المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطر الوضع في الحديث...والآثار السيئة



أهــل الحـديث
28-05-2013, 04:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الامين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

ثم أما بعد

لا شك أن الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها موجودة بين يدي العامة من الناس أو ما يسمى بالعوام والتي للأسف اشتهرت بينهم وتناقلتها الألسن وغيرها وهذا من الجهل بطبيعة الحال فكل من تسمَّى عليه باسم النبي صلى الله عليه وسلم يُسلَّم له .فظهرت الاحاديث المنكرة والموضوعة فقد يخفى عليهم بالتأكيد لعدم التأ كد من السند أوالمتن او هما معا او لغيره من الأسباب .
وقد لا يخفى على طلبة هذا العلم والعلماء .قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم={نَضَّرَ اللهَ امْرِىء سَمِعَ مَقَالَتِي فَوعَاهَا فَأَدَّاهَا كمَا سَمَِعهَا} رواه الترمذي
فانتشارهذه الاحاديث ساد في الآفاق ولسبب الجهل المطبق على الناس للأسف ,نالت هذه الأحاديث استحسانا وقبولا بينهم ...
ويخفى على الكثير اننا امة خصها الله تعالى بثلاث امورمنها الإسناد إظافة إلى الانساب والإعراب

وهذا مكمن الخطر فكلما ظهر زيغ وباطل غطى على الحق والهدى إلا بالعلم والفهم .وهل ظهرت البدع إلا بخطر الاحاديث الموضوعة وهذا سبب واحد من أسباب عدة سنتطرق إليها في حينها
ولهذا يجب توضيح ما معنى هذه الأحاديث وكيفية تواجدها والأسباب الكامنة في ذلك وأثرها السيء على الأمة المحمدية وغير ذلك من التساءلات التي تطرح نفسها بيننا .


وللجواب بما تفضل الله علينا من خير انقل إليكم ما يلي=

تعريف الوضع او الموضوع

الموضوع =هذه الكلمة اسم مفعول من وضع يضع
لغة= وضع الشيء أي اختلقه فهي من الاختلاق والافتراء
واصطلاحا =عند المحدثين وهو ما نسبه للنبي اختلاقا وكذبا مما لم يقله أو يقره .
وعرفه ابن الصلاح بأنه المختلق المصنوع .
وجاء في المنظومة البيقونية
والكذب المختلق المصنوع***على النبي فذلك الموضوع

-نشأة الموضوع

نشأ الوضع بالاخص في فترة عثمان بن عفان الخليفة الثالث الراشد رضي الله عنه وأرضاه وبسسه قتل ظلما وعدوانا
فالحديث الموضوع او نقل الوضع بصفة خاصة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه بسبب البغاة الادعياء ومثيري الفتن والقلاقل في جسد الامة وقتها وعلى رأسهم رأس الكفر والنفاق اليهودي عبد الله ابن سبأ عليه من الله ما يستحق
مرحلة بدأ الوضع يظهر في فضائل الخلفاء الراشدين أو بعضهم
وهذا يؤكد ؟ان البدع والافتراءات لا تظهر إلا عند موت العلماء واهل الحق .
فتظهر الرويبضة وانذال الناس يعتلون منابر الامة
وكان الصحابة أحرص الناس وأخشاهم من الله على التجرأ إلا بالدليل وتحري الحق .
ولذلك كان أنس إذا أراد أن يروي الحديث عن الرسول اصفر لونه وقال أو كما قال النبي .

وعن ابن عباس كما عند مسلم انه قال إنما كنا نحفظ الحديث و الحديث يحفظ عن رسول الله فأما إذا ركبتم كل صعب وذلول فهيهات .

-الاسباب الكامنة في ظهور الاحاديث الموضوعة

-الخلافات السياسية وخاصة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ثم انتشرت الخلافات السياسية والتحزب لطائفة دون اخرى وانتشر معها الاكاذب لدعوة دون دعوة
-الخلافات المذهبية أدت الخلافات المذهبية الى ظهور الاحاديث الموضوعة نصرة لمذهب فالروافض وهم اكذب الناس وضعوا ليظهروا أباطلهم ويدعون إليها
حتى قال احدهم بعد توبته كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلنا منه حديثا .
فالشافعي قال عنهم ما رأيت في اهل الأهواء والبدع قوما أشهد بالزور من الروافض
ونكر عليهم مالك وقال لا تجالسهم فإنهم يكذبون .
ثم ظهرت المذاهب والفرق وكل يجعل له ما شاء من احاديث ويضعها نصرة لدينه ومذهبه
حتى وضع احد المتعصبة الحنفية عن الشافعي حديثا نصه -يكوم في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أشد على الناس من إبليس-


-الزندقة والطعن في الدين

فقد ادرك الزنادقة قوة الاسلام وانتشاره وخافوا على انفسهم فوضعوا الاحاديث لتنفير الناس من دينهم وتشكيكهم في امر الاسلام
ومن هؤلاء المصلوب على الزندقة محمد بن سعيد فقد وضع حدجيثا نصه-أنا خاتم النبييبن ولا نبي بعدي إلا أن يشاء الله-

-القصص والوعظ

ومن ذلك حرصهم على ترغيب الناس أو ترهيبهم فما يجدون من يتحرك لذلك إلا وضع أحاديث لذلك
ولهذا حذر بعض اهل العلم من القصاصين والقصص

-الوعظ والتذكير

فقد وضع احدهم وهو ميسرة بن عبد ربه حديثا في فضائل السور من القرآن ولما سئل عن فعله قال رأيت الناس قد انصرفوا عن القرآن فوضعتها أرغب الناس فيها!
ومثله نوح بن أبي مريم فعل نفس الشيء.
نسوا ان دين الله لا يشرع فيه كائنا من كان إلا بنبي مرسل ووحي منزل
قال الله تعالى={اليومَ اكملتُ لكمْ دينَكُم وأَتْممت عليكم نِعْمَتي ورَضِيتُ لكم الإَسْلامَ دينا}

-التكسب منه وطلب مالا يحل

فكان أحدهم يضع الحديث العجيب الغريب لم يكن لأحدهم ان سمعه من قبل لينال أجرا
ومن نذرة ذلك ولطائفه ما حصل لاحمد ويحيى بن معين
-حدث جعفر الطيالسي فقال ={صلى احمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام قاص فقال =/حدثنا احمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق ,اخبرنا معمر ,عن قتادة, عن انس قال:, قال رسول الله :/ من قال لا إلاه إلا الله خلق الله من كلمة منها طيرا له منقار من ذهب وريشه من مرجان -واخذ في قصة نحو عشرين ورقة -فجعل احمد ينظر إلى يحيى, ويحيى ينظر إليه وهما يقولان ما سمعنا بهذا إلا الساعة! فسكتا حتى فرغ من قصصه, وأخذ قطعة دراهم, ثم قعد ينتظر فأشار إليه يحيى فجاء متوهما لنوالٍِ يجزيه ,فقال :يحيى من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال الكذاب :أحمد وبن معين فقال =هذا أحمد وانا يحيى ما سمعنا بهذا قط فغن كان ولابد الكذب, فعلى غيرنا , فقال :أنت يحيى بن معين !!قال نعم ,قال :لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق!!! وما علمت إلا الساعة !كانه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما!!! ,كتبت عن سبعة عشرة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ,قال: فوضع احمد كمه على وجهه !!,وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزىء بهما !!.
ومن ذلك أيضا ترويج السلع وإظهار مزاياها بالكذب والوضع ,كما فعل أحدهم أن وضع حديثا في فضل الهريسة كان يبيعها


-العصبية للجنس والقبلية أو اللغة والوطن

فقد وضعت أحاديث في فضل العرب وفي فضل السودان وذمهم وفضائل البلدان كفضائل قزوين أو غيرها من البلدان

-التقرب للحكام والسلاطين

كما فعل غياث بن ابراهيم النخعي الكذاب فقد وضع حديثا في فضل اللعب بالَحمام وقد دخل على المهدي وكان يحب اللعب بالحمام فجاء بحديث لا سبق إلا في نصل أو خفٍّ أو حافر -ثم زادفيه -أو جناح!

-المصالح الشخصية أو قصد الإنتقام من شخص أو فئة معينة

فقد جاء ابنُ لسعد بن طريف الاسكاف يبكي فسأله عن سبب بكاءه فقال ضربني المعلم فقال والله لأخزِينَّه فوضع حديثا قال فيه: معلموا صبيانكم شراركم...

-قصد الشهرة والعلو على الأقران

وهذا ما يفعله بعضهم يريدون أن يذكروا بعلو الإسناد أو كثرة الشيوخ , ونحو ذلك فيركبون بعض الأحاديث ,ويضعونها لأجل ذلك.


ولا يزال الوضع إلى يومنا هذا وذلك بتداوله وتشهيره بين العامة
ولو بحسن نية من أجل نشر الخير عن طريق ما يرسل إلى البريد الالكتروني ودون التحقق من صحة الحديث وإذا وصل شيء من هذا الأمر وجب على الواحد منا التأكد أولا والتحقق منه بالسؤال عنه عند أهل الاختصاص أو البحث في المواقع المعتمدة كالموقع الخاص بالشيخ الألباني رحمه الله تعالى .

-حكم العمل بالحديث دون التأكد منه ؟

العلماء ينصون على أن التأويل فرع في التصحيح
كما انهم ينصون على أن العبادات توقيفية فلا يتعبد لله إلا وفق نص الوحيين
فالحديث الضعيف لا يجوز العمل به إذا كان ينص على عبادة أو بيان عقيدة
اما فيما يخص الحكمة وفضائل الاعمل ومكارم الأخلاق فلا حرج وفي المسألة تفصيل يجب الرجوع فيه لأهل العلم.
كما لا يجوز ان ننسب حديثا للنبي دون التأكد منه ويدخل الامر في الوعيد المعروف والمتفق عليه في الحديث { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } والحديث متواتر تواترا لفظيا .

