تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مَبحثٌ في دِراسة الْحَدِيثِ الْمُرْسَلِ



أهــل الحـديث
09-06-2013, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الْحَمْدُ للهِ بِالْعَشِى وَاِلإِشْرَاقِ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى مَنْ وَقَعَ عَلَى مَحَبْتِهِ الإِتْفَاقُ ، وَطَلَعَتْ شُمُوسُ أَنْوَارِهِ فِي غَايَةِ الإِشْرَاقِ ، وَتَفَرَّدَ فِى مَيْدَانِ الْكَمَالِ بِحُسْنِ الإِسْتِبَاقِ ، النَّاصِحِ الأَمِينِ الَّذِي اهْتَدَى الْكَوْنُ كُلُّهُ بِعِلْمِهِ وَعَمْلِهِ ، وَالْقُدُوَةِ الْمَكِينِ الَّذِي اقْتَدَى الْفَائِـزُونَ بِحَـالِهِ وَقَوْلِهِ ، نَاشِـرِ أَلْوِيَةِ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ ، وَمُسْدِي الْفَضْلِ لِلأَسْلافِ وَالْخَوَالِفِ ، الدَّاعِي عَلَى بَصِيرَةٍ إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَالْبَشِيرِ النَّذِيرِ عَلَمِ الأَئَمَّةِ الأَعَلامِ ، الآَخِذِ بِحُجُزِ مُصَدِّقيِّهِ عَنْ التَّهَافُتِ فِي مَدَاحِضِ الأَقْدَامِ ، وَالتَّتَابُعِ فِي مَزَلاتَ الْجَرْأَةِ عَلَى الْعِصْيَانِ :
إن لهذا العلم منزلةٌ عظيمةٌ ومكانةٌ غاليةٌ الشأنِ لما اختص به هذا العلم مِنْ صيانة السنة النبوية الشريفة بالأسانيد إلي النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح مِنْ السقيم والمنقطع مِنْ المرسل والضعيف مِنْ الصحيح ، وقد تكفَّل اللهُ تبارك وتعالى للنّاس بحفظ ما تقوم عليهم به الحجَّةُ وتلْزمهُم الشَّرائع، كما قال: {إنّا نحن نزَّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون} [الحجر: 9]، فسخَّر لهُ من عِِباده من كانوا أسباباً في حفظه وبَقائه ، فدونوه في الكُتب ونقلوه لنا فجزاهم الله تعالى كل خير ، وسندرس الحديث المرسل إن شاء الله في مبحثنا .
فكان لابد مِنْ التمييز بين الأسانيد الصحيحة وبين الضعيفة ولما كان التمييز بينها انبرى لها الأئمة الأعلام والحفظة لهذا العلم والحاملون لهُ بعد الصحابة وتابعيهم إلي عصرنا هذا فكانوا ينافحون عن حياضها منافحةً شديدةً جعلنا الله وإياكم مِنْ الذين ينافحون عنها منافحةً تامةً مُبتغين بذلك الإخلاص ، ولهذا العلم منزلةٌ عظيمة قال الإمام القدوة علي بن المديني - رحمه الله - : (( التَّفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الحديث نصف العلم "، أراد بمعرفة الحديث: تمييز صحيحه من سقيمه )) ، ولا يجوز له أن يكون إماما حتى يعرف الصحيح مِنْ غيرهِ قال ابن مهدي : (( لا يجوز أن يكون الرجل إماماً، حتىّ يعلم ما يصح ممّا لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعْلم مخارج العلم )) وقد اخترنا هذا الموضوع نزولا عند طلب أحد الأخوة مِنْا أن نكتب مبحثاً في الحديث المرسل مُتقصين بذلك مَنْ عرف بالإرسال ووصف بهِ والحُكم على إرساله عند المحدثين ، واخترت لنفسي في هذا المبحث طريقةً أسير عليها إن شاء الله تبارك وتعالى في دراستنا للحديث المرسل بإذن الله تبارك وتعالى سنتبع هذه الخطة في الدراسة كما يلي :
التمهيد: في مطلبين :
المطلب الأول: حقيقة الحديث المرسل، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تعريف الحديث المرسل لغة
المسألة الثانية: تعريف الحديث المرسل اصطلاحا
المطلب الثاني: ذكر مذاهب العلماء إجمالا في حجية الحديث المرسل.
وفيه عدةُ مباحثٍ بإذن الله تبارك وتعالى :
المبحث الأول: أسباب الإرسال
المبحث الثاني: حكم الحديث المرسل، وفيه ثلاثة مطالب هي:
المطلب الأول: أقسام الحديث المرسل
المطلب الثاني: حكم مراسيل الصحابة، وفيه ثلاث مسائل هي:
المسألة الأولى: مذاهب العلماء في المسألة وبيان الراجح منها
المسألة الثانية: الأدلة على قبول مرسل الصحابي
المسألة الثالثة: هل ثبت عن الصحابة روايتهم عن غير صحابي؟
المطلب الثالث: حكم مراسيل غير الصحابة، وفيه أربع مسائل هي:
المسألة الأولى: تحرير محل النزاع
المسألة الثانية: الأقوال في المسألة
المسألة الثالثة: الأدلة على الأقوال ومناقشتها
المسألة الرابعة: بيان الراجح في حكم الحديث المرسل
المبحث الثالث: أيهما أقوى المرسل أم المسند؟
المبحث الرابع: ثمرة الخلاف في المسألة وأمثلة تطبيقية
الخاتمة: وتتضمن خلاصة عن البحث .
ومِنْ قبل نسب الفضل لأهلهِ فإنا اقتبسنا هذه الفهرسة للمبحث في الحديث المرسل من كلام الأخ الكريم (( مهداوي )) في هذا الموضوع هُنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=293500) ، وأعجبني تقسيمهُ لدراسة الحديث المرسل هذه التقسيمة فقررت جعلها منهجاً لدراسة الحديث المرسل إن شاء الله تبارك وتعالى سائل المولى عز وجل أن يجعلنا وإياكم مِنْ أهل العلم ويرزقنا الإخلاص .



وكتب /
أبي الزهراء آل أبو عودة الغزي