المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام البوصيري ومنهجه في الزوائد يكتبها عماد بن حسن المصري الأردني



أهــل الحـديث
29-05-2013, 01:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الإمام البوصيري ومنهجه في الزوائد




الكتاب الأول : مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة :
هناك تسميتان مشهورتان لهذا الكتاب وقد نسب أهل العلم هاتين التسميتين إلى الذين ترجموا للإمام البوصيري .
أولها : زوائد ابن ماجة على الكتب الخمسة .
والثانية : مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة .

مخطوطات الكتاب :
وقفت على نسختين لهذا الكتاب ولم يتيسر لي حصر جميع نسخه وذلك لأمرين اثنين :
الأول : أني لست بصدد تحقيقه جملة وتفصيلاً .
والثاني : إني أريد فقط توضيح منهج الإمام البوصيري ، فلا مزية في البحث الطويل خلف تجميع النسخ من كل مكان .
النسخة الأولى : الأحمدية في حلب وهي نسخة كتبت بخط ولد المصنف محمد سنة ( 856 ) وهي محفوظة في حلب برقم ( 185 ) حديث .
والنسخة الثانية : نسخة دار الكتب المصرية بالقاهرة برقم ( 242 ) حديث ، وهي النسخة التي أشار إليها المحقق كمال يوسف في مقدمة تحقيقه ( 1 : 29 ) .

منهجه في المصباح :
يقول الفقير إلى مغفرة الله الكريم أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري عفا الله عنه : الحمد لله الذي شرفنا بما خاطبنا به من كلامه المجيد ، وعرفنا فيه دلائل ربوبيته ، لنعبده على بساط التمجيد ، وقضى في سابق أجله بما شاء من آثار الفضل والعدل على العبيد ، فهذا شقي وهذا سعيد ، وهذا غوي وهذا رشيد ، وهذا صفي وهذا طريد ، وهذا وفيّ وهذا عنيد ، وهذا ذكي وهذا بليد ، وهذا عُمَيُّ وهذا بصره حديد ، لا يسأل عما يفعل إن الله يفعل ما يريد فأحمده وأشكره وأن شكره لاحق ما الله يفتح به باب المزيد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الفرد الصمد الولي الحميد ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المسدد في أقواله وأفعاله بغاية التسديد ، فلقد حق لنا أن نقتدي بسنته فيما نبدي وما نعيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأيد ذلك بمدد لا ينفد ولا يبيد وبعد .
فلقد استخرت الله جل وعلا في إفراد زوائد الإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني على الخمسة الأصول صحيحي البخاري ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي الصغرى رواية ابن السني .
فإن كان الحديث في الكتب الخمسة أو أحدهم من طريق صحابي واحد لم أخرجه إلا أن يكون فيه زيادة عند ابن ماجة تدل على حكم . وإن كان من طريق صحابيين فأكثر وانفرد ابن ماجة بإخراج طريق منها ، أخرجته ولو كان المتن واحد وأنبه عقب كل حديث أنه في الكتب الخمسة المذكورة أو أحدها من طريق فلان مثلاً إن كان فإن لم يكن ورأيت الحديث على كل إسناد بما يليق بحاله من صحة وحسن وضعف وغير ذلك وما سكت عليه ففيه نظر .
وهذا ترتيب كتبه أذكرها ليسهل الكشف منها وهي : كتاب أتباع السنة وفضل الصحابة والعلماء ، كتاب الطهارة ، كتاب المواقيت ، كتاب الآذان ، كتاب إقامة الصلاة ، كتاب الجنائز ، كتاب الصيام ، كتاب الزكاة ، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب الكفارات ، كتاب التجارات ، كتاب الأحكام ، كتاب الشفعة ، كتاب العتق ، كتاب الحدود ، كتاب الديات ، كتاب الوصايا ، كتاب الفرائض ، كتاب الجهاد ، كتاب الحج ، كتاب الضحايا ، كتاب الذبح والعقيقة ، كتاب الصيد ، كتاب الأطعمة ، كتاب الأشربة ، كتاب الطب ، كتاب اللباس ، كتاب الأدب ، كتاب الدعاء ، كتاب التعبير ، كتاب الفتن ، كتاب الزهد ، ذكر الموت ، صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكر الحوض ، ذكر الشفاعة ، صفة النار ، صفة الجنة . وسميته ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ) .


بيان منهج البوصيري :
1. أفرد زوائد الإمام ابن ماجة على الكتب الخمسة البخاري ، ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي الصغرى رواية ابن السني .
2. رتب كتابه على الأبواب الفقهية ، وهذا الترتيب قريب جداً من ترتيب ابن ماجة لسننه ، إلا ما ذكره الدكتور مشعل الحدادي في رسالته للدكتوراه ( الإمام شهاب الدين البوصيري ومنهجه في الدراسات الحديثية ) فقال : كما رتب كتابه على الكتب الفقهية بما يقارب ترتيب ابن ماجة لسننه حيث تصرف بأسماء بعض الكتب تعريفاً ميسراً فجعل كتاب المناسك كتاب الحج وفصل أبواب الأطعمة الموجودة في كتاب الصيد وجعلها كتاباً مستقلاً وهكذا .
قلت ( عماد ) : وأظن ذلك من فضيلته خطأ محض لأن أصل ابن ماجة الذي بنى عليه البوصيري زوائده سمى كتاب الحج كتاب المناسك ، ففي نسخة فؤاد عبد الباقي ( 2 : 961 ) كتاب المناسك رقم ( 25 ) وهو عند البوصيري ( 2 : 125 ) كتاب المناسك لذلك لم يتابع الدكتور عوض الشهري في تحقيقه لمصباح الزجاجة ( ج 1 : ص 50 ) هذا الزعم .
3. إذا انفرد ابن ماجة بزيادة في الحديث تدل على حكم معين ولو كان الصحابي الذي روى هذا الحديث عند الخمسة .
4. إذا تفرد ابن ماجة برواية متن من طريق صحابي معين عن الكتب الخمسة وكان غير الصحابي هذا موجوداً في الكتب الخمسة أخرجه .
5. كان رحمه الله يحيل في تخريجه لبعض النصوص إلى كتابه الشهير على زوائد المسانيد العشرة .
مثاله : مصباح الزجاجة الحديث رقم ( 43 ) حديث كعب بن عميرة قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنةً فقربها فمر رجل مقنع رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هذا يومئذ على الهدى )) ، فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ، ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذا ؟ قال : هذا . قال البوصيري : هذا إسناد منقطع قال أبو حاتم : محمد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عميرة ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة في مسنده عن إسماعيل بن علية عن هشام به ، ورواه أحمد بن منيع في مسنده حدثنا يزيد بن هارون حدثنا هشام بن حسان فذكره بزيادة كما أوردته في زوائد المسانيد العشرة .
قلت : وهو في إتحاف الخيرة ( 7 : 68 ) برقم ( 6604 ) وينظر الأحاديث في مصباح الزجاجة ( 1 ) و ( 44 ) و ( 46 ) و ( 47 ) و ( 86 ) و ( 57 ) .
6. تكلم على الأسانيد كل بما يليق به من صحة وحسن وضعف ، وما سكت عليه البوصيري ففيه نظر .
هذا باختصار المنهج الذي اختطه البوصيري في كتابه ، ومن خلال قراءتي لمصباح الزجاجة تبين لي ما يلي :
1. توقفه في إطلاق بعض الأحكام الحديثية على بعض الأحاديث ساكتاً عليها فلم يدرسها ولم يحلها على الإتحاف .
2. لقد زادنا البوصيري في تخريجه للمصباح مسنداً مهماً فات الهيثمي في المجمع هو مسند أحمد بن منيع وكما فات الهيثمي المسند الكبير لأبي يعلى الموصلي رواية ابن المقرئ .
3. ومثله مثل شيخه الهيثمي رحمه الله فإنه أخرج أحاديث حكم عليها أنها من الزوائد وهي ليست منها وترك أحاديث هي من الزوائد ظن أنها ليست من الزوائد .
4. مما اتضح من نقلنا لتخريج المصباح وإحالته في التخريج لإتحاف الخيرة المهرة أن إتحاف المهرة جمع أولاً ثم مصباح الزجاجة .

المآخذ على مصباح الزجاجة :
1. قوله في الحديث رقم ( 15 ) ( ج 1 : ص 6 ) : حديث أبي بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يحيى بن يعلى التيمي ، عن محمد بن إسحاق ، عن معبد بن كعب ، عن أبي قتادة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : (( إياكم وكثرة الحديث عني ، فمن قال عليَّ فليقل حقاً أو صدقاً ، ومن تَقوَّل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )) . قال البوصيري : هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق ، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا .
قلت ( عماد ) : أخطأ رحمه الله في قوله : وهذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق ، فإن محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند أحمد في المسند ( 5 : 297 ) برقم ( 22591 ) .
2. قال ابن ماجة ( 1 : 68 ) حديث رقم ( 190 ) : حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحزامي قال : سمعت طلحة بن خراش قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول : لما قتل عبدالله بن عمرو بن حرام يوم أحد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك )) وقال يحيى في حديثه فقال : (( يا جابر مالي أراك منكسراً قال : أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ؟ قال : بلى يا رسول الله قال : ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب ، وكلم أباك كفاحاً فقال : يا عبدي تمنَّ عليَّ أعطك ، قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ، فقال الرب سبحانه : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ، قال : يا رب فابلغ من ورائي فأنزل الله تعالى (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )) . قال البوصيري : هذا إسناد ضعيف ، طلحة بن خراش قال فيه الأزدي : روى عن جابر مناكير ، وذكره الذهبي في الميزان ، وموسى بن إبراهيم قال فيه ابن حبان في الثقات : يخطئ .
قلت : وفيه أمران :
الأول : أن البوصيري أورده هكذا ولم يبين لنا أن الترمذي رحمه الله رواه هكذا على الجادة في التفسير حديث رقم ( 3010 ) بسنده ومتنه ، فأين الزيادة التي ذكرها للحديث وتفطن لها البوصيري ؟
قال السندي في حاشيته على ابن ماجة ( 1 : 98 ) حديث رقم ( 190 ) : ليس هذا الحديث من أفراد ابن ماجة لا متناً ولا سنداً أخرجه الترمذي في التفسير ، ثم قال : هذا الحديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم .
والثاني : طلحة بن خراش الذي تابع على جرحه البوصيري الأزدي قال النسائي : صالح ، وقال الحافظ في تهذيب التهذيب ( 5 : 15 ) وقال ابن عبد البر : موسى وطلحة كلاهما ثقة ، أما قول الأزدي في طلحة فلا يلتفت إليه فالأزدي نفسه مجروح فياليته تفطن إلى جرحه قبل جرح الرواة .


الكتب التي اعتمد عليها البوصيري :
اعتمد الإمام البوصيري رحمه الله في إخراج زوائد ابن ماجة على كتب أهل العلم من أهل الاختصاص وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام :
1. كتب المتون .
2. كتب التواريخ .
3. كتب الرجال .
وسأذكر - بمشيئة الله - الأنواع الثلاثة غير مرتب لها بل اذكرها هكذا دون ترتيب :
1. مسدد بن مسرهد بن مسربل ، المسند .
2. أبو بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة .
3. أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني .
4. سليمان بن داود أبو داود الطيالسي .
5. العدني : محمد بن يحيى بن أبي عمر .

6. أحمد بن منيع البغوي .
7. محمد بن إسماعيل البخاري .
8. مسلم بن الحجاج النيسابوري .
9. أبو داود سليمان بن الأشعث .
10. الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى .
11. الحارث بن محمد بن أبي أسامة .
12. أبو بكر البزار أحمد بن عمر بن عبد الخالق .
13. النسائي أحمد بن شعيب بن بحر .
14. ابن خزيمة محمد بن إسحاق .
15. أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي بن المثنى .
16. أبو عوانة صاحب كتاب الصحيح .
17. ابن الجارود محمد بن عبدالله بن علي .
18. ابن حبان محمد بن حبان .
19. الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد .
20. ابن عدي أبو أحمد عبدالله بن عدي .
21. ابن أبي حاتم عبد الرحمن .
22. العقيلي ، أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي .
23. الحاكم أبو عبدالله محمد عبدالله .

24. الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر .
25. أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني .
26. أبو ذر الهروي عبد بن أحمد .
27. القضاعي شهاب الدين محمد بن سلامة .
28. البيهقي أحمد بن الحسين .