فقد قال ذلك رحمه الله بناءً على الرواية عن ابن معين كما في «تهذيب الكمال» أنه قال: ضعيف، ولكن لابن معين روايتان: الأولى: ضعيف، والثانية: رواية عباس الدوري في «تاريخ ابن معين» 2/250: ثقة، وقال الدكتور أحمد نور سيف محقق «التاريخ» لابن معين معلقاً على ترجمة شرحبيل بن مسلم: صدوق فيه لين من الثالثة.
قلت قال أحمد في رواية ابنه عنه: من ثقات الشاميين، وفي رواية أبي عبيدة الآجري سألت أبا داود عنه فقال: سمعت أحمد يرضاه، وقال العجلي: ثقة، وفي كتاب «المعرفة» ليعقوب بن سفيان 2/456: وهو من ثقات أهل الشام حسن الحديث، ووثقه ابن نمير كما في «التهذيب» 4/325، وقال ابن حجر: صدوق. قلت: وعبارة الحافظ رحمه الله ليست محررة تماماً.
67ــ حجاج الأسود أو ابن الأسود – حجاج بن أبي زياد والحجاج بن أيوب مولى بن ثعلبة أبو أيوب:
قال أصحاب «معجم أسامي الرواة» 1/433 وذكر حجاج الأسود أو ابن الأسود وحجاج بن أبي زياد والحجاج بن أيوب مولى بني ثعلبة أبو أيوب: وفي «الصحيحة» 5/521 اسم أبيه أيوب كما في «تعجيل المنفعة» وأفاد أنّه مجهول الحال. قلت : فأي هؤلاء المجهول، والشيخ رحمه الله لم يذكر إلا مولى بني ثعلبة كما في «الصحيحة» 5/521، – وجميع (الحجّاجين) الذين ذكروهم باستثناء ابن أيوب كلهم واحد، فالحجاج بن الأسود أو ابن أبي زياد هو المشهور بزق العسل والقسملي لاسم واحد، وهو ثقة حتى عند الشيخ، فقد قال في «الصحيحة» 2/187 ــ 188: الحجاج بن زياد الشهير بزق العسل بن الأسود: ثقة. قلت : ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم الرازي. انظر كلامهم في «تهذيب الكمال» برقم 1116، و«علل أحمد» 1318، و«تاريخ ابن معين» 4/105 برقم 3378، و«المعرفة» ليعقوب 2/127، و«الجرح والتعديل» 3/684، فهل هما اثنان أم واحد؟!
68ــ حجاج بن يسار:
هذا الراوي على شرط الشيخ رحمه الله، وقال في «تمام المنّة» ص63: حجاج بن يسار قال الحافظ فيه: مجهول.
قلت : روى عن عبد الله بن عمر، وروى عنه الإمام الليث بن سعد ــ وهذا ترجيحي ــ ووثقه ابن حبان 4/154، وفي «اللسان» 2/217: لم يتكلم فيه أحد، ونقل ابن الجوزي أن أبا حاتم قال: مجهول، فوهم، لأنه إنما قال ذلك في ابن يساف. قلت : ونقلها الحافظ الذهبي في ترجمة حجاج وردَّها وقال: إنما قالها في ابن يساف. والحجاج هذا مختلف عن الذي قاله الشيخ في «تمام المنة» وهو حجاج بن يسار كما قال الذهبي في «الميزان» 1/465.
قلت : هذا الراوي على شرط الشيخ الفعلي لا النظري، فقد قال في «الإرواء» 1/242: الحسن بن محمد العبدي أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 1/2/35 فقال: روى عن أبي زيد الأنصاري، وروى عنه علي بن المبارك الهنائي. قلت (ناصر): فقد روى عنه إسماعيل بن مسلم أيضاً كما نرى وهو العبدي القاضي، وبذلك ارتفعت جهالة عينه، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات» 4/124 ثم هو تابعي.
قلت : وجهالة حاله يا شيخنا؟ يرحمك الله يا أبا عبد الرحمن، ألم تقل في «تمام المنة» ص19 ــ 20 في قبول ورد رواية المجهول والمستور: (وإنما يمكن أن يتبين لنا حاله بأن يوثقه إمام معتمد في توثيقه وكأن الحافظ أشار إلى هذا بقوله: إنّ مجهول الحال هو الذي روى عنه اثنان فصاعداً ولم يوثق، وإنما قلت: اعتمد في توثيقه، لأن هناك بعض المحدّثين لا يعتمد عليهم في ذلك لأنّهم شذّوا عن الجمهور فوثّقوا المجهول منهم ابن حبان). أليس هذا الراوي حقه جهالة الحال؟ ألست يا سماحة الشيخ ممن لا يعوِّل كثيرا على توثيق ابن حبان ــ والله أعلم، وأستغفر الله مما قلت بحقك، ووالله ما قصدت البحث عن العثرات، ولكن الحق أحب إلينا من أنفسنا ــ والله أعلم.
69ــ حريث بن السائب:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 4/393 حديث 1168: موضوع، أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير» 45 ... ومن جملة ما قاله الشيخ رحمه الله: وحريث بن السائب أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: ضعفّه زكريا الساجي. قلت : على أنني معك يا شيخنا في نتيجة الحديث وأذكر أنني رأيته في «نيل الأوطار» للشوكاني وعزاه للطبراني، والشوكاني أخذه من الحافظ في «الفتح» 9/512، ولكن تعليقي هو على ابن السائب، ففي «تهذيب الكمال» (1155) عن يحيى بن معين: صالح، وفي رواية الدوري عن يحيى: ثقة، وقال أبو حاتم: ما به بأس، على أنّ أبا حاتم له فيه قولان، فقد ضعفه مرّة، ثم نقل ابنه من أصل كتابه قوله: ما به بأس، وقال العجلي: لا بأس به، ووثقه الذهبي في «الكاشف» وقال فيه الحافظ: صدوق يخطئ، وقال الذهبي في «المغني»: ثقة ضعفه زكريا الساجي. فهذه كل عبارات التوثيق لهذا الراوي، أفلا يُـحسَّن حديثه؟

70ــ حزام بن حكيم:
قال رحمه الله وعفا عنه في تخريج «الكلم الطيب» ص124: حزام بن حكيم بن حزام: تابعي مجهول.
قلت : هو حزام بن حكيم بن حزام عن أبيه الصحابي حكيم بن حزام، وروى عنه زيد بن رفيع الجزري وعطاء بن أبي رباح. له ترجمة في «تهذيب الكمال» برقم 1164، ووثقه العجلي وابن حبان 4/188، وقال ابن حجر في «التقريب» برقم 1189: مقبول من الثالثة. وحقه أن يكون كالراوي الذي ذكره الشيخ في «الإرواء» 1/342: الحسن بن محمد العبدي، فقد روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان وجعله تابعياً. وزدنا هنا نحن على الشيخ توثيق العجلي، فرحم الله ناصراً لو نظر لهذا الراوي لقال بقولنا، والله أعلم.

71ــ بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 2/392 حديث 753: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات غير بشر بن عبد الله هذا ترجمه ابن أبي حاتم 1/1/361 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، لكن يروي عن جماعة من الثقات، وهو على شرط ابن حبان، فلعله في كتابه «الثقات». قال المشرفون على «المعجم» 1/297: زاد الشيخ: ثم طُبع كتابه ــ يعني ابن حبان ــ فرأيته فيه 8/138.
قلت : وبشر هذا قال الخطيب في «التاريخ» 7/58 ترجمة رقم 3512: بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز: شامي قدم بغداد وحدّث بها عن عمه عبد العزيز بن عمر، روى عنه محمد بن معاوية بن مالج الإنماطي وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي. وفي «التاريخ الكبير» 1/19 ترجمة رقم 1749 وجعل من الرواة عنه شجاع بن الوليد وإبراهيم، وفي «الجرح والتعديل» 2/361 ترجمة رقم 376: بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز: روى عنه إسماعيل بن عيّاش ويحيى بن يحيى ومعلّى بن منصور الرازي، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: وروى عنه نعيم بن ميسرة النحوي الرازي. قلت (الخطيب): بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان هاهنا ببغداد بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قد سمعت منه ليس به بأس، ووثقه ابن حبان 8/138 وساق له الخطيب حديثاً (هو أولى الناس بمحياه ومماته).
72ــ بشر بن عبد الوهاب:
قال رحمه الله في «الإرواء» 3/98 حديث 629 وذكر رحمه الله أن بشر بن عبد الوهاب الكوفي اتهمه الذهبي.
قلت: وقبل أن نبدأ بتوثيقه لا بد أن نوضّح مسألة ألا وهي كلمة الشيخ أن الذهبي اتهم بشراً بوضع الحديث، وهذا من وجهة نظري فيه بعض الخطأ، فكلمة الذهبي في الميزان 1/320 ترجمة رقم 1204 جاءت كما يلي: (كأنّه هو وضعه أو المنفرد به عنه) ولم يتهمه صراحة. وهذا الراوي روى عن الوليد بن مسلم وساق له ابن عساكر حديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) ووكيع بن الجراح وعبد الله بن كثير الطويل ومروان بن معاوية الفزاري وروى عنه علي بن سعيد بن بشر وابنه أحمد بن بشر ومحمد بن أحمد الدولابي وأبو الحسن بن جوص وأحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم ــ ووقع عند الشيخ في «الإرواء» (قرنس بدل فراس) ــ وخلق.
قلت: قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» 19/92 ترجمة رقم 125: شيخ زاهد جليل لم يضعفه أحد فهو حسن الحديث وهو الذي تفرد عن وكيع بمسلسل العيدين، رواه عنه أحمد بن محمد ابن أخت سليمان بن حرب وأحمد بن عبيد الفراسي. والله أعلم.

