المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للتَّاريخ... حقيقةُ اصطِدام (جمعيّة العُلَمَاء) بالزَّوايا



أهــل الحـديث
05-06-2013, 12:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



للتَّاريخ... حقيقةُ اصطِدام (جمعيّة العُلَمَاء) بالزَّوايا


(http://www.ilmmasabih.com/index.php/minhag/item/%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%8E%D9%91%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D 8%AE-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9%D9%8F-%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%90%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D9%84%D9%8E%D9%85%D9%8E%D 8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8E%D9%91%D9%88%D8%A7%D 9%8A%D8%A7)

ردًّا على بعضِ ما جاءَ في «ندوة الزّوايا والطُّرُق الصُّوفيّة في الجزائر»، الّذي نشرته جريدة «الشّروق اليوميّ»، في عدد (3916)، 04 فيفري 2013م/ 23 ربيع الأول 1434هـ، (ص10-11)]
وكذا ردًّا على ما جاءَ في توضيحِ الشّيخ مأمون القاسميّ من زاوية الهامل الرّحمانيَّة، في عدد تالٍ من الجريدةِ نفسِها.




بادِئَ ذي بدءٍ أقول: إنّ جمعيَّةَ العلماء وهم جماعةُ السَّلفيِّين الّذين نادوا بالإصلاح في جزائر العشرينيَّات وما بعدَها، لم يكن لهم غايةٌ في القضاء على الزَّوايَا بصفتِها مؤسّسات تعليميَّة أو جمعيَّات خيريَّة تعملُ لصالح الأمّة الجزائريَّة، وإنّما كانت غايتهم النُّهوض ببني الوطن الجزائريِّ عن طريق العلم والأخذ بالتَّعليم الدّينيّ السّنّي السَّلفيّ[آثار ابن باديس(4/76)]، هذا العلم الّذي يقضي على البدع والضّلالات ويستأصل الباطلَ والخرافات.
1ـ قال ابن باديس (رحمه الله) عن بدايات الإعلان بالدَّعوة (سنة 1925م): (رأينا واجبًا علينا أن نقوم بالدّعوة العامّة إلى الإسلام الخالص، والعلم الصّحيح، إلى الكتاب والسّنّة وهَدْي صالحِ سلفِ الأُمّة، وطَرْحِ البدع والضلالات ومفاسد العادات، فكان لزامًا أن نُؤسّس لدعوتنا صحافةً تبلّغها للنّاس، فكان "المنتقِد"، وكان "الشّهاب"، ونهض كتّاب القطر ومفكّروه في تلك الصّحف بالدّعوة خير قيام، وفتحوا بكتاب الله وسنّة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غُلْفًا، وكانت هذه المرّة غضبةُ الباطلِ أشدّ، ونطاقُ فتنته أوسع، وسوادُ أتباعه أكثر، وتمالأَ على دُعاءِ الحقِّ الجمودُ والبدعة، وعليها بُنيت صروحٌ من الجاه، ومنها جَرَت أنهارٌ من المال، وأصبحت الجماعة الدّاعية إلى الله يُدعَون من الدَّاعينَ إلى أنفسهم (الوهّابيِّين)، ولا واللهِ ما كنتُ أملكُ يومئذٍ كتابًا واحدًا لابن عبد الوهّاب، ولا أعرف من ترجمة حياته إلاّ القليل، .. و إنّما أُفَيْكَاتُ قومٍ يَهرفون بما لا يعرفون، ويُحاولون من إطفاء نور الله ما لا يستطيعون، وستعرض عنهم اليوم..)[الآثار(5/103)].
