المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا صنع الهيثمي والبوصيري في الزوائد : كتبها عماد بن حسن المصري الاردني



أهــل الحـديث
01-06-2013, 10:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ماذا صنع الهيثمي والبوصيري في الزوائد :
قدمنا في الأبواب السابقة أن علم الزوائد في الحقيقة لم يقم إلا على كتفي ثلاثة رجال فقط هم :
1. الهيثمي .
2. البوصيري .
3. الحافظ ابن حجر .
وإن كان قد سبقهم الإمام مغلطاي ، إلا أن كتاب مغلطاي بالنسبة لنا مفقود وبالنسبة لهم كذلك ، والدليل على صحة قولنا أن الرجال الثلاثة لم ينقلوا حرفاً واحداً من مغلطاي يدل ذلك على فقدان كتاب مغلطاي زوائد ابن حبان على الصحيحين ، ونستخلص جهود الهيثمي والبوصيري فيما يلي :
1- الهيثمي :
عمد رحمه الله إلى زوائد الكتب الستة الأصول فقرر إخراجها في مؤلف خاص لم يجمع من قبل مثله ، ثم عمد إلى إخراج زوائد مسند الإمام أحمد ، ثم زوائد ابن حبان على الصحيحين ثم زوائد معاجم الطبراني الثلاثة ، ومسند البزار ، وزوائد أبي يعلى الموصلي ، وجهود هذه الزوائد كانت منصبة على إخراجها ليسهل على الباحث الاستفادة منها .
وكان كل كتاب له مزية خاصة به غير مزية أنه من الزوائد أنه بسط فيه منهجه ، ونظم الكتاب ، وتكلم على أسانيده جرحاً وتعديلاً ، فمثلاً ذكر في المقصد العلي أنه لم يذكر الزوائد التي في السنن الصغرى للنسائي المسماة المجتبى ، وتجلت مكانة الهيثمي في الزوائد أنخ يخرج الزيادات التي انفرد بها صاحب المسند عن كتب الأصل ، فيخرِّج ما انفرد به صاحب الزيادة عن كتاب الأصل من حديث بتمامه أو حديث فيه زيادة عليهم ، وأنه يميز هذه الزيادات بقوله أخرجه فلان خلا كذا ، وساق تلك الزيادات بأسانيد أصحابها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلك ميزة رائعة في كتابه وذلك أنه حفظ لنا بعض أسانيد الكتب التي ندت عنها كزوائد ابن حبان على الصحيحين .
وتكلم رحمه الله على أسانيد تلك المسانيد جرحاً وتعديلاً صحة وضعفاً ، فكان حقاً صاحب أول مدرسة حديثية في علم الزوائد ، فقد رتب كل المسانيد التي صنفها أصحابها على مسانيد الصحابة ، فكانت عسرة جداً ، لا يستطيع الباحث العثور على مبتغاه إلا بعد جهد جهيد .
ثم جاء حكم الهيثمي رحمه الله على الأحاديث الزائدة ليكمل عملة الموسوعي وهو :
1. الجمع .
2. الترتيب .
3. التصحيح والتضعيف .
ثم أبرز لنا قيمة الكتب التي جمعها وزوائدها وسلك في عمله هذا سبيل المتقدمين في التصنيف ، ومشى على قواعد أهل الحديث وربما جرَّح وعدَّل حسب ما توصل إلى الحق .
وكتب هذه بين أيدينا ينهل منها القاصي والداني ، وإليها يرجع كل من كتب وسيكتب في علم الزوائد .
إنها مدرسة متكاملة حفرها الهيثمي والبوصيري بأظافرهما ، وشيدا بنياناً ضخماً كان تراثاُ لمن جاء بعدهم ولا زال ، فتلك نعمة لم يعلمها إلا العارفون لهذا الفن ، قال الإمام الكتاني عن كتاب الهيثمي المجمع : هو من أنفع كتب الحديث ، بل لم يوجد مثله .
وتكللت مدرسة الهيثمي في الزوائد بالنجاح الباهر ، وسطع نورها في الآفاق ، فإنك لا تجد مُؤلِفاً أو مؤلَفاً في علم الزوائد إلا وينهل من ذلك الكتاب الشهير مجمع الزوائد ومنبع الفوائد .
فلما جمع الإمام الهيثمي تلك الزيادات الضخمة في زوائد أحمد ، وزوائد الطبراني والبزار وأبي يعلى وابن حبان بأسانيدها ، قام فجمعها في موسوعة شاملة متكاملة الأطراف مجموعة الأبواب حكم على أحاديثها ، وحذف أسانيدها وجمعها في مؤلف واحد هو مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، وفي هذا الكتاب ظهرت علامات النبوغ والعلم وقدم السبق في هذا المجال على الإمام الهيثمي ، وهذا الكتاب هو ثمرة سنوات من الجهد في الجمع والترتيب والتبويب والتنسيق في فن الزوائد سبكها جميعاً سبك الدرر في السلك الواحد وفي إطار واحد ، وتحت مسمى واحد ، فكانت كل الزوائد عليه عيال صغار لم يبلغوا بعد سن الفطام .
وحتى نقف على جهود الهيثمي في الزوائد لا بد من ذكر منهجه في أعظم كتبه وأنفعها ، وأكثر الكتب نقلاً عنها الأحكام التخريجية الحديثية .