73ــ بشر بن المنذر أبو المنذر الرملي:
قال رحمه الله وأسكنه فسيح جنته في «الصحيحة» 3/196 حديث 1200 ــ «تابعوا بين الحج والعمرة»( ): رقم 5 حديث جابر: فله عنه ثلاث طرق: الأولى: عن بشر بن المنذر ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عنه أخرجه البزار 112 وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد. والحديث قال الهيثمي في «المجمع» 3/277: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم. قاله العقيلي ووثقه ابن حبان. قلت: هو بشر بن المنذر أبو المنذر الرملي المصيصي، روى عنه الجوهري إبراهيم بن سعيد ويوسف بن سعيد بن مسلم وموسى بن سهل الرملي ومحمد بن عوف الحمصي، وروى عن شعيب بن زريق والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة الحضرمي المصري ومحمد بن عوف الحمصي. له ترجمة في «الجرح والتعديل» 2/1412 وقال: سمعت أبي يقول: أتيته بالمصيصة فأعنفنا عليه في دق الباب فحلف أن لا يحدّثنا ولم نرجع إليه، وكان صدوقاً. ووثقه ابن حبان 8/144، وله ترجمة في «تاريخ دمشق» 10/266 .
74ــ إبراهيم بن الفضل الزارع:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 2/666 تحت حديث: «لا تزول قدما ابن آدم ...» الحديث: أخرجه الترمذي 2/67، وأبو يعلى 254/2 (نسخة الشيخ و9/178 من المطبوعة)، والطبراني في «المعجم الكبير» 1/48 أو «الصغير» 648 الروض، وابن عدي في «الكامل» ق95/1، والخطيب البغدادي( ) 12/440، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» 5/182/1/ و12 /239/2 من طريق حسين بن قيس الرحبي ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر عن أبي مسعود عن النبي ^ قال ...، فذكر الحديث.
ثم ذكر الشيخ له شواهد فقال: قلت (الألباني): وتابعه إبراهيم الزارع ثنا ابن نمير عن الأعمش، أخرجه أبو نعيم 10/232، وابن نمير ثقة ولكن إبراهيم هذا لا أعرفه. قلت: وتابع الشيخ على هذا (عدم معرفة إبراهيم) الشيخ حسين سليم أسد محقق مسند أبي يعلي فقال في 9/179: وإبراهيم الزرّاع لم أعرفه.
قلت : هكذا وقع (الزرّاع)، وهو إبراهيم بن أبي سويد البصري الزارع أحد أصحاب الحديث، روى عن حماد بن سلمة وأقرانه، قال أبو حاتم: صدوق( ). انظر «العبر» للذهبي 1/306 في سنة أربع وعشرين ومئتين، ثم انظر «التقريب» من نسخة دار العاصمة 1416التي قدم لها الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ترجمة رقم 231: تمييز ــ إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع، (بالذال) هكذا ضبطها الحافظ، وهو خطأ، فالزارع نسبة إلى مهنة الزراعة، وليست (التذريع)، هكذا جاء ضبطها في النسخة الحلبية ونسخة العبر.
75ــ إبراهيم بن مرزوق الثقفي:
قال رحمه الله في «ضعيف الأدب» رقم 88: إبراهيم الثقفي مجهول.
قلت : له ترجمة في «تاريخ» البخاري 1/330 ترجمة رقم 1038 وجعل البخاري ابن معين من الرواة عنه، وروى عن عبد الله بن الزبير وموسى بن أنس بن مالك، وروى عنه سعيد بن عون المقدسي البصري وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود ومحمد بن سعيد الخزاعي، وساق له البخاري في «التاريخ» حديث ابن الزبير: إذا غابت الشمس صلى ركعتين. وقال: قاله لي عبد الله بن أبي الأسود قال يحيى بن معين عن إبراهيم عن أبيه. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. ووثقه ابن حبان 1/19، وله ترجمة في «تهذيب الكمال» 239، و«تهذيب التهذيب» 1/163، وجعل ابن حجر أبا الأسود من الرواة عنه .

76ــ إبراهيم بن يحيى:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 4/ رقم الحديث 1880 «أيّ الأجلين قضى موسى»: إبراهيم بن يحيى لا يُعرف.
قلت : روى عن الحكم بن أبان وعلي بن صالح وعنه سفيان، وقال ابن حبان 8/62: يروي عن الحكم بن أبان وكان رجلاً صالحاً روى عن سفيان بن عيينة، وفي «اللسان» 1/380 بعد أن ذكر الرواة عنه: قال الأزدي: لا يتابع في حديثه.
وفي «المعرفة والتاريخ» 2/690 تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري: رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال سفيان: حدّثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، قال سفيان: وكان من أسناني وكان رجلاً صالحاً، عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ... الحديث. وقال الطبراني: شيخ قديم روى عن سفيان بن عيينة وصحَّح له الحاكم.

77ــ الحارث بن عبيد الله الأنصاري:
قال رحمه الله في «ضعيف الأدب» 56: الحارث بن عبيد الله الأنصاري مجهول.
قلت : له ترجمة في «تهذيب الكمال» 1013، وروى عن واثلة بن الأسقع أنّه رآه مخضوب اللحية بالحناء، وعن أم الدرداء (بخ) ــ يعني البخاري في الأدب المفرد ــ أنّه رآها على رحالة أعواد ليس عليها غشاء عائدة لرجل من أهل المسجد من الأنصار، وروى عنه صدقة بن عبد الله السمين والوليد بن مسلم، قال الدولابي عن معاوية بن صالح في تسمية تابعي أهل الشام: الحارث بن عبيد الله الأزدي، وقال أبو زرعة الدمشقي في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره: الحارث بن عبيد الله الأنصاري.
وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول من الخامسة. ووثقه ابن حبان 6/171.


78ــ حبان بن أبي جبلة القرشي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/360 حديث 359: كذا البيهقي مرسل وحبان بن أبي جبلة القرشي من التابعين. قلت (ناصر): وهو ثقة لكن الراوي عنه لم أعرفه.
كذا قال رحمه الله وبقيت فترة طويلة على هذه الترجمة، على أنني واصلت البحث في كتب الشيخ لعلي أجد شيئاً زيادة على هذا أو كلاماً آخر، ولـما أردت ختم الترجمة رأيت «المعجم» الذي طبعه مجموعة من الشباب في أسماء الرواة الذين ترجم لهم العلامة الألباني جرحاً وتعديلاً، وقد وضعوا فيه سطراً أتعبني جداً، وهذا السطر قالوا فيه: ضعيف الجامع 200 حيان تابعي مجهول. فقد رجعت إلى نسخ «ضعيف الجامع» كلها فلم أجده، ولـما رجعت للحديث المذكور في «ضعيف الجامع» 3/4/146 المكتب الإسلامي حديث رقم 4215 رمز له الشيخ هق يعني البيهقي وقال: ضعيف عن حيان الجمحي.
قلت : ولعله (حيان) رجل آخر يختلف عن (حبان)، والله أعلم.

79ــ بشر بن إسماعيل وصفوان بن عمر السكسكي:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «تمام المنة» 355 تحت بحث (استحباب التهنئة بالعيد) قال: رواه المحاملي في كتاب «صلاة العيدين» 2/129/2 بإسناد رجاله كلهم ثقات رجال التهذيب غير شيخه المهنى بن يحيى وهو ثقة نبيل كما قال الدارقطني، وهو مترجم في «تاريخ بغداد» 13/266ـ268 فالإسناد صحيح، لكن خالفه حاجب بن الوليد في إسناده فلم يرفعه إلى أصحاب النبي ^ فقال: حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان يقال لهم في أيام الأعياد: تقبَّل الله منكم، ويقولون ذلك لغيرهم. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في كتابه «الترغيب والترهيب» ق1 24ـ42/1 فإن صح السند إلى الحاجب فإن الطريق إليه يحتاج إلى الكشف عن حاله.
قلت : بشر بن إسماعيل روى له الجماعة وهو صدوق عالم مشهور من أهل حلب تكلم فيه بلا حجة، وقد خرَّج له البخاري مقروناً بغيره، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، مات سنة مئتين. انظر «الميزان» 3/433 ترجمة رقم 7051، وفي «التاريخ الكبير» 4/2935 قال البخاري: قال علي: كان يحيى القطان عنده صفوان أرفع من عبد الرحمن بن يزيد. وقال العجلي في «ثقاته»: شامي ثقة (ثقات العجلي 599) وقال يعقوب بن سفيان: سألت أبا سعيد عبدالرحمن بن إبراهيم قلت له: صفوان؟ قال: هو ثقة (المعرفة والتاريخ 2/386)، وقال الدارقطني: يعتبر به (سؤالات البرقاني 232)، وقال عبدالرحمن بن إبراهيم وقد سأله أبو حاتم: من الثبت بحمص؟ قال: صفوان. والله أعلم

80ــ إسماعيل بن الحسن:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 4/93 حديث 1590 ــ «الأمانة تجر الرزق»: رواه القضاعي في «مسند الشهاب» 7/2 ــ قلت : من النسخة المطبوعة 1/72 بتحقيق الأخ حمدي السلفي ــ عن إسمـاعيل بن الحسن البخاري الزاهد قال: نا أبو حاتم محمد بن عمر قال: نا أبو ذر أحمد بن عبيد الله ابن مالك الترمذي قال: نا اسحق بن إبراهيم الشامي، نا علي بن حرب قال: نا موسى بن داود الشامي، نا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن علي عليه السلام مرفوعاً. قلت (ناصر): وهذا سند ضعيف ابن لهيعة ضعيف ومن دون إسحاق بن إبراهيم الشامي لم أجد لهم ترجمة.
قلت : وإسماعيل بن الحسن ــ كما في «مسند القضاعي»، وفي «تاريخ بغداد»: الحسين ــ بن علي بن هارون أبو محمد الفقيه الزاهد البخاري، روى عن محمد بن أحمد بن خنب البخاري وبكر بن محمد بن حمدان المروزي ومحمد بن عبد الله بن يزداذ الرازي وخلف بن محمد الخيام وعلي بن محتاج بن حمويه الكشاني ومحمد بن نصر الشرغي وسهل بن عثمان بن سعيد وأحمد بن سعد بن نصر البخاريين، حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي وذكر أنّه سمع من بعد عوده من الحج في سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، وحدّثني عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني وقال: قدم علينا بغداد حاجاً سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة. انظر «تاريخ بغداد» 6/307.

