المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبدأ التثبت في نقل الأخبار



أهــل الحـديث
06-06-2013, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الحمد لله علّم القران، خلق الإنسان، علّمه البيان، الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل القرآن هداية للناس، ونبراساً يضيء لهم الطريق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم، علّم القرآن فكان خير معلّم، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.. أما بعد:

لقد أنزل الله عز وجل هذا الكتاب هدى ورحمةً وبشرى وضياء ونوراً وشفاءً، ولا ينتفع به إلا من آمن به وقرأه وعمل بما فيه على الوجه الصحيح، ومن تركه وأعرض عنه كان من الهالكين الخاسرين الأشقياء قال تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} (الإسراء: 82).
وقال تعالى { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15-16).

أنزله ليؤخذ كلاً لا بعضاً، ليؤخذ معتقداً وسلوكاً وعبادة ومعاملة وحكماً وتحاكماً، بل وخلقاً وآداباً، ومن ذلك ما ورد في سورة الحجرات من مبادىء عظيمة و أسس قويمة منها :




• التثبت والتبين في نقل الأخبار




يبدأ هذا المنهج التربوي الأخلاقي بهذه القاعدة التشريعية العظيمة الكبيرة، وبتثبيت هذا المبدأ المهم ألا وهو مبدأ التثبت والتبين للأنباء والأخبار، فيقول العزيز الغفار جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات: 6).
إن نقل الأخبار الغير صحيحة تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص؛ فكم أقلقت من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وكم هدمت من وشائج، وكم تسببت في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات، وكم هزمت من جيوش، وكم أخرت في سير أقوام، ولهذا أكد الله سبحانه على التبين والتثبت في نقل الأخبار والرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من نشر كل ما يسمع بل وعده كذبا فعن أبى هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
فليتق الله المسلم، وليأخذ بهذه الآداب – فتبينوا -، ليتق الله من مطيته النيل من الأبرار روايات وأخبار الفجار، وليتذكر أن الإنسان كما يدين يدان – أي يجازى بمثل عمله -.






اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.





منقول بتصرف .