المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروب كفيفة .. قصتي المتواضعة ...



~ V!$!0N ~
21-11-2003, 09:16 AM
دروب كفيفة ... قصتي المتواضعه ..
السلاام عليكم


هذي اول مشاركه لي في الثقافي .. بس حبيت اعرض عليكم قصتي الاولى .. وطبعا انا في بداياتي في الكتابه .. عشان جذيه .. اعتذر عن ركاكة اسلوبي.. ولكني بحطها بين يديكم للقراءه .

وطبعا القصه هادفه .. واتمنى انها تلاقي صدى في قلوبكم ..

تحياتي

------------------------------

دقت الساعه الثانيه بعد الظهر . انه موعد مجيئه , وها انا ذا انتظر كعادتي عودته بفارغ الصبر .. صحيح .. لقد غفوت قليلا , ولكن ما الفرق في ذلك .. فانا مغمضة العينين منذ ان بلغت الثالثة عشر سنه .. حينما دفعت ثمن لهوي معه غاليا ً .. كنا اطفالا نلهو بالالعاب النارية في يوم العيد .. وانتهى بي ذلك العيد بأن اصبحت عمياء للأبد .. كما قال الاطباء . ومنذ ذلك الحين .. أصبح عادل ابن الجيران .. مرافقا خاصا .. مذنبا .. ويدفع ثمن لهو ٍ برئ غاليا ً هو الآخر !

وها انا ذا اتذكر ذلك اليوم كانه البارحه .. رغم مرور عشر سنوات , عشت فيها مكفوفة البصر .
اسمع صرير سيارته ,, وها هو يقترب مني ,, ثمة رائحة تنبعث منه .. وهو جاثم نحوي يقبل يدي تحية المساء !

مااروعه من زوج وما اروعه من رجل ! لولا الحقيقة المره التي لا تفارقني ابدا .. حتى في اسعد لحظات حياتي .

- كيف حالك يا هند ؟ اشتقت لك كثيراً !

بدا من صوته الصدق .. والشوق .. ولكن كيف لي ان اصدق؟ كيف لي ان اصدق ذلك !
انا مكفوفه . ولا بد من انني خرجت عن مسار احمر الشفاة ! او أسلت كحل عيني المكفوفتين بدون علمي ! لابد انني ابدو قبيحه . رغم ذلك اجبته لاجنبه اول مشاده تحصل بيننا في هذا اليوم !

- لا شك عندي في ذلك يا حبيبي .. الست زوجي الذي يحبني كثيراً ؟؟

للأسف .. رغم محاولتي .. الا انه فهم نبرة صوتي الحزينه .. ثم قال :

- نعم .. وانتي لست زوجتي فقط .. بل انتي مستقبلي وماضي وحاضري .. وانتي .. قلبي !

نعم .. انا قلبه الحزين .. انا قلبه الذي يذكره كل دقيقه بذلك الحادث المشؤوم .

- هيا .. لا تكثر من الكلام المعسول والا احسست بالتخمه .

ضحك كل منا لسبب في نفسه .. وذهب كل منا في طريق.. انا لاعداد الطعام … وهو كي يستحم ويستعد .. لانه يعلم بان اعداد الطعام سوف يستغرق مني الكثير من الوقت .

تجاذبنا اطراف الحديث على الغداء .. ودعاني للعشاء خارجا .. كم انت طيب يا عادل .. لانك تعلم بان هذا اليوم هو احدى الايام التي تصيبني بالكآبه .. وتثير فيّ كل الذكريات الاليمه .
وكم كان محقا في دعوته .. لان نفسيتي تغيرت .. وانا اشتم رائحة الخليج .. ورائحة البحر النقيه .. كنت اضحك بدون تكلف .. وهو ايضا .. حتى انه سمح لي بالمشي وحيده على الشاطئ !

وفي يوم من الايام … قام احد الاشخاص بزيارة زوجي .. لم اعرف من هو .. فصوته غريب .. ولم اعرف ماذا يريد .. لان زوجي لا يخبرني بذلك .. حتى يحد من قلقي ووساوسي .. كل ما كان علي فعله هو اعداد القهوة للضيف . وبعدها .. جلست انتظر عادل حتى يخبرني عن هويته ومراده .

حينما عاد زوجي .. تصرف بطبيعته .. كان احدا لم يزره .. وكأنني اتخيل بان كان عنده ضيفاً
سالته :

- عادل . من كان الضيف؟
- لم يكن احداً , انه احد العمال في المصنع الذي اعمل فيه !

عادل مهندس كهربائي .. ولكنه نادرا ما كان يذكر لي ايا من هؤلاء العمال !

- حسنا .. وماذا كان يريد؟
- كفي عن الاسئله يا هند .. انت تزعجينني بكثرة الاسئله !
- انا اسفه .. ولكنها المره الاولى التي يزورنا فيها احدٌ غريب !
- هذا لانك لا تزورين احدا ! ولا تختلطين بالناس . كانك غريبه عنهم او من عالم آخر !!
- انت محق . ولكن من قد يرغب بمصادقتي وانا لا اجيد التعامل مع الناس ؟؟ انسيت انني انقطعت عن العالم والمجتمع منذ ان اصبحت عمياء !!
- كفي عن تذكيري بما فعلت يا هند .. انتي تعرفين جيدا بانه كان حادث .. ولو استطعت ان اعود عشرة سنوات لفعلت .. كي ابتعد عن كل درب تسيرين فيه !

قالها بغضب كبير .. ثم ذهب ! لم اعلم الى اين ذهب .. ولم اسمع غير الباب الخارجي وهو يصفق بقوه.. كم انا حمقاء .. لابد من ان كلامي ازعجه . لم يكن علي تذكيره يوميا .. يكفي بانني حرمته من حياة طبيعيه وزوجه طبيعيه واطفال ! كم انا حقوده وقاسيه !


امسكت سماعة الهاتف .. وطلبت رقمه كي اعتذر عن غبائي .. ولكنه لم يرد .. لابد بانه يظن بانني سأعاتبه على تركه اياي وحيده !

هيا يا عادل .. صدقني اريد ان اعتذر .. انا اسفه جدا .. جدا !

++++++++++++++++++++++++

- استيقظي ايتها الجميله النائمه ! حان موعد الطبيب .

فتحت عيني .. لاجد ظلاما .. ولكن صوت عادل المحبب اخبرني بانه الصباح .. وهو موعد الطبيب الذي يشرف على علاجي . حاولت ان ابتسم .. فانا اشعر بان عادل قربي .. ولم يحرك ساكنا وهو يمرر يده على شعري بلطف .. ويطلب مني مغادرة الفراش .

امسكت يده وانا اقول :

- صباح الخير .. كم هي الساعه ؟؟

- انها التاسعه يا حبيبتي .. انهضي كي لا تتاخري .

- لا بأس .. سوف اعد لك الفطور . هل ستذهب الى العمل ؟

- شكرا يا هند .. ولكني جهزت الفطور واخذت اجازه من العمل . افكر ان نذهب سويا بعد الفحص
الى مكان ما لاكلمك في موضوع مهم .

ذهبنا سويا الى عيادة الطبيب متأخرين عن موعدنا نصف ساعه .. وطبعا كان ذلك بسببي .. الى ان استطعت اجهز نفسي . فغالبا مااخذ وقت مضاعف حينما اخطط للخروج . وكان ذلك دائما سبب شجار بيني وبين زوجي المسكين !

فور وصولنا الى العياده احسست بجو غريب .. عادة ً اكون مرتبكه حين مقابلة الطبيب .. ولكن اتعلمون ماذا؟؟ لم أعد اخاف من شي .. فما اخاف منه اعيشه يوميا .. واتعذب منه كل لحظه .. رغم مرور سنوات عديده !

توجهنا الى السكرتيرة حتى نسأل عن موعد دخولنا الى الطبيب فأجابنا صوت جديد غير صوت العجوز سكرتيرة الطبيب القديمه !

صوت عذب يقول لزوجي :
- اسفه .. ولكن موعدكما قد فات .. ولم يعد أمامكما الا الانتظار ساعتين حتى ينتهي الطبيب من زبائنه .

كرر زوجي الاعتذار منها مرارا .. حتى أنني أحسست بالذنب لوضع زوجي في موقف كهذا .. ام تراه يكرر اعتذاره إعجابا بالسكرتيرة !! يا ترى كيف تبدو .. لابد إنها تخدشه بنظرات ٍ مثيره .. لاني اعلم مدى وسامة زوجي ! وان كان الامر كذلك . سأتسبب بكارثة له ولها !

اقترح عادل على السكرتيرة بان تستدعي الطبيب حتى يعتذر له ويسمح لنا بالدخول فورا .. وفعلا .. بعدما تحدث زوجي الى الطبيب .. سمح بدخولنا فورا .. حتى انني سمعت بعض المتأففات يتذمرن من دخولي .

انتهى الطبيب من فحصي .. وأكاد اقسم بانه يومئ لزوجي يائساً من وضعي الصحي . وأكاد أٌقسم ايضاً بان زوجي العزيز ابتسم بكآبة يعيشها منذ ان ارتبطنا معا ً.. أي منذ ثلاث سنوات !

قال الطبيب مواسيا :

- انتي بخير يا ابنتي .. اراك في تحسن مستمر .

اجبته ساخرة :
- طبعا أنا بخير , حتى انني أراك مثلما أرى زوجي .. تهنئون بعضكم بتحسن حالتي .

توقعت ان اتلقى زجراً من عادل .. الا انه اجاب بانني اسيء الظن دائما .. وانتهى بالاعتذار مجددا الى الطبيب .. كم سببت له من احراجات اليوم ! اظن أنه بدأ يكرهني !

