ابتسامة امل
10-06-2013, 08:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع شهر شعبان
شهر شعبان
سمي كذلك ، لأن العرب كانوا في الجاهلية يعظمون رجب ولا يقاتلون فيه ، فإذا انسلخ رجب تشعبوا في الإغارة .
وأما في الإسلام فلتشعب الخير فيه ؛ فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ : لَا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ ، وَإِلَّا صَامَهُمَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؛ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا ؟ قَالَ : " أَيُّ يَوْمَيْنِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : يَوْمُ الِاثْنَيْنِ ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ ؛ قَالَ : " ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " ، قَالَ : قُلْتُ : وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟ قَالَ : " ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ ، عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " .
في الحديث من الفوائد الكثير ، منها :
1- حرص أسامة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png على متابعة أعمال الرسول ، ثم حرصه على الفائدة والعلم بالسؤال .
2- بيان أحوال النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png في الصيام .
3- بيان العلة من دوامه على صيام الاثنين والخميس .
4- بيان العلة من كثرة صيامه في شعبان .
5- بيان فضل شعبان ، وأنه ترفع فيع الأعمال إلى رب العالمين .
6- فيه فضل الصيام ، وأن له عند الله مكانة عظيمة .
7- ذكر بعض أهل العلم أن من الحكم من كثرة الصيام في شعبان : الاستعداد لرمضان ، فالنفس إذا هيئت لعمل ما سهل عليها ، بل ذكر ابن رجب – http://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png – في كتابه الماتع ( لطائف المعارف ) أن صيام شعبان كالسنة الراتبة القبلية ، والستة من شوال كالراتبة البعدية . والعلم عند الله تعالى .
مَضَى رَجَبٌ وما أَحْسَنْتَ فيه ... وهَذَا شَهْرُ شعبانَ المباركْ
فيا مَنْ ضيَّعَ الأوقاتِ جَهَلاً ... بِحُرمَتِها أَفِقْ واحْذَرْ بَوَاركْ
فسوفَ تُفَارقُ اللذاتِ قَسْراً ... ويُخلي الموتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ ما استطعتَ مِنَ الخطَايا ... بتوبةِ مُخْلِصٍ واجعلْ مَدَارَكْ
على طلبِ السلامةِ من جحيمٍ ...فخيرُ ذوي الجرائمِ منْ تداركْ
كان http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png يصوم شعبان إلا قليلا
في الصحيحين عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ - http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ e ، فَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ : قَدْ صَامَ ؛ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : قَدْ أَفْطَرَ ؛ وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ : كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً . لفظ مسلم ، وفي رواية عنده : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يَصُومُ ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ e اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ ؛ ولفظ البخاري : عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حَدَّثَتْهُ قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ e يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ؛ وَكَانَ يَقُولُ : " خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ e مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا ( [1] (http://vb.tafsir.net/tafsir36601/#_ftn1) ) .
قال النووي في ( شرح مسلم : 4 / 161 ) : وقولها : ( كان يصوم شعبان كله ، كان يصومه إلا قليلا ) الثاني تفسير للأول ، وبيان أن قولها كله أي : غالبه ، وقيل : كان يصومه كله في وقت ، ويصوم بعضه في سنة أخرى ، وقيل : كان يصوم تارة من أوله ، وتارة من آخره ، وتارة بينهما ، وما يخلي منه شيئًا بلا صيام لكن في سنين .
وقيل : في تخصيص شعبان بكثرة الصوم لكونه ترفع فيه أعمال العباد ، وقيل غير ذلك ، فإن قيل : في الحديث الآخر أن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم فكيف أكثر منه في شعبان دون المحرم ؟ فالجواب : لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه ، كسفر ومرض وغيرهما ، قال العلماء : وإنما لم يستكمل غير رمضان لئلا يظن وجوبه .ا.هـ .
هذا ، والعلم عند الله تعالى .
[1] (http://vb.tafsir.net/tafsir36601/#_ftnref1)- البخاري ( 1879 ) ، ومسلم ( 1156 ) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع شهر شعبان
شهر شعبان
سمي كذلك ، لأن العرب كانوا في الجاهلية يعظمون رجب ولا يقاتلون فيه ، فإذا انسلخ رجب تشعبوا في الإغارة .
