المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من جاء بعد البوصيري والهيثمي واعتمد على كتبهم ,كتبها عماد بن حسن المصري الاردني



أهــل الحـديث
01-06-2013, 11:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من جاء بعد البوصيري والهيثمي

من جاء بعد الهيثمي :
بعد أن جمع الإمام الهيثمي رحمه الله كل زوائده وأودعها كتابه الشهير مجمع الزوائد الذي أصبح فيما بعد ، قبلة المحدثين والدارسين ومنهل الباحثين ، عن الحديث الشريف في كل فنونه ، وهذا الكتاب هو الذي اعتنى به أهل العلم من بعد الهيثمي ، ومنه استفادوا تخريج النصوص والحكم على الحديث ، واستدلوا منه على مسائل الفقه برمتها .
ويعتبر الهيثمي رحمه الله من الرواد والمقعدين لعلم الزوائد ، وكان لزوائده القيمة العلمية لكل من جاء بعده ، والمنهل والمعين لكل الذين جاءوا من بعده ، وألفوا في الزوائد على منواله ، فجاء من بعده علماء أجلاء فضلاء فنقلوا أحكام الهيثمي وتخريجاته وأحكامه في الجرح والتعديل بكل أمانة ووضوح سواء أكانوا تلاميذ له أو علماء جاءوا من بعده فعرفوا قدره فأول هؤلاء :
1. تلميذه والذي صنف مثل تصنيفاته الإمام أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم الشهاب أبو العباس الكناني البوصيري ( ت 840 هـ ) :
ولقد نقل عن الهيثمي من كتابه المجمع أحكامه في الجرح والتعديل والتخريج ، وأودعها في كتابه الإتحاف ، بل وبنى رحمه الله كتابه إتحاف الخيرة المهرة وسبكه على منوال وتقسيم سيخه ، فقسم كتابه على الأبواب الفقهية كما فعل الهيثمي ، وهذه طائفة من أحكام للهيثمي نقلها البوصيري في كتابه إتحاف الخيرة .
باب ما يستحب القاضي أن يقضي في موضع بارز الناس لا يكون دون حجاب وأن يكون متوسط المصر :
قال مسدد : حدثنا عبدالله عن فطر ، عن الديال بن حرملة ، سمعت القاسم بن مخيمرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ولي عن الناس فاحتجب عنهم عند فقرهم وحاجتهم احتجب الله منه يوم القيامة )) .
رواه أبو يعلى الموصلي ، قال : حدثنا الحسن بن حماد ، حدثنا أبو أسامة ، عن زائدة ، عن السائب بن حبيش الكلاعي ، عن أبي الشماخ الأزدي ، عن ابن عم له ، أنه دخل على معاوية ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من ولي من المسلمين شيئاً فأغلق بابه عن المسكين والضعيف وذي الحاجة دون حاجتهم وفاقتهم أغلق الله عز وجل عنه باب رحمته يوم حاجته وفاقته أحوج ما يكون إلى ذلك )) لا أدري من القائل الأزدي لمعاوية ، أو الأزدي لمعاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورواه عبد بن حميد : أخبرنا أبو عاصم ، حدثنا سعيد بن زيد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي الحسن الحمصي ، عن عمرو بن مرة ، وكانت له صحبة أنه قال لمعاوي : أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أيما وال ، أو قاض ، شك عليَّ ، أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله بابه عن حاجته وخلته ومسكنته )) .
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناد حسن : حدثنا معاوية بن عمر وأبو سعيد قالا : حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي ... فذكره دون قوله : لا أدري ... الخ .
ورواه شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي في زوائد الحارث بن محمد بن أبي أسامة من حديث أبي مريم موقوفاً وزعم أنه ليس في شيء من الكتب الستة ووهم في ذلك .
قلت ( عماد ) : ثم علق على هذه الرواية ( رواية أبي داود ) ورواية الترمذي فقال في آخرها : قال الترمذي : حديث عمر بن مرة حديث غريب وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه وعمر بن مرة الجهني يكنى أبا مريم ، وكأن شيخنا أبو الحسن الهيثمي اعتقد أن أبا مريم غير عمرو بن مرة وهو هو ، وممن جمع بين هذا الاسم والكنية الحافظ المنذري في كتاب الترغيب فقال : وعن أبي مريم عمرو بن مرة الجهني ، انتهى .
وإنما أوردت ما في أبي داود والترمذي للفائدة ولما وقع من الوهم لشيخنا في إبراز هذا الحديث من مسند الحارث .
وقال في الحديث رقم ( 1709 ) : وفي رواية لأبي يعلى والبزار قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه أو ساقاه فقيل له : أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً . قال البوصيري : قال الهيثمي في المجمع : رواه أبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح . وأنظر الأحاديث ( 4049 ) و ( 3177 ) و ( 3202 ) و ( 3223 ) و ( 4213 ) . استدرك فيه البوصيري على شيخه الهيثمي ما فاته من زوائد مسند أحمد و ( 4234 ) و ( 4570 ) و ( 4881 ) و ( 5427 ) ولقد اعتنى البوصيري في المجمع أيما اعتناء فكما رأيت تجد البوصيري ينقل كل ما يخص الزوائد من كتاب شيخه ليدل على عمق ما كتبه الهيثمي رحمه الله .