خرجنا من العياده .. بعدما ودع عادل السكرتيره .. ملوحاً لها من بعيد .. وبدون ان يصدر اقل صوت .. عرفت ذلك حينما فضحت أمره تلك الغبيه حين قالت :

- مع السلامه سيد عادل .

في السيارة ,, ساد صمت قاتل .. لم استطع كسره بتعليقاتي السخيفة ! أظن بأن عادل غاضب ٌ مني ! . حسنا لا بأس.. اعرف كيف اجره الى النطق !

- حبيبي.. أشعر بسعادة كبيرة اليوم .. انا أحبك كثيرا يا عادل .

أجابني بنبرة هادئة ومليئة بالبرود :

- إذاً .. امنحيني طفلا يا هند !

كسْر الصمت ِ ذاك ! كان اكثر شيء ندمت عليه في تلك اللحظه . ليته ظل صامتاً .. ليتني لم ادفعه للنطق بتلك الكلمات القاتله !

أمنحه طفلا ؟؟؟ هل جن هذا الرجل ؟؟ كيف سأربيه ؟ وألف كيف تتبعها بعد ذلك ! لابد بأنه مجنون !

- مابك؟ هل أفسدت سعادتك يا هند؟؟

- نعم ! لقد افسدتها .. كيف لك ان تطلب مثل هذا الطلب مني ؟؟ انا عاجزه عن نفسي .. فما بالك بطفل يصرخ باستمرار !!!!

- لا .. انتي تتظاهرين بالعجز .. كي لا تمنحيني طفلا !

صدقوني .. أكاد أسمعه يقول .. " يكفي بأنني احتملتك لثلاث سنوات بجميع مشاكلك ولسانك السليط " .. نعم .. سمعتها بكل وضوح .. لم ينطق بها .. ولكن قلبه صرخ بها بأعلى صوته !

- لا بأس .. حين نصل سوف نتناقش بالموضوع يا عادل .. دعني أهدأ قليلا الآن .

- وما أدراك الى اين أخذك؟

- إلى البحر ليس إلا يا عادل .

- كم انت ماكره .. أنت تعرفينني اكثر من نفسي يا هند .
- فقدي لبصري ليس الا نافذه اخترق بها نفسك يا عادل .

أحسست به يبتسم لي .. ويقر بذلك صامتا ً .

- ها قد وصلنا .. انتظري .. لا تنزلي أنتي بمحاذاة الشارع !

- اعرف طريقي جيدا لا تخف .

أطلقت لرجلي ّ العنان .. انطلقت وحدها الى البحر .. أتبع صوت ارتطام الموج بالصخور .. الى ملاذي الوحيد .. ومرشدي الى الطريق .. فهو مكفوف مثلي .. لذلك نجده يتخبط في الشاطئ .. عل وعسى يجد له مكانا يستقر فيه .. نراه اليوم هائجا َ وغدا هادئاً .. مثلي تماما .. مظلم وغامض ومخيف .. الا ان الجميع يسبح فيه .. مثلي تماما !!

وقفت استنشق رائحة البحر ... والقي عليه التحيه .. واقول له : انظر ماذا جلبت معي هذه المره !
زوجي يريد طفل ! أصدقني القول أيها البحر .. أيهما أكثر جنونا؟؟ ان ارمي بنفسي في أعماقك وأغرق ؟ أم ان انجب له الطفل الذي يريد ؟؟

أجابني بتكسّر أمواجه على قدمي ّ .. كأنه يريد سحبي إليه كي لا ارتكب هذا الجنون !

خطوت خطوه إلى الأمام .. ليمسكني عادل بقوة . هامساَ في أذني ّ :

- لن ترمي بنفسك في البحر يا هند .. لن أدعك تختفين من حياتي أبدا .

انقبضت نفسي لما سمعته منه .. أنبت نفسي في تلك اللحظة فقط آلاف المرات .

- عادل ! أنا موافقة .

هل للطيران صوت ؟؟ نعم .. سمعت زوجي يطير فرحا .. ليضمني بشده صائحا ً:

- لن تندمي أبدا يا حبيبتي .. أبدا !

عجبا ً ! شعرت بسعادة كبيرة .. لأول مره في حياتي أحسست بأنني أقدم لزوجي شيئا يرغبه بالفعل ويجعله سعيداً برفقتي .


++++++++++++++++++++++

~ V!$!0N ~
21-11-2003, 09:19 AM
وأخيرا وافقت .. كم انا سعيد بقرارها هذا .. أرغب بشده بطفل يملأ حياتي معها بالحنان والترابط ..والأمل ! آآآه الأمل .. كم يلزمنا الكثير منه .. حتى استطيع تقبل حياتي معها ..

تملكني إحساس غريب حين رأيت السكرتيرة هذا الصباح !.. مشرقه وحيويه .. ومليئة بالمرح .. كم اتمنى ان تصبح هند كذلك !

حاولت كثيرا اقناعها بعلاج نفسي .. ولكنها كانت تحبطني دائماً بقولها :

- يجب ان أشفى جسديا حتى أشفى نفسياَ يا عادل .. لا تقلق . الايام كفيله بعلاجي , لا داعي ان اصبح كفيفه ومجنونه في الوقت ذاته !

هي مجنونه فعلا .. منذ أن اصبحت كفيفه بسبب ذلك الحادث .. وهي كثيرة التذمر .. وكثيرة التردد . لم تكن كذلك من قبل .. كانت مليئة بالفرح والشقاوه .. حتى انني كنت أعاملها مثل الصبية تماما !!

تلك أيام لن انساها ابدا .. كانت بالنسبة لي صديقي .. وهاجسي منذ الطفوله ... وكان كحبل المشنقه بالنسبه لي أن اكون سبب تعاستها هذه.

سأقترح عليها أن نذهب للأهل في إجازه لمدة أسبوع .. حتى أضمن عدم ترددها في قرارها .. ها هي ... حضرت العشاء .. أتمنى ان يكون مميزا كتأكيد لي بانها موافقه كليا ... لانها استغرقت وقتا طويلا في إعداده .

- ها قد وصلتي حبيبتي .. أنا جائع ٌ جداً .

- أنت دائما فجوع ٌ يا عادل .. أتمنى أن لا يأتي طفلنا فجوعٌ مثلك .

وأخيراً .. ها هي تأتي على ذكر الموضوع بدون حساسيات وبدون تردد .

- اتمنى ذلك , أريده أن يشبه والدي ... قاض ٍ مشهور وحكيم .

قلت ذلك بفخر شديد .. فلطالما تمنيت أن اكون مثله ولو بشيء بسيط .

- وما أدراك بأنه صبي؟؟ ربما أريد بنتا ً حتى تساعدني بأمور المنزل .

- لا بأس.. شرط ان لا تكون سليطة اللسان مثلك يا هند .

ضحكنا براحة كبيرة . .الا أنني أرى دربا طويلا حتى تتحقق هذه الاحلام !

++++++++++++++++++++++++++

نحن في طريقنا الى بيت العائلة حيث أقنعني عادل بأنه بحاجة إلى إجازة ,, واقترح علي أن نذهب عند أهله لقضاء بعض الوقت .. وأظن بأنه لن يترك لي مجالا لكي أرجع في قراري .. لم قد أفعل شيئا مثل هذا يا عادل ..؟؟ وقد أحسست بمدى سعادتك به؟؟ أرجو فقط أن تسير الأمور بهدوء .

- عادل .. أرجو أن لا يُذكر الموضوع أمام خالتي . حتى يصبح الأمر واقعا !

- لا تقلقي .. فأمي تحبك جدا .. وهي تدعو لنا بالتوفيق دائما .

إنه محق .. إلا أنني سمعتها أكثر من مره .. تلمّح لجاراتها بأنه تزوجني شفقة بحالي . وكم اتمنى أن يكون ذلك كله كذبا ً.

- عادل .. أتحب أن نمر قليلا عند جدتي؟؟ أريد أن القي عليها التحيه قبل أن أنشغل بالمناسبات العائلية عند أهلك .

جدتي تعيش وحيده .. واقترحت عليها ان تعيش معي بعد زواجي إلا انها خافت ان تكون مصدر ازعاج .. وأظن بان عادل يكتفي بعمياء بدون عجوز كبيرة مثل جدتي . وهي من ربتني بعدما توفي أبواي في حادث سير .. وتركاني وحيده بلا إخوة مع هذه العجوز المسكينه .

- باالتأكيد يا حبيبتي .. أنا مشتاق لها كثيرا .. وللكعك الذي كانت تعده لنا دائما .. أتذكرين ؟

- نعم أذكر, حتى أنك كنت تسرقه حينما كنا صغارا .. وتأتي جدتي المسكينه تبحث بدون جدوى !

- يا إلهي ! هل كنت تعرفين بأنني من كان يسرق الكعك؟؟

- لا .. أنا لا اسمع ولا أرى ولا أتكلم !

ضحك عادل كثيرا .. حينما علم بالأمر .. وسعدت كثيرا لسماع قهقهاته الغالية .. كم تغير الوضع بيننا بعد قراري .. أرى بأن هذا الطفل جلب السعادة حتى قبل أن يتواجد !! فهل يا ترى سيكون الوضع كذلك في وجوده!

++++++++++++++++++++++++++++


الى اللقاء في الجزء الثاني .. :eek:

طيف الوله
21-11-2003, 07:41 PM
قصه مشوقه

صغتها بكل اتقاااان سلمت يداك اخي الغالي

بانتظار الجزء الثاني فلا تتاخر به علينااااااا

مجروحة الزمن
21-11-2003, 08:58 PM
قصه فعلا رائعه

مشكور اخي

وننتظر الجزء الثاني

تحياتي لك

أبوعبدالرحمن
22-11-2003, 07:23 AM
رائعة يـــ ~ V!$!0N ~

وليست متواضعة بل مترفه

بإنتظار الجزء الثاني

~ V!$!0N ~
22-11-2003, 07:28 PM
السلاام عليكم

اشكر لكم الوقت اللي قضيتوه تقرون قصتي .. واشكر لكم ارائكم اللي اتمنى انها تكتمل مع اكتمال قرائتكم للقصه ..

