المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين المصححين والمضعفين لحديث : ( لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) .



أهــل الحـديث
18-06-2013, 03:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


منقول من الشيخ طاهر نجم الدين المحسي حفظه الله

قال الإمام الخرائطي رحمه الله في ( اعتلال القلوب ) ( 791 - بتحقيقي ) :
حدثنا عبد الله بن أبي سعد المؤدب قال : حدثنا يحيى بن عيسى أبو زكريا العطان قال : حدثنا فهد قال : حدثنا حفص , وحدثنا محمد بن جابر قال : حدثنا السري بن عاصم قال : حدثنا حفص بن غياث , عن برد , عن مكحول , عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ”.

قلت : إسناده ضعيف .
أخرجه الترمذي (2506) ، والطبراني في ”الكبير” (15/431) ، وفي ”الأوسط” (17593) ، وفي ”مسند الشاميين” (374) ، والقضاعي في ”مسند الشهاب”(852) ،وأبو الشيخ في ”الأمثال”(175) ، والماليني في ”الأربعون الصوفية” (93) ، والبيهقي في ”شعب الإيمان” (2/310/1) .
قال الإمام الترمذي :( هذا حديث حسن غريب ، ومكحول قد سمع من واثلة الأسقع).
قال العلامة الألباني رحمه الله في ”الضعيفة” (5426) : فالصواب أنه حسنه لذاته _أي الترمذي_ لثقة رجاله ، واتصال إسناده عنده ، أما الثقة ، فلا مجال للنظر فيها لما سبق ، وإنما النظر في الاتصال المذكور ، فإن تصريحه بسماع مكحول من واثلة قد خالفه فيه شيخه البخاري، فقال : إنه لم يسمع منه.
ولا يشك عارف بهذا الفن أنه أعلم منه بعلل الحديث ورجاله ، ولا سيما أنه وافقه على ذلك أبو حاتم الرازي ، فأخشى أن يكون الترمذي اعتمد في ذلك على رواية لا تثبت ؟ فقد جاء في ”التهذيب” ما نصه :( قال أبو حاتم : قلت لأبي مسهر : هل سمع مكحول من أحد من الصحابة ؟ قال : من أنس . قلت :قيل : سمع من أبي هند ؟ ، قال : من رواه ؟ ، قلت : حيوة عن أبي صخرة عن مكحول : أنه سمع أبا هند ، فكأنه لم يلتفت إلى ذلك . فقلت : له فواثلة بن الأسقع ؟ فقال : من يرويه؟ فقلت : حدثنا أبو صالح : حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال : دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة فكأنه أومى برأسه ).
قلت _الألباني_ : فهذا لوصح عن مكحول ؛ ثبت سماعه منه لكن في الطريق إليه ما يدفعه ؛ فأبو صالح _وهو عبد الله بن صالح المصري_ كثير الغلط ؛ كما قال الحافظ في ”التقريب” .
والعلاء بن الحارث كان اختلط ، ولهذا لم يعتمد به أبو حاتم وهو الراوي له ، فنفى سماعه منه كما تقدم .
وأيضاً لو ثبت سماعه منه في الجملة ، لم يلزم ثبوت سماعه لهذا الحديث ، لأن ابن حبان رماه بالتدليس .
نعم إن صح ما في رواية الشهاب القضاعي من طريق أبي الساجي : نا القاسم بن أمية الحذاء ، قال : سمعت حفص بن غياث ، يقول : سمعت برداً يقول : سمعت مكحولاً يقول : سمعت واثلة يقول....
قلت _الألباني_ : : ففي هذا الإسناد التصريح بسماع مكحول.
والساجي _واسمه ذكريا بن يحيى_ أحد الأثبات ، كما قال الذهبي.
لكن لا أدري ما حال الذين دون الساجي ، فإن الكُناشة التي عندي لم أكتبهم فيها يوم نسخت الأحاديث فيها من أصولها المحفوظة في المكتبة الظاهرية ، ولا يمكنني...... الآن الرجوع إلى الأصل؛ لأني أكتب هذا التحقيق وأنا في عمان.
وعلى كل حال ، فأنا في شك كبير في ثبوت سماعه في هذه الطريق ، لمخالفتها لسائر طرق الحديث عند كل من ذكرنا من الخرجين .
والخلاصة : أن علة الحديث عندي : الإنقطاع بين مكحول و واثلة والله أعلم..... أ. هـ .
قلت: والرواية التي ذكرها الشيخ الألباني عن القضاعي أخرجها ابن الأعرابي في”المعجم” (رقم 1567) : نا أبو يعلى ، نا القاسم بن أمية الحذاء قال : سمعت حفص ابن غياث يقول : سمعت برداً يقول: سمعت مكحولاً يقول : سمعت واثلة يقول: سمعن رسول الله  يقول : .... به .
ومن طريقه القضاعي في ”مسند الشهاب” (852) وابن الأعرابي قال فيه الحافظ :(الإمام الحافظ الثقة الصدوق له أوهام ) كما في ”اللسان”.
قلت : ذكر سماع مكحول من واثلة في هذا الطريق من أوهام بن الأعرابي هذا ، فقد وهمه الدارقطني في بعض الأحاديث ويقول :(والوهم فيه من شيخنا_أي ابن الأعرابي_) .
وبهذا يكون قد استيقن شك الإمام الألباني رحمه الله السابق الذكر في عدم ثبوت سماع مكحول من واثلة  ، ثم رأيت الحافظ الذهبي في ”السير” رماه أيضاً بما رماه به الحافظ في”اللسان” فقال : (وله في غضون الكتاب_أي معجمه_ زيادات في المتن والسند).
قلت : صدق رحمه الله وهذه من زياداته _أي تصرح مكحول بالسماع من واثلة _ .