2- الحافظ أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني :
وقد قرأ على الهيثمي قريناً للعراقي ومنفرداً نحو النص من مجمع الزوائد ونحو من الربع من زوائد المسند والثلث من السنن الكبرى للبيهقي ، ونقل عنه الحافظ في كتبه فقال في مقدمة تعجيل المنفعة : ثم وقفت على جزء لشيخنا الحافظ نور الدين الهيثمي استدرك فيها ما فات الحسيني من رجال أحمد لقطعة من المسند لما كان يكتب زوائد أحاديثه على الكتب الستة وهو جزء لطيف جداً وعثرت فيه مع ذلك على أوهام . ونقل في تعجيل المنفعة أحكام شيخه على التراجم والقول المسدد ( 1 : 67 ) و ( 81 ) و ( 84 ) و ( 89 ) وتعجيل المنفعة ( ت 210 ) وتعليق التعليق ( 2 : 22 ) وبلوغ المرام ( 132 ) وفتح الباري ( 4 : 248 ) .

المدرسة المعاصرة الحديثة :
وهذه المدرسة لا حصر لها ولا حد ولا مد ، فكل من عمل في الحديث الشريف دراسة وتدريساً ، تصنيفاً وتبويباً ، تحقيقاً وتعليقاً ، إلا اعتمد على مجمع الزوائد ولو أردت السرد لطال بنا المقام ، لكني اعتمدت في المدرسة المعاصرة ثلاثة أعلام وهؤلاء هم أعمدة المدرسة الحديثية التي نقلت وبكثرة أحكام الهيثمي على النصوص :
1. الشيخ العلامة محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني ت 1420 هـ ) .
2. الشيخ العلامة شعيب بن محرم بن علي الأرنؤوط أبقاه الله .
3. الشيخ العلامة حبيب الرحمن الأعظمي .
4. وسنضيف العلامة أحمد بن محمد بن شاكر ابن أبي العلياء الحسيني .
فأول هؤلاء الأعمدة : هو حبيب الرحمن الأعظمي فقد حقق الجزء الموجود من صحيح ابن خزيمة البالغ ( مطبوع ) أربعة أجزاء ، ونقل من خلال هذا الكتاب أحكام الإمام الهيثمي من المجمع ونقل أحكامه في الجرح والتعديل ، والتخريج والتدقيق ، وكل الصناعة الحديثية ، وجاءت كما يلي :
1. ( ج 1 : 8 ) حديث رقم ( 10 ) : لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول . قال الأعظمي : قال الهيثمي في المجمع : رواه البزار وفيه كثير بن زيد الأسلمي وثقه ابن حبان وابن معين في رواية وقال أبو زرعة : صدوق فيه لين وضعفه النسائي وقال محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي : ثقة .
2. ( ج 1 : ص 119 ) حديث رقم ( 249 ) : اغتسل صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فستره أبو ذر . قال الأعظمي : وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
وأنظر : الحديث رقم ( 1485 ) و ( 1571 ) و ( 1686 ) و ( 1730 ) و ( 2026 ) و ( 2967 ) و ( 3013 ) .