-------------------
وصلنا حوالي الساعة السادسة مساء الى بيت جدتي .. ويا لها من حالة صحية وجدتها فيها .. كانت وحيده .. مهمله .. تغمرها التعاسه وكبر السن .. أحسست إني ناكرة للجميل .. فجدتي وحيده لا احد يعتني بها غير جارتها التي تصغرها ببضع سنوات قليلة .. والتي تحتاج هي بدورها إلى رعاية.

في زيارتنا الأولى لها منذ شهور .. قامت بثقل ووقفت على رجليها تحيينا .. وتحيي زوجي .. أظن أنني بالغت بتقدير تعاستي .. فما تعيشه هذه العجوز ليس بعيش ٍ يليق بما كانت تقدمه من مساعدات لكثير من الناس .. واظنها أكثر تعاسة مني !

- كيف حالك يا جدتي .. لم أتوقع أبدا أن أجدك بهذه الحال .

- - نعم .. أصبحت عجوزا كبيرة تحتاج الى رعاية الغير .. وهو لأمر يلهب فيني غيرتي على نفسي يا ابنتي .

تجاذبنا انا وجدتي أطراف الحديث فيما لاذ عادل بالصمت .. واظن بانه يفكر فيما افكر فيه .. ان نأخذ جدتي معنا حين نرزق بطفل . إنما اردته ان يهيئ لجدتي الخبر بطريقته الذكية .. وهو ما فعله فعلا ! آآه كم تفهمني يا عادل !

- هل تعيشين بما يرد لك من راتب الأرامل يا جدتي؟؟

- نعم يا بني . حتى انه يفيض عني واتصدق به للفقراء .

- أنتي كريمة منذ عرفتك يا جدة .. أتمنى أن تكون حفيدتك من هند كذلك .

- ماذا تقول؟؟ هل تنوين إنجاب طفل يا هند !!! انه لخبر غريب فعلا !

وهنا تدخلت أنا بقولي :

- -أظن ذلك يا جدتي .. وأظن أيضا أن الأطفال أصبحوا من متطلبات الحياة الضرورية !

تبا للساني السليط .. لما كل هذه العبارات السخيفة الموجهة لزوجي؟ ألانه طالب بطفل من صلبه ؟!

- ان هند يا جدتي لا ترغب بطفل يملأ لها حياتها سعادة .. لانها أدمنت التعاسه وحياة خالية من البهجة . وانه ليسعدني جدا ان أضع حدا لهذه المهزلة التي تعيشها بسبب كونها عمياء . الا ترين ذلك يا جدتي؟؟

- ولكن يا عادل ! انت تعلم كم تتطلب تربية الابناء من جهد كبير . انها مسؤولية كبيرة .. ولا اعتقد بان هند مستعدة لذلك !

-بل هي مستعدة يا جدتي .. وأود لو تشجعيها بدل إحباطها بهذا الشكل . وسأكون شاكراإن تأتي للعيش معنا يا جده .. نحن نرعاك وأنتي تساعدين هند على تربية الطفل . ما رأيك؟

- انت تطلب مني ان اترك بيتي يا بني؟؟ وجارتي ؟؟ والحي الذي اسكنه منذ صغري؟؟

مسكينة جدتي .. هي أيضا أصبحت ضحيتي .. لم عليها ترك عالمها من اجل الاعتناء بطفل مزعج ؟؟ ولكن هي أيضا لا تحب العيش وحيده !

- - هيا أرجوك جدتي .. انه لشرف كبير بان يحظى طفلي بتدليلك .. وان استطيع أن أردّ بعضا من صنيعك معي .
-
تركنا جدتي لتفكر بالموضوع لحين رحلة العودة .. وأظن بأنها لن توافق على مرافقتنا .. فقد أنهكتها الحياة .. ولا أظن بأنها مستعدة لمواجهة ما ينتظرها من مصير معنا انا وعادل .. والطفل !

وفي رحلتنا نحو بيت العائلة .. أدركت بأن عادل يعطي الأمر أهمية كبيرة قبل حدوثه .. فأنا لاا أعلم ان كنت أنجب او لا أنجب .. وان كنت امرأة عاقر؟؟ .. فيا لمأساتي مع عادل ! سيكون زواجنا بمثابة الانتحار له !

- عادل ؟ اعتقد بأننا نستبق الأمور كثيرا . فنحن لحد الآن لا نعرف إمكانية إنجابي لطفل !

صمت عادل قليلا .. وقليلا .. حتى طال صمته بالنسبة لي دهراً !

- عادل ! ما بك ؟ لم لا تجيب؟

هنا أحسست بأن السيارة توقفت .. خيّم علينا هدوء غريب ! ثم سمعت عادل يفتح بابه الجانبي .. ومن ثم .. بابي انا !! ظننت أننا وصلنا الى بيت العائلة ! ولكنني كما أتذكر .. المسافة بعيده جدا بين بيت جدتي وبيت العائلة ! .. لم يا ترى توقف عادل ؟ ولم يريد مني النزول؟؟ كل هذه الأسئلة دارت في عقلي خلال ثانيه .. اعتقد بأنها معجزة من الله في عقل الإنسان !!

- انزلي يا هند .. خذي نفسا طويلا وأنصتي الى الطيور المغردة !

كم أصبح عادل شاعري هذه الأيام !! وهذا ما فعلت .. أنصت بعمق الى صوت الطيور .. وأحسست بقطرات الندى تداعب وجنتي ّ ! لم أذق في حياتي كلها مثل تلك اللحظه العظيمه .. حيث يصبح للصمت صوت .. ولقطرات الندى وزنٌ يدعوني للوقوع !وهنا يأتيني صوت عادل المحبب .. يتسلل إلي بخفه وبرودة أحسست بلسعتها حين قال :

- هند .. انتي حامل !

لسعة ! وأي ُّ ُ لسعة ؟؟؟ أصابني الغثيان .. لما تحمل هذه الكلمة الغثيان دائما ؟؟؟
ام تراه بسبب وقع الخبر علي ! كيف أكون حاملا بدون إدراك مني ؟؟ وكيف حصل أن علم عادل بالأمر قبلي أنا !!! لابد إنها إحدى مزاحات عادل .. رغم أن عقلي الباطني يخبرني بعكس ذلك .. لطالما كانت هناك علاقة بين عادل والطبيعة .. كأن كلاهما يساند الآخر .. ويساعده على تنفيذ مراده !!!!

- انتي حامل منذ شهر يا هند .. أتذكرين تلك الليلة .. حين أحسست بتخمة .. وأخذتك الى المستشفى ؟ أخذني الطبيب جانبا ليقول لي إمكانية أن تكوني حاملا .. واردته أن يتأكد من الفحوصات ويأتي للبيت يخبرني بذلك فهو صديق لي كما تعلمين !.. وقد كان هو ذلك الزائر الغريب الذي تسألين عنه !

لم أصبح صوت العصافير مزعجا فجأة؟؟ أصبح الوضع لا يطاق .. أسمع طنينا َ مزعجا .. واسمع آلاف الأشخاص يتحدثون إلي ! آلاف الأشخاص .. كلهم عادل ! لم أعد أطيق سماعه .. إنه كاذب . كاذب !
+++++++++++++++++++++++++++++++

ها قد عرفت بالأمر ! ما هي المشكلة ؟؟ لم لا نستطيع الاحتفال كأي زوجين طبيعيين ؟؟ لقد ضقت ذرعاً بوساوسها وخوفها من كل شي ! لم تجعل من نفسها ضحية في كل الأمور؟؟ ها هي تجلس بجانبي تنتحب كطفلة سُلبت لعبتها !!َ

- اهدئي يا هند .. إنها نعمة الله عليك .. لم تجعلين من الأمر مأساة تبكين عليها ؟؟؟ أنا لن أفهمك أبدا !

- حينما أرزق به .. سأرمي به في أقرب حاويات القمامة !

هل هذا وقت الضحك؟؟ صدقوني لقد ضحكت .. وضحكت كثيرا أيضا َ .. ما بهذه المرأة من جنون .. يفوق كل مجانين العالم !!!

- لن ترمي به إلا في حضنك يا هند .. ألن يكون إبنك المدلل؟؟

- قلت لك أنني أريد بنتا َ !! لن أنجب لك ولدا .. أتفهم؟؟

عجبا َ .. قبل ثوان ٍ قليلة كانت تريد رميه في حاوية القمامة ! والآن هي تريد بنتا ً!انه لوقت الضحك فعلا !

ها قد وصلنا الى بيت العائلة .. وهند ما زالت تبكي !! يا إلهي كم هذه المر أه مزعجة .

- هند . حبيبتي.. لقد وصلنا .. لن تدعيهم لعرض مغرٍ للبكاء .. أليس كذلك؟؟

- - أنت قاسي القلب يا عادل .. لم أتصور يوما أن تكون بهذه القسوة .. أعدني الى جدتي ! الآن فورا.

- أنا آسف يا حبيبتي .. أنا قاس ٍ فعلا ... ولكن أرجوك لا تجعلي من زيارتنا أضحوكة للجميع !

أخذت منديلا ومسحت دموعها الغالية .. ولولا بدء توافد العائلة الى الخارج . لكنت ضممتها الى صدري .. لأقول لها أن كل شيءٍ على ما يرام . وأخيرا .. هدأت ويتهيأ لي بأنها رسمت ابتسامة عذبه على شفتيها ! ولم أعلم بأن شقيقتي عند باب السيارة.. إلا من ابتسامتها ! لابد بان لكونها عمياء يد في ذلك.. فلقد علمت بوجودها قبلي أنا ! المبصر ! وكذلك سيكون الأمر مع طفلي !






