المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا القدر مكتوب لا تسيء الفهم



عميد اتحادي
27-05-2013, 10:20 PM
سَلامُ مِن اللهِ على كُلِ مَنْ عَطّر فاه بالذِكر




يقول تعالى في سُورةِ الطلاق :



( لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا )





قرأنا هذه الآية مرارًا وتكرارًا . . فَهلا توقفنا عِندَها وتدبّرنا قول العزيز !


لو تدبرنا معناها بالشَكِل المطلوْب ، وعملنا بمقتضاها . .


لما رأيت مهمومًا أو ممتَعِضًا قَطّ على وجه الأرضِ



فإنها والله . . تَجلُب التفاؤل ، والثِقَةِ بالله . . والرضَا بالأقدَار


كيفَ نتساهل بأمر القدَر . . ؟ !


وَدِنَنَا الحَنِيف يخبِرنا أن أحَد أركَان الإيمَان : أن تؤمِن بالقَدر خَيِرهِ وشَره


كَيّفَ تَضِيق واللهُ ربُّك ؟ !


كَيفَ تحزْن واللهُ معّك ؟ !


كيّفَ تَتَألم من القَدّر واللهُ أرسَله لك ؟ !


الإيمانُ بالقَدر مَلزومٌ به فالله خَالق الخَيّر والشّرْ . . كُل مَا دَخَلَ فِي الوجُود مِن خيِرِ وشَر فهُوَ بِتقْديِر الله جّل وعلا


فالخير من أعمال العباد بتقدير الله تعالى ومحبته و رضاه ، والشرّ من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبته ولا برضاه .




يَقول تَعالىَ :



( اللهُ خَالق كُلّ شَيّ )





روى الإمام مسلم في الصحيح أن المشركين

خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القَدَر

فأنزل الله عز وجل قوله :


( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )


كُل شَيّ خلقَه الله بِقدّر .. وبتدبير أزليقَال أحَدُهمْ [ القَدَرُ : يعني تدبير الله الأشياء على وجه مطابق لعلمه الأزلي ومشيئته الأزلية فيوجدها في الوقت الذي علم أنها تكون فيه فلا أحد ولا شيء يمنع ذلك من أن يحصُل ،

إذا شاء الله أن يحصُل ، ولا أحد ولا شيء يؤخر ما شاء الله حصوله عن الوقت الذي شاء الله تعالى أن يكون فيه ]


مَا أخطَأك لم يَكُن ليِصيبُك ، وَمَا أصابكَ لَم يَكُن لِيخطِئك

مَاذا لو نزَلت بِك حَادثة ، أو امر كُنت تُريده ولَم يَحْصُل لكَ

فتأملت قول العزيزٌ الرَحيِم


(لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا )



إن قَرأتُها بقَلبِك قَبلَ عينيك . . سَترى العَجَب العُجاب وتطمَئِنُ نَفسُك لَها

كَيِف ؟ ! واللهُ يُدّبر أمرُك

تَنام وقَلبُك يَفيضُ حُزنًا . .
واللهُ جلّا في علاه لا ينام :









( يُدَبّر الأمَر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ )



لِيَطمئِن كُل مهْمُوم ، مغْمُوم ، حَزيِن

فإنك لا تَدري لعَلّ الله يُحدثُ بَعد تِلك المُصيبة أمرا يُفْرَحَك

إن كٌنتَ مَريِضَ . . فهوّن عَليِك

لاتعَلم مَا الله مُحْدِثُ لك . . قّد يُكفّر به سَيئاتك ويرفَعُ به الدَرجَات ؟

إن كُنتَ فَقِيرًا . . فهوّن عَليِك

لاتعَلم مَا الله مُحْدِثُ لك . . قّد يَكون فقْرك إبتلاءًا مِن الله ؟

فإن صَبرتَ أغناك ورَفع بِصَبرك الدرجَات

إنّ لَم تَجِد وَظِيَفة أوْ لَم تُقْبل في جَامعةٍ أو أخْفَقْتَ بَعد جُهْد . . فهوّن عَليِك

قَد يكُون ذَلك خيرًا لَك . . فالله يَعلم وأنتَ لا تعلَم ؟


وَ الرْبُ يَقول



(وَعَسَى أن تَكْرَهُوا شَيِئًا وهُو خَيرٌ لَكُم وَعَسَى أنَ تُحِبْوا شَيِئًا وَهُوَ شَرُ لَكُم )