ثانيهم : الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني : ولقد أكثر الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني في كتبه جميعاً من ذكر أحكام الإمام الهيثمي وخاصة في ثلاثة كتب كبيرة هي : السلسة الضعيفة والسلسلة الصحيحة وإرواء الغليل .
حديث رقم ( 59 ) : ( قال ابن مسعود : إن من الجفاء أن تبول قائما ) . ص 19
وعلقه الترمذي في سننه فقال ( 1 : 18 ) : وقد روي عن عبد الله بن مسعود قال . . . . فذكره . وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي : هذا الأثر معلق بدون إسناد الشارح - يعني المبار كفوري - : لم أقف عل من وصله . وأقره . قلت : قد وقفنا والحمد لله على من وصله موقوفا ومرفوعا . أما الموقوف ، فأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ( 2 : 285 ) عن قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود انه يقول : أربع من الجفاء : أن يبول الرجل قائما ، وصلاة الرجل والناس يمرون بين يده ، ولبس ببن يديه شئ يستره ، ومسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته ، وأن يسمع المؤذن فلا يجيبه في قوله . وقال : وكذلك رواه . الجريري عن ابن بريدة عن ابن مسعود . قلت : فهو عنه صحيح موقوفا .
وقد رواه كهمس عن ابن بريدة قال : كان يقال من الجفاء أن ينفخ الرجل في صلاته . ورواه ابن أبي شيبة ( 2 : 41 : 2 ) بسند صحيح عنه . وأما المرفوع فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ( 2 : 1 : 454 ) والطبراني في الأوسط ( ق 4 6 : 1 ) منه الجمع بينه وبين الصغير عن أبي عبيدة الحداد ثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن بريد عن أبيه مرفوعا بلفظ ثلاث من الجفاء : مسح الرجل التراب عن وجهه قبل فراغه من صلاته ، ونفخه في الصلاة التراب لموضع وجهه ، وأن يبول قائما . وأخرجه البخاري في التاريخ من طريقين آخرين عن سعيد به نحوه . وروى منه أبو الحسن بن شاذان في حديث عبد الباقي وغبره ( ق 1 55 : 1 - 2 ) من هذا الوجه الفقرة التالية ، ورواه البزار بتمامه نحوه من طريق عبد الله بن داود حدثنا سعيد بن عبيد الله به . وقال الهيثمي في المجمع ( 2 : 83 ) : رواه . البزار والطبراني في الأوسط رجال البزار رجال الصحيح .
حديث رقم ( 33 ) : قال صلى الله عليه وسلم : (( الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم )) . متفق عليه ص 14 صحيح .
ورد من حديث أم سلمة وعائشة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر . أما حديث أم سلمة ، فأخرجه مالك في الموطأ ( 2 : 924 : 11 ) ومن طريقه بخاري (4 : 38 ) وكذا مسلم ( 6 : 134 ) عنه عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق عنها مرفوعا به دون قوله : الذهب . وكذا أخرجه مسلم أيضا والدارمى ( 2 : 121 ) وابن ماجة ( 3413 ) والطيالسي ( 1601 ) وأحمد ( 6 /: 301 و 302 و 304 ر 306 ) من طرق أخرى عن نافع به ، نعم أخرجه مسلم من طريق علي بن مسهر عن عبيدالله عن نافع بلفظ : أن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب . . . وقال : ليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر . قلت : فهذه الزيادة شاذة من جهة الرواية ، وإن كانت صحيحة في المعنى من حيث الدراية ، لأن الأكل والذهب أعظم وأخطر من الشرب والفضة كما هو ظاهر ، على أن للفضة والذهب طريقا أخرى عند مسلم من رواية عثمان بن مرة حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن خالته أم سلمة قالت : فذكر . بلفظ : من شرب في إناء من ذهب أو فضة ، فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم . وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد ( 6 : 98 ) وابن ماجة ( 3415 ) من طريق سعد بن إبراهيم عن نافع عن امرأة ابن عمر منها مرفوعاً مثل حديث أم سلمة عند الجماعة . قلت : ورجاله ثقات رجال الصحيحين ، وامرأة ابن عمر اسمها صفية بنت أبى عبيد ، وقد أخرجا لها أيضاً ، فالإسناد صحيح . وأما حديث عبد الله بن عباس فأخرجه الطبراني في المعجم الصغير ( ص 63 ) وفي الكبير أيضا عن سليم بن مسلم الخشاب المكي ثنا النضر ابن عربي عن عكرمة عنه مرفوعا به وزاد : الذهب وهذا إسناد ضعيف من أجل الخشاب ، هذا ، وأما قول الهيثمي ( 5 : 77 ) : رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة . وفيه محمد بن يحيى بن أبى سمينة ، وقد وثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما ، وفيه كلام لا يضر . وبقية رجاله ثقات ، فلا يخلو من خطا . لأن ابن أبي سمينة هذا ليس له ذكر في الصغير والكبير وفيهما من عرفت ضعفه ، فلعل ذلك الراوي في إسناد أبى يعلى فقط ، فإن ثبت ذلك فهي طريق أخرى للحديث تشهد لهذه الطريق الواهية . وله طريق أخرى مختصراً . أخرجه أحمد ( 1 : 321 ) عن خصيف عن سعيد ابن جبير وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب في إناء الفضة . وإسناده حسن في الشواهد والمتابعات ، وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح . كذا قال ! وأما حديث ابن عمر ، فله طريقان :
الأولى : عن العلاء بن برد بن سنان عن أبيه عن نافع عنه مرفوعا بلفظ : من شرب في إناء من ذهب أو إناء من فضة فإنما . . . أخرجه الطبراني في الصغير ( ص 117 ) وقال : لم يروه عن برد إلا ابنه العلاء . قلت : وهو ضعيف ، وأما أبوه فصدوق .
الثانية : عن يحيى بن محمد الجاري ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ الذي قبله وزاد أو إناء فيه شئ من ذلك . أ خرجه ابن بشران في الأمالي ( ق 8 : 1 ) والجرجاني في تاريخه ( 109 ) . وكذا الدارقطني في سننه ( ص 15 ) وقال : إسناده حسن ! كذا قال ، وهو مردود فإن الجاري هذا قال البخاري : يتكلمون فيه وأما ابن عدى فقال : ليس به بأس ولما أورده الذهبي في الميزان ساق له هذا الحديث وقال : هذا حديث منكر ، وزكريا ليس بالمشهور . قلت : ومثله أبوه إبراهيم ، قال الحافظ في الفتح ( 10 : 87 ) : حديث معلول بجهالة حال إبراهيم بن مطيع وولده ، قال البيهقي : الصواب ما رواه عبيدالله العمري عن نافع عن ابن عمر موقوفا أنه كان يشرب في قدح فيه ضبة فضة . وإسناد هذا الموقوف على شرط الصحيح كما قال في التلخيص ( ص 20 ) ولكنه مخالف للحديث الآتي بعده في الكتاب فلا حجة فيه ...