+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


وصلنا الى المنزل أخيرا ً.. كانت هذه الرحلة بالنسبة لي بمثابة كارثة ! .. لم أتوقع أن تحمل كل هذه المفاجئات.. رغم أن العائلة رحبت بي كثيرا.. وبالمولود المنتظر.. فلم يوفر عادل فردا إلا وأنبأه بالخبر المبهج ! ولم تبق َ عبارة تبريك واحدة إلا وسمعها ! .. حسنا لا بأس .. سوف يشارك بتربيته بالنصف .. وانتظر منه الشعور بالبهجة حينها !!

في رحلة عودتنا رافقتنا جدتي مكرهة.. حينما ابلغها عادل بأنني حامل.. وبأن هذا الطفل لن يربيه إلا جدتي .. ومازحها قائلا .. بان طفلي سينشأ وهو يأكل الكعك الذي تعده جدتي .. مثل أبويه .. في الحقيقة .. أضحكني هذا الأمر كثيرا .. ولم أنتهي من قهقهتي ألا ويد عادل تمتد ليدي ليضغط عليها بقوه .. أعتقد بأنه يخبرني بأنني تخلصت من عقدتي أخيرا .. وأصبح الأمر مبهجا ً لي كذلك ..

إنها الساعة الثانية .. وسوف يتعين على عادل النهوض لعمله مبكرا.. والجدة المسكينة.. ذهبت لإكمال نومها الذي بدأ في السيارة ! مسكينة جدتي .. كم هي متعبه . قطع عادل حبل أفكاري بقوله:

- هند .. سوف نذهب في الغد الى شركة الخدمات .. حتى يرسلوا لنا من يساعدك والجدة في أمور المنزل. هل انتي موافقة؟؟

يا الهي.. هل أصبحت الآن دجاجة تبيض وتترك آثارها ورائها !!!

- لست موافقة .. هل ترى مني تقصيرا يا عادل ؟؟

- كم تتحكم بك الوساوس يا هند ! .. أنا لا أريدك أن ترهقي نفسك .. من أجل الجنين في أحشائك يا حبيبتي !

حسنا ؟؟ وان كانت جميلة ؟؟ هل ستصبح هي من العائلة أيضا..؟؟

- لست بحاجة إليها يا عادل.. انت تعلم جيدا كم تكره جدتي الجلوس والراحه .. ولن ترض ابدا بأن يساعدها شخص آخر .

- - لا بأس . .كما تريدين .. أصبح الأمر تحديا بالنسبة لك يا هند .. وأنا لا أريد ذلك !

ألا تستطيع فكرة ما أن تجول في خاطري بدون أن تقرأها يا عادل !! لا بأس سوف أثبت لك عكس أفكارك عني .

- إن كنت تريدها لخدمتك يا عادل فلا مانع عندي .. أما أنا وجدتي لن نحتاج إليها إطلاقا !

- خدمتي؟؟ تكفيني رعايتك يا هند .. لن احتاج لغيرك كي يوفر لي احتياجاتي . وشكرا على هذا الكرم ! . هذا ما كان عليه أن يقوله .. وليس جملته هذه :

- لا مانع عندي أبدا ً !

~ V!$!0N ~
22-11-2003, 07:29 PM
+++++++++++++++++++++++++++++++++++

كم من الأشياء يجب أن تتغير فيّ الى أن تحين ولادتي ! خصوصا هذا اللسان السليط كما يسميه عادل .. أصبحت في شهري السابع ولم يعلمني عادل أيا من أمور الأطفال ! .. أيفترض به هو أن يعلمني ؟؟ وما أدراه هو بهذه الأمور ؟؟ كان يجب أن أتبع نصيحته بالالتحاق بتلك الدروس الخاصة بالأطفال .. ولكنني رفضت خوفا من باقي النساء.. وخصوصا .. نوعية الأسئلة التي تطرحها كل واحده منهن .. معشر النساء .. معشر فضولي ّ حقا !

قبل ثلاثة أيام .. زارتني امرأة غريبة .. اقتحمت منزلي اقتحاما.. تقول بأنها تعمل في المكان الذي يعمل فيه زوجي ! .. وأصبحت تكلمني كما لو أنها تعرفني منذ أيام الطفولة ! وعرضت علي صداقتها بكل حب .. إلا أنني لا أشعر بشيء نحوها إلا الانزعاج ! أيعقل أن تكون الحياة مليئة بالطفيليين ؟؟ حتى هذا الاستفهام .. سمعت جدتي تجر خطاها نحوي .. لقد أخطأنا في تقدير هذه العجوز.. فلم تعبر أعمالها في المنزل عن عجوز ٍ أبدا .. بل عبرت عن شابه يافعة .. مثل النحلة تماما !

- مرحبا يا جدتي .. أوجدت ما كنت تبحثين عنه في القبو؟؟

- كنت أبحث عن وسائد قديمة يا ابنتي .. كي أصنع وسائد للطفل المنتظر ..لقد أصبح من الضروري تجهيز مهدٍ للصغير !

- لم تتعبين نفسك يا جدتي .. توجد في الأسواق مثل هذه الأمور .. وهي كما يقول عادل .. جميلة جدا .. !

- حسنا كما تريدين يا ابنتي .. أرى انك ترهقين نفسك بالجلوس كثيرا .. يجب أن ترتاحي !

- جدتي ! أحس في منامي بأوجاع فظيعة .. أشعر معها بأنني سألد في الحين !

- لا تقولي لي بأنك ستلدين قبل موعدك يا ابنتي .. فذلك خطير جدا على حياتكما معا !

- وكيف ذلك يا جدتي ؟؟ أعتقد بأنني جاهلة أكثر مما يلزم في هذه الأمور !

- لن نذكر الأمر حتى لا نتأكد .

قالت قولها ذلك وسمعت مجددا ذلك الصوت المطاطي ! إنها تلك المر أه المزعجة .. ماذا تريد يا ترى باقتحامها منزلي ؟؟ سمعت جدتي ترحب بها أيما ترحيب ! وسمعت زوجي أيضا يرحب بها ... متى عاد عادل من عمله ؟؟ مازال عن موعد انتهاء عمله ساعتين على ما اعتقد !







+++++++++++++++++++++++++++++

هذه ليلى .. إنها زميلتي في العمل .. وهي متزوجة وأم لثلاثة أطفال .. وبصراحة .. لقد تحدثت معها كي تخرج زوجتي من عزلتها هذه .. وكي تصبحا صديقتين وتتبادل معها هند خبراتها عن الأطفال وأمور المنزل .. ألم أكن محقا في إجراء ٍ كهذا؟؟ لا أعلم .. ولكني أرى هند منزعجة جدا ,,وأكاد أقسم بأنها تبحث عن عبارة جارحه تخرج هذه الغريبة من بيتها بأسرع ما يمكن !

- عادل ؟؟

كان هذا صوت هند .. أظن بأنها تعتمد علي بإعطائها تفسير عما يحدث.. فهي تعرف جيدا أنني لا اخرج من عملي مبكرا إلا أن اقتضى ذلك حاجة ضرورية .

- نعم يا حبيبتي .. هذه هي ليلى .. أنتي تعرفينها .. لقد زارتك قبلا هنا .. !

- أهلا بك .. أظن سبب زيارتك مهم لدرجة أن عادل ترك عمله باكرا اليوم !

يا الهي كم أن لسان هذه المرأة سليط ! .. أتمنى فعلا أن تتذكر ليلى كل وصاياي لها !

- نعم انه أمر ضروري يا هند .. ولكن عادل لا يعرف عنه شيئا .. أتمنى أن اجلس أنا وأنتي بانفراد حتى أكلمك بحرية اكبر .

بدا الانزعاج جليا على هند .. أظنها تنس َأحيانا بان الآخرين يبصرون ملامحها .. أو أنها تتعمد إظهار ذلك على ملامحها ؟؟.

- سأترككما الآن .. علي قضاء حاجة مهمة تخص العمل .

تركتهما معا تتجاذبان أطراف الحديث.. كم أتمنى أن تكون رحيمة بليلى .. وكم أتمنى أن أُخرج عيناني بيدي هاتين .. وأرجع لهند بصرها .. كم جلست وحيدا أتخيل بأنها مبصره .. تجول مثل الفراشة في أرجاء المنزل .. مليئة بالحيوية والطاقة .. تفعل هذا وذاك بسرعة فائقة .. وتجعل دمي يتدفق في عروقي .. بدل هذا الجمود الذي نعيشه !

هند .. ذات ملامح طفولية . ليتها تستطيع رؤية جمالها الذي تنتقده دائما .. وكم أتمنى أن تراه كي تدرك بأنها ليست بحاجة لمساحيق التجميل .. التي تصر على وضعها .. ظنا منها بأنها قبيحة !!

عينان واسعتان .. وذات لون رمادي جذاب .. وجه دائري بلون الجوز .. وقامة جميلة جدا .. أظن بأنها لا تلتفت إليها بسبب ميولها الصبيانية !

اعتقد بأنها تفتقد البحر !.. فهي لم تزره منذ شهرين .. بسبب انشغالهما هي والجدة بأمور المنزل .. أراها تنهض من فراشها في الليل .. وتقف بمحاذاة النافذة .. وتسمح للنسيم بمداعبة شعرها !
لا بد أنها طريقة تتحدث بها الى البحر ! ولكني لا أثق به . لأنه يبعث فيها تمرداً وقسوة !

++++++++++++++++++++++++

يا لهذه المرأة الثرثارة .. إنها تضايقني بأمور تافهة .. يجب أن ينقذني عادل من هذه المصيبة التي أجلسَها على هذا الكرسي أمامي !!

- هند ! انتي لا تصغين أبدا !!

- صدقيني .. بأنني لا أجيد فن أكثر من فن الإصغاء !