81ــ عبيد بن جبر الغفاري:
قال رحمه الله في «تمام المنة» ص400 وذكر حديث أبي بصرة الغفاري في ركوبه السفينة من الفسطاط: رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات. قلت (ناصر): كذا قال المؤلف تبعاً للشوكاني وفيه نظر من وجهين: الأول: أن عبيد بن جبير مجهول، وقيل في اسم أبيه: حنين، فإذا كان ابنه فهو ثقة، والآخر الراوي عنه كليب بن ذهل قال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة، وأفاد الحافظ في «التقريب» أنّه لين الحديث.
قلت : وهو خطأ من وجهين:
الأول: تحرّف على الشيخ اسم الراوي فجهلّه، واسمه كما في «تهذيب الكمال» برقم 4297: عبيد بن جبر الغفاري، روى عنه كليب بن ذهل الحضرمي (عند أبي داود) وساق له المزي حديث أبي بصرة الذي ساقه الشيخان الفاضلان ناصر وسيد رحمهما الله، وتحرّف أيضاً على أصحاب «المعجم» إلى عبيد بن جبير كما في «تمام المنة» 400، والصواب ما قدمته.
الثاني: أنّه ليس مجهولاُ فقد قال العجلي في «ثقاته» 36: مصري تابعي ثقة، وذكره الفسوي في «الثقات» وقال ابن خزيمة: لا أعرفه كما في «ثقات الفسوي» 2/61.
وأما كليب الذي أشار إليه الشيخ فهو كليب بن ذهل مصري مقبول من السادسة كما عند ابن حجر في «التقريب» (5659)، وفي «الكاشف» للذهبي: عن عبيد بن جبير( ) وعنه يزيد بن حبيب وُثق.
والقول في منصور الكلبي كالقول في سابقيه، والله أعلم.

82ــ خير بن عرفة:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 5/393: خير بن عرفة المصري أورده ابن عساكر وذكر أنّه توفي سنة 283 وقد أسنَّ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : هو مترجمٌ في «سير أعلام النبلاء» 13/413: خير بن عرفة المحدّث الصدوق أبو الطاهر المصري، روى عن عبد الله بن صالح الكاتب ويحيى بن بكير ويزيد بن عبد ربه وحيوة بن شريح وسليمان بن عبد الرحمن وعدّة، وروى عنه علي بن محمد الواعظ وأبو يعقوب الأذرعي والطبراني وآخرون، وعُمِّر طويلاً، ومن قدماء شيوخه عروة بن مروان. ومات في أول سنة ثلاث وثمانين ومئتين.

83ــ عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي:
قال الامام الالباني رحمه الله وعفا عنه بمنه وكرمه في «المشكاة» 1/294 حديث رقم 932 ــ «من سره أن يكتل بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: ....» قال في الحاشية: رواه أبو داود في سننه (982) بإسنادٍ ضعيف فيه حبان بن يسار الكلابي قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: حديثه فيه ما فيه، وقال الحافظ في «التقريب»: صدوق اختلط، وذكر في التهذيب أنّه اختلف فيه عليه، رواه عن أبي مطرف عبيد الله بن طلحة ولم يوثقه أحد غير ابن حبان، وأشار الحافظ إلى أنّه لين الحديث، وعلى هذا فمن صحح إسناده فقد وهم.
قلت : هو عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي روى عن الحسن البصري ومحمد بن علي الهاشمي ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وروى عنه حبان بن يسار الكلابي وحماد بن زيد وصفوان بن سليم وعمران القطان ومحمد بن إسحاق بن يسار وهارون بن موسى الأعور، ووثقه ابن حبان 7/146. أما قول الشيخ رحمه الله: لم يوثقه أحد، فظني أنه مخطئ في هذا رحمه الله، فقد وثقه الإمام العجلي 1/316 رقم الترجمة 1056.
(فائدة) ومن وجهة نظري أن حبان بن يسار ليس مطروحاً بالكلية كما تفيد كلمة الشيخ)، فقد قال أبو داود كما في «سؤالات الآجري»: لا بأس به حدّث عنه غير واحد. والله أعلم.

84ــ عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب:
قال رحمه الله وأعلى منزلته في الجنة في «الإرواء» 6/232 تحت الحديث رقم 1833: ومنهم صالح بن كيسان أخرجه أبو داود (2100) والنسائي والدارقطني وأحمد 1/261، وتابع عبد الله بن الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: أخبرني نافع بن جبير، به. وأخرجه الدارمي 2/138 والدارقطني (391) وأحمد 1/274 و354، وعبيد الله ليس بالقوي.
وقال في «الصحيحة» 5/518: ضعيف ولم يذكروا له رواية عن أبي هريرة، والظاهر أنّه لم يسمع منه.
قلت : له ترجمة في «تهذيب الكمال» 4247 وفيه: وثقه ابن معين وفي رواية ابن طهمان في «سؤالاته» لابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب: فيه ضعف، وقال العجلي في «ثقاته» 1061: ثقة، ووثقه ابن حبان.

85ــ يـحيى بن عبد الرحمن:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/361 حديث رقم359: ضعيف، أخرجه البيهقي في «سننه» 10/319 من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن حبان بن أبي جبلة مرفوعاً، وأعله بقوله: هذا مرسل، حبان بن أبي جبلة القرشي من التابعين، وهو ثقة، لكن الراوي عنه لم أعرفه.
قلت : قال البيهقي: أخبرناه أبو بكر بن الحارث الأصفاني، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن الحسين بن محمد بن الجنيد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا هشيم، عن عبد الرحمن، فذكره. فالشيخ رحمه الله تابع البيهقي، والبيهقي تابع هشيماً في غلطه في قوله: «عن عبد الرحمن»، والصواب ما قاله البخاري في «التاريخ الكبير» 8/290: قال الوليد عن أبي شيبة: يحيى بن عبد الرحمن، قال الوليد: كان هشيم يقول: عبد الرحمن بن يحيى. وهو قول خليفة بن خياط، ويحيى بن عبد الرحمن ثقة، قال الطبراني: ما انتهى إلينا من مسند أبي شيبة يحيى بن عبد الرحمن الكندي وكان ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات» 7/609، وقال الحافظ في «التقريب»: صدوق.

86ــ صفية بنت أبي عبيد الثقفية زوجة الصحابي الجليل عبد الله بن عمر:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/269 حديث 1695 ــ «إن للقبر ضغطة»: أخرجه أحمد 6/55/989 ورجال إسناده ثقات كلهم إلا امرأة ابن عمر فلم أعرفها والظن بها حسن.
قلت : لها في «تهذيب الكمال» برقم 847: صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، قال الإمام العجلي: مدنية تابعية ثقة، وذكرها ابن حبان في «الثقات»، استشهد بها البخاري وروى لها الباقون سوى الترمذي.
قلت : وساق لها المزي حديث الإحداد، وترجم لها الحافظ في «التقريب» برقم 8623 وقال: زوج ابن عمر، قيل: لها إدراك، وأنكره الدارقطني.

87ــ آمنة بنت عمر بن عبد العزيز:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 6/1160: لـم أجد لها ترجمة، وما أظن لها رواية أو لقاء مع أحد الأصحاب، فإن أباها عمر لم يذكروا له رواية عنهم إلا عن أنس لتأخر وفاته رضي الله عنه وعن سائر الصحابة.
قلت : أما قول الشيخ رحمه الله: لم أجد لها ترجمة، فإن لها ترجمة في «تاريخ دمشق» لابن عساكر 69/40 رقم 9301، وجعل لها رواية عن خادمة رسول الله ^ ومولاته ميمونة بنت سعد( )، وهذه روى عنها عبد الحميد بن يزيد الخشني وقربان بن دقيق. وذكر ابن منده أمية بنت الصلت في روايتها عن ميمونة ولكن غير منسوبة في ثمن الكلب وعذاب القبر، وبعد أن ذكر ابن حجر ميمونة هذه خادمة رسول الله ^ ونقل قول الحافظ أنّها ثلاثة قال كما في الإصابة 8/131: قلت (ابن حجر): والذي يغلب على الظن أن الثلاثة واحدة.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير 25/35 حديث رقم 59 أحاديث آمنة بنت عمر عن ميمونة بنت زيد. والله أعلم .

88ــ حبيبة بنت ميسرة:
أو حبيبة ميسرة الفهرية كما في «لسان الميزان» 7/533 رقم 5858:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 4/390 ــ 391 حديث 1166 ــ «عن الغلام شاتان متكافئتان»: وله شواهد كثيرة منها عن أم كرز الكعبية، وله عنها طرق: الأولى: عن حبيبة بنت ميسرة عنها قالت: سمعت رسول الله ^ يقول: «عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة»، قلت (ناصر): ورجاله ثقات غير حبيبة هذه وهي مجهولة تفرد عنها عطاء بن أبي رباح، وفي «التقريب»: مقبولة (قلت : يعني عند المتابعة).
قلت : وفي «لسان الميزان»: وثقها ابن حبان. قلت: وهي متابعة من سباع بن ثابت عند أبي داود (2836) وفيه: عن الغلام شاتان مثلان. والنسائي (4224) وزاد: «لا يضركم ذكراناً كنَّ أم إناثاً» وعند ابن ماجه 2/1056/3162 . والله أعلم .

