المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإقتداء بالسنة النبوية في الحياة الزوجية - مقال كتبته لجريدة الأنباء الكويتية .



أهــل الحـديث
14-06-2013, 02:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فإن الزواج شريعة من شرائع الله تبارك وتعالى التي شرعها بحكمته وعلمه سبحانه فبه تدوم الحياة ويكثر النسل وتتعاقب الأجيال ، ولما كانت الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي ميل الرجل للمرأة وميل المرأة للرجل فإن الله جل وعلا شرع لنا ذلك في نطاق مسلك شرعي آلا وهو الزواج بل وأمرنا به كما قال الله تعالى " وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم .... الآية " ( سورة النور )
وجاء نبينا ﷺ وسن لنا ضوابط ليسير عليها كل من الرجل والمرأة على حد سواء لكي تسير الحياة الزوجية منضبطة ويعيش كل من الزوج والزوجة في سعادة دنيوية ويساعد كل واحد منهما الآخر لكي يصلا معا الى السعادة الأخروية في جنات النعيم ولكي يقتدي كل رجل بسنة رسول الله ﷺ في حياته الزوجية فلابد أن يبدأ بذلك من بداية تفكيره بالقدوم على خطوة الزواج الا وهي الأسس النبوية التي على أساسها سيختار شريكة دربه وأم أولاده ومنها أن تكون امرأة صالحة ذات دين من منبت حسن وذو خلق طيب وان تكون ودودا ولودا كما جاء عنه ﷺ حينما قال (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) [أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
وروى أبو داود والنسائي عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله قال: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم)
وينبغي أن تكون للرجل نية في زواجه حتى يثاب عليها كأن ينوي بزواجه إعفاف نفسه عن الحرام وكذا اعفاف زوجته فإنه يكتب له بها صدقة لقوله صلى الله عليه وسلم: " وفي بضع أحدكم صدقة! " قالوا يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ " قالوا: بلى، قال: "فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر " [رواه مسلم]. ويستحب أن يبدأ حياته بأن يصلي بها ركعتين فيكون إماما لها ثم يده على مقدمة رأسها ويدعوا الله تبارك وتعالى بما علمنا به رسول الله ﷺ فيما رواه البحاري رحمه الله تعالى قال ﷺ " إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً فليأخذ بنصايتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه " ثم اذا أراد أن يصيب منها فينبغي أن يحرص علي ما علمنا ﷺ أن يقول الرجل حين يأتي أهله: (( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )). قال صلى الله عليه وسلم: " فإن قضى الله بينهما ولداً لم يضره الشيطان أبداً " [رواه البخاري]. وليظهر لزوجته الدفء واللطف والمعاشرة الطيبة والسماحة حافظا لأسرارها ولا يدقق علي ما يجد في نفسه عليها مما ليس بيدها وإنما هو من خلق الله لها وقد قال ﷺ " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " ( أخرجه مسلم ) وليعلم الزوج أن الزوجة عنده أمانة فيجب عليه إحسان معاملتها قولاً بكلام حسن وعفّة لسان ، وفعلاً بمعاملة طيبة كريمة . لقوله تعالى : " وعاشروهنّ بالمعروف فإن كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " وروي عن النبي ﷺ أنه قال : " استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " . متفق عليه
وقال عليه الصلاة والسلام : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله " صححه الألباني
وكذا عليه أن ينفق عليها بما وسع الله عليه من رزقه فقد سئل النبي ﷺ عن حق الزوجة فقال : " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، ولا تهجر إلا في البيت " ( رواه أبو داود ) وكذا عليها أن يأمرها بالمعروف وأن ينهاها عن المنكر وأن يعلمها أمور دينها وأن لا يمنعها من ود أهلها وصلة رحمها وزيارة ذوي القربي لها وإكرام أهلها واحترامها لا سيما أمامهم فكل هذا من العشرة بالمعروف وبما أتت به السنة النبوية المطهرة وبالنسبة لمن كان لديه أكثر من زوجة فحذاري من الظلم بل يجب عليك العدل بينهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وكذا ينبغي على من يريد الاقتداء بالسنة النبوية في حياته الزوجية أن يجتنب كل ما نهى عنه ربنا جل وعلا أو النبي ﷺ كاتيان الزوجة في الدبر او في وقت الحيض والنفاس او افشاء أسرار الجماع فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: " إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى المرأة ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها " ( أخرجه مسلم ). وغير ذلك مما حظره الشرع
وأخيرا نسأل الله جل وعلا أن يجعل بيوت المسلمين عامرة بالسعادة والمودة وأن يبعد عنها الشيطان وسراياه وأن يرزق شباب وفتيات المسلمين العفة والطهر وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..