هل تكفي هذه الابتسامة الباهتة .. ام أنها تصر على أن ترى أسناني ؟؟

- نعم .. إني أرى ذلك .. حسنا يا هند أتمنى أن تزوريني قريبا .. فانا أود أن أعرفك بأطفالي .

أعتقد بان هذه دعوة لقتلي ! .. ألعادل يد في هذه المجزرة ؟؟

- لا بأس .. سوف أجد الوقت المناسب لزيارتك .. أتمنى لك نهاراً ممتعا ً .

وأخيرا ذهبت العاصفة .. صدقوني لم أوفر كلمة شكر وامتنان إلا وقلتها لعادل .. وأظن أن الشكر لم يكن كافيا جدا ! ..



في المساء .. أحسست بألم شديد .. وأول شي فكر فيه زوجي هو موعد الولادة ! كم هو مجنون .. أنا أكيدة بان تلك المرأة أدخلت أفكارا في رأسه الصغير ! حسنا .. سوف أثبت له بأنني بخير .. وسأطلب منه أن يأخذني لمأواي الوحيد .. البحـر !

- البحر.. ؟ ولكن هل تستطيعين الذهاب وأنتي في هذه الحال؟؟

- - بالتأكيد .. أنا لا أشكو إلا من بعض المغص .
- نعم .. انه مغصا بالتأكيد !

اعتقد بأن حيلتي لم تنطلي على عادل .. رغم أنه طلب مني تجهيز نفسي .. وحينما أسرعت في ذلك .. انتابني ألم لا يطاق .. وكأن أنبوبا امتد من السماء ليسحب روحي إليه !


+++++++++++++++++++++++++++++++

~ V!$!0N ~
22-11-2003, 07:30 PM
غفوت قليلا .. وربما طويلا .. لتملأ انفي رائحة أدوية ! أشعر بشيء مؤلم في ذراعي ! ,,أكاد أصرخ من حالتي هذه .. لا أعرف أين انا .. ولا أسمع شيئا ً غير صوت انثوي ,, يطمئنني عن حالتي .. لم تتحدث الي هذه المخلوقه بهذه الطريقه؟ اين هو زوجي؟ والأهم من هذا كله .. أين هو بطني !

لم أدرك أياًّ من هذه الأمور الا وانا اصرخ مطالبة بزوجي ! ولم يردني الا صوت تلك المخلوقة التي تحدثني منذ افاقتي ! وتقول لي حمدا لله على سلامتك.. سألتها على الفور عن مكان زوجي .. وعن المكان الذي لا أريد التصديق بأنه مستشفى !وبأنني خلال ساعات قليلة .. فقدت من كان يلازمني ليلي ونهاري !! طلبت مني الهدوء حتى يتسنى لها مناداة عادل .

غير الألم الذي أشعر به .. أظن بأنني ولأول مره .. أشعر بالقلق على من كان يترعرع في أحشائي منذ سبعة شهور ... ودعوت الله بأن يكون طفلي بريئاً من ألمي .

سمعت صوته .. نعم إنه هو .. ويبدو من صوته الحزن .. رغم أنه لم ينطق الا بكلمة " مرحبا "
لقد فقدت طفلي .. خمسة حروف نطق بها زوجي .. ولكنها أخبرتني بآلاف الكلمات .. آه وألف آهٍ تتبعها .. لا تقل شيئا يا عادل .. لا تقل شيئا .. يكفي ما ملأ أنفي من رائحة الموت ... كان علي أن أعرف بانها لم تكن الأدوية يا عادل ..

- هند ,, انتي في المستشفى .. وحمدالله على سلامتك يا عزيزتي .
- هل كان ميت يا عادل ؟؟
- من هو يا هند ؟
- الجنين .. ومن غيره ؟

أجابني بصمت .. بحسرة .. بآهةٍ انطلقت من شفتيه .. وألف آهةٍ مني .. تساءلت في نفسي .. هل كُتبت التعاسة لي ؟؟ أم انني كُتبت للتعاسة ؟؟

أغمضت عيني .. وتحسست مجددا هذا البطن الخالي .. ربما يكون كابوسا .. أستيقظ منه كي أسمع عادل وهو يزعجني بمخططاته .. ما هو إسمه ؟ كيف يكون ؟؟ صبيا أم فتاة ؟؟ وفي أي مدرسة سيُلحقه بها !!




++++++++++++++++++++++++++++++++

ماهي إلا لحظات .. فقدت بها أملي .. وطريقي ..وارتسم أمامي طريقا مبهما .. غائما .. وشجرة ً ميتة . تجلس تحتها هند .. منطوية على نفسها .. وتلوم نفسها على ما حصل .. ما هي الا لحظات .. حتى أصبحت أضرب بقبضة يدي صفحة الزمن .. وأتحضر لمواجهته .. معاتباً .. وحاقداً .. و..حزينا ً .. نعم ! الكثير من الحزن !

منذ أن علمت هند بالخبر لم أسمع لها صوتا .. ولم أسمع منها سوى صمتها .. وصوت الشوك وهو يُغرز في قلبها ! لابد وانها تلوم نفسها على ما حدث.. لانها لم ترغب به منذ البداية .. وكانت ايضا كثيرة التذمر ..

ثم مر شهران على وفاة طفلنا العزيز .. وبدأت هند تكلمني من حين لآخر .. لم أستطع مع الوقت إجبارها على تقبل ما حصل .. ولم أظن يوما بأنها أحبت هذا الكائن الصغير كل هذا الحب !
وفي إحدى المرات .. كنا نحتسي القهوة في الصباح الباكر.. وكان يوما لن أنساه ما حييت .. نظرا لما رأيته في وجه هذه المخلوقة من براءة وعزم في الوقت ذاته ..و حين فاجأتني بقولها :

-عادل . أتظن بأن رصيدي في المصرف يكفي للسفر للخارج؟؟

ما رأيكم ؟؟ أنا أيضا تفاجأت برغبتها للخروج .. فهند لا تجيد الحديث مع الطبيعة .. او التطور .. إلا انها تجيد محادثة البحر .. وذلك ما يجعلها منطوية على نفسها .. كما تطوي الموجة نفسها عائدة الى الأعماق .. !

- هل تريدين السفر للخارج يا هند؟؟

- نعم .. أريد إجراء تلك العملية يا عادل .. أتظن بأن اموالنا تكفي لذلك؟؟

نعم !! كيف نسيت مثل هذا الأمر ؟؟ تلك العملية التي رفضت هند إجراءها آلاف المرات .. وكم كان الطبيب لحوحاً يومها .. إلا انها كانت ترفض حتى النقاش فيها .. لابد أنه أحد تلك الأحلام التي تراودني في طريقي للعمل !

- هل انتي متأكده مما تقولين يا هند ؟؟ لقد رفضتي مرارا إجراء تلك العملية .. وفضلتِ أن يحصل الأمر بالتدريج !

أم ان هذا من مخيلتي أيضاً !!!

- أتكفي أموالنا للقيام بها يا عادل ؟؟ أم سأضطر للبقاء عمياء أرفض الحياة ؟؟

أي لغة تحدثيني بها يا هند ؟؟ لانني لا أستطيع فهمها جيدا ً ! كيف لعينين كفيفتين إظهار مثل هذه النظرات المصممة ؟؟ والواثقة ؟؟ أنا أشهد لهذا الصباح ..بأنني حضرت ولادة هند الجديدة .. !

- سوف أسرق المصارف .. وأغتصب الأموال .. وأحقن كل ما لدي من جيوب بما يكفينا لعلاجك يا هند !!

ضحكت هند .. ويا لها من ضحكة ٍ أرجعت لي روحي المفقودة منذ شهور .. ضحكت هند .. وأصبحت أرى طريقي الذي ضللته منذ دهور ! ضحكت .. وتفجرت معها كل شراييني ,, وتدافعت معها أفواج دمائي في عروقي .. كم لزمك من سنين يا هند حتى تصلي هنا .. في هذا الصباح .. وتعيدي إلي ّ صديقتي وحبيبتي منذ الطفولة !!

+++++++++++++++++++++++++

يا إلهي انها الطائرة ! كم هي مشؤومة هذه الناقلة .. لم لا يمكنها ان تطير بدون ان تثير في ّ كل هذه المخاوف؟؟ إنه أحد احلامي المزعجة التي تراودني ليلا .. وحينما أحس بأنني أقع من أعلى الجبل ! بل إنه أحلامي المزعجة كلها .

- اهدئي يا هند .. نحن بأمان ,, وانا معك لن يصيبك أي مكروه !

- لم يربطونني بهذا الحزام إذا.؟؟

- انها من أجل سلامتك يا عزيزتي .

- بل إنها تقيدني كي لا أقع مع هذه الناقلة المشئومة ... لم لا يمكننا السفر بحرا ؟؟

- يا رب السماوات .. اجعل لهذا البحر حدا كي لا يتدخل في حياتنا مجدداً.

أيظن نفسه يسيء الى البحر؟؟ أتسيء الى من أوحى إلى بالأمل يا عادل ؟؟ كم انت مغرور ومتعال ٍ

لن أنس يوما وقفت فيه على شاطئي الغالي .. وسمعت البحر هائجا ً .. يصرخ بصوتي الذي يأبى الخروج والتعبير عما يخالجني من حسرة وندم !

لن انس صوت تكسره على الصخور .. واعتراضه على الطبيعة ! .. كانه يطالب بأن أثور .. وأصرخ ,, وأنتزع من المآسي ابتسامتي التي فقدتها مع نور عيني !

حينها فقط .. قررت الانسحاب .. من عالم الخيبة والحزن .. من عالم ٍ جعلته قبري وبوابة مروري نحو اليأس .. وسحبت معي كل من كان يمسك بيدي .. عادل !

