راعية الشوق
19-10-2006, 08:49 PM
مساء الانوار بروح الورود المعطره
وبهذه الايام الجميله في الايام الاخيره من رمضان الخير رمضان الجوائز رمضان المغفره والتوبه لله سبحانه وتعالى
اسعد الله ليلتكم بكل الفرح والسرور .. اما بعد .. فهيا .. حروفي رغبت في البوح لكم في هذا المساء ..
نبدء بسم الله وتوكلنا على الله
رووح الأشواق تحييكم احبتي في الله
ثرثرة منصف النهار
قهقهات تنثوية متفرقة
كلام .. همسات .. عيون محدقه
روائح فواحه معطره
سيدات .. آنسات .. الــ مرأه .. حواء
احاديث عابره تجمع البعض بالبعض
بخصوص موضة هذا العام .. قيمة اسوار الألماس .. من تزوج قبل ايام .. ما وصفة طبق المساء
نظرات اعجاب .. غيره .. كره لشخص الغرور في الذات .. ابتسامة صفراء مكهربه
التجوال بين اخبار الحياة
فالبعض منهن يتكلم عن السفر إلى تلك البلاد
و الأخرى .. قد شدها الكلام حول وصفة جديدة للنحافة .. مع التدقيق لكلمة (( مجرب ومضمون )) .. فلمعت عينيها وارتفع معدل العزيمة للتجربة في الحال .. (( مع العلم انها ستجربها ليوم واحد )) .. وينتهي بها الحال إلى النسيان والأنشغال في امور يوميه حياتيه متجدده
وكلام آخر حلو عروض الأزياء في مدينة الموضه والأناقة .. باريس .. الجمال
كلام .. و .. كلام ..
***
وبالــ نظر إلى آخر جزء في الــ مكان
هــــنــــاكــــ
طاولة مستطيلة الشكل
أكواب من القهوة الساخنة
الــ شاي سيد أوقات الظهيرة الــ ممتعة
قطع شوكولاه .. بسكويت مدور بنكهة الفانيلاً المنعشة .. قطع من الكعك المنكهه بالفراولة .. التوت .. الموز .. التفاح .. الشهي
بأختصار التف الجميع حول مائدة الطعام
بدأن بالــاكل وشرب القهوة أو الشاي
***
عــــــمــــــ الــــ صـــــمـــت اجواء المكان
هدوء .. سكون ملفت للأنظار
فوقت اعلان الــ حقيقة أصبح الآن
***
امتلئت العيون بالدموع
بــكــت احدى السيدات
فــ ــِــ ــهــ ــقــ ــت الأخرى من فرط البكاء
واستمرت هطول الدموع من أعينهن في الحال
***
صرخت سيدة المنزل بصوت عال
آ آ آ ه على آ آ آ ه
مات الحبيب .. مات الأنسان
فقدتُ ملك قلبي يا نساء
مات رجل البيت بسلام
***
يــ للغرابة في اللحضات ــــا
انه وقت العزاء
والأجتماع هو ليس بمناسبة أو حفل أو موعد .. لقاء .. فــ هو عزاء ..مجلس .. يعزي الجميع بالجميع
فكلهن يلبسن ملابس سوداء مظلمة
كظلمة ليلة الشتاء الباردة
فهنا البرودة تعني الأنخفاض في درجة الحراره وبرودة الأجساد
بينما البرودة التي اعنيها فهي برودة الأحساس
ففعلاً لم ابالغ بالوصف المفرط عن هذه اللحضة
***
فــ الجميع حضروا ليقدموا واجب العزاء لفقيد احدى العائلات
وتنسى الجميع انهم هنا للعزاء
لا
للأحاديث وتبادل التحيات .. والثرثرة المتواصلة .. فجميعهم استفادوا من اجتماع الأخريات .. من غير سابق موعد أو زيارة .. تحدد الزمان والمكان
فــــصادف البعض بالبعض في هذا المجلس
اي في مجلس العزاء
***
بالرغم من هذه الدموع والصرخات
فـــأنني افتقد صدق نواياهم بل صدق تللك الدموع الغزيرة
لانني أعتقد انه من يحزن ينسى حياته المثيره
ولحضاته والاحاديث الكثيره
ولايتذكر إلا غصة الزمان
اي
الحزن الذي يعيشه في أصعب اللحضات
***
فقد توفى حبيبي الحبيب .. الزوج الأول والأخير .. الأب المحب والكريم .. الجد قدوة الكبار قبل الصغار .. من يسكن بيت الغلا في قلوب الأحفاد
أخذه الموت إلى رب العباد
انه الموت بتشديد حرف التاء
وتنهيده حزن تستطيع هدم جبال المسرات
وبعبره تكلمة بلغة الأحزان
مـــــــــــــــــات .. مـــــــــــــــــات
فقيدنا .. مـــــــــــــــــات
جدي العزيز مـــــــــــــــــات ذهب بصمت ولم استطع رؤيته في آخر لحضاته فوق التراب
فـــــالأن جسده يسكن تحت التراب
وتطير روحه هـــنا و هـــناك
فأنا أعلم انه يرانا من فوق السحاب
ولا استطيع ان امنع دموعي الآن من الأنزلاق
***
فـــ كانت اخر مره رأيته فيها قبل الوفاة بيومين
في يوم الأجتماع .. أجتماع الأبناء والأحفاد في بيته .. بيت الجد .. بيت الذكريات
كنا نضحك ونتكلم .. نأكل وجبة الغداء .. بفرح متواصل .. (( ياسبحان الله ))
واليوم نحن نبكيه .. نبكي .. بمرار
على ذكراه وفقدانه بلا سابق انذاء
(( سبحانك ربي خالق العباد .. اغفر له .. ولجميع اموات المسلمين والمسلمات ))
فلازلت اتذكر بضع كلمات رددها بفرح على مسمعنا جميعا وكنت جالسة على الأريكة البيضاء .. في .. يوم الخميس ..
.. يوم اخر لقاء ..
فقد قال
>> والله انا فرحان فيكم كلكم وقلبي مستانس باللمه والجمعه الحلوة .. انا فرحان .. <<
لازال صوته يتردد على مسمعي حتى الأن .. فويل لكـ ِ أيتها الأحزان
ابدأ السطر بأخر كلمة قبل الأقواس
فرحان .. فقد غاب الفرح وباتت اللحضات ملونه بألوان الألم
وذكرى حزينة موجعه انه وفاة انسان عزيز على القلب والنفس والأرواح
***
جدي الحبيب .. مــات .. في يوم الأحد .. مــات
مــــات
لم اعد استطيع ان اراه بالعيون المجرده
لكنني اراه بعيون المحبة والمشاعر المخزنة
اراااه .. نعم .. اراااه
***
فــ الأعتراف يطرق الباب هــنــا
فحقيقةً انا لم ابكي كثيراً عند سماع الخبر
كنتُ اشعر بحزن شديد لكن الدموع لم تنهمر .. ولم ارغب بالصراخ .. والنواح .. كباقي الموجودين هناك
فــ أنا بكيته بين لحضة واخرى وبعدها بداءت اقراء القرآن الكريم
هي عادتي دوماً عندما أشعر بالحزن والمرار
اتجه سريعا للبكاء وقراءة آيات من (( كتاب الله العزيز الحكيم ))
(( ربي لك الحمد والشكر في الليل والنهار .. لك نسجد ونسبح .. فاستغفرك عن ذنوبي وذنوب المسلمين والمسلمات .. الأحياء منهم والأموات ))
ولكن من اصعب اللحضات في ذاك اليوم
هي حالة امي الغاليه وحزنها المقطع لشريان الدم في جسد الأنسان
فـ كانت منهاره .. حزينه .. مثقله بآلامها الكثيره
فجلست في الزاوية وحيدة
تبكي بعبرات قاتله
فلم اجد نفسي إلا ذاهبة إليها
وضعت رأسها على كتفي وقلت لها يا أماه
قد مات البكِ .. جدي .. وهو خبر فعال ..
لكنه مات مبتسم .. مات من غير مرض ٍ .. لم يمت على السرير الأبيض المعقم .. ولم يمت وهو حزين اللحضة
بل مات وهو يحبنا .. سعيدُ ُ بنا
فقالها يا أمي الحبيبه .. قالها .. اننا فخره واحلى اللحضات في هذا الزمان
لذلكَ يجب ان نرضى بقدر الله الواحد القهار
هذا هو القدر والنصيب
لانستطيع ان نغيره .. أو .. نختار .. البقاء .. أو .. الرحيل
فلا نفع للصراخ
ولا أطلب منكِ التوقف عن البكاء
لانها الوسيلة لتخفيف الحزن الذي سيستمر باقي العمر .. فالدموع تخفف من شدة العبرات
وفقد الغوالي ليس بالأمر السهل .. ولايجب علينا النسيان
بال علينا بقبول تعاقب لحضات الحياة
فطلبتُ منها البكاء لتخفف مافي قلبها من فقد الأب اعز أنسان
انه يوم ليس كباقي ايام الزمان في شهر (( تموز )) .. فتموز هو ابن الحياة ةيقصد به أله يموت ويعود هكذا تعريفه بالسرياليه
لكنهُ عندي له تعريف واحد .. هو شهر الموت بلا عوده بلارجعه ..
***
بصراحة فسرد تلك اللحضات
جعلتني الآن ابكي بشدة وتساقطت الدموع على هذه الأوراق
فـــ أعترف بأن الممات
لحضة مؤلمة .. خانقه .. لاتماثلها أي لحضة من لحضاتنا في هذه الحياة
انه الموت .. ظلام .. احزان .. دموع
***
اكتب هذه المشاركة كوصف لحالة عشتها في وفاة جدي (( الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الأولياء والصالحين ))
لم اذق حزن كهذا من قبل فقد كنت كأشارة تنبيهيه ان الحياة تعلمنا الكثير والكثير
فقد كنت قبلها حزينه بفقد انسان عزيز على قلبي وبكيت بل عشتُ عذاب رهيب وتصورت حينها اني اموت بلاشك وان مشاعري بل احساسي رحل مع ذلك الفارس الوسيم
لكنني تعلمت بعد الوفاة الحزن الحقيقي
فالحزن الحقيقي لايقاس بكمية الدموع والصراخ
لكنه شعور غريب لا يتطلب فيه مقياس معين وتحديد
فيختلف بين شخص وآخر وعرفت معنى الآه جيداً وكيف للحزن ان يهدم رووح انسان على وجه هذه الأرض
تعلمت ان اتعلم من تجارب اللحضات
فمن يذهب لايعود ولن ابكي على من تركني وحيده بأختياره
بل سأبكي على من تركني بأختيار الأقدار
ومهما بلغ حزن الرحيل فحزن الموت أكبر وأعمق
هذه .. هي تجربتي في اختبار الموت ..
(( عسى ربي لايذوقني حزنكم ))
(( ولايذيقكم احزان من تحبون ))
لذلك يجب ان نقول شكراً للحياة
لانها مدرسة الزمان
والأختبار في مدرسة الزمان
تعني تجربة لاتنسى ولاتتتكرر
فبأي لحضة يحدث امر يغير نظرتكِ بل يغير حياتكِ وباقي ايامكِ على سطح هذا الكوكب الصغير
***
عجباً للحياة كنت اتألم بشوق الحب
وظننت انه وحده من يجلب الحزن
لكن الآن بدأت ارى الحياة بوضوح
بلاعدسة مكبرة أو نظارات مقربه
اراها على حقيقتها فيوجد اعمق من حزن حب وحبيب ورحيل
الموت .. الموت .. اعمق اللحضات ..الموت
مدونة بتاريخ 13/9/2006
بعد وفاة جدي (( رحمه الله )) بشهرين
توفى جدي 21/7/2006
(( والله يرحمنا جميعاً يارب ))
الدعاء للمرحوم (( ابراهيم ))
.. انتهى ..
رووح الأشواق
راعية الشوق
وبهذه الايام الجميله في الايام الاخيره من رمضان الخير رمضان الجوائز رمضان المغفره والتوبه لله سبحانه وتعالى
اسعد الله ليلتكم بكل الفرح والسرور .. اما بعد .. فهيا .. حروفي رغبت في البوح لكم في هذا المساء ..
نبدء بسم الله وتوكلنا على الله
رووح الأشواق تحييكم احبتي في الله
ثرثرة منصف النهار
قهقهات تنثوية متفرقة
كلام .. همسات .. عيون محدقه
روائح فواحه معطره
سيدات .. آنسات .. الــ مرأه .. حواء
احاديث عابره تجمع البعض بالبعض
بخصوص موضة هذا العام .. قيمة اسوار الألماس .. من تزوج قبل ايام .. ما وصفة طبق المساء
نظرات اعجاب .. غيره .. كره لشخص الغرور في الذات .. ابتسامة صفراء مكهربه
التجوال بين اخبار الحياة
فالبعض منهن يتكلم عن السفر إلى تلك البلاد
و الأخرى .. قد شدها الكلام حول وصفة جديدة للنحافة .. مع التدقيق لكلمة (( مجرب ومضمون )) .. فلمعت عينيها وارتفع معدل العزيمة للتجربة في الحال .. (( مع العلم انها ستجربها ليوم واحد )) .. وينتهي بها الحال إلى النسيان والأنشغال في امور يوميه حياتيه متجدده
وكلام آخر حلو عروض الأزياء في مدينة الموضه والأناقة .. باريس .. الجمال
كلام .. و .. كلام ..
***
وبالــ نظر إلى آخر جزء في الــ مكان
هــــنــــاكــــ
طاولة مستطيلة الشكل
أكواب من القهوة الساخنة
الــ شاي سيد أوقات الظهيرة الــ ممتعة
قطع شوكولاه .. بسكويت مدور بنكهة الفانيلاً المنعشة .. قطع من الكعك المنكهه بالفراولة .. التوت .. الموز .. التفاح .. الشهي
بأختصار التف الجميع حول مائدة الطعام
بدأن بالــاكل وشرب القهوة أو الشاي
***
عــــــمــــــ الــــ صـــــمـــت اجواء المكان
هدوء .. سكون ملفت للأنظار
فوقت اعلان الــ حقيقة أصبح الآن
***
امتلئت العيون بالدموع
بــكــت احدى السيدات
فــ ــِــ ــهــ ــقــ ــت الأخرى من فرط البكاء
واستمرت هطول الدموع من أعينهن في الحال
***
صرخت سيدة المنزل بصوت عال
آ آ آ ه على آ آ آ ه
مات الحبيب .. مات الأنسان
فقدتُ ملك قلبي يا نساء
مات رجل البيت بسلام
***
يــ للغرابة في اللحضات ــــا
انه وقت العزاء
والأجتماع هو ليس بمناسبة أو حفل أو موعد .. لقاء .. فــ هو عزاء ..مجلس .. يعزي الجميع بالجميع
فكلهن يلبسن ملابس سوداء مظلمة
كظلمة ليلة الشتاء الباردة
فهنا البرودة تعني الأنخفاض في درجة الحراره وبرودة الأجساد
بينما البرودة التي اعنيها فهي برودة الأحساس
ففعلاً لم ابالغ بالوصف المفرط عن هذه اللحضة
***
فــ الجميع حضروا ليقدموا واجب العزاء لفقيد احدى العائلات
وتنسى الجميع انهم هنا للعزاء
لا
للأحاديث وتبادل التحيات .. والثرثرة المتواصلة .. فجميعهم استفادوا من اجتماع الأخريات .. من غير سابق موعد أو زيارة .. تحدد الزمان والمكان
فــــصادف البعض بالبعض في هذا المجلس
اي في مجلس العزاء
***
بالرغم من هذه الدموع والصرخات
فـــأنني افتقد صدق نواياهم بل صدق تللك الدموع الغزيرة
لانني أعتقد انه من يحزن ينسى حياته المثيره
ولحضاته والاحاديث الكثيره
ولايتذكر إلا غصة الزمان
اي
الحزن الذي يعيشه في أصعب اللحضات
***
فقد توفى حبيبي الحبيب .. الزوج الأول والأخير .. الأب المحب والكريم .. الجد قدوة الكبار قبل الصغار .. من يسكن بيت الغلا في قلوب الأحفاد
أخذه الموت إلى رب العباد
انه الموت بتشديد حرف التاء
وتنهيده حزن تستطيع هدم جبال المسرات
وبعبره تكلمة بلغة الأحزان
مـــــــــــــــــات .. مـــــــــــــــــات
فقيدنا .. مـــــــــــــــــات
جدي العزيز مـــــــــــــــــات ذهب بصمت ولم استطع رؤيته في آخر لحضاته فوق التراب
فـــــالأن جسده يسكن تحت التراب
وتطير روحه هـــنا و هـــناك
فأنا أعلم انه يرانا من فوق السحاب
ولا استطيع ان امنع دموعي الآن من الأنزلاق
***
فـــ كانت اخر مره رأيته فيها قبل الوفاة بيومين
في يوم الأجتماع .. أجتماع الأبناء والأحفاد في بيته .. بيت الجد .. بيت الذكريات
كنا نضحك ونتكلم .. نأكل وجبة الغداء .. بفرح متواصل .. (( ياسبحان الله ))
واليوم نحن نبكيه .. نبكي .. بمرار
على ذكراه وفقدانه بلا سابق انذاء
(( سبحانك ربي خالق العباد .. اغفر له .. ولجميع اموات المسلمين والمسلمات ))
فلازلت اتذكر بضع كلمات رددها بفرح على مسمعنا جميعا وكنت جالسة على الأريكة البيضاء .. في .. يوم الخميس ..
.. يوم اخر لقاء ..
فقد قال
>> والله انا فرحان فيكم كلكم وقلبي مستانس باللمه والجمعه الحلوة .. انا فرحان .. <<
لازال صوته يتردد على مسمعي حتى الأن .. فويل لكـ ِ أيتها الأحزان
ابدأ السطر بأخر كلمة قبل الأقواس
فرحان .. فقد غاب الفرح وباتت اللحضات ملونه بألوان الألم
وذكرى حزينة موجعه انه وفاة انسان عزيز على القلب والنفس والأرواح
***
جدي الحبيب .. مــات .. في يوم الأحد .. مــات
مــــات
لم اعد استطيع ان اراه بالعيون المجرده
لكنني اراه بعيون المحبة والمشاعر المخزنة
اراااه .. نعم .. اراااه
***
فــ الأعتراف يطرق الباب هــنــا
فحقيقةً انا لم ابكي كثيراً عند سماع الخبر
كنتُ اشعر بحزن شديد لكن الدموع لم تنهمر .. ولم ارغب بالصراخ .. والنواح .. كباقي الموجودين هناك
فــ أنا بكيته بين لحضة واخرى وبعدها بداءت اقراء القرآن الكريم
هي عادتي دوماً عندما أشعر بالحزن والمرار
اتجه سريعا للبكاء وقراءة آيات من (( كتاب الله العزيز الحكيم ))
(( ربي لك الحمد والشكر في الليل والنهار .. لك نسجد ونسبح .. فاستغفرك عن ذنوبي وذنوب المسلمين والمسلمات .. الأحياء منهم والأموات ))
ولكن من اصعب اللحضات في ذاك اليوم
هي حالة امي الغاليه وحزنها المقطع لشريان الدم في جسد الأنسان
فـ كانت منهاره .. حزينه .. مثقله بآلامها الكثيره
فجلست في الزاوية وحيدة
تبكي بعبرات قاتله
فلم اجد نفسي إلا ذاهبة إليها
وضعت رأسها على كتفي وقلت لها يا أماه
قد مات البكِ .. جدي .. وهو خبر فعال ..
لكنه مات مبتسم .. مات من غير مرض ٍ .. لم يمت على السرير الأبيض المعقم .. ولم يمت وهو حزين اللحضة
بل مات وهو يحبنا .. سعيدُ ُ بنا
فقالها يا أمي الحبيبه .. قالها .. اننا فخره واحلى اللحضات في هذا الزمان
لذلكَ يجب ان نرضى بقدر الله الواحد القهار
هذا هو القدر والنصيب
لانستطيع ان نغيره .. أو .. نختار .. البقاء .. أو .. الرحيل
فلا نفع للصراخ
ولا أطلب منكِ التوقف عن البكاء
لانها الوسيلة لتخفيف الحزن الذي سيستمر باقي العمر .. فالدموع تخفف من شدة العبرات
وفقد الغوالي ليس بالأمر السهل .. ولايجب علينا النسيان
بال علينا بقبول تعاقب لحضات الحياة
فطلبتُ منها البكاء لتخفف مافي قلبها من فقد الأب اعز أنسان
انه يوم ليس كباقي ايام الزمان في شهر (( تموز )) .. فتموز هو ابن الحياة ةيقصد به أله يموت ويعود هكذا تعريفه بالسرياليه
لكنهُ عندي له تعريف واحد .. هو شهر الموت بلا عوده بلارجعه ..
***
بصراحة فسرد تلك اللحضات
جعلتني الآن ابكي بشدة وتساقطت الدموع على هذه الأوراق
فـــ أعترف بأن الممات
لحضة مؤلمة .. خانقه .. لاتماثلها أي لحضة من لحضاتنا في هذه الحياة
انه الموت .. ظلام .. احزان .. دموع
***
اكتب هذه المشاركة كوصف لحالة عشتها في وفاة جدي (( الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الأولياء والصالحين ))
لم اذق حزن كهذا من قبل فقد كنت كأشارة تنبيهيه ان الحياة تعلمنا الكثير والكثير
فقد كنت قبلها حزينه بفقد انسان عزيز على قلبي وبكيت بل عشتُ عذاب رهيب وتصورت حينها اني اموت بلاشك وان مشاعري بل احساسي رحل مع ذلك الفارس الوسيم
لكنني تعلمت بعد الوفاة الحزن الحقيقي
فالحزن الحقيقي لايقاس بكمية الدموع والصراخ
لكنه شعور غريب لا يتطلب فيه مقياس معين وتحديد
فيختلف بين شخص وآخر وعرفت معنى الآه جيداً وكيف للحزن ان يهدم رووح انسان على وجه هذه الأرض
تعلمت ان اتعلم من تجارب اللحضات
فمن يذهب لايعود ولن ابكي على من تركني وحيده بأختياره
بل سأبكي على من تركني بأختيار الأقدار
ومهما بلغ حزن الرحيل فحزن الموت أكبر وأعمق
هذه .. هي تجربتي في اختبار الموت ..
(( عسى ربي لايذوقني حزنكم ))
(( ولايذيقكم احزان من تحبون ))
لذلك يجب ان نقول شكراً للحياة
لانها مدرسة الزمان
والأختبار في مدرسة الزمان
تعني تجربة لاتنسى ولاتتتكرر
فبأي لحضة يحدث امر يغير نظرتكِ بل يغير حياتكِ وباقي ايامكِ على سطح هذا الكوكب الصغير
***
عجباً للحياة كنت اتألم بشوق الحب
وظننت انه وحده من يجلب الحزن
لكن الآن بدأت ارى الحياة بوضوح
بلاعدسة مكبرة أو نظارات مقربه
اراها على حقيقتها فيوجد اعمق من حزن حب وحبيب ورحيل
الموت .. الموت .. اعمق اللحضات ..الموت
مدونة بتاريخ 13/9/2006
بعد وفاة جدي (( رحمه الله )) بشهرين
توفى جدي 21/7/2006
(( والله يرحمنا جميعاً يارب ))
الدعاء للمرحوم (( ابراهيم ))
.. انتهى ..
رووح الأشواق
راعية الشوق