المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل بن القيّم يذمّ علم (الطبيعة) و علم (الرياضيات)؟



أهــل الحـديث
01-06-2013, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السّلام عليكم و رحمة الله
حيّاكم الله يا أهل الخير.
أخوكم عضو جديد بينكم ، أرجو أن تقبلوه و تصبروا عليه.
أوّل موضوع لي هو طرح استشكال لكلام الحافظ العلاّمة شيخ الإسلام (شمس الدين بن قيّم الجوزية) في كتابه (الفوائد):
قال-رحمه الله-:
"...و بإزاء هذه الأفكار: الأفكار الرديئة التي تجول في قلوب أكثر هذا الخلق؛ كالفكر فيما لا يكلف الفكر فيه ولا أعطي الإحاطة به من فضول العلم الذي لا ينفع, كالفكر في كيفية ذات الرب وصفاته مما لا سبيل للعقول إلى إدراكه.

ومنها: الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع بل تضر؛ كالفكر في الشطرنج والموسيقى وأنواع الأشكال والتصاوير.
ومنها: الفكر في العلوم التي لو كانت صحيحة لم يعط الفكر فيها النفس كمالاً ولا شرفاً , كالفكر في دقائق المنطق , والعلم الرياضي والطبيعي , وآكده علوم الفلاسفة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000008) التي لو بلغ الإنسان غايتها لم يكمل بذلك ولم يزك نفسه.

ومنها: الفكر في الشهوات واللذات وطرق تحصيلها , وهذا وإن كان للنفس فيه لذة لا عاقبة له , ومضرته في عاقبة الدنيا قبل الآخرة أضعاف مسرته.

ومنها: الفكر فيما لم يكن لو كان كيف كان , كالفكر فيما إذا صار ملكاً أو وجد كنزاً أو ملك ضيعة ماذا يصنع وكيف يتصرف، ويأخذ ويعطي وينتقم ونحو ذلك من أفكار السفّّل .

ومنها: الفكر في جزئيات أحوال الناس ومداخلهم ومخارجهم , وتوابع ذلك من فكر النفوس المبطلة الفارغة من الله ورسوله والدار الآخرة.

ومنها: الفكر في دقائق الحيل والمكر التي يتوسط بها إلى أغراضه وهواه مباحة كانت أو محرمة.

ومنها: الفكر في أنواع الشعر وصروفه وأفانينه في المدح والهجاء والغزل والمراثي ونحوها،فإنه يشغل الإنسان عن الفكر فيما فيه سعادته وحياته الدائمة.

ومنها: الفكر في المقدرات الذهنية التي لا وجود لها في الخارج ولا بالناس حاجة إليها ألبتة، وذلك موجود في كل علم حتى في علم الفقه والأصول والطب.

فكل هذه الأفكار مضرتها أرجح من منفعتها , ويكفي في مضرتها شغلها عن الفكر فيما هو أدنى به وأعود عليه بالنفع عاجلاً أو آجلاً..."

فكلام الحافظ شمس الدّين ، أقرأه ذمّ لعلم (الرياضيات) و لعلم (الطبيعة) ، إذ صنّف الفكر فيه من الفكر الّذي (مضرّته) أرجح من (منفعته)!
فما سبب ذلك ؟
خاصة إذا علمنا أنّ علم الرياضيات تقوم عليه سائر علوم الدنيا .
شكرا لكم
و غفر الله لي و لكم