المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات ((تاكسي)) في ظل تطور هواتف ((الكلاكسي))



أهــل الحـديث
09-06-2013, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



سائق الأجرة في لبنان...لا يُدرك المكان و لا العنوان

منْ رغب و كفاه الله تعالى أن يرتحل سيّارة أجرة (التاكسي) فهو في نعمة عظيمة....و منْ اضطر و ابتلاه الله أنْ يقف الى جانب الطريق ليرتحل السّائق و سيّارته فيلصبر و ليحتسب الأجر عند الله تعالى.

و ما ذا الاّ أنّ سائق التاكسي في لبنان يختلف لونا و شكلاً و مضموناً و قلباً و قالباً عنْ سائقِ التاكسي في بقية الدول الشرقية منها و الغربية...

كلّ الدّول تعتمد لوناً لسائق التاكسي فيميّزه الصغير و الكبير بيد في لبنان لا تعرف تلك السيارة سيارة أجرة الاّ إذا أصرّ السائق أن يثقب طبلة أذنك تيت تيت تيت. بيب بيب بيب..(زمّور سيارته)!!!!

كما تعتمد تلك الدول نوعاً معيناً من السيارات الاّ لبنان...حتى أحيانا سائق سيارة (امّ عيون) عليها شارة الأجرة!!!!
و لا أستغرب أنْ يأتي ذاك اليوم الذي تُوضع فيه شارة التاكسي على دابة كالحمار مثلا و غيره...

كما و هو الغالب سيارات الأجرة عندنا غير صالحة للسير!!!! لا فرامل متل الناس و لا قيادة متل!!!! يعني فيك تقول اعوذ بالله من الوسواس الخناس...

لم أنس ذاك اليوم....لبستُ الأبيض من الثياب...و بعد برهة جاء سائق يقود سيارة من نوع أوبل, فارتحلته إذ كنتُ على عجلة من أمري!!! و صاحبنا لا يُحسن أنْ يتجاوز عن سيارة ما!!!
فهذا يجتازنا عن يميننا و ذاك عن شمالنا و الله المستعان.
و إذا صادف صاحبي ذا مفترق الطرق ضجّ بالدعاء قائلاُ (اللهمّ سلّم...اللهمّ سلّم) و يلتفت اليّ مستشاراً ...ماذا أصنع!!!!

و فجأة توقف...و انا على عجلة!!! ما بك؟؟؟؟ أحد عجلات سيارتي انفجر!!! فقلنا: لا حول و لا قوة الا بالله...اللهم آجرنا في مصيبتنا و ابدلنا بسائق خير من سائقنا!!1

فقال دون أدنى حياء...لا اعرف (و كان عجوزاً) تغيير العجلة!!! فكان ذاك من حظي و بات ثوبي الأبيض أسوداً!!!!
هذا نموذجاً واحداً....و الاّ فحدّث و لا حرج.

و تارة تظنّ بسائق لسيارة الأجرة على قدر أنملة من عقلٍ!!! و إذ بك تدخلك الدهشة عندما ينطق بأول حرفٍ!!!!
يُشبعك من قصصه الغرامية...و ذاك ضربه و ذا ركله....حنى تظنه غلاما مراهقاً!!!

و إذ تعاظمت البلوى و كان من حظك سائقٌ يمشي على الموضة...تعضّ أناملك غيظاً, فيظلّ يدور بك بحثاً عن راكبٍ متل (برمة العروس) و عندما يدبّ اليأس اليه...لا يستحي أن يقول لك...أعتذر منك لا استطيع اكمال رحلتي!!!!

و إذا رأى شابة يُسابق الموتَ حتى يصل اليها...و عندما الشابة تُوافق ارتحال سيارته,أول واجب عليه تعديل المرآة حتى يأخذ حظه من النظر!!!!! و تظنه لا يُحسنُ أنْ يقوده سيارته الاّ من خلال المرآة!!! و امعان النظر في المرأة..

و لو طلبتْ منه أن يوصلها الى القمر لبدتْ منه الضواحك يقول (وَلَوْ...تكرم عيونكِ) و بأمرك...و أمر عيلتك...

و إذا ارتحله داعية بلحية وفيرة...لا يفتر له بالقول...بسببك لم تصعد ذه و تلك و أخواتها!!!!!

صراحة سائق الأجرة عندنا بحاجة الى تأهيل بله ترميم, و مدرسة لمحو الأميّة!!!!

و إنْ سألته منْ عدوّك لنْ يعدل لك بالقول...سائق آخر!!!
عندما تشعر أنّ السائق زاد من سرعته فأيقن أنّ أمامه سائق آخر!!! شعارهم و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

و إنْ توقف فجأة فاعلم أن وقود سيارته نفد!!! إما و في أحسن الأحوال يفتح صندوق سيارته ليُخرج منها ليترا و إمّا أن تحرس له سيارته حتىّ يرتحل هو الآخر سيارة أجرة ليجلب الوقود!!!

تارة يأخذ منك مالاّ بمجرد أن تفتح باب سيارته و يمشي بك أمتارا يُعادل المبلغ لو مشى بغيرك مسافات طويلة!!!!

لو كنتَ وسيماً أو كنتِ رشيقةٍ لفاض عليكِ من كرمه و عطائه و جوده بيد لو كنتِ قبيحةٍ دميمةٍ لأخذ منك أجرة عن قبيلتك و عشيرتك!!!

آه...لو كنتِ ترتدين ثوبا دون الركبة لتصدّق عليك سائقنا...بحجّة...مسكينة و فقيرة!!!!

لو رآكِ لسابق الموت اليك...و ثقب أذنك بزموره الرائع!!! و وقف يُناديك ...رايحة يا اخت؟؟؟؟ و عندما تسمعينه كلاماً قبيحاً كأن الغيث أصاب فؤاده و العسل لوّن لسانه!!!

و إذا رجّتْ الأرض رجّاً فأعلم أنّ هناك سائقاً يبحث عن رزقه و قوت عياله!!!

و الطّامة الكبرى إذا (زمّر ) لك لتصعد و أوقف سيارته ليُصعدكَ بالقوّة!!! و لسان حاله منْ يدفع فرامل سيارتي !!!!

و الصاخة عندما يكون سائقنا يملك سيارة يظلّ بابها مفتوحاً...فتضطر أنْ تمسك الباب بيمينك و تسال الله السلامة...

و أجمل من هذا و ذاك عندما ترى سائقاً أشبع سيارته ركّاباً...سبعة في الخلف و اربع في الامام و اثنان على سطحها و لا تسل عدد من سكن في صندوقها!!! و ترى منه بياض أسنانه...كيف ساق الله اليه رزقاً كهذا...ثمّ لا يمكث حتى يضمحلّ نهاره فيبيتُ هو و سيارته عند مصلّحٍ يصلح له ما أفسده الحمل الزائد!!!!


هذه حالنا مع سائق الأجرة...نسأل الله لنا السّلامة و لهم الترميم و التأهيل (وجه مبتسم)