المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وقصيدة(3)



أهــل الحـديث
07-06-2013, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


.................................................. ...... بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ مقتل تأبط شرا ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قد لا يدري كثير من الناس أن الشاعر الفاتك تأبط شرا قد فر فزعا من النساء وأن صبيا قتله بسهم.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
قال أبو عمرو الشيباني: كان من شأن تأبط وهو ثابت بن جابر بن سفيان وكان جريئا شاعرا فاتكا أنه خرج من أهله بغارة من قومه يريدون بني صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعد بن هذيل وذلك في عقب شهر حرام مما كان يحرم أهل الجاهلية حتى هبط صدر أدم وخفض عن جماعة بني صاهلة فاستقبل التلاعة فوجد بها دارا من بني نفاثة بن عدي ليس فيها إلا النساء غير رجل واحد فبصر الرجل بتأبط وخشيه وذلك في الضحى فقام الرجل إلى النساء فأمرهن فجعلن رؤوسهن جمما وجعلن دروعهن أردية وأخذن من بيوتهن عمدا كهيئة السيوف فجعلن لها حمائل ثم تأبطنها ثم نهض ونهضن معه يغريهن كما يغري القوم وأمرهن أن لا يبرزن خدا وجعل هو يبرز للقوم ليروه وطفق يغري ويصيح على القوم حتى أفزع تأبط شرا وأصحابه وهو على ذلك يغري في بقية ليلة أو ليلتين من الشهر الحرام فنهضوا في شعب يقال له شعب وشل وتأبط ينهض في الشعب مع أصحابه ثم يقف في آخرهم ثم يقول يا قوم لكأنما يطردكم النساء فيصيح عليه أصحابه فيقولون انج أدركك القوم وتأبى نفسه فلم يزل به أصحابه حتى مضى معهم فقال تأبط في ذلك:
( أبعد النّفاثيين أزجر طائرا ... وآسَى على شيء إذا هو أدبرا )
( أُنهنهِ رِجلِي عنهم وإخالهم ... من الذُّلِّ يعراً بالتَّلاعة أعفرا )
( ولو نالت الكَفَّان أصحابَ نوفل ... بمَهْمَهَة من بين ظَرْء وعرعرا )
فمر على رجل من قريم من هذيل يقال له جندب بن الحارث وكان من أكثر أهل بلاده مالا، وكان رجلاً سلماً للناس كلهم، يدعى النويعيم وكان معه رجل من عدوان حليف له يقال له صُريم، فأراد تأبط شراً أن يغدر به فأبى أصحابه إذ أنه حليف لصُريم العدواني* فرزّ سهماً بساحتهما ليعرفا أنه مر من هنا وقال:
سلكوا الطريق وريقهم بحلوقهم ......... حنقا وكـادت تستمر بجُندبِ
فاذهب صُريمُ فلا تحلن بعدها .......... صفواً وحُلّن بالجميع الحوشبِ
من الإله عليك فاحمل منّـه ............ ووسيلة لك في جديلة فاذهبِ
قال ثم طلعوا الصدر حين أصبحوا فوجدوا أهل بيت شاذ من بني قريم ذنب نمار فظل يراقبهم حتى أمسوا وذلك البيت لساعدة بن سفيان أحد بني حارثة بن قريم فحصرهم تأبط وأصحابه حتى أمسوا قال وقد كانت قالت وليدة لساعدة إني قد رأيت اليوم القوم أو النفر بهذا الجبل فبات الشيخ حذرا قائما بسيفه بساحة أهله وانتظر تأبط وأصحابه أن يغفل الشيخ وذلك آخر ليلة من الشهر الحرام فلما خشوا أن يفضحهم الصبح ولم يقدروا على غرة مشوا إليه وغروه ببقية الشهر الحرام وأعطوه من مواثيقهم ما أقنعه وشكوا إليه الجوع فلما اطمأن إليهم وثبوا عليه فقتلوه وابنا له صغيرا حين مشى قال ومضى تأبط شرا إلى ابن له ذي ذؤابة كان أبوه قد أمره فارتبأ من وراء ماله يقال له سفيان بن ساعدة فأقبل إليه تأبط شرا مستترا بمجنة فلما خشي الغلام أن يناله تأبط بسيفه وليس مع الغلام سيف وهو مفوق سهما رمى مجن تأبط بحجر فظن تأبط أنه قد أرسل سهمه فرمى مجنة عن يده ومشى إليه فأرسل الغلام سهمه فلم يخط لبته حتى خرج منه السهم ووقع في البطحاء حذو القوم وأبوه ممسك فقال أبو الغلام حين وقع السهم أخاطئه سفيان فحرد القوم فذلك حين قتلوا الشيخ وابنه الصغير ومات تأبط.

فقالت أمه - وكانت امرأة من بني القين بن جسر بن قضاعة - ترثيه:
( قتِيلٌ ما قتيلُ بني قُرَيْمٍ ... إذا ضَنّت جُمادى بالقِطارِ )
( فتى فَهْمٍ جميعاً غادَرُوه ... مقيما بالحُرَيْضَةِ من نُمارِ )
وقالت أمه ترثيه أيضا:
( ويلُ امِّ طِرف غادروا برُخمانْ ... بثابت بن جابر بن سفيان )
( يجدِّلُ القِرنَ ويُروِي النَّدمانْ ... ذو مأْقِطٍ يحمي وراء الإِخوان )
وقال قبل موته*:
( لعلي ميِّتٌ كمداً ولمَّا ... أطالع أهلَ ضيم فالكرابِ )
( وإن لم آتِ جمع بني خُثيم ... وكاهلها برَجْل كالضّباب )
( إذا وقعتْ بكعب أو قرَيْمٍ ... وسيَّارٍ فيا سَوْغَ الشّراب )
فأجابه شاعر من بني قريم:
( تأبَّطَ سَوْأَةً وحملْتَ شرًّا ... لعلك أن تكون من المصاب )
( لعلك أن تجيءَ بك المنايا ... تُساقُ لفتيةٍ منا غِضاب )
( فتُصْبحَ في مَكَرِّهمُ صريعاً ... وتصبحَ طرفة الضَّبُعِ السِّغاب )
( فزلتم تهربون ولو كرهتم ... تسوقون الخَزائمَ بالنقاب* )
( وزال بأرضكم منّا غلامٌ ... طليعةُ فتْيَةٍ غُلْبِ الرقاب )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
*شرح أشعار الهذليين والأغاني.
*عدوان وفهم أخوان وهما جديلة قيس.
*قال هذه الأبيات يرثي أحد إخوته والقبائل المذكورة كلها من هذيل.
*الخزائم:البقر......النقاب:ال� �نايا.