فالصحيح أن لا يعمل بالحديث إلا إذا صح وبهذا نص الشافعي رحمه الله تعالى .
فالعبرة عند السلف بصحة الحديث لا بمن قال به أو عمل بموجبه أو بخلافه.

-- القواعد الرادعة لكشف الأحاديث الموضوعة

وقال ابن المبارك حول الاحاديث الموضوعة =يعيش لها الجهابذة.
ومن هذه القواعد حول السند والمتن ما يلي=

1-اعتراف الراوي بكذبه وهذا أقوى دليل كما فعل ميسر ة في وضعه احاديث حول فضائل السور

2-وجود قرينة قوية تقوم مقام الاعتراف بالوضع كان يروي الراوي حديثا عن شيخ لم يلقه ويحدث بالسماع أو التحديث أو عن شيخ في بلد لم يرحل إليه أو عن شيخ مات قبل أن يولد هذا الراوي أو توفي الشيخ ولا يزال وقتها الراوي صغيرا غير مدرك .

ولأجل ذلك اهتم العلماء بمسألة الوفيات والمواليد وضبطوا تواريخ وفياتهم وكتبت فيها المصنفات وعرفوا رحلات الشيوخ والى أي البلدان ومن خرج من العلماء من بلده ومن لم يخرج وتواريخ ذلك .

3-أن يتفرد راومعروف بالكذب برواية حديث لا يرويه غيره فيحكم على روايته بالوضع .

4-أن يعرف الوضع في حال الراوي كأن يحدث بحديث عند غيضه لم يكن يحدث به من قبل كما تقدم في قصة سعد بن طريف.

5- أن يكون الراوي متهما عند حديثه مع الناس ولو لم يتهم في حديث رسول الله .

6-أن ينص إمام من الأئمة على أن فلان من الرواة يضع الحديث أو أنه كذاب ونحو ذلك من العبارات التي تقدح في عدالته وعبارات الجرح الشديدة التي يعلم بها انه وضاع.

فيمايتعلق بالمتن ما يلي=

1-ركاكة لفظ الحديث المروي بحيث يدرك من له إلمام باللغة أن هذا ليس من مشكاة النبوة.
2-فساد المعنى كالأحاديث الي يكذبها الحس ومعرفة هذا النوع لعلماء السنة الذين سارت في عروقهم حتى صار لهم ملكة في تمييز صحيحها من سقيمها وليس لكل أحد.
3-مناقضة القرآن أو صحيح السنة كالاحاديث التي فيها عرض التوبة على إبليس أو أحاديث تخليد أحدا من أهل الأرض
أو الأحاديث التي فيها أن عمر الدنيا سبعة ألف سنة.
أو ذم من يتمسك بالكتاب والسنة
أو النص على خلافة علي -رضي الله عنه-كما تزعم الرافضة
أو الأحاديث التي فيها أن الصحابة -رضوان الله عليهم-أنهم كتموا شيئا من القرآن أو قاموا بتحريفه
فيقطع ببطلان تلك الأحاديث.
4-مخالفة الحقائق التاريخية التي جرت في عصر النبي كحديث وضع الجزية عن أهل خيبر وقد كتبته اليهود وجعلوا له من الشهود/سعد بن معاذ-رضي الله عنه/ وقد توفي بعد غزوة الخندق كما ان الجزية لم تكن قد شرعت آنذاك.
5-موافقه الحديث لمذهب الراوي وهو متعصب مغال في تعصبه كالاحاديث المروية من الرافضة في فضائل علي -رضي الله عنه -
أو الأحاديث المروية من المرجئة في مسألة الإرجاء ونحو ذلك.
6-أن يكون الخبر عظيم ولا يرويه إلا متهم كأن ينقل أحاديث الحودث لا تخفى على آحاد الناس ثم لا ينقلها سواه ولا يسمع بها من قبل.
7-اشتمال الحديث على مجازفات وإفراط في الثواب مقابل عمل صغير كما سبق في حديث من قال لاالاه الا الله خلق الله له من كل كلمة طيرا له منقار من ذهب ....
8-أن يشتمل على تواريخ مستقبلية معينة
9-أن يكون المتن ظاهر الوضع كحديث عوج بن عناق ,والذي عاش زمن نوح ولم يدرك الغرق حجرته وانه كان يخوض البحر ويشوي السمكة على نور الشمس..
10-أن يشتمل الحديث على ذم الناس لمجرد لونهم ,أو لغتهم وينص العلماء على عدم جواز ذم السودان مثلا.
11-أن ينص إمام من الأئمة على وضع الحديث وأنه موضوع مكذوب.

وهذا والله أعلم
وجزا الله خير الجزاء علماءنا الذين وضحوا وبينوا وأسسوا قواعد هذا الدين المتين في كل مجالاته ومنها علم الحديث
مصداقا لقوله تعالى {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّ لّهُ لَحَافِظُونَ}

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن وتبعهم إلى يوم الدين