89ــ أم محمد بن أبي يحيى:
قال الامام الالباني رحمه الله في الضعيفة1/88 حديث 65 ــ «يجوز الجذع من الضأن»: ضعيف أخرجه ابن ماجه 2/275 والبيهقي وأحمد 6/338 من طريق محمد بن أبي يحيى مولى الأسلمين عن أمه عن أم بلال بنت هلال عن أبيها مرفوعاً. وهذا سند ضعيف من أجل أم محمد بن أبي يحيى فإنّها مجهولة كما قال ابن حزم 3657 (هو عند ابن حزم 7/365. ).
ثم ذكر الشيخ رحمه الله اختلاف الناس فيها هل هي صحابية أم لا ؟ فردَّ الشيخ ناصر قول أبي نعيم وابن منده وابن عبد البر أنّها صحابية وأقرَّ ابن حزم بأنّها مجهولة.
قلت : وهذا العهد بالإمام أبي محمد علي بن حزم فيما لا يعرف من الرواة أو الذين لم يطّلع عليهم. وهذا من وجهة نظري من الأعذار التي يعذر فيها العالم الذي كثر علمه وتقواه وبذل جهداً كبيراً في البحث والتنقيب، ولكن كما يقال: هذا جهد المقل، والله المستعان. على أن شيخنا العلامة شعيباً أورده في تخريج «زاد المعاد» ولم يتكلم عليه، وفيه دلالة على أنّه ثبت عنده حفظه الله أن الأمة لم تجمع على عدم جواز الأضحية بالجذع، وكأن العلامة ابن حزم جاء بما لم يأت به الأولون، وما هو إلا بمرجح بين مذاهب مختلفة في هذه المسألة. فمن الصحابة من أجاز الأضحية بالجذع من الضأن وكذا ممن بعدهم من التابعين وهكذا، أما دعوى المخالفة بين النصين فنقول: إن التضحية بالجذع مع إمكانية ووجود المسنة هذا هو غير محبب، أما إذا عدمت المسنة ــ بسبب ما ــ ووجدت الجذعة جاز التضحية بها، وبهذا جاءت النصوص عن رسول الله ^ . أما قول رسول الله ^ لأبي بردة: «لا تجزئ لأحد بعدك» فقاعدة ابن حزم طرد كل المباحات المتقدمة بحديث التحريم، ويجعل حديث التحريم ناسخاً للإباحة المطلقة. وهذا في رأيي رأي متعذر كما بينته في كتابي «رفع النقيصة والذم عن مذهب ابن حزم» ذلك لعدم معرفة المتقدم من المتأخر، فالعمل بالحديثين أولى من إلقاء أحدهما، والله أعلم.
ولنعد إلى الترجمة:
قلت : قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (8769) عن أم محمد بن أبي يـحيى: مقبولة من الخامسة.
90ــ كريمة بنت الحساس المزنية:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الصحيحة» 4/412 في كريمة بنت الحساس تحت حديث «ثلاث من الكفر بالله: شق الجيب والنياحة والطعن في النسب» أخرجه الحاكم 1/383 وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، مع أنّه قد قال في ترجمة كريمة هذه في «الميزان» تفرد عنها إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، يشير إلى أنّها مجهولة، ومع ذلك وثقها ابن حبان، وليس ذلك منه بغريب، ولكن الغريب أن يوافقه الحافظ فيقول في ترجمتها في «التقريب»: ثقة.
قلت : لها ترجمة في «التهذيب» 12/448 وذكر أن ابن حبان وثقها. وفي «التقريب» 8671: ثقة من الثالثة. وفي «لسان الميزان» 5902: ثقة عن أبي هريرة وثقها ابن حبان. وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر 70/52: وعرفها الدارقطني وسكت عنها. وفي «الإكمال» لابن ماكولا 3/149 وجعلها مدنية: روت عن أبي هريرة. والراجح عندي أنّها ثقة يطمئن القلب جداً لحديثها.

91ــ حبوش بن رزق الله:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 4/113 حديث 1110 ــ «تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار»: ضعيف جداً أخرجه أبو نعيم في «الحلية» 6/342 من طريق حبوش بن رزق الله ثنا عبد المنعم بن بشير عن مالك وعبد الرحمن بن زيد كلاهما عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله ^ ... فذكره، وقال: غريب من حديث مالك عن زيد لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم. قلت (ناصر): وحبوش لم أعرفه.
قلت له ترجمة في «تاريخ الإسلام» للذهبي 21/149 برقم 196: حبوش بن رزق الله بن سنان أبو محمد الكلوذاني الأصل المصري عن عبد الله بن صالح والنضر بن عبد الجبار وعبد الله بن يوسف وجماعة، وكان من عدولي مصر، روى عنه علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي وأبو القاسم الطبراني وجماعة، توفي سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
قلت : وهو شيخ الطبراني فقال رحمه الله في «المعجم الصغير» 1/262 حديث رقم 429 بتحقيق شكور امرير طبعة المكتب الإسلامي: ثنا حبوش بن رزق الله المصري ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا سلمة بن العيّار عن مالك بن أنس عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله ^ : «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق في الأمر كله» قال محققه في حبوش: لا أعرفه.
قلت: وفي «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» لابن حجر 1/400: حبوش بضم الموحدة المثقلة ابن رزق الله المصري شيخ الطبراني. وفي «الإكمال» للأمير ابن ماكولا 2/369: حبوش بفتح الحاء وتشديد الباء المعجمة بواحدة وآخره شين معجمة: فهو حبوش بن رزق الله بن بيان الكلوذاني أبو محمد ولد بمصر وأبوه من أهل كلوذا ثقة يروى عن عبد الله بن صالح كاتب الليث ونضر بن عبد الجبار وغيرهما توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومئتين، روى عنه علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي وغيره. وفي «الأنساب» للسمعاني 11/140: الكلوذاني أبو محمد حبوش بن رزق الله بن بيان الكلوذاني ولد بمصر وأبوه من أهل كلواذي ثقة يروي عن أبي صالح كاتب الليث ونصر بن عبد الجبار توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
92ــ حرب بن محمد بن علي بن حيان الطائي:
قال رحمه الله في «الإرواء» 5/ 68 تحت حديث رقم 1232: وهذا إسناد ضعيف مظلم فيه جماعة من المجاهيل.
1. عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة: أورده ابن أبي حاتم 2/2/96 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
2و3. محمد بن صالح ومحمد بن الحسن لم أعرفهما.
4. حرب بن محمد والد علي حرب: أورده ابن أبي حاتم 1/2/252 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان فذكره في الثقات.
قلت : هو حرب بن محمد بن علي بن حيان الموصلي الطائي روى عن مالك بن أنس ونظرائه من أهل المدينة وعن الفضيل بن عياض ومسلم بن خالد وسفيان بن عيينه ونظرائهم من المكيين وعن شريك وأبي الأحوص وهشيم والمعافي بن عمران وغيرهم، وروى عنه ابنه علي بن حرب وأحمد بن حرب. وفي «تاريخ ابن عساكر» 12/317 وساق له أسماء الرواة الذين روى عنهم وذكر أنه كان رجلاً نبيلاً ذا همة رحل في طلب العلم، كتب عن مالك بن أنس. وفي «تاريخ الإسلام» للذهبي 16/128 وجعل من الرواة عنه جعفر بن محمد النصيبي زيادة على ابنيه وقال: كان متمولاً كثير الإفضال على أهل الحديث. ووثقه ابن حبان 8/213 .

93ــ الحسين بن الرَّمَّاس العبدي:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 7/19 حديث «نهانا رسول الله ^ أن نتكلف للضيف» وذكر شاهداً لرواية سليمان بن قرم وقال الذهبي: قلت: سنده لين. قلت (ناصر): والحسن هذا وشيخه عبد الرحمن لم أعرفهما.
قلت : قد تحرّف اسم الراوي في «الإرواء» من الحسين بن الرمَّاس إلى الحسن بن الرمَّاس، كما تحرف في المطبوع من «مستدرك الحاكم» 4/123، والصواب ما أثبته كما في «التاريخ الكبير» للبخاري 2/386 ترجمة 2867: حسين بن الرمّاس العبدي سمع من عبد الرحمن بن مسعود. وكما في «تاريخ بغداد» للخطيب 8/45: روى عن عبد الرحمن بن مسعود وغيره من أصحاب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وروى عنه الحسين بن محمد المروذي ويونس بن محمد المؤدب والوليد بن صالح النخاس عن مهنى قال: سألت أحمد عن الحسين بن الرماح فقال: إنما هو الحسين بن الرّمّاس. قلت: من أين هو؟ قال: من أهل المدائن. قلت: كيف هو؟ قال: ما أرى به بأساً.

94ــ يحيى بن مالك أبو أيوب الأزدي العتكي البصري المراغي:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 1/القسم الثاني حديث رقم 1365: أخرجه أبو داود 1108 والحاكم 1/289 وعنهما البيهقي 3/238 وأحمد 5/11 من طريق معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه: قال قتادة: عن يحيى بن مالك عن سمرة بن جندب: أن نبي الله ^ قال ... فذكره. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، كذا قال، ويحيى بن مالك هذا قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما علمنا فليس هو في «التهذيب» ولا في «التقريب» ولا في «التذهيب»، نعم ترجمه ابن أبي حاتم فقال 4/2/190: يحيى بن مالك أبو أيوب الأزدي العتكي البصري المراغي قبيلة من العرب.
قلت بل له في ترجمة في «التقريب» (7949): أبو أيوب المراغي الأزدي العتكي واسمه يحيى ويقال: حبيب بن مالك: ثقة من الثالثة مات بعد الثمانين (خ م د س ق). وفي «الميزان» 9981: أبو أيوب المراغي (خ م د س ق) الأزدي فثقة اسمه يحيى بن مالك وقيل: حبيب بن مالك، له عن عبد الله بن عمرو وجماعة وعنه قتادة وثابت، وثقّه النسائي.