وأما في الإسلام فلتشعب الخير فيه ؛ فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ الْأَيَّامَ يَسْرُدُ حَتَّى يُقَالَ : لَا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ الْأَيَّامَ حَتَّى لَا يَكَادَ أَنْ يَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ مِنَ الْجُمُعَةِ ، إِنْ كَانَ فِي صِيَامِهِ ، وَإِلَّا صَامَهُمَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؛ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تَصُومُ لَا تَكَادُ أَنْ تُفْطِرَ ، وَتُفْطِرَ حَتَّى لَا تَكَادَ أَنْ تَصُومَ إِلَّا يَوْمَيْنِ إِنْ دَخَلَا فِي صِيَامِكَ وَإِلَّا صُمْتَهُمَا ؟ قَالَ : " أَيُّ يَوْمَيْنِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : يَوْمُ الِاثْنَيْنِ ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ ؛ قَالَ : " ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " ، قَالَ : قُلْتُ : وَلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟ قَالَ : " ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ ، عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ " .
في الحديث من الفوائد الكثير ، منها :
1- حرص أسامة http://vb.tafsir.net/images/smilies/anho.png على متابعة أعمال الرسول ، ثم حرصه على الفائدة والعلم بالسؤال .
2- بيان أحوال النبي http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png في الصيام .
3- بيان العلة من دوامه على صيام الاثنين والخميس .
4- بيان العلة من كثرة صيامه في شعبان .
5- بيان فضل شعبان ، وأنه ترفع فيع الأعمال إلى رب العالمين .
6- فيه فضل الصيام ، وأن له عند الله مكانة عظيمة .
7- ذكر بعض أهل العلم أن من الحكم من كثرة الصيام في شعبان : الاستعداد لرمضان ، فالنفس إذا هيئت لعمل ما سهل عليها ، بل ذكر ابن رجب – http://vb.tafsir.net/images/smilies/rhm.png – في كتابه الماتع ( لطائف المعارف ) أن صيام شعبان كالسنة الراتبة القبلية ، والستة من شوال كالراتبة البعدية . والعلم عند الله تعالى .
مَضَى رَجَبٌ وما أَحْسَنْتَ فيه ... وهَذَا شَهْرُ شعبانَ المباركْ
فيا مَنْ ضيَّعَ الأوقاتِ جَهَلاً ... بِحُرمَتِها أَفِقْ واحْذَرْ بَوَاركْ
فسوفَ تُفَارقُ اللذاتِ قَسْراً ... ويُخلي الموتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ ما استطعتَ مِنَ الخطَايا ... بتوبةِ مُخْلِصٍ واجعلْ مَدَارَكْ
على طلبِ السلامةِ من جحيمٍ ...فخيرُ ذوي الجرائمِ منْ تداركْ
كان http://vb.tafsir.net/images/smilies/slah.png يصوم شعبان إلا قليلا
في الصحيحين عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ - http://vb.tafsir.net/images/smilies/anha.png - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ e ، فَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ : قَدْ صَامَ ؛ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : قَدْ أَفْطَرَ ؛ وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ : كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً . لفظ مسلم ، وفي رواية عنده : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : لاَ يَصُومُ ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ e اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ ؛ ولفظ البخاري : عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حَدَّثَتْهُ قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ e يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ؛ وَكَانَ يَقُولُ : " خُذُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا " ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ e مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّتْ ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا ( [1] (http://vb.tafsir.net/tafsir36601/#_ftn1) ) .
قال النووي في ( شرح مسلم : 4 / 161 ) : وقولها : ( كان يصوم شعبان كله ، كان يصومه إلا قليلا ) الثاني تفسير للأول ، وبيان أن قولها كله أي : غالبه ، وقيل : كان يصومه كله في وقت ، ويصوم بعضه في سنة أخرى ، وقيل : كان يصوم تارة من أوله ، وتارة من آخره ، وتارة بينهما ، وما يخلي منه شيئًا بلا صيام لكن في سنين .
وقيل : في تخصيص شعبان بكثرة الصوم لكونه ترفع فيه أعمال العباد ، وقيل غير ذلك ، فإن قيل : في الحديث الآخر أن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم فكيف أكثر منه في شعبان دون المحرم ؟ فالجواب : لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه ، كسفر ومرض وغيرهما ، قال العلماء : وإنما لم يستكمل غير رمضان لئلا يظن وجوبه .ا.هـ .
هذا ، والعلم عند الله تعالى .
[1] (http://vb.tafsir.net/tafsir36601/#_ftnref1)- البخاري ( 1879 ) ، ومسلم ( 1156 ) .