المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريج العابد ..وقصته مع امه



أهــل الحـديث
28-05-2013, 10:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وكل من وفى

من القصص النبوية الصحيحة اختار هذه القصة


كان في الامم السابقة عباد وزهاد ومعتزلون للدنيا الفانية ,فأخلدوا إلى صوامعهم وديرهم يتعبدون ويتقربون إلى خالقهم.
ومنهم جريج الذي نحن بصدد سرد روايته وقصته مع العبادة وما حصل معه ومع أمه...

حاول اهل الفسق والفجور والضلال من بني إسرائيل أن يلطخوا سمعته الشريفة ووان يدنسوا نقاء سريرته وهكذا هم في كل زمان ومكان .يسعون في الارض فسادا ويحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا...
*****************
والقصة في صحيح البخاري ومسلم كما تعلمون ...

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال {لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ,عيسى ابن مريم, وصاحب جريج .وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة, فكان فيها, فاتته أمه وهو يصلي, فقالت: يا جريج ,فقال: يا رب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته ,فانصرفت فلما, كان الغد أتته وهو يصلي, فقالت: يا رجريج, فقال يارب أمي وصلاتى ,فأقبل على صلاته, فانصرفت ,فلما كان في الغد أتته وهو يصلي ,فقالت: يا جرج ,فقال أي رب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته, فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات
...فتذكر بنوا اسرائيل جريجا وعبادته,وما حصل معه .فكانت إمرأة بغي يُتمثَّل لها بالحسن والجمال ,فقالت: إن شئتم لأُفتننَُه لكم. قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ,فأمكنته من نفسها ,فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت: هو من جريج فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه, فقال ما شأنكم, قالوا زنيت بهذه البغي فولدت منك ,فقال أين الصبي فجاءوا به فقال: دعوني حتىأصلي, فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال يا غلام من أبوك ؟قال فلان الراعي ,قال :فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب ,قال لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا }

ويحكى ان جريجا هذا الصالح كان لاول مهلة تاجرا ,وكان يخسر مرة ويربح مرة, فقال إنه ليس في هذه التجارة من خير لألتمسن تجارة خيرا من هذه .فانقطع للعبادة وزهد في الحياة الدنيا واعتزل الناس واتخذ من صومعته مقر له ..

على العموم في القصة ومنها نتخذ عبرا وعظات فهي تبين خطر العقوق وعدم الاستجابة لهما في الطاعة , والتقرب إليهما بالاحسان والحسنى, وأنهما إما سبب لسعادة الانسان أو شقاءه ونزول المصائب به ..
كذلك يُلمس من القصة انه عند الشدائد ونزول المحن والنوازل يكون اللجوء إلى الله والاستنجاد به والتوكل عليه من الضروريات وأن الله أحب أن يلقاك ,فهو حسبنا ونعم الوكيل .
وتبين القصة من وسائل اللجوء الى الله الصلاة والدعاء فكان الحبيب المصطفى إذا نزلت به وبأمته نازله أفزع إلى الصلاة .
فيقول أرحنا بها يا بلال...
وأن بها يجعل الله لعبده الفرج بصدق اللجوء في السجود ويجد له المخرج بالدعاء والبكاء ..

وأن بالبلاء يرفع قدر الانسان بعد الصبر وصدق اللجوء إلى ربه ويكون حاله أفضل من قبل نزول البلاء ,واشتداد المحن .
وان البلاء يكون من الله لمن هو عزيز عليه ويريد به مسلك الخير .والسالكين إليه يعتزون بهذا ويرون فيه رفع الدرجات والتعالي عن الدركات
ويستبشرون خيرا بالصبر والرضا ويعلمون انها نظرة الرؤوف الرحيم فيتذكرون قول الله تعالى={واصْبِرْ لحُكْمِ رَبِّكَ فإِنَّكَ بِأعْيُنِنا}

هذا وبالله التوفيق .