المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دفاع العلامة الحافظ أبي راس الناصري المعسكري عن الإمام ابن تيمية:



أهــل الحـديث
07-06-2013, 01:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دفاع العلامة الحافظ أبي راس الناصري المعسكري عن الإمام ابن تيمية:
نقلا عن مخطوطة: (الحاوي في نبذ من التوحيد والتصوف والفتاوى) ورقة 25/24
----------------------
قال رحمه الله:
تنبيه: قال الشيخ زروق في شرحه لحزب البحر للإمام الشاذلي المذكور:
(فإن قلت: قد أنكر تقي الدين ابن تيمية هذه الأحزاب وردَّها ردًّا شنيعا، فما جوابكم؟.
قلنا: ابن تيمية رجلٌ مسلم له باب الحفظ والإتقان، مطعونٌ عليه في عقائد الإيمان، ملْموزٌ بنقص العقل فضلا عن العرفان، وقد سئل عنه الشيخ الإمام تقي الدين السبكي فقال: هو رجلٌ علمُه أكبر من عقله!!.
قلت: ومقتضى ذلك أن يُعتبَرُ نَقْلُه، لا تصَرُّفه في العلم) انتهى.
***
قلت (أي العلامة أبو راس):
أما شهادته له بالحفظ والإتقان فهو كذلك وأكثر.
وأما قوله: (مطعون عليه في عقائد الإيمان) فغيرُ مسلَّمٍ لما تقدم عن جلال الدين الكوراني الشافعي حيث قال: (أمعنت النظر في رسائل القوم فوجدتهم برآء من كثير مما رماهم به أصحابنا الشافعية من التجسيم، وإنما القوم متمسِّكون بمذهب كبراء المحدثين كما هو معروف من حال إمامهم رضي الله عنه وهو الإمام أحمد بن حنبل، وأنهم أبقوا الآيات والأحاديث على ظاهرها والإيمان بها كذلك مفوِّضين فيما أشكل معناه، وهذا لا يذمُّه أحدٌ من الأشعرية….) الخ كلامه .
فيا عجبًا كيف يقال في مثل هذا أنه مطعونٌ عليه في عقائد الإيمان؟!! .
وأما قوله : (ملموزٌ بنقص العقل فضلا عن العرفان) وقولُ تقي الدين : (هو رجلٌ علمه أكبر من عقله) فيا عجبا كيف يقال ذلك في أحد أكابر أئمة الحنابلة، صاحبِ الرسائل الفائقة، والتآليف الرائقة، الملقَّبِ عند كافة الأمة بـ (شيخ الإسلام)؟!!.
قال الشاعر :
والنَّاسُ أَكْيَسُ مِنْ أَنْ يحْمُدُوا رَجُلاً *** حَتَّى يَرَوْا عِنْدَهُ آثَارَ إِحْسَانِ
ولذا لما تعصَّب عليه الشيخُ علاء الدين البخاري أبى ذلك علماءُ القاهرة لكونه شيخ الإسلام!!.
مثل مقالة الإمام ابن عرفة في الشيخ أحمد الدُّكَالي المشهورة في كبير ميّارة وغيره، وقد كتب بذلك إلى علماء مصر فامتحنوا القول في ذلك غاية الامتحان، واتفق أمرُهم على أن كتبوا له:
مَا كَانَ مِنْ شِيَمِ الأَبْرَارِ أَنْ يَسِمُوا *** بالفِسْقِ شَيْخًا عَلَى الخَيْرَاتِ قَد جُبِلاَ
إلى آخر القصيدة.
وأما قُصَارى ما نُقِمَ به على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنهما شدَّدا في ردِّ تأويل المتشابه من الآيات والأحاديث الصادر من المؤوِّلين كما مرَّ .
وابن القيم: هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن سعد بن جرير الزرعيّ الدمشقي، لُقِّبَ بـ شمس الدين، ويُعْرَف بابن قيم الجوزية لأن أباه كان ناظرَ الجوزية، وهو من أكبر تلامذة ابن تيمية، توفي سنة إحدى وخمسين وسبعمائة؛ انظر ترجمته في (طبقات الحنابلة) لابن رجب، وهي آخرُ ترجمة فيه.
وتحاملَ ابنُ تقي الدين المذكور - وهو تاج الدين السبكي - على ابن تيمية وأصحابه في (طبقات الشافعية الكبرى) في ترجمة شيخه المزِّي، وفي ترجمة الكرابيسي وغير ذلك، حتى قال في شيوخه - وهم الحافظ الذهبي والحافظ المزّي والحافظ البرزالي -: لقد أضرَّ بهم وبكثير من أتباعهم أبو العباس ابن تيمية إضرارا بيِّنًا!! وبالغ في التشنيع على الذهبي وهو في ذلك غيرُ مصيبٍ، لا سيما وكلامه في كتابه: (مفيد النِّعَم ومبيد النِّقَم) يفيد رجوعه عن ذلك؛ ونصُّه: (وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاءُ الحنابلة في العقائد يدٌ واحدة، كلُّهم على رأي أهل السنة إلا رَعَاعٌ من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الاعتزال، ورَعَاعٌ من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم).
فأنت ترى أنه خصَّ ذلك بالرَّعاع الذين هم حثالة الأتباع.
وقال صاحب القاموس: (الرَّعَاع: كـ "سحاب" الأحداثُ الطَّغَامُ) وقال أيضا في (الطَّغَام): (كـ "سحاب": أوغادُ الناس) وقال أيضا في الوغد: أنه الأحمق؛ وقال غيره: الرَّعاع: هم سفلة الناس.
ومعاذ الله أن تتناول هذه الصفات من أُطْلِقَ عليه: (شيخ الإسلام) شرقًا وغربًا، وأستاذ الأساتذة عجما وعُرْبًا!! .