2 ـ الجماعةُ الدّاعونَ إلى أنفسهم والعاملون لتَثْبِيتِ سلطانههم، هم: شيوخُ الطرائق الصوفيَّة ورؤساء الزّوايا، وهذه بدايةُ الاصطدام على وجهِ التَّحديد، يقول ابن باديس: (لا يكونُ إصلاحٌ إلاّ بالانتقاد، فلذلك وجدنا أنفسنا في خطّتنا مضطرّين إليهِ... وقد كانت وجهتنا الأولى في الانتقاد الدّينيّ هي الاعتقادات، ولقد كان همّنا الأوّل تطهير عقيدة التّوحيد مِن أَوْضَارِ الشّرك القوليّ والفعليّ والاعتقاديّ، فإنّ التّوحيد أساس السّلوك، ولذلك ابتدئَ بـ: (إيّاك نعبد) قبل (اهدنا الصّراط) في فاتحة القرآن العظيم. هُنا اصْطَدَمْنَا بزُعماء الطُّرُق وشيوخ الزَّوايا الاِصطدام المعروف؛ لأنّه إذا خلص التّوحيد توجَّهَ الناس إلى ربّهم الّذي خلقهم وتركوهم، واعتقدوا فيهم أنّهم مخلوقون مثلهم لا يضرّون ولا ينفعون، إلى غير هذا ممّا يُنتجه التّوحيد الصّحيح مِن تحرير العقول والأرواح والقلوب والأبدان)[آثار ابن باديس(5/75)].
3 ـ حصلت معارك قلميّة ومساجلات بين السّلفيّين الموحّدين وبين أنصار الجمود والشّرك والبدعة الطّرقيّين، طغت عليها الشّدّة والعنف، فرأى ابن باديس وقف هذا التّيّار الهجوميّ القويّ، ودعا إلى الحسنى والتّفاهم والمجادلة بالّتي هي أحسن، ولم يكن يريد كما ظنّ البعض السكوت عن الباطل والمبطلين، ثمّ عاد الهجوم أشدّ ممّا كان بعد حادثة محاولة اغتيال ابن باديس بسبب انتقادات كتّاب (الشّهاب) على بعض شيوخ الطّرق. بقيت الأمور على هذه الحال، وعرفَ القومُ أنّ شبيبةً ناهضةً قد قامت في هذا الوطن، لن تسكت عن الباطل وعمّن يأويه.
4 ـ رأى ابن باديس ورفيقه الإبراهيميّ بَعْثَ جمعيّةٍ تجمعُ جهود العلماء في الوطن الجزائريّ، وكان من ورائهم ثلّةٌ من ذوي الغيرة الدّاعين إلى الاجتماع والمنادين بالاتّحاد، فكان اجتماع جمعيّة العلماء وكان التّأسيس عام (1931م)، وكان القانون الأساسيّ لهذه الجمعيّة مقتضبًا، ولم يُبرِز فيه المصلحون -وهم أوّل من فكّر في هذه الجمعيّة- دعوتَهم الصّريحة الّتي أعلنوها في المنتقِد والشّهاب، وإنّما اكتفوا بقولهم: (تُحارب الجمعيّة الآفات الاجتماعيّة) – وهذا لفظٌ واسِعٌ فضفاض-، وشارك في التّأسيس عددٌ من شيوخ الطرق ورؤساء الزّوايا، وهم يعرفون جيِّدًا أصحاب الدّعوة الجديدة الّتي اسْتَبَاحَتْ حِمَاهُمْ وتجرّأت على مقدّساتهم وزعزعت سلطانهم، وهم لا يزالون يَخافونهم[آثار الإبراهيميّ(5/281)]، كيف وقد انتُخب ابن باديس رئيسًا والإبراهيميّ نائبًا له؟! فدَبّروا مكيدةً في السّنة الثّانية، للانقلاب على هذه الجماعة، والّذين رأوا منهم إصرارًا على المضيّ في دعوتهم ومُعاودةِ فِعلتِهم الّني فعلُوا مِن قبلُ؛ فشِعارُ الاِنتقاد الّذي رفعوه لن يُبقيَ عليهم وسيَسْلبُهُم – لا محالةَ - تَرِكَتَهُم. فشِل الانقلابُ وخرجَ أربابُ الطّرق ورؤوس الزَّوايا من الجمعيَّة وناصبُوهَا العداء، وقالوا مرَّةً أخرى: إنّها جمعيَّة تنشرُ المذهبَ الوهَّابيّ! وتبثُّ الإلحَاد!!
قال ابن باديس: (ها هو القانون الأساسيّ للجمعيّة كما وُضِع أوّل مرَّة.. وقد كان الّذين وضعوه شَطْرُهُمْ مِن الطّرقيّين، ولكنّهم ما أكملُوا السّنة الأولى حتَّى فرُّوا من الجمعيّة وناصبوها العداء واستعانوا عليها بالظّلمة ورموها بالعظائم وجلبوا عليها من كلّ ناحية بكلّ ما عندهم من كيد؛ ذلك لأنّهم وجدوا كثيرًا من الآفات الاجتماعيَّة التّي تحاربها الجمعيّة هم مصدرُها وهي مصدرُ عيشهم ووجدوا قسمًا منها ممّا تغضبُ محاربتُهُ سادتَهُم ومواليهم، وقد شاهدوا مظاهر الغضب بالفعل منهم، فما رفضتهم الجمعيّة ولا أبعدتهم ولكنّهم هم أبعدوا أنفسهم)[آثار ابن باديس(4/198)].
5 ـ كان ابن باديس يَبْغِي أن يَقبلَ رؤوس الزَّوايا وشيوخ الطّرق–علمًا وتطبيقًا- تحكيمَ الكتاب والسّنّة وعمل السّلف الصّالحين، يعني: الصّحابة والتّابعين، وهو الّذي رَدَّ فهمَ بعضهم لكلمةِ السّلف، فقالَ: (أمّا السّلف فكلّ من ماتَ ممّن تقدّم هؤلاءِ الأحياء فهو سلف...! وكلّ ما جاءَ عنهم فهو حقٌّ، سواء أوافقَ أم خالفَ كلامَ السَّلف، وتفضيلُهُم على السَّلف إذا سلمَ منهُ أحدٌ فلا يسلم إلاّ القليل المتعلّمون)[الآثار(5/74)] هذه إحدى صور انقلاب الحقائق عند النّاس ممّا حالَ دونَ التّفاهُم.
أقولُ: أراد ابن باديس أن ينتهزها فرصةً في فترة الهُدنة، أعني: العام الأوّل من تأسيس الجمعيّة، فكانت له رحلات وجرت لقاءات بينه وبين شيوخ الطرق وأتباعهم ورؤوس الزّوايا ومُريديهم، فكان يُحاوِلُ أن يُثبّتَ في النّفوس والعقول تلكم الأصول: (كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه سلفها من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيريّة على لسان الصادق المصدوق)[(5/73)]. وها هو يدعو إلى التّوحيد وتطهير العقائد، ثمّ ها هو يدعو إلى الأخذ بالعلم، ثمّ ها هو يُسأل عن التّصوّف، فلا يَلتفتُ إلى الاِسم، ويُوضِّحُ المضمون المقبولَ منهُ والمردود، وها هو يُجالس شيخ العلاويّة ابن عليوة ويُقرّر أمامه وُجُوبَ أن يُعامَلَ شيوخُ الطرق معاملةَ غيرهم، ويُعرض كلامهم على الميزان الشّرعيّ، فيُقبل ما وافقه ويُردّ ما خالفه، لا أن يعاملوا معاملةَ المعصومين، وأقرّوا بكلامه جميعًا[(4/248)]، ولَيْتَهُمْ التزَمُوهُ وطبَّقوهُ! وها هو في إحدى البلدات يرى شيخًا يطالع في بعض كتب الحديث والسنّة، فيقول: (فشكرتُ له عنايتهُ بالسّنّة، وقلت له: ... مَن لا نرى له عناية بكتب السنّة فإنّنا لا نثق بعلمه في الدّين)[(4/244)].
وفي زاوية غلام الله آل سيدي عدّة في تيارت أطلعوه على بعض تآليف جدّهم، قال: (فرأيت منها كتابًا قد ملئ بأحاديث البخاري ومسلم ومسائل الفقه كان يدرّسه للنّاس فأعجبت به، وقلت: هكذا نحبّ لمن يُريدُ أن يكون شيخًا أن يكون، وهكذا نحبّ أن يكون إرشادُ مشائخ الطّرق بالحديث وتعليم مسائل الفقه)[(4/254)].