95ــ يُـحَنَّس بن أبي موسى:
قال رحمه الله في «السلسلة الصحيحة» حديث 956 ــ «إذا مشت أمتي المطيطاء ....» الحديث قال ص681: فيبدو من هذا التخريج أن الرواة اختلفوا على يحيى بن سعيد في إسناده، وأن الأرجح رواية من قال عنه: عن يحنس لأنّهم أكثر. ثم رواية من قال عنه: عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر لأنّه ثقة كما سبق، وتترجح هذه على ما قبلها بمتابعة موسى بن عبيدة، وهو وإن كان ضعيفاً كما تقدم فلا بأس به في المتابعات إن شاء الله تعالى. ويحنس هذا هو يكنى أبو موسى، قال ابن أبي حاتم 4/2/313: روى عن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة روى عنه وهب بن كيسان ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن الهاد وقطن بن وهب، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : وفات الشيخ رحمه الله أن هذا الراوي من رجال مسلم وله ترجمة في «تهذيب الكمال» برقم 7370: يُحنّس بن أبي موسى ويقال: ابن عبدالله القرشي الأسدي مولى مصعب بن الزبير أبو موسى وجعل له رواية عن الصحابة أنس والزبير وعبد الله بن عمر وأبي هريرة وعائشة، ورمز له (مسلم والنسائي)، وقال النسائي: ثقة، وقال الدارقطني كما في «سؤالات البرقاني»: يحنس عن عائشة مولى ثقة بصري كنيته أبو موسى. وفي «التقريب» 7493: مدني ثقة من الثالثة. وفي «الكاشف»: ثقة.

96ــ عبد الله بن زيد الأزرق:
قال الامام الالباني رحمه الله في «السلسلة الصحيحة» 2/149: أخرجه أحمد 3/154 والخطيب 12/380 ــ 381 من طريق زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله ^ . قلت (ناصر): وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن الأزرق أورده ابن أبي حاتم 2/2/58 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن حبان فأورده في الثقات 1/148 على قاعدته المعروفة.
قلت : وقال شيخنا شعيب الأرنؤوط في تخريجه لـ«شرح السنة» 10/382: ورجاله ثقات غير عبد الله بن زيد الأزرق لم يوثقه غير ابن حبان.
قلت : في «التقريب» 3334: مقبول من الرابعة. وله ترجمة في «تاريخ دمشق» لابن عساكر 28/312 وفيه: روى عنه يعقوب بن عبد الله الأشج وبُكير بن عبد الله بن الأشج وابن أبي حفصة وأبو سلام ممطور الحبشي وزيد بن سلام بن أبي سلام ويزيد بن خصيفة وغيرهم. وذكره شيخ الإسلام الذهبي في «تاريخه» 7/136 في حوادث سنة 101 ــ 102، وله ترجمة في «تهذيب تاريخ دمشق» 7/430، فهل مثل هذا الراوي يقال فيه إنه مجهول؟ والحق أن هذا الراوي حقه أن يرتفع اسمه من معجم الرواة الضعفاء.
97ــ جبير بن هارون:
قال الامام الالباني رحمه الله في الصحيحة 4/633 : تنبيه: ليس في شيء من هذه الطرق تعيين المكان الذي نطق فيه ^ بهذا الحديث، اللهم إلا ما في حديث سعد أنّه يوم الجحفة، وإلا ما في رواية ابن عساكر 12/150/2 من طريق جبير بن هارون نا محمد بن حميد نا حكّام عن عنبسة عن أبي إسحاق عن حبشي بحديثه المتقدم وزاد في آخره: قاله في حجة الوداع. قلت (ناصر): وهذه زيادة منكرة لتفرد هذا الطريق بها دون الطرق المتقدمة عن أبي إسحاق، وفي هذا محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف لسوء حفظه، وجبير بن هارون لم أجد له ترجمة.
قلت : ترجمه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه «طبقات المحدّثين بأصبهان» 4/71 طبعة مؤسسة الرسالة تحقيق عبد الغفور البلوشي: كتب بالري عن الطنافسي رأيت سماعه في كتب أبي أيوب الفقيه بالمدينة سمع محمد بن إدريس وجبير بن هارون( )، وكان له محل ومقدار وستر، وسمع من ابن حميد وغيره مات سنة خمس وثلاث مئة. وفي «تاريخ الإسلام» 13/157 حوادث سنة 301 ــ 310 ــ 311 ــ 320 نسخة د. عمر عبد السلام تدمري رقم الترجمة 226: جبير بن هارون أبو سعيد الجرجاني المعدل عن علي بن محمد الطنافيسي ومحمد بن حميد الرازي وكان ذا قدر ومحل، وروى عنه والد أبي نعيم ومحمد بن جعفر بن يوسف وأبو الشيخ بن حبان.
وهو من شيوخ الإمام الطبراني ففي «المعجم الصغير» 1/212 حديث رقم 340 من نسخة محمد شكور امرير: حدّثنا جبير بن هارون حدّثنا علي بن محمد الطنافسي حدّثنا وكيع بن الجراح عن الحسن بن صالح عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه: أن النبي ^ كان إذا بعث سرية ... الحديث.

98ــ جعفر بن أحمد بن سنان:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 5/138 تحت آثار بيع المصحف: وأحسن منه ما روى جعفر بن أحمد بن سنان ثنا محمد بن عبيد الله بن بريع ثنا الفضل بن العلاء ثنا جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين عن ابن عباس: كانت المصاحف لا تباع، كان الرجل يأتي بورقة عند النبي ^ فيقوم الرجل فيحتسب فيكتب ثم يقوم آخر فيكتب حتى يفرغ من المصحف. أخرجه البيهقي لكنني لم أعرف جعفر بن أحمد وشيخه محمد بن عبيد الله.
قلت : وهو عند البيهقي 6/16 وهو جعفر بن أحمد بن سنان بن أسد الواسطي القطان الحافظ أبو محمد سمع أباه الحافظ أبا جعفر القطان وتميم بن المنتصر وأبا كريب وهنّاد بن السري وسليمان بن عبيد الله ومحمد بن بشار بنداراً وطبقتهم، وحدّث عنه ابن عدي والقاضي يوسف الميانجي وأبو عمر بن حمدان وأبو بكر بن المقرئ وخلق. انظر «سير أعلام النبلاء» 14/308 وساق له الذهبي حديث: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً».
وفي «سؤالات» السهمي للدارقطني ص194 ترجمة رقم 245 قال السهمي: وسألت الدارقطني عن جعفر بن أحمد بن سنان أبي محمد الواسطي فقال: ثقة.
99ــ حامد بن أبي حامد المقرئ:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الصحيحة» 4/494رقم الحديث 1874 «الريح تبعث عذابا لقوم ورحمة لآخرين»: الديلمي 2/79 من طريق الحاكم عن الحسن بن الحسين بن منصور ثنا حامد بن أبي حامد المقرئ ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عامر بن واثلة عن عمر بن الخطاب مرفوعاً. قلت (ناصر): ابن منصور هذا لم أعرفه، وحامد بن أبي حامد المقرئ لم أعرفه أيضاً، إلا أنّه يحتمل أنّه حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبد الله نزيل طرسوس من شيوخ أبي داود في «سننه» فقد ذكروا في ترجمته أنّه روى عن سفيان بن عيينة فإن كان هذا هو فهو ثقة.
قلت : هو حامد بن محمود بن حرب النيسابوري أبو علي مقدم القراء بنيسابور قال الذهبي: لا أعرف شيوخه في القراءة سمع من إسحاق بن سليمان الرازي ومكي بن إبراهيم روى عنه أبو الطاهر المحمد أبادي وابن الأخرم وعدة، مات سنة ست وستين ومئتين، يعرف بابن أبي حامد، ووثقه ابن حبان 8/219 وقال: حدّثنا عنه أحمد بن محمد بن الشرقي وغيرهم. وفي «الإرشاد» 3/822 طبعة مكتبة الرشد الرياض رقم 719: حامد بن محمود المقرئ ويعرف بحامد بن أبي حامد من أهل نيسابور: ثقة سمع إسحاق بن سليمان الرازي ومكي بن إبراهيم وعامر بن خدّاش وغيرهم، سمع منه ابن خزيمة ومكي بن عبدان وأبو حامد الشرفي وابن بلال وهو ثقة مأمون. انظر ترجمته في «غاية النهاية في طبقات القراء» دار الكتب العلمية 1/202 بإشراف (ج. برجستدار)، و«ثقات» ابن حبان 8/219 دار الفكر، و«الإرشاد» للخليلي 3/822 طبعة مكتبة الرشد الرياض.
100ــ إسحاق بن حمزة البخاري:
قال الامام الالباني رحمه الله في «الضعيفة» 1/367 في ترجمة إسحاق بن حمزة في حديث: «جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده»: ضعيف أخرجه الحاكم 1/494 من طريق ابن أبي الدنيا حدّثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري ثنا أبي ثنا عبد الله بن المبارك نا محمد بن مطرف عن أبي حازم أظنه عن سهل بن سعد. قال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في «تلخيصه» بقوله: هذا البخاري وأبوه لا يدرى من هما والخبر شبه الموضوع. وأقره الحافظ في ترجمة إسحاق بن حمزة من «اللسان» إلا فيما قال في إسحاق فتعقبه بقوله: بل إسحاق ذكره ابن حبان في «الثقات» وذكره الخليلي في «الإرشاد» وقال: رضيه محمد بن إسماعيل البخاري وأثنى عليه، لكنه لم يخرجه في تصانيفه. قلت : وفي «الإرشاد» 3/966 ترجمة رقم 894: إسحاق بن حمزة البخاري من المكثرين من أصحاب غنجار ويروي عنه البخاري وهو ثقة.

101ــ أحمد بن نافع الطحّان:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 1/حديث رقم 116 «إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك» عند أحمد 5/214: قال الهيثمي 1/34: ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني كذا قال، ولم يذكر من حاله شيئاً، كأنّه لم يقف له على ترجمة، وكذلك أنا فلم أعرفه، وهو مصري كما في «معجم الطبراني الصغير» ص10.
قلت : هو أحمد بن نافع الطحان المصري روى عن الحسين بن الفضل وعبد الملك بن شعيب وأبي الطاهر بن السرح، وله عشرات الأحاديث في «الكبير». وفي «الثقات» لابن قُطلوبُغا1/775: قال ابن يونس( ): ثقة كتبت عنه توفي سنة ست وتسعين ومئتين.