ثالثهم : العلامة المحدث أحمد بن محمد ين شاكر الحسيني : ونقل أثناء تعليقه على المحلى للإمام العلامة علي بن حزم الأندلسي ( ت 456 ) :
1. ( ج 1 : ص 62 ) ونسبه ( الحديث ) الهيثمي في مجمع الزوائد إلى الطبراني في الكبير والبزار .
2. ( ج 2 : ص 206 ) وعلق على الجزء ( 2 : 242 ) و ( 413 ) و ( 417 ) .

رابعهم : الشيخ شعيب بن محرم الأرنؤوط : ولقد نقل حفظه الله عن الهيثمي في المجمع في مسنده الذي حققه ( مسند الإمام أحمد ت 242 الواقع في خمسين مجلداً ) ثلاث وعشرين موطناً في المسند ولذلك اخترت المسند مثلاً لمدرسة شعيب :
1. حديث رقم ( 3079 ) قال الشيخ شعيب : قال الهيثمي : رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير منذر بن الأفطس وهو ثقة .
2. حديث رقم ( 3251 ) قال الشيخ شعيب : إسناده ضعيف عثمان الجزري قال أحمد : روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه وقال ابن أبي حاتم : سألت عنه أبي فقال : ما أعلم روى عنه غير معمر والنعمان وقد أخطأ الهيثمي وتابع أحمد شاكر وحبيب الرحمن فظنوه عثمان بن عمر بن ساج الجزري المترجم في التهذيب .
3. حديث رقم ( 141 ) قال الشيخ شعيب : إسناده ضعيف لجهالة الغضبان بن حنظلة وأبيه ..... وأورده الهيثمي في المجمع ( 10 : 51 ) ونسبه إلى أحمد والبزار وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الأوسط وقال : أحد إسنادي أبي يعلى رجاله ثقات كلهم .
وعلق على الحديث رقم ( 3642 ) و ( 3772 ) و ( 3813 ) . ولو أردت نقل أحكام الشيخ شعيب وأحكام الشيخ ناصر لبلغت كمجمع الزوائد ولكني اكتفيت بالأمثلة .

