المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصّة الجُندب



عميد اتحادي
30-05-2013, 10:30 PM
سوف اخبركم عن قصّتي مع الجُندب .. !!

هذه القبيلة التي يسلطني الله عليهم بمجرد أن يقعوا في مزرعة جدّي ..
بدأت وحيداً ، أقطع رؤوس الجنادب وأخزقها بـ أشواك النخل .. على نخلتي المفضلة ،
لـ يرى بقيّة الجنادب عاقبة الدخول لمزرعة جدّي واكل محاصيله ..

كُنت حارساً في المزرعة بدون راتب .. إنضم أخي الاصغر مشكلاً فريقاً معي ،
وبرهن لي قدرته حينما قطع رأس جُندب أمامي معلناً ولاؤه لـي .. !!

نستيقظ كل صباح ، ونذهب إلى المزرعة لنحمي محاصيلها ..
كان جدّي يضحك إلى أن اسمع شهقاته ثم يردف ( بعدي ياعيالي .. مزرعتكم لاتموت ) ..

بدأت فرقة الكوماندو بالإزدياد ، فـ اتى أبناء عمومتي وأنضمّوا لي ،
بعد أن أحضروا عشرة جنادب لـ اخي الاصغر ، ساعدي الأيمن .. !!

استمرّينا سنة ، نُفطر كل صباح ، في بيت جدّي ، ونذهب على سيارته "الددسن" ،
كنت انا القائد فـ اركب في المقدمة مع جدي ، والبقيّة في الصندوق مع أغنامه ،
وأحياناً يطردني جدّي ، واركب في الصندوق مع الغنم .. لكن لابأس .. !!
مادام الجرادُ حيّاً ، لن يشغل بالي توافه الأمور .. !!

كنتُ طفلاً في السادسة ..

_______

بعد 16 سنه .. ذهبت إلى المزرعة مع أخي ، كان ابناء اعمامي متواجدون ..
كانوا يستدعون الذكريات الجميلة أمامي ، وأخي كان يبادرهم بالضحك والقهقهة ..

نظرت إلى المزرعة ، لم يكن هناك مزرعة اصلاً !! ، كانت كائناتٌ ميّته ،
كُنت انظر إلى نخلتي التي هي فخر جهدي ، وميداليّاتي ..
لم تكن نخله ، بل كانت عجوزٌ مات اقرباؤها فـجلست على رُكبتيها تبكي إلى ربّها !!



ماتت المزرعة ، لأن جدّي مات ، وبموته مات كُل شيءٍ ، فيها ..
كنتُ اخشى جدّي كثيراً فهو قاسي جدّاً ،
وحينما وافته المنيّة ، لم أبكي .. !!


لكن حينما وقفت في تلك المزرعة ، رأيتها تبكي وروحها تختفي ..
رأيت في لحظات نفسي أركض مُصطاداً الجندب .. !!

جلست على الارض ، وتربّعت في وسطها كالطفل ..
وكُدت أن أسقي تلك المزرعة بدموعي ..

الذكريات الجميلة ، قد تُصبح حزينة حينما نفقد الآخرين ..

الآن ، قولوا وداعاً لمن بكى على طفولته .. :$