102ــ أحمد بن مسعود الخياط المقدسي:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 3/حديث رقم 1010ــ نهى عن المتعة زمان الفتح متعة النساء، قال رحمه الله: وله شاهد آخر بلفظ: «هنّ حرام إلى يوم القيامة» رواه الطبراني في «الأوسط» 1/174/2 عن صدقة بن عبد الله عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن المنكدر، وأعلَّه الهيثمي في «المجمع» 4/264 بقوله: وفيه صدقة بن عبد الله: وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلت (ناصر): وفي هذا الإطلاق تسامح فإن شيخ الطبراني أحمد بن مسعود ليس من رجال الصحيح، بل إني لم أعرفه، ولعله أحمد بن مسعود الوزان من شيوخ ابن المضفر ترجمه الخطيب 5/171 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ثم قال في «الصحيحة» 6/506: قال الهيثمي في «المجمع»: أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ليس هو في «الميزان». أي: وليس من رجال الصحيح.
قلت : هو أبو عبد الله أحمد بن مسعود الخياط المقدسي مترجم في «سير أعلام النبلاء» 13/244 ووصفه بالمحدّث الحافظ أبو عبد الله أحمد بن مسعود المقدسي، سمع من عمر بن أبي سلمة التّنيسي والهيثم بن جميل الأنطاكي ومحمد بن كثير المصيصي ومحمد بن عيسى الطباع، وعنه أبو نعيم عبد الملك بن عدي وأبو عوانة الاسفراييني وأبو القاسم الطبراني وأبو جعفر الطحاوي وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي والحسن بن الصاحب ومحمد بن عبد الله بن الحكم البالسي. وله ترجمة في «مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار» للعيني، وفي تلخيصه «كشف الأستار في رجال معاني الآثار» لمحمد شفيع الديوبندي. انظر ترجمته غير مأمور في «سير أعلام النبلاء» 13/244، و«تاريخ دمشق» 6/10، و«مغاني الأخيار» 1/3، و«كشف الأستار» ص5.

103ــ إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدَّبَري:
قال رحمه الله في «غاية المرام في تخريج الحلال والحرام» ص232 تحت حديث «إن الرحم معلقة بالعرش»: فيه إسحاق لم أعرفه إلا أن يكون الدبري لكن لم أجد من نسبه لجده، ثم هو ليس من رجال الشيخين، وهو حسن الحديث.
قلت : هو الدبري قطعاً، وهو راوية عبد الرزاق الصنعاني، وهو راوي «مصنف عبد الرزاق» عنه، وقد ينسب الراوي لأبيه أو لجده، وقد ينسب إلى جد جده، والحاذق في هذا العلم هو البصير بعلم الطبقات، وهاك أيها القارئ مثالاً فيما نحن بصدده: إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي مولى عمر بن عبد العزيز ويعرف بالفراديسي حدّث عنه البخاري ونسبه لجده فقال: حدّثنا إسحاق بن يزيد، فالذي يبحث عن ترجمته في إسحاق بن يزيد حتما سيخطئ إلا إذا كان يعلم طبقة الراوي عنه وعمن روى أو يبحث في نسبته إلى فراديس أو في أنّه مولى لعمر بن عبد العزيز، وإلا وقع في التصحيف أو تجهيل الراوي. ولنعد إلى الدبري، فقد وقع في نسخة الشيخ العلامة ناصر (الديري) بالياء، وهو خطأ مطبعي، وهذا الدبري صدوق حسن الحديث، ففي «سؤالات» الحاكم للدارقطني ص62: صدوق ما رأيت فيه خلافاً، إنما قيل: لم يكن من رجال هذا الشأن. قلت (الحاكم): ويدخل في الصحيح؟ قال: إي والله.

104ــ إسحاق بن إبراهيم الرازي:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 5/111: إسحاق بن إبراهيم الرازي: لم أجد له ترجمة، وقد ذكره المزي في الرواة عن عبد الله بن عبد العزيز العمري.
قلت : لو نظر الشيخ إلى «الجرح والتعديل» باب (إسحاق) لوجد إسحاق بن إبراهيم العجلي ختن سلمة بن الفضل، انظر «الجرح والتعديل» 2/709، وقد يقال: كيف جزمت أنّه الرازي وصاحب «الجرح» ذكر أنّه عجلي. قلت: الذي جعلني أجزم أنه هو أمران: الأول: أن الشيخ رحمه الله ذكر أن إسحاق هذا روى عن عبد الله بن عبد العزيز العمري، وصاحب «الجرح والتعديل» 2/709 قال عن إسحاق العجلي: روى عن سلمة بن الفضل، وعن عبد الله بن عبد العزيز العمري. وقد ذكر المزي أنّ إسحاق الرازي من الرواة عن عبد الله بن عبد العزيز العمري، فلعل نسبته: الرازي العجلي، والله أعلم. وقد روى عن حسن بن علي بن مهران المتوثي الملاكسي، ومحمد بن منصور القهستاني المعروف بأبي طالوت، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين وذكر إسحاق ختن سلمة فأثنى عليه خيراً، سمعت أبي يقول: هو المقدّم من أصحاب سلمة بن الفضل.

105ــ ليث بن خالد البلخي:
قال رحمه الله في «الإرواء» 1/290 تحت حديث «الوقت الأول رضوان الله والآخر عفو الله»: أما حديث ابن عمر فيرويه ليث بن خالد البلخي ثنا إبراهيم بن رستم عن علي الغواص عن نافع عنه مرفوعاً بلفظ: «فضل الصلاة في أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا» أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» 2/20، وعزاه المنذري في «الترغيب» 1/148 للديلمي في «مسند الفردوس» مشيراً لضعفه. قلت (ناصر): وليث هذا لم أجد من ذكره.
قلت : هو في «تاريخ بغداد» 13/15 قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي، ثنا ليث بن خالد وأثنى عليه ابنُ نمير خيراً. وله ترجمة في «الجرح والتعديل» 7/181، و«تعجيل المنفعة» 2/161.

106ــ الحارث بن مسلم الرازي:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 1/482 حديث 311 ــ «من أصبح وهمه غير الله»: أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» 6/1 عن الحارث بن مسلم الرازي وكانوا يرونه من الأبدال عن زياد عنه، وهذا سند واه جداً، زياد: هو ابن ميمون الثقفي الكذاب، ويحتمل أنّه النميري وهو ضعيف، والحارث قال السليماني: فيه نظر.
قلت : اعتمد الشيخ في هذا الراوي على حكم الإمام الذهبي رحمه الله فقد قال في «الميزان» 1/443 (1646): الحارث بن مسلم الرازي المقري فيه نظر. قلت: وقد فات الشيخان رحمهما الله أن هذا الراوي ثقة، ففي «الجرح والتعديل» 3/88 ترجمة رقم 406: الحارث بن مسلم الرازي المقرئ: روى عن الثوري والربيع بن صبيح والمبارك وعبد الحكم وعثمان بن زائدة، وروى عنه عبد الرحمن بن الحكم بن بشير وعثمان بن مطيع وعلي بن ميسرة وإبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران الجمال ومحمد بن حماد الطهراني ومحمد بن عمار، سمعت أبي يقول بعض ذلك، وبعضه من قِبَلي، سمعت أبي يقول: الحارث بن مسلم عابد شيخ ثقة صدوق، رأيتُه وصليتُ خلفه، وسئل أبو زرعة عنه فقال: صدوق لا بأس به كان رجلاً صالحاً.
ثم قال الامام الالباني رحمه الله في «الإرواء» 1/115 تحت حديث «اللهم كما حسنت خلقي فحسِّن خُلُقي»: الثاني: الحارث بن مسلم مجهول كما قال الدارقطني، والهيثمي إنما اعتمد في توثيقه على إيراد ابن حبان إياه في «الثقات»، وليس ذلك منه بجيّد، لأن قاعدة ابن حبان فيها تساهل كبير حتى إنّه ليوثق المجهولين الذين يصرح هو نفسه في بعضهم أنّه لا يعرفه ولا يعرف أباه كما حققته في الرد على «التعقب الحثيث».
قلت: الصواب أن الراوي الذي جهله الدارقطني: مختلفٌ في صحبته، وقد ردَّ شيخنا شعيب في «التحرير» 3/371 القول بصحبته وهو مجهول كما قال الدارقطني وليس هو الحارث بن مسلم الذي من طبقة سفيان، والله أعلم.

107ــ محمد بن محمد بن الأسود:
قال رحمه الله في «مختصر الشمائل» ص124: محمد بن محمد بن الأسود لم يرو عنه غير عبد الله بن عون الثقة وهشام بن زياد المتروك فهو في عداد المجهولين لا سيما ولم يوثقه أحد، حتى ولا ابن حبان.
قلت : بل وثقه ابن حبان 7/404، وله ترجمة في «التاريخ الكبير» 1/226، وروى عن خاله عامر بن سعد روى عنه عبد الله بن عون وأبو المقدام هشام بن زياد. وفي «التقريب» (6269): محمد بن محمد الأسود: الزهري مستور من السادسة.

108ــ محمد بن مسلم بن عائذ:
قال رحمه الله في «صحيح ابن خزيمة» 453: محمد بن مسلم بن عائذ: قال الذهبي: لا يعرف.
قلت : هو محمد بن مسلم بن عائذ المدني، روى عن أنس بن مالك وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وروى عنه سهيل بن أبي صالح، له ترجمة في «التاريخ الكبير» 1/1/222 وساق له حديث «اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين»، ووثقه ابن حبان 5/380، وفي «التقريب» 2/207: مقبول من الخامسة، ومثله في «التهذيب» 9/445.
قلت : ووثقه العجلي فقال 2/252 ترجمة رقم 1644: محمد بن مسلم بن عائذ مدني ثقة.