الإمام البوصيري وأثره في المدرسة التي جاءت بعده :
بعدما صنف الإمام البوصيري رحمه الله موسوعته الشهيرة الموسومة بإتحاف الخيرة المهرة ، التي كانت هي وموسوعة الهيثمي منار للحافظ ابن حجر في كتبه المطالب العالية والإتحاف ، واستقرت كتب الزوائد بعد الحافظ ابن حجر ، فلم نعد نرى أثر لأحد بعد هؤلاء الثلاثة ، اللهم إلا ما فعله السيوطي في جمع الجوامع ، وهو جمع للأحاديث الموجودة في الجامع الكبير وزياداتها .
ونقل المتقي الهندي في كنز العمال أحكام البوصيري على بعض أحاديثه منها : ( 1411 ) و ( 4582 ) و ( 23431 ) و ( 26970 ) و ( 36491 ) .
ونقل الساعاتي رحمه الله أحكام البوصيري في الفتح الرباني ( 1 : 104 ) و ( 107 ) و ( 34 ) و ( 61 ) و ( 79 ) و ( 1041 ) .
ونقل التبريزي في مشكاة المصابيح مع شرحه أحكام البوصيري ( 1650 ) و ( 658 ) و ( 2 : 238 ) و ( 2 : 645 ) و ( 4 : 47 ) و ( 630 ) و ( 4 : 373 ) و ( 5 : 60 ) و ( 228 ) و ( 567 ) و ( 460 ) .
حديث ( 82 ) : عفي في لأمتي عن الخطأ والنسيان . ص 24 صحيح .
ولكن لم أجده . بلفظ عفي وإنما رواه ابن عدي في الكامل ( ق 312 : 1 ) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي حدثني أبى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا بلفظ عفا لي عن أمتي الخطأ والنسيان والاستكراه . وعبد الرحيم هذا كذاب وأبوه ضعيف . والمشهور في كتب الفقه والأصول بلفظ رفع عن أمتي . . . ولكنه منكر كما سيأتي والمعروف ما أخرجه ابن ماجة ( 1 : 630 ) من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه فظاهر إسناده الصحة لأن رجاله كلهم ثقات وقد اغتر بظاهره صاحب التاج الجامع للأصول الخمسة فقال ( 1 : 25 ) : سنده صحيح وخفيف عليه علته وهي الانقطاع بين عطاة وابن عباس ، وقد أشار إلى فلك البوصيري في الزوائد فقال : إسناده صحيح إن سلم من الانقطاع ، والظاهر أنه منقطع بدليل زيادة عبيد بن نمير في الطريق الثاني ، وليس ببعيد أن يكون السقط من جهة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس يعني تدليس التسوية ، والطريق المشار إليه أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ( 2 : 56 ) والدار قطني ( 497 ) والحاكم ( 2 : 198 ) وابن حزم في أصول الأحكام ( 5 : 149 ) من طريق بشر بن بكر وأيوب بن سويد قالا : ثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رياح عن عبيد بن عمير عن ابن عباس به . وقال الحاكم : صحيح عل شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، واحتج به ابن حزم وصححه المعلق عليه المحقق العلامة أحمد شاكر رحمه الله . وكذلك صححه من قبل ابن حبان فرواه . في صحيحه ( 1 4 98 ) من هذا الطريق ، وقال النووي في الأربعين وغيره : إنه حديث حسن . وأقره الحافظ في التلخيص .
حديث ( 231 ) : عن سعد القرظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يجعل أصبعيه في أذنيه وقال إنه أرفع لصوتك رواه . ابن ماجة . ص 65 . ضعيف .
رواه ابن ماجة ( 710 ) : حدثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم : حدثني أبي عن أبيه عن جده به . وأخرجه الطبراني في الصغير ( ص 241 ) عن هشام ، ورواه الحاكم ( 3 : 607 ) من طريق عبد الله بن الزبير الحميدي ثنا عبد الرحمن بن عمار بن سعد به .
قلت : وسكت عليه الحاكم وكذا الذهبي . وقال البوصيري في الزوائد (**** 47 : 2 ) : وهذا إسناد ضعيف لضعف أولاد سعد القرظ : عمار وسعد وعبد الرحمن . رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث أبي جحيفة وقال : حسن صحيح .
قلت : وفي هذا التخريج تسامح كبير ، فإن حديث أبي جحيفة عند غير الترمذي ليس فيه جعل الأصبعين في الأذنين كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في الحديث السابق . والحديث رواه ابن عدي في الكامل ( ق 235 : 1 ) من طريقين والبيهقي ( 1 : 396 ) عن هشام بن عمار به ( 1 ) ، وخالفه يعقوب حميد بن كاسب فقال : نا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص عن آبائهم عن أجدادهم عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أذنت فأجعل أصبعيك في أذنيك فإنه أرفع لصوتك )) . أخرجه الطبراني ( 1 : 54 : 1 ) والبيهقي . ويعقوب هذا فيه ضعف من قبل حفظه فإن كان حفظه فالسند ضعيف أيضاً لأن مداره على عبد الرحمن بن سعد وقد عرفت ضعفه .

رحم الله الرجلين على ما قدما لمدرسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى ما قدما لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنزلهما منازل الصديقين والشهداء إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك .