المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد رائعة في طلب العلم للعلامة صالح ال الشيخ



أهــل الحـديث
27-05-2013, 04:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



هذه كلمة لمعالي الشيخ صالح ابن عبد العزيز آل الشيخ و هي ضمن درس كامل يتكلم على طلب العلم وهو المجلس 42 من شرح الطحاوية
وذكر مسائل عدة منها:

المسألة الثانية

ألحظ الإخوة الذين أمامي الآن أن أكثرهم ربما يكون قد سار بتوّه في طريق طلب العلم أو توسّط.
طريقة طلب العلم مهمة، طلب العلم منكم من يحرص على الحضور عند المشايخوطلاّب العلم والمعلّمين، فيحضر ويسمع ويكتب، أو يحرص على التسجيلات؛ لكنهذا وحده لا يكفي لابد من الدَّرس والمراجعة، لابد أن تدرس كأنه غدا لديكاختبار، تختبر في هذه المواد؛ لابد تدرس وتدقّق في الألفاظ وفي الأدلةوتحفظ وترتِّب وتكتب حتى يكون عندك التلقي على أقوى ما يمكن أن تعمله، وإلافالسَّماع والكتابة وحدها لا تنفع، تسمع فقط وإلا تسمع وتكتب ثم تنسى هذهالفوائد إلى بعد سنة، ترجع إليها تثقل عليك؛ لكن إذا كان لك مراجعة فيماسمعت مراجعة أسبوعية تدرس فيها الفوائد، تدرس فيها المتن أولