المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختيار الصديق عند السفر



عميد اتحادي
16-06-2013, 08:50 PM
مع دخول فصل الصيف وانتهاء الامتحانات وبدء موسم الإجازات، تبدأ الأسر التخطيط للسفر، المقيمون يعودون إلى بلدانهم لزيارة أقاربهم والمواطنون يبحثون عن دول لقضاء إجازاتهم.. كل حسب إمكانياته وميزانيته، والبعض يضطر تحت ضغط الأسرة اللجوء إلى البنوك ويبقى هؤلاء الأفراد غير الملتزمين مع الأسر بالتخطيط للسفر والبحث عن صديق للرحلة، وهناك بعض لا يحبذ رفيقاً للسفر، بل يسافر وحيداً بعيدا عن مشاكل ومضايقات رفقاء السفر، وآخر اختار جهاز الكمبيوتر والبلاك بري والواتس آب وتويتر والفيس بوك رفيقاً لسفره متجّنبًاً إزعاج الرفقاء ويفضّل التواصل معهم عبر التكنولوجيا.
أما الذي يخطط للسفر برفقة صديق أو قريب بحثًا عن الراحة أو العلاج بعد تحديد وُجهة السفر إن كان للترفيه أو العلاج يترتب عليه حُسن اختيار رفيق الرحلة فليس مهماً أن يكون من أصدقاء المجالس أو زملاء العمل فمعظمنا يبحث عن رفيق سفر هو لا يمكننا الحُكم عليه قبل السفر ولا تظهر تصرفاته إلا بعد مرور عدة أيام من الرحلة نكتشف الحقيقة بالاحتكاك اليومي وقربه منا عندما تلمس حرصه المادي وتكتشف بُخله أوتجد رفقاء سفر يبحثون عن سهرات وأماكن لا تتفق معك، وآخر إن تباينت معه الآراء أو سوء فهم أو اختلاف في الرأي بمسألة صغيرة سرعان ما تكبر لتفسد الرحلة.
السفر مدرسة الحياة من فوائدها نتعلم فيها ونتعرف على بعضنا البعض عن قُرب إن كان رفيقاً أو صديقاً أو أخاً أو زميلاً أو قريباً أو ممن نلتقي بهم أثناء الرحلة، نكتشف أموراً كثيرة ورغبات وميولًا مختلفة وحياة جديدة، قد تجد أشخاصًا يكتفون بتناول أي نوع من الطعام لسد جوعهم فيما يفضل آخر أن يتناول طعامه في المطاعم وهناك من يبحث عن فنادق متواضعة وآخر يحب السهر واللهو أو النوم لساعات طويلة وثالث يفضل الاستيقاظ مبكراً وزيارة الأماكن الأثرية أو الحدائق أو الأسواق الشعبية ورابع لا يحبذ شيئاً من ذلك ومنهم محبو المغامرة والاستكشاف ويتمتعون باللياقة البدنية ويحبون المشي لمسافات طويلة، فالميول والسلوكيات مختلفة، لذا تجد صديقاً يُنسيك الغربة والملل ويكون عوناً لك وقد تجد آخر يكون فرعونًا عليك ويُفسد عليك متعة الرحلة.
لذلك اختيار الرفيق يعتبر أهم جانب في السفر بعد المكان للراحة النفسية وقضاء إجازة ممتعة والعودة للوطن بروح وهمة عالية ولكي لا تتحول رحلتك إلى كابوس وتوتر ورفع الضغط ومزيد من الإزعاج والندم على رحلة كنت تتمنى أن تستفيد منها نفسياً وصحيًا لا أن تأسف عليها وعلى الرفقة، فهناك رفقاء سفر تزنهم بميزان الذهب وآخرون يندم الإنسان على مرافقتهم، فالأمر بالغ الأهمية في الاختيار السليم لرفيق السفر الذي يلعب دورًا أساسياً في إنجاح الرحلة وعودة المرح والسرور والذكريات الطيبة للرحلة.
لذا في السفر تكتشف معدن الرجال وأدبهم وأخلاقهم وتمسكهم بطاعة خالقهم فقوة العلاقة أو القرابة دليل على التفاهم والانسجام في السفر حيث يُسفر عن أخلاق الرجال وهذا لا يعني أنه من الممكن ألا تختلف الآراء ولكن الاتفاق في معظم الأمور قبل الانطلاق إلى الرحلة وعامل الارتياح واقتراب الأذواق وتطابق وجهات النظر يجب أن تكون متقاربة، فالرفقة هي التقاء فكري ونفسي بين الأشخاص مع توحيد المشاعر والرغبات والآراء وتوحيد محبة القلوب بينهما، فهناك من يحب نشر السعادة والبهجة وهناك عكس ذلك، لذا أصبحت التكنولوجيا هي الصديق الصدوق في السفر ويحبذها البعض على رفيق السفر من أجل قضاء إجازة سعيدة تكون له نعمة لا نقمة.
( موضوع جدا أعجبني فنقلته لكم )