6 ـ اتّخذ شيوخ الطّرق ورؤساء الزّوايا لأنفسهم جمعيَّةً سمّوها جمعيّة علماء السّنّة (1932م)، وجعلُوا يردّدون إنّ جمعيّة العلماء الوهّابيّة تنشر البدعةَ والضّلال والفرقة والاضطراب في الوطن، وأنّ هدف جمعيّة السّنة هو الدفاع عن عقيدة السنة والجماعة(الأشعريّة والماتريديّة)! وترك الخوض في معتقدات النّاس! واشترطوا لأجلِ الصُّلْحِ معَ جمعيّة العلماء أن يسكت هؤلاءِ عن (طُرُقهم) و(زواياهم)! قال الإبراهيميّ يُخاطبهم: (وإنّما الخلافُ بيننا وبينهم في (طُرُقهم) و(زواياهم)، وما يرتكبونه باسمها مِن المنكرات التي فرّقت كلمة المسلمين وجعلت الدِّين الواحد أديانًا، فقلنا لهم ولا نزال نقول: (لا طُرقيَّةَ في الإسلام)، وأَقَمْنَا على ذلك الأدلَّةَ مِن الدِّين وتاريخه الأوّل والعقل ومُقتضياته)[(1/303)].
7 ـ مضى العلماء المصلحون في طريقهم وفي دعايتهم إلى العلم، فالعلمُ هو وحدهُ الكفيلُ بالقضاءِ على الباطل والمبطلين، قال ابن باديس سنة (1936م): (بقدرِ ما كانَ تمسّكُ الأمّة بأسباب العلم كان رفضها للجمود والخمود والخرافات والأوضاع الطّرقيَّة المتَحَدِّرَة للفَنَاء والزَّوَال، حتّى أصبح القطرُ الجزائريُّ كلّه يكادُ لا يخلو بيتٌ من بيوته ممّن يدعو إلى الإصلاح ويُنكرُ الجمود والخرافة ومظاهر الشّرك القوليّ والعمليّ، وأصبحت البدع والضّلالات تجِدُ في عامَّةِ النّاس مَن يُقاومها وينتصرُ عليها)[(5/577)]، وقال: (ومِن أجمل مظاهر انتشار الإصلاح وانتصاره، أنّ خصومه بعد ما كانوا يُقاومون ما يَدعو إليه مِن نشر التّعليم بالعرقلة والتّزهيد، أصبحوا لا يستطيعون أن يَظهروا للأُمّة إلاّ بمظهر المعلِّمين. فهُم لأجل حفظِ مراكزهم اليوم، مُضطرُّون لتأييدِ العلم- ولو ظاهرًا-، العِلم الَّذِي يَقْضِي عليهم في المستقبلِ بإذنِ الله)[(5/578)].
8 ـ مرّت على جمعيّة العلماء -بل جمعيَّةُ الأُمَّة- ظروفٌ عصيبة، أُغلقت فيها المدارس الحرّة وشُرّد التّلاميذ وسيق المعلّمون إلى المحاكمات والسّجون، وكَشّرت الإدارة الاستعماريّةُ أنيابَها وعارضت مطالبَ الأُمّة في حرّيّة التّعليم الإسلاميّ العربيّ وفتح المدارس والمساجد الحرّة، ويأتي شيوخ الطّرق ورؤساء الزّوايا هذه المرَّة –وهم يؤسِّسون جامعة اتّحاد الطُّرق والزّوايا سنة (1937م) برعاية وتأييد الإدارة الاستعماريّة-، فيُعارضون الأُمَّةَ في مطالبها، ويتفرَّجون عليها في محنتِها، بل ويعملون مع الإدارة الاستعماريَّة ضدّ جمعيّة العلماء، وهم يعلمون أنّ (المسألةَ مسألةُ الأمّة كلّها، لا مسألة جمعيّة العلماء وحدها)[آثار ابن باديس(6/218)].
وانفضحُ أمرُ الزّوايا أكثر، ففي سنة (1939م) يكتب ابن باديس: (للحقيقة والتاريخ: الزّوايا وغايتها، كفى بهم شهداء على أنفسهم): (عَلِمَ النّاسُ كلُّهُم أنّ غاية جمعيّة العلماء هي تعليم النّاس أمرَ دينهم وتفقيههم فيه وتهذيبهم به وإصلاح ما فسد من شؤونهم العامّة والخاصّة إصلاحًا إسلاميًّا مستمدًّا من الكتاب والسّنّة وهدي صالح سلف الأمّة بلسان هذا الدّين الكريم، إلى هذا دعت وفيه جاهدت، ومن أجله والاها مَن والاها وعاداها مَن عاداها، ومِن جرّائه هي تلقى الأذى والعَنَت والبلاء الشّديد، ويلقى خصومها الولاية والرعاية والمدد والتّأييد.. فأمّا كُبراء الزّوايا وجامعتهم فها هي غايتهم كما هي في الفصل الثّامن من قانونهم: (غاية هذه الجمعيّة هي أوّلاً المحافظة على نفوذ الزّوايا والطّرق وعلى شهرتها وسمعتها ومكانتها). النفوذ والشهرة والسمعة والكبرياء... هذه هي غايتهم أن يبقوا سادةً على النّاس وأن يبقى النّاس مستعبدين لهم....أين هي التّربية؟ أين هو التّعليم؟... نعم! مِن غايتهم في بقية الفصل السابق قولهم: (وثانيًا: الاهتمام بجيوش الفقراء والمتشرّدين في المساجد والزّوايا وإصلاح حالهم). نحن نعلم أنّ ذِكْرَ الطعام والشراب لا يُغضب عليهم أحدًا..فهذه الغايات وما وراء هذه الغايات وتلك الخفيّات وما وراء تلك الخفيّات، هي التّي أخرجت رؤساء الزّوايا من جمعيّة العلماء بعد أن كانوا من المؤسِّسين لها والواضعين لقانونها الأساسي الباقي إلى اليوم، وبعدما قضوا عامها الأوّل في عضويّتها، وهي هي الّتي باعدت بينهم وبين العاملين لنفوذ الإسلام وشهرة الإسلام وسمعة الإسلام ومكانة الإسلام لا لغيره من الأفراد والجماعات كائنًا من كان ذلك الفرد وكائنةً من كانت تلك الجماعة)[(6/279)].
وتأتي الفضيحة الأكبر ويتبرّأُ ابن باديس منهم ومِن عملهم الّذي هو طعنةٌ للإسلام ولغة الإسلام، اجتمع رؤوس الطرقيّة وقدّموا لائحةً للحكومة الاستعماريّة يؤيّدون فيها قانون 8 مارس المشؤوم الذي هو ضربةٌ قتّالة للدّين الإسلاميّ في الجزائر، ويقولون إنّه لا يمسّ الدّين بسُوء! وهذا في مؤتمرهم الّذي عقدوه في أفريل 1939م -برئاسة شيخ زاوية الهامل الشيخ مصطفى القاسميّ-، يقول ابن باديس: (قد أَيِسْتُ مِن صلاحهم وبرئتُ إلى الله منهم ومِن عملهم)[(6/313-314)]، وكانَ قد قالَ قبلَ ذلك: (عَرَفْتُ شيوخ الطّرق أوقاتًا، ثمَّ فارقتُهُم بَتَاتًا، وما عرفتُهم –علمَ الله- إلاّ لأخدمَ معهم الجزائر بالإسلام والعربيَّة.. وما فارقتُهُم حتَّى عرفتُ أنَّهم مَذْهُوبٌ بهم في غيرِ هذه السَّبيل)[(6/304)].




بقلم سمير سمراد

من موقع مصابيح العلم

http://www.ilmmasabih.com/index.php/...?category_id=2 (http://www.ilmmasabih.com/index.php/history/item/%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%8E%D9%91%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D 8%AE-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9%D9%8F-%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%90%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D9%84%D9%8E%D9%85%D9%8E%D 8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8E%D9%91%D9%88%D8%A7%D 9%8A%D8%A7?category_id=2)