109ــ محمد بن النعمان السقطي:
قال رحمه الله في «الإرواء» 4/58 تحت حديث «ليس من البر الصيام في السفر»: هكذا رواه الثقات عن الزهري، فقال الإمام أحمد 5/434: ثنا سفيان عن الزهري به، وكذا قال ابن أبي شيبة في «المصنف» 2/129/1، والطيالسي في «مسنده» 1/190 بترتيبه، وهكذا رواه النسائي 1/314، والدارمي 2/9، وابن ماجه 1664، والفريابي 63/1، والطحاوي 1/330، والحاكم 1/423، والبيهقي 4/242 من طرق عن سفيان: فذُكر لي أن الزهري كان يقول ولم أسمع منه: «ليس من أم بر أم صيام في أم سفر»( ). قلت (ناصر): وهذه الزيادة عن سفيان شاذة بل منكرة، تفرد بها شيخ الطحاوي محمد بن النعمان السقطي وهو شيخ مجهول كما قال أبو حاتم، وتبعه الذهبي في «الميزان» ثم الحافظ في «اللسان».
قلت وهو محمد بن النعمان بن بشير أبو عبد الله السّقطي، أصله من نيسابور وسكن بيت المقدس، وسمع بدمشق من القاسم بن يزيد بن عرابة الكلابي البصري وصفوان بن صالح وسليمان بن عبد الرحمن وأبي الجماهر، وحدّث عنهم وعن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ونعيم بن حماد وإسماعيل بن أبي أويس، وروى عنه أبو الحسن بن جوصا والحسن بن حبيب وأبو بكر بن خزيمة وأبو سعيد الأعرابي وأبو العباس الأصم ومحمد بن يوسف الهروي ومحمد بن عبد الله بن محمد الطائي الحمصي وأبو محمد بن صاعد وأبو عوانة الأسفرايني ومحمد بن حمدون بن خالد وخلق. انظر ترجمته في «تاريخ ابن عساكر» 56/129، والسقطي: نسبة إلى بيع السقط وهي الأشياء الخسيسة كالخرز والملاعق وخواتم الشبّة. وهو أيضاً في «التقريب» (6357) تمييزاً وقال: ثقة متأخر من الحادية عشرة من شيوخ أبي عوانة والطحاوي.
ملاحظة: الذي قال فيه أبو حاتم: مجهول، ليس هو النعمان بن بشير السقطي شيخ الطحاوي، فلا الطبقة طبقته ولا الشيوخ شيوخه. والله أعلم.

110ــ محمد بن المسيب الأرغياني:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 3/401 حديث 1412 ــ «إذا مرّ بقوم فسلّم رجل على الذين مروا على الجالسين ورد هؤلاء واحد أجزأ عن هؤلاء وعن هؤلاء»: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» 8/251 عن محمد بن المسيّب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن عباد البصري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ^ ، فذكره. وقال: غريب من حديث زيد وعباد لم نكتبه إلا من حديث يوسف. قلت (ناصر): وفيه ضعف أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: وثقه يحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وعباد البصري جمع ولم يتعين عندي من هو، وسائر الرواة ثقات غير محمد بن المسيّب ترجمه الخطيب في «التاريخ» 3/297 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
قلت : وفيه أخطاء لزمني التنبيه عليها خدمة لدين الله، ومن ثم خدمة لكتاب الشيخ رحمه الله، فأقول:
1. محمد بن المسيّب الذي نقل الشيخ ترجمته ليس هو الذي عند أبي نعيم، وليس هو الذي جهلّه، بل التبس على الشيخ رحمه الله راوٍ براوٍ، فالذي ترجمه الخطيب في «تاريخ بغداد» 3/297 هو محمد بن المسيب بن زهير الضبي الذي ولي شرطة الرشيد للأمين ومات سنة ستة وتسعين ومئة، وأبو نعيم مات سنة 420، وبين أبي نعيم وبين محمد بن المسيّب راو واحد فهل المئتا سنة تحتاج فقط لراوٍ واحد؟!
2. ذهب الشيخ رحمه الله إلى أبي نعيم 8/251، ولو رجع ثلاث صفحات إلى الخلف فقط لوجد اسم الراوي على هيئته الكاملة كما يحب ويشتهي، فقد قال أبو نعيم 8/248: حدّثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا عبد الله بن خبيق . وتكرر محمد بن المسيب في الصفحات 247، 248، 249، 250، 251، 252، ومحمد بن المسيب الأرغياني له ترجمة في «سير أعلام النبلاء» 14/422، و«الأنساب» للسمعاني 1/169، و«تذكرة الحفّاظ» 3/789 قال الذهبي: محمد بن المسيّب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل بن إدريس الحافظ شيخ الإسلام أبو عبد الله النيسابوري ثم الأرغياني الأسفنجي العابد، قال ولده: سمعت أبي يقول: ولدت سنة ثلاث وعشرين ومئتين. حدّث عنه إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة مع سنه وفضله، ففي «تاريخ ابن عساكر» 55/396 قال محمد بن المسيب: قال لي محمد بن إسحاق بن خزيمة اقرأ عليَّ هذا الحديث، فقلت: أنا استحي منك أن أحدثك وأنت أستاذ خراسان فقال ابن علي الرازي: يقول لك الأستاذ حدثني، وأنت تقول: لا، فقلت له: أنا لا أقول لا، ولكن أستحي أن أحدّثه، فقرأت عليه، فقال لي بعد القراءة: بارك الله فيك يا أبا عبد الله، قال الامام الالباني يعني زاهراً: وبلغني أن محمد بن إسحاق روى عنه هذا الحديث وقال على رأس الأشهاد: ثنا محمد بن المسيب الشيخ الصالح، قالوا: ومن محمد بن المسيب؟ ثم قصده الناس بعد. وقال أبو أحمد الحاكم كما في «تاريخ ابن عساكر» 55/397: كان أحد صالحي مشايخنا، وقال أبو عبد الله الحاكم: وكان من العباد المجتهدين ومن الجوالين في طلب الحديث على الصدق والورع. قلت وذكره المزي في الرواة عن الربيع بن محمد بن عيسى الكندي اللاذقي ترجمة رقم1854.

111ــ محمد بن هدية الصدفي:
قال عفا الله عنه في «الصحيحة» 2/386 محمد بن هدية الصدفي: لم أر من وثقه، ثم رأيت ابن حبان ذكره في «الثقات» 5/307، وكذا الفسوي في «المعرفة» 2/528، ولم يرو عنه غير شراحيل بن يزيد، فهو مجهول، ويبدو من كلام العقيلي في ترجمة حفص بن عمر العدني من «الضعفاء» أنّه صالح عنده، والله أعلم.
قلت : وثقه العجلي فقال في «ثقاته» 2/256 ترجمة رقم 1655: محمد بن هدية الصدفي مصري تابعي ثقة، وفي «التقريب» 2/314: مقبول من الثالثة.
112ــ مروان بن رؤبة أبو الحصين:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 6/872: مروان بن رؤبة أبو الحصين لم يوثقه غير ابن حبان 5/425 وقال: يروي عن واثلة بن الأسقع، عداده في أهل الشام، روى عنه أهلها، ذكره في الطبقة الثانية يعني التابعين، وأنا في شك كبير في كونه تابعياً، فالراجح أنّه من أتباعهم كما حققته في «تيسير الانتفاع» يسر الله لي إتمامه بمنّه وكرمه، آمين.
قلت : هو مروان بن رؤبة التغلبي أبو الحصين الشامي الحمصي أخو عمر بن رؤبة، روى عن عبد الرحمن بن أبي عون الجرشي وأبي صالح الأشعري ويقال الأنصاري وأبي فالح الأنماري، وروى عنه صفوان بن عمرو ومحمد بن الوليد الزبيدي، قال الذهبي في «الكاشف» 3/5461: ثقة، وقال ابن حجر في «التقريب» (6568): مقبول.

113ــ المراجم بن العوام:
قال رحمه الله في «الضعيفة» 2/804 حديث «الإيمان بالقدر يذهب الحزن»: ضعيف، رواه القضاعي في «مسند الشهاب» 18/1 (وهو في المطبوع 1/186. ) عن أبي سعيد الحسن بن أحمد الطوسي قال: نا جماهر بن محمد قال: نا علي بن الحسين قال: نا المزاحم بن عوام عن الأوزاعي عن عمرة بن لبابة عن أبي هريرة. قلت (ناصر): وهذا إسناد مظلم، لم أعرف أحداً من رواته غير الأوزاعي، ولا أعرف في الرجال عمرة، فلعلّ في النسخة تصحيفاً.
قلت : أخطأ الشيخ رحمه الله ففي «مسند الشهاب» للقضاعي 1/187 حديث رقم 277: ثنا المزاحم بن العوام وهو خطأ فقد صُحِّف هذا الراوي من نسخة القضاعي، والصواب: المراجم بن العوام بن مراجم، وذلك للأمور التالية:
1. أن المراجم بن العوام بن مراجم من تلاميذ الأوزاعي الآخذين عنه ولا يوجد في الرواة عن الأوزاعي من اسمه مزاحم بن العوام.
2. قول ابن ناصر الدين الدمشقي في «المشتبه» 8/113: مراجم بن العوام بن مراجم، قلت: هو وجده بضم الميم.
قلت : وعدّه المزي في «تهذيب الكمال» برقم3906 في ترجمة الأوزاعي من تلاميذه.
3. وفي «المؤتلف والمختلف» 4/2077: وأما مراجم فهو مراجم بن العوام بن مراجم يروي عن الأوزاعي ومحمد بن عمرو بن علقمة وغيرهما، حديثة عند البصريين.
وفي إشكال مزاحم أو مراجم قصة ساقها الخطيب في «المؤتلف» فقال: حدّثنا ابن الطّوّاف أخبرنا عبد الله بن أحمد إجازة قال: سمعت أبي حدّثنا أبو قطن عن شعبة عن العوام بن مراجم فقال له يحيى بن معين: إنما هو ابن مزاحم، فقال: أبو قطن عليه وعليه أو قال ثيابه في المساكين( ) إن لم يكن ابن مراجم، فقال يحيى: كأنّه وكيع. فقال: ابن مزاحم؟ فقلت إنّا حدّثنا به وكيع فقال: ابن مراجم، فسكت يحيى، قال أبي: وحدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن العوام بن مراجم وهو الصواب.
قلت : وخفي هذا على الشيخ حمدي السلفي، ولم ينبه عليه في طبعته من «مسند الشهاب» فجانب الصواب.