بعد وقت ٍ مر علي كانه الدهر ! وصلنا بالسلامة الى الفندق .. حيث نقيم فيه لحين موعد عمليتي .. كم كان الطبيب سعيداً حين أخبره عادل بقراري هذا .. حتى أنه قام بجميع الإجراءات اللازمة .. وطمأنني بأن كل شي سيكون على ما يرام .. ولن أحس بشيءٍ مطلقا !

وهذا ما حدث ! .. أقمنا أسبوعا في الفندق , الى أن انتهت جميع الفحوص المطلوبة .. وأدخلت إلى المستشفى برفقة زوجي الحبيب .. ! كانني أسمعه للآن .. يحدث هذا وذاك .. ويشتري أثوابا جديدة ,, كان إبصاري أصبح واقعاً ..

مر شهرٌ على إجراء العملية ,, والتي استغرقت ساعات طويلة .. أصبح خلالها عادل مثل السمك خارج البحر ! أصبحت أنا أيضا عصبية المزاج .. بانتظار الطبيب المعالج ان ينزع الضمادة .

"لقد حضر الطبيب " ,, عبارة قالتها إحدى الممرضات .. انتزعت معها آخر ما تبقى لدي من شجاعة .. بعد بضع خطوات يخطوها نحوي .. سيتحدد مصيري .. وتُرسم معه كل مستقبلي .. ومستقبل عادل ! .. عادل !! يجب ان يكون معي الآن .. حتى يكون أول من تنظره عيني بعد غفوتها منذ عشرة سنوات !

-عادل .. ابق بقربي ,, لا تتركني وحيدة أرجوك !

- انا بقربك يا حبيبتي .. أتمنى ان تنزع هذه الضمادة الغشاوة من عينيك الجميلتين للأبد .

- أهلا .. كيف انتي اليوم يا هند ؟؟ هل انتي مستعدة ؟؟

كان هذا صوت الطبيب .. والذي جمّد الدماء في عروقي .. واعتقد بأن ذلك ظهر جليا لانه قال :

- لا تقلقي .. أنا استبشر خيراً بتينك هاتين العينين .. ولكن كطبيب .. يتوجب علي تحذيرك يا هند مما هو قادم , ان نجاح هذه العملية لا يؤكد لنا قدرتك على النظر .. وإنما ... كل ذلك بيد الله سبحانه .. وأتمنى من كل قلبي ان تكوني قوية وشجاعة فيما كتبه الله لك ِ.

قال كلماته هذه وبدأ بنزع الضمادة ,, ببطء شديد .. وكم كنت أتمنى ان تزال الأنوار مضاءة .. الا ان الطبيب أمر بإغلاق جميع الستائر .. والأضواء .. ! لم يجب علي ان أبصر ما كنت أبصره منذ سنوات؟؟

لقد انتهى .. وها أنا أرفض فتح عيني ببطء كما أمرني الطبيب .. لم على هذين الجفنين حمل كل هذا الخوف .. لم سمحت لنفسي بدخول هذا العالم القاسي ؟؟

- افتحيها يا هند .. و إلا ضربتك بشدة !

كان هذا صوت عادل .. أظن بانه أكثر خوفا وتوترا مني ! لا بأس .. اغمضت عيني سنوات طويله ولن أخسر شيئا بالمحاوله .. وفعلا . بدأت بفتح عيني ببطء شديد .. رأيت ! رأيت ظلاما ً .. ظلاماً دامساً .. كما كنت أراه منذ عشر سنوات ..عرفت من لحظة بأنني فشلت .. فشلت كليا باسترجاع بصري .. !

- لا أرى شيئا ! أبدا !
- افتحي نورا بسيطا ايتها الممرضة .
مازلت أرى لونا أسود كاحل ! .. لا ليس كاحلا جدا .. بل هو لون رمادي !! ..
- المزيد من النور لو سمحتِ !

هنا .. في هذه اللحظة .. اجتمعت كل لحظات السعادة في هذه الحياة ! ولم أترك بعضا منها لأي شخص ٍ على قيد الحياة .. لابد وأنني سأبصر .. إذ مع زيادة النور .. تزداد قدرتي على الرؤية أكثر فأكثر ..

- لحظة .. أريد من عادل ان يجلس أمامي !

- لا بأس .. أصبحت شخصا غير مرغوب فيه .

ضحك الطبيب كثيرا لتعليقه .. إلا أنني وعادل لم نضحك البتة ! فليست هذه لحظة أسمح بتعليق باهت بتلوين شعوري .. نعم .. أريد رؤية الشخص الذي لطالما رسمت له شاربا .. وبنية قوية .. على صورته الطفولية .. عبثا لمحاولة تخيل شكله الحالي .. أريد رؤية زوجي عادل .. بكل ما يحمل له قلبي من جنون !

رأيت بياضا ,, ناصعا .. أدخل معه أحلاما وردية .. وزهورا حمراء .. رأيت وجها ً .. تكاد عيناه ان تأكلني في ثانية ! انه عادل يحملق إلي بعينين تلمعان .. لا عجب بان يكون لديه الكثير من الأمل والشجاعة .. فمن يملك لمعانا مثل هذا .. لابد وان يكون شخصا مثل عادل !

لم أرغب بإعطاء عيني ومضة ! فقد تكلفني هذه الومضة كثيرا .. قد تكلفني رؤية وجهه الحبيب .

- أنتي تبصرين يا هند ؟؟ تبصرين فعلا؟؟

لم لا ينتظر حتى أكون قادرة على الكلام ! لم هو عجول هكذا دوما ؟؟ لا أريد الكلام أبدا .. أريد رؤيته فقط .. عشر سنين قادمة . ثم سأفكر في موضوع النطق ببعض الكلمات !

- لم لا تحدثينني يا هند ؟؟ أترين وجهي ؟؟ تكلمي يا هند !

- إنها تبصرك يا عادل .. ألا ترى لمعان عينيها ؟؟ أعطها المزيد من الوقت حتى تكون قادرة على التأقلم مع وضعها الجديد .

حسنا ! أريد رؤية من نطق بهذه الكلمات الحكيمة .. ولكنني لا أستطيع إحالة نظري لأي مكان ! كم انت وسيم يا عادل !! صدقني سوف أعود للوطن .. لقتل تلك السكرتيرة .
عاد عادل ليتحدث إلي .. كم هو لحوح هذا الرجل .. لا بأس سأريحه ببعض الكلمات .

- عادل .. نعم أنا أراك .. وأريد طفلا ذكرا .. يشبهك تماما !
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

~ V!$!0N ~
22-11-2003, 07:32 PM
أتممت اليوم كل إجراءات السفر وعودتنا الى الوطن .. لن تكون حياتنا كالسابق .. أصبحت هند شعلة من النشاط .. صحيح أنها قليلة الكلام الا أنها لم تعد كالسابق ابدا .. تطيل النظر الى شاربيّ وتقوم طوال الوقت بمقارنات دقيقة .. أتمنى فقط لو تفصح لي عما يدور في خلدها .. حتى أتمكن من مشاركتها الأفكار جهراً .. بعد سنوات طويلة من حوار داخلي من خلال أسلاك خفية تربط بيننا !

لأول مره .. تختار هند ثيابها بنفسها .. قررت ان تفاجئ الجميع حين تعود الى الوطن .. حتى انها وضعت المخططات لي انا ايضا .. تريد رؤية حينا القديم .. وأول من طلبت رؤيته .. هو البحــر !

حسنا .. كلي ثقة بانه لن يزرع افكارا جنونية في عقلها الجديد .. نعم ! جديد .. بكل ما فيه .. لم يعد يحمل هذا العقل تشاؤما .. ولم يعد يحمل أي ضغينة للزمن .. أو . هذا ما أظنه انا فقط ؟؟

أردت إقناعها بان نمدد رحلتنا حتى يتسنى لها امتاع نظرها الغالي ببعض المناظر هنا .. إلا أنها أصرت ان تصور عينيها مشاهد لطالما تمنت ان تُـزرع في مخيلتها .. الآن .. ومنذ اليوم .. سأتعرف لهند الجديدة .. المتفائلة والمقبلة على الحياة .. والتي تريد طفلا ذكرا .. شبهني تماما !!

لم تعلم هند بان الجنين كان ذكرا .. لم تسأل هي ولم أكن أريد تذكيرها بالموضوع .. الا انها أثارته بعد مروره في ذاكرتي بثوانٍ قليلة .

- عادل ؟؟ هل كان طفلي بنتا ام ولدا ؟؟

- عجبا يا هند .. أتسألين بعد مرور هذه الفترة الطويلة؟؟

- لقد كان ذكرا .. أنا عرفت ذلك لشد ما حزنت انت على فقدانه يا عادل .

غضبت لقولها هذا .. أيعقل ان يكون سبب حزني كونه ذكرا بدلا من الأنثى ؟؟ أي جنون يحتويه عقلها هذه الهند !

- وهل كنت سعيدة لان الطفل " الذكر" ولد ميتا؟؟ لأني اعلم بأنك ترغبين بطفلة !

ضحكت هند بشدة ! لم اعرف سبب ضحكها هذا لذا لم أشاركها به .

- تذكر .. لم أعد أريد طفلة .. حتى لا تأخذك مني يا زوجي العزيز . وردا على سؤالك .. نعم كنت سعيدة !

- هل استبدلوا رأسك مع عينيك يا هند ؟؟ أنعشي ذاكرتك لثلاثة شهور .. حتى ترين بنفسك الحال الذي كنت ِ فيه !

- - كنت سعيدة .. لانه لم يرزق بأم عمياء .. كنت سعيدة .. لان الله أخذه من يدين قد تلحقا به الأذى .. كنت في غاية السعادة .. لانه لن يُحرم من ام طبيعية تراه وتحفظه من كل ما قد يصيبه من مصائب يا عادل !



يا له من تفكير يا هند .. كم جالت هذه الأفكار السوداء في راسك ولم تشاركيني بها .. كم أصبحت حزينة وقتها .. ولن تقنعيني أبدا بأنك كنت سعيدة ! نعم . ربما في بعض الأوقات .. ولكن ما حدث جعلك تنظرين الى الحياة .. وقمت بما كنت تخافين القيام به من أجل مستقبل أفضل .. آن لك الأوان يا هند أن تري الحياة بوضوح ! وان تعرفي بانك حياتي كلها .

- لا بأس .. لا تكثري من الضحك يا عزيزتي .. وانظري كم أصبحت هزيلا .. أريدك ان تعدي لي جميع الأصناف التي أحبها حين نعود !

- لا أستطيع ذلك يا عزيزي .. أحضر لي مساعدة من مكتب الخدمات .. أريد الاهتمام بنفسي قليلا .. ولن أحرق عيناي بنار الطهي ! كيف كنت أبدو وأنا هكذا ؟؟

وأخذت تمثل دور الكفيفة مجددا !

- أرجوك .. لا تدعيني أشتاق لتلك الهرة البرية مره أخرى .. فقد كانت عصبية المزاج .. وعبثا كنت أحاول خنقها بالوسادة كل ليلة !

ضحكت وشاركتها هذه المرة ضحكاتها المحببة .. أصبحت مدمنا على هذه الابتسامة الساحرة .. والقهقهات الدافئة ! صدقوني .. كان بودي أن أخذها من يدها بقوة .. وأطير معها للوطن .. في ظرف ثانية .. ها هي هند التي كنت أراها في أحلامي .. وكم كانت أحلامي ظالمه بشأنها ! لأنها واقع أجمل من أحلامي .. وأجمل من جميع أمنياتي .. وجميع ما كتبته من أشعار !


++++++++++++++++++++++++++++++

هذه آخر صفحاتي معكم .. وكم كنت أود الاستمرار بذكر تفاصيل حياتي .. يجدر بي القول بأننا وصلنا سالمين إلى أرض الوطن .. وكم كان خوفي مضاعفا حينما كنت في الطائرة ! وكررت الطلب على زوجي المسكين ! وسألته لم لا يمكننا السفر بحرا ؟؟

صحيح أنني قلتها مداعبة .. ولكن آآآآه كم أشتاق لنسيم البحر .. ورائحته القوية ! كم أشتاق لمصافحته وتهنئته بإنجاز المهمة بنجاح ! كنت ألبس اللون الأبيض .. وكم أعجب به عادل حينما ارتديته وكلي ثقة بأنه جميل .. وبناء على طلب خاص من عادل ! لم أضع مساحيق التجميل .. كم أعطاني الله وجها جميلا .. لم أكن أدرك مدى جماله لسنوات طويلة !

سنوات كان من المفروض أن أكون كباقي الفتيات ! ألبس هذا وذاك .. وأقيم وجهي بين النساء !

سوف أقترح على عادل إجراء عملية أخرى ! فانا أرى بان عقلي به الكثير من السواد .. وسوف أستبدله كما استبدلت عيني ! ضحكت وحدي على هذه الأفكار الجنونية ..

- ما بك تضحكين يا حبيبتي؟؟ هل علق اللبن على شاربي ّ ؟؟

ضحكت مجددا .. صدقا ! للضحك أسباب كثيرة .. لم أكن أعرفها قبلا ! وكم كان عادل ينتزعها مني انتزاعا حينما كنت عمياء !

تناولت من حقيبتي منديلا ومسحت بها شاربي ّ عادل من بقايا اللبن ! وانا أراه .. ليس حلما ! إني أراه أمامي .. وأستطيع العناية به جيدا .. كم أحبك يا عادل !

إليكم في نهاية حديثي ما سأفعله :

ها انا عدت للوطن.. وسأتجه الى جدتي مباشرة .. كي أراها وتراني .. كي أحضنها ! كي أرعاها كما رعتني أيام طفولتي وشبابي .. سوف أدللها كثيرا .. وأصنع لها الكعك كما كانت تصنعه لي !

سوف أذهب الى البحر .. آآآآه البحر .. لا داعي لان أكمل .. فكلنا أصبحنا نعرف كم الحروف قليلة بشأنه !

سوف أذهب لحيّنا القديم .. وأماكن لعبنا ! .. سوف أزور مدرستي التي تحملت طالبة عمياء طوال سنوات الدراسة .. وسأرى جميع ما قد فاتني وقتها !

سوف أكمل دراستي .. والتحق بجميع الجمعيات .. وسأكوّن صداقات جديدة .. وسأزور ليلى المزعجة وأرى أطفالها !

سوف ألبس أجمل ما عندي .. وأذهب لتلك السكرتيرة .. وأدعوها للعشاء أيضا !!!

سوف أحب عادل .. بكل ما لدي من مشاعر .. سأعوضه عن كل ما فاته بسببي ! .. أعيش معه حياة طبيعية .. أختار له ملابسه .. وأدللــه كما يُدلل الطفل الصغير .. وكم هو شيئا بسيطا بحقك يا عادل !

سوف أنجب طفلا .. ذكرا كان أم أنثى .. وسوف يكون مثل عمي القاضي ! .. او سوف تكون مثل جدتي ! وأهبه أما حقيقية .. تحميه تحت جناحها .. وتنجب له أخوة أيضا ! أو سوف أعتني بها .. بتسريحة شعرها .. وملابسها ! واكون الى جانبها حين تتزوج !

.. وأبصرت الدروب الكفيفة ..

قوت القلوب
23-11-2003, 12:08 AM
:o جميله




رووووعه

روووووعه



سلمت اناملك




تحياتي

أبوعبدالرحمن
23-11-2003, 08:39 AM
~ V!$!0N ~

ما كل هذا الابداع والامتاع ؟

رواية خرافية فعلاً ,, لست انا من ينتقدها ,, او يقيمها ..

فقد ابحرت معها ,, حزنت ,, اختنقت ,, فرحت ,, دعوت من كل قلبي لهند ..

لا ادري كيف اجبرتني على العيش مع هذه الحروف ...

فتخيلت نفسي داخلها .. احسست بعودة الروح عندما عاد لها بصرها ..

كنت استبق الاسطر لاعلم كيف ستكون النهاية ..
.
.
.
~ V!$!0N ~

اسلوبك جميل جداً ,, ونقل مصدر الراوي للرواية كان مذهلاً ..

فمرة نستمع لما يدور في ذهن تلك المسكينة ,, وآخرى نستمع لما يعانيه ذلك الزوج المحب الصابر ,,

مبدعتنا ~ V!$!0N ~

لا يستطيع الكتابة بهذا الاسلوب آي شخص عادي ,,

فهنا وجدت الخيال الخصب ,,, والقدرة على تقمص الادوار والشخصيات

واركز على تقمص الادوار فقد وصفتي الحالة النفسية الداخلية للمكفوفين بوصف مذهل

كذلك استطعتي أن تبيني لنا كيف تؤثر هذه الحالة على تصرفات وسلوكيات الكفيف ..

~ V!$!0N ~

لك مستقبل باهر ,, اعدك بذلك ,, فأنتِ تملكين موهبة فذة ,,

استمري عزيزتي وأتمنى أن تستطيعي نشر هذه القصة ,,

كل ما استطيع ان اقدمه لهذه الموهبة هي التثبيت والنقل الى منتدى الخواطر والقصص المتميزة ,,

تحية اعجاب بحجم هذا القلم المبدع حقاً .

ياسميناة
23-11-2003, 10:15 AM
الله يعطيك العافية أختي على هذه القصة الرائعة

وبصراحة كان قلمك وقلبك وخيالك واسعا جدا وقد أعجبت بما كتبت وأنا لا أعتبرها مشاركة بسيطة

بل هي خيالات فنان وكاتب وقاص مبدع ، فكم كنت رائعة في تصوير الأحداث ووصف الإطارات الخارجية والداخلية في القصة........





واعلمي ياأخيتي وتذكري

أن القصة هي القص: القطع... وهو بمعنى الخبر، حيث يقتطع الخبر من سياق الأحداث المتصلة،
والقص: تتبع الأثر... زهو بهذه المعاني يصلح منطلقا لفهم المصطلح ‘ فالقصة تقوم على القطع.. أي اختيار الحدث وفصله عن سياقه ثم تتبع الأثر أي استقصائه وتفاصيله..


والقصة: هي مجموعة حوادث متخيلة في حياة اناس متخيلين ، لكن الخيال فيها مستمد من الحياة الواقعية بأحداثها وأشخاصها....


واعلمي أن القصة الفنية: ثلاثة أنواع:

أقصوصة، وقصة ‘ ورواية

وان عناصر القصة في المجال الأدبي:

أولا: الإطار الخارجي

ويقصد به نوعية الأسلوب وكمها وعنوانها :
1_ ان تكون نثرا لا شعرا
2_ يشترط لعدد كلماتها ان يتراوح مابين الف إلى ثلاثة الآف كلمة..وإن طالت فهي رواية
3_ ان يكون لها عنوان يلخص موضوعها‘ ويدل على ركن اساسي فيها.

ثانيا: الإطار الداخلي وكنت جيدة تماما في تصويره في أحداث القصة
وأقصد به بناء القصة وتكوينها وهيكلها الداخلي على النحو التالي:
1_ البيئة:وهو التمهيد في أول القصة‘ ويتناول زمانها ومكانها والظروف التي وقعت فيها أحداثها لتهيئة القارئ لفهم جو القصة.
2_ الحكاية: وهي تعرض أحداث القصة مع تسلسل مشوق يجذب انتباه القارئ
3_ العقدة: فالكاتب يمضي في عرض الأحداث وبناء بعضها على بعض حتى يتعقد الموقف ويتطلب الحل، مع وجود خيط يكون سببا في إبراز العقدة حتى يتلهف القارئ إلى معلافة الحل والمخرج
4_ الشخصصيات : كثرتهم وقلتهم تعود ألى ما تتطلبه القصة‘ وينبغي أن يكون الدور الذي ينسب للشخصية ملائما لدوره الفعلي في الحياة من حيث تصرفاته وحديثه
5_ الحل : تتطلب عقدة القصة حلا يختم به الكاتب قصته‘ وبعض الكتاب المعاصؤين يميلون إلى ترك القصة دون حل ، وحجتهم أن الحياة مستمرة وأحداثها لن تنتهي بعد........


عزيزتي:

أنا أرى أنك قد استوفيت جميع ماذكرته لك

حيث ذكرت البيئة التي عاشت فيها هند وعادل منذ الصغر

ثم تناولت الزمان والمكان بصورة منطقية متسلسلة

وقد عرضت أحداث القصة بصورة مشوقة شدت الانتباه ونجحت في ذلك

وقد عرضت الأحداث حتى وصلت إلى العقدة أو ما نسميه في العربية بالذروة ثم وصلت غلى الحل بذهابها إالى الخارج وإجراء العملية ورجوع نظرها

وقد ذكرت الشخصيات المناسبة من الدكتور، السكرتيرة‘ صديقة الزوج......... وكنت قد أجدت فن الحوار بصورة ممتازة

وبالنهاية

أتمنى لك التوفيق والاستمرار لأنك وفقت في هذه القصة كبداية..........



أختك ومعلمة اللغة العربية


ياسميناة,,,,,,,,

~ V!$!0N ~
23-11-2003, 07:50 PM
السلاام عليكم ورحمة الله ..

اختي قوت القلوب ..

كلمة روعة ما هي الا كلمة تقال عن حضورك والاحرف البسيطه العميقه في معانيها ..

شكرا لك عزيزتي واتمنى ان تكون الكلمه في مكانها المناسب .

تحياتي

~ V!$!0N ~
23-11-2003, 08:35 PM
اخوي الغالي عشق ليل
كنت انتظر رايك في قصتي بكثير من الشوق .. والخوف .. ولكني لم اكن انتظر محاولة السيطرة على سعادتي بعد قراءة كلماتك ..

صدقا .. أسعدني وقع كلماتك ورايك الكريم على كتابتي .. حتى انني قرأت القصه للمره العشرين رغبة مني في ايجاد مااستحق منها كلماتك الكبيره...

ان كان لي مستقبل باهر كما تقول .. وان كانت قصتي اخذت منك كل تلك الامور العظيمه .. فالسبب يرجع لشموعك التي اضاءت دربي للكتابة ..

تعجز يدي عن التعبير عما يدور في عقلي الصغير .. ولكني اتمنى بان تحمل اليك ما احسست به بعد التعبير عن رايك ..

اخوي عشق ليل .. شكرا لك على تقديرك واتمنى من كل قلبي ان تكون القصه استحقت كل هذا التقدير ..

تحياتي لك

~ V!$!0N ~

~ V!$!0N ~
23-11-2003, 08:42 PM
اختي الغالية ومعلمتي ياسميناة

اشكرك فعلا على هذا الرد الرائع جدا .. واسعدتني حينما ذكرت ِ لي اساسيات كتابة القصه او الرواية او الاقصوصة .. وكل ما يندرج تحت فن النثر ...

كنت ابحث عن ناقده حيادية وخبيرة .. واحمد الله انني وجدتك بلمحة بصر ..

فعلا أجدتي النقد .. وبينت ِ لي مواطن القوه والضعف في قصتي هذه .. وهذا ما زادني فخرا بما كتبت ..

لا تكفيني الكلمات كي اقول لك ما بداخلي .. ولا تكفيني الكلمات كي اشكر لك نقدك الكريم ..

وسوف اطلب رأيك شخصيا في كتاباتي المقبلة ..

تحياتي لك

~ V!$!0N ~

همس البدر
24-11-2003, 02:17 AM
اختى الفاضله / ~ V!$!0N ~

حقيقتاً كانت قصة رائعة

تدل على ذوقك في كتابة القصة وهذا دلليل على ابداعك فكتابة القصة لا تاتى من فراغ وانما تاتي بوحي فكري

لا يتفنه إلا مبدع .....

تمنياتى اختى لك بدوام المواصله والعطاء وان تتحفبنا بكل مالديك من جديد في عالم الابداع

تمنياتى لك بالتوفيق
أخوك
همس البدر

الحلوة الدلوعة
24-11-2003, 07:29 AM
هل انتِ كاتبه مشهورة ؟

أنا اجزم بذلك

أمّ مبدعة لم تخدمها الظروف لتنشر ابداعها ’’
اخيتي يسعى الإنسان نحو اكتشاف الفنون بأجناسها المختلفة ليفجر من خلالها طاقة الشاعرية الكامنة في عمقه.‏
يعجز الإنسان أن يكون شاعراً إلاَّ إذا كان فناناً، ويعجز أن يكون فناناً إلاَّ إذا كان شاعراً. يفشل في التعبير عن حجم شفافيته إذا كانت حاسة الذوق الفني لديه متدنية. كل الأعمال العظيمة تحتاج إلى عظمة روح الفن في نوازعها كما انتي عظيمة الآن بهذه الدرة ، حتى تلك الأعمال السطحية أو كمايسميها اصحابها متواضعة فلابد أن تحمل لمسات فنية سريعة تمكنها من تحقيق حضور ولو لأيام قلائل.‏
انتِ هنا اذهلتي ولم تبدعي فلا تقولي عنها متواضعة ابداً, آآآه كم تمنيت أن القصة اطول واطول ولم تنتهي ولم تتوقف , أختي هل تعديني بجزء ثالث ورابع بنس الحوار الشفاف والتجسيد الخرافي ؟؟

ياسميناة
24-11-2003, 08:08 AM
أهلين أختي الغالية

والله احرجني ردك بس ما كتبت إلا لأن بالفعل قصتك كانت رائعة ومشوقة وأنا

يسعدني كثيرا أن تأخذي رأي في كل شئ وستجدي لدي الرد والنقد وسأبقى

متابعة لك حتى تصلي إلى القمة بإذن الله

وأنا بجانبك ولا يردك إلا لسانك

نحن أسرة واحدة بهذا المنتدى وقررنا أن نصل سويا إلى القمة


ولو أردت شرحا مفصلا عن أي نوع من فنون النثر أنا حاضرة وموجودة

وسأوفيك بكل شئ

تمنياتي لك بالتوفيق,,,,,,,,,,

~ V!$!0N ~
24-11-2003, 09:30 AM
اخي الكريم .. همس البدر ..

تسلم والله ياخوي .. انا اشوف ان كلمة عالم الابداع مبالغ فيها .. ومهما حاولت اصل لهذه الكلمة لن استطيع ..
اشكر لك مرورك الكريم اخوي .. واتمنى ان اكون عند حسن الظن ..

تحياتي لك

~ V!$!0N ~
24-11-2003, 09:48 AM
اختي الحلوة الدلوعة ..

لست بكاتبة وما ترينه امامك ما هو الا جنين كتاباتي .. صحيح انه لم ير النور الا من خلال المنتديات ولكني ما زلت اراه يافعا .. وينقصه الكثير حتى ينضج .. أسعدني ما كتبته عن قصتي واسعدني اكثر مطالبتك باجزاء مثل هذه القصه .. ولك اختي الغاليه وعد مني بان يرى ثاني اعمالي النور قريبا في منتداكم الغالي ..

تقبلي من احلى التحايا ...

~ V!$!0N ~

~ V!$!0N ~
24-11-2003, 09:50 AM
ياسميناة

اشكرك اختي على هذه الباردة الطيبة.. ويشرفني جدا ان اجد من التجئ اليه عند ولادة اي من كتاباتي ..

تحياتي لك معلمتي الغاليه

الجريح
28-11-2003, 08:26 AM
بصراحه قصه رائعه جدا

ما اقول الى عيني عليك بارده

يسلمووووووووووووووووو عنوني على القصه

~ V!$!0N ~
29-11-2003, 06:38 AM
تسلم والله ياخوي الجريح ..

وعسى تكون القصة اعجبتك وحركت فيك أشياء يديده ..

تحياتي لك

ليالي الشوق
08-08-2005, 01:44 AM
أختي ~ V!$!0n ~

أهنئك على ابداعك في كتابة هذه القصة الرائعة ...

لغتك الفصحى فصيحه وجميلة جداااا ...

اسوبك ايضا كان جميلا ومشوقا....

نهايه القصه كانت في قمه الروعة...

دمتي ودام قلمك المبدع..

ليالي الشوق

عبدالعزيز آل ثاني
09-08-2005, 08:47 PM
قصـــــة في منتهى الــــروعة ,, وفي إنتظــار جـديدك




عبــــدالعــــزيز

دمعة سراب
10-08-2005, 07:37 PM
~ V!$!0N ~


غاليتي

قرأتها فأطلت المكوث هنا
بين سلاطة لسان هند
وبين دربها الكفيف..!!

لايحق لي التحليل
فأنا لست بكاتبة ولاأديبة
وإنما هاويه تجيد لغة القراءة..!!
وكبت الأحرف في قمرتها ( عقلي )..!!

هنا فقط جئت أهنئ أنفسنا
بتواجد كاتبه مبدعة مثلك
فتقبلي مني كل الورد قبل الود
محبتي لك

"
"
التوقيع

في غمرة الذهول..!!

بنت الشيوووووخ
20-08-2005, 06:16 AM
امااااااااااااااااانه ليش خلصت
بجد بجد
استمتعت
وربي بكيت يوم شافت عادل
امااااااانه
صرااااااحه انتي روووعه
وقصه اروووووع
اتمني لك التوفيق
اختك