114ــ مسروق بن أوس التميمي:
قال الامام الالباني عفا الله عنه في «الإرواء» 7/319 حديث 2272 : من طرق عن غالب بن التمار عن مسروق بن أوس عن أبي موسى الأشعري عن النبي ^ قال: «الأصابع سواء عشراً» قلت (ناصر): وهذا إسناد رجاله ثقات غير مسروق بن أوس فلم يوثقه إلا ابن حبان، فمثله يستشهد به.
قلت : وفي «معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم العلامة ناصر الدين جرحاً وتعديلاً» 4/105: مسروق بن أوس التميمي لم يوثقه غير ابن حبان فمثله لا يستشهد به. وهذا خطأ كبير، فقد نسف الأخوان الراوي من جذوره، ولم يتنبها سامحهما الله لعبارة الشيخ رحمه الله في «الإرواء»: ومثله يستشهد به، فزادوا (لا) التي أبطلت ما قرره الشيخ رحمه الله، فالله المستعان.
ثم وقع الشيخ رحمه الله في الخطأ في قوله: وأخرجه ابن ماجه 2654، وأحمد 403 و413 ( ) من طريق سعيد بن أبي عروبة قال: ثنا غالب التمّار عن حميد بن هلال عن مسروق به، فأدخل بينهما حميد بن هلال، فهو شاذ.
قلت : كلا يا شيخنا، فحميد بن هلال روى أيضاً عن مسروق كما في «تهذيب الكمال» برقم 6495، فغالب يروي عن الاثنين: عن حميد بن هلال تارة وعن مسروق تارة أخرى فهما شيخاه. ثم إن ابن حجر قال في «التقريب» 6602 في مسروق: مقبول من الثانية. ثم هو تابعي.

115ــ المسيب بن دارم:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 1/67 ــ 68: المسيب بن دار لم أعرفه، ثم تبين لي أن الصواب في اسم أبيه دارم، أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 4/1/294 وقال: مات سنة ست وثمانين، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن حبان فذكره في «الثقات» 1/227 وكنّاه بأبي صالح.
قلت : ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق 58/32، وفيه: روى عن عمر وأبي هريرة، وروى عنه خالد بن دينار (أبو خلدة) ( )، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. قلت: وهو تابعي روى عن صحابيين، وروى عنه إمام ثقة، ووثقه ابن حبان، فمثله يستشهد به، والله أعلم.

116ــ مشعث بن طريف:
قال رحمه الله في «المشكاة» 3/1485 في حديث رقم 5397 في الهامش: ثم إن رجاله ثقات غير مشعث بن طريف.
قلت : ومشعث هذا ذكره المزي في «تهذيب الكمال» برقم 6568، وفيه: روى عن عبد الله بن الصامت، وعنه أبو عمران الجوني، ووثقه ابن حبان. وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب»: مقبول. وذكر المزي أن صالح بن محمد الأسدي الحافظ قال في مشعث هذا: كان قاضي هراة وهذه منقبة لأهل هراة ولا يعرف بخراسان قاض أقدم منه إلا يحيى بن يعمر. ومشعث جليل لا يعرف في قضاة خراسان أجلّ منه.

117ــ معاوية بن عبد الله بن جعفر:
قال رحمه الله في «الإرواء» 5/244 حديث 1408: ضعيف، أخرجه البيهقي 6/44 من طريق إبراهيم بن عامر بن مسعود القرشي عن عبد الله بن جعفر به، مع اختلاف يسير في بعض الأحرف وقال: هذا مرسل. قلت (ناصر): ومع ذلك فمعاوية الذي أرسله ليس بالمشهور، فإنه لم يوثقه غير العجلي وذكره ابن حبان في «الثقات» 1/219، يروي عن أبيه وجماعة من أصحاب النبي ^ ، روى عنه الزهري وابن الهاد. وقال الحافظ في «التقريب»: مقبول، يعني عند المتابعة.
قلت : عبارة الشيخ في هذا الراوي بحاجة إلى مزيد من التحرير، فقوله: «روى عنه الزهري وابن الهاد» ليس مسلَّماً خاصة لو نظرنا إلى ترجمته في «تهذيب الكمال» 6653 فإننا نرى أنه روى عنه:
01 إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي.
02 إبراهيم بن محمد.
03 إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
04 الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
05 طلحة مولى آل سراقة.
06 وابنه عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.
07 وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
08 ومحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
09 ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
010 ويزيد بن عبد الله بن الهاد.
011 وأبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن.
وقال العجلي: ثقة، وقال الذهبي في «الكاشف» 3/523: ثقة، وأخرج له البخاري في اللباس بصيغة التعليق. وقد روى عن رافع بن خديج والسائب ابن يزيد وأبيه عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عتبة بن مسعود.

118ــ سعيد بن ذي حُدَّان:
بضم الحاء وتشديد الدال هكذا ضبطه الشيخ أبو الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله في «الباعث الحثيث» ص25 وقال: تابعي ثقة. وقال الامام الالباني الألباني في «فضل الصلاة» ص74: سعيد بن ذي حدّان مجهول، ونقل ذلك عن ابن المديني.
قلت :
أولاً: هو في كتاب ابن حبان «معرفة التابعين من الثقات» 1/104 تلخيص الذهبي.
ثانياً: ذكره أبو زرعة الرازي في «أسامي الضعفاء» ص118 وقال: صالح.
وقال الدارقطني في «العلل» 1/107: لم يدرك علياً.
قلت : وسأسوق بعض الرواة من الذين صحح وحسّن لهم الشيخ الألباني رحمه الله وهم أدنى منزلة ورتبة من سعيد هذا.
01 صالح بن الضريس: قال الامام الالباني في «مختصر العلو» ص173: وهذا إسناد لا بأس به، فإن صالحاً هذا أورده ابن أبي حاتم 2/1/406/407 وقال: روى عنه محمد بن أيوب ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقد روى عنه الذهلي. وهذا الراوي لم يوثقه ابن حبان.
02 في «الإرواء» 5/72: سعيد بن زياد المكتب المؤذن لم يوثقه غير ابن حبان.
03 في «الإرواء» 5/242 تحت أثر التابعي الحسن بن محمد العبدي كما في رواية الأثرم: وقد أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 1/2/35 وقال: روى عن أبي زيد الأنصاري، روى عنه علي بن المبارك الهنائي، قلت (ناصر): وقد روى عنه إسماعيل بن مسلم أيضاً كما ترى، وهو العبدي القاضي، وبذلك ارتفعت جهالة عينه، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات» 1/15، ثم هو تابعي، وقد روى أمراً شاهده، فالنفس تطمئن لمثل هذه الرواية، والله أعلم.

119ــ إبراهيم بن طريف:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 6/1254: إبراهيم بن طريف مجهول كما قال الحافظ، وانظر «تيسير الانتفاع».
قلت روى عن عبد الله بن محيريز ومحمد بن كعب القرضي ويحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عنه عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. ووثقه ابن حبان 1/15، وابن شاهين 1/58 ترجمة رقم 38 وقال: ثقة. وله ترجمة في «الجرح والتعديل» 2/309، و«تاريخ ابن معين» 2/10، و«تهذيب الكمال» 181.

120ــ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 4/526 حديث 1903 ــ «شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزُّه استغناؤه عما في أيدي الناس»: أخرجه العقيلي في «الضعفاء» ص 127: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: ثنا داود بن عثمان الثغري قال: ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن أبي معاذ عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال داود: حدّث عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل ثم ساق له هذا الحديث، ثم قال: هذا يروى عن الحسن وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند. ومن هذا الوجه أخرجه أبو محمد الضرّاب في «ذم الرياء» 292 ــ 293، وخالفهما إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك فقال: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدّثني أبو المنهال حبيش بن عمر الدمشقي وذكر لي أنّه كان يطبخ للمهدي حدّثني أبو عمرو الأوزاعي، أخرجه تمام في «الفوائد» ق172/201، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» 4/99/1 و8/37/1، وكذا أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» كما في «اللآلئ المصنوعة» 2/29. قلت (ناصر): والأول أصح، فإن إبراهيم هذا لم أجد له ترجمة.
قلت : الحديث في «تاريخ دمشق» كما أشار الشيخ 23/81: أخبرنا أبو محمد حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أخبرني أبو محمد شعيب بن إسحاق بن شعيب بن إسحاق القرشي ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك نا يحيى بن عثمان بن صالح حدّثني جدي أبو المنهال خنيس بن عمر الدمشقي وذكر لي أنّه كان يطبخ للمهدي حدّثني أبو عمر الأوزاعي عن أبي معاذ عن أبي هريرة ... الحديث.
قلت والذي ألجأني لسرد الحديث هو عدم ذكر شيخ إبراهيم يحيى بن عثمان في «سير أعلام النبلاء» فأوردته تتميماً للفائدة. وإبراهيم هذا الذي لم يجد الشيخ رحمه الله له ترجمة، له ترجمة رائعة في «سير أعلام النبلاء» 15/62، و«تاريخ ابن عساكر» 7/25 ووصفه بالحافظ، و«تذكرة الحفاظ» 3/805، وقال الإمام الذهبي: الإمام الحافظ الثقة الرحّال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك القرشي الأموي، روى عن شعيب بن شعيب بن إسحاق ويونس بن عبد الأعلى والعباس بن الوليد البيروتي والرّبيع بن سليمان المرادي وموسى بن عامر المري ويحيى بن عثمان. وحدّث عنه: ولده المحدّث أبو عبدالله وأبو الحسن والد تمام وأبو سليمان بن زبر وأبو هاشم المؤدب وحميد بن الحسين الورّاق وأبو بكر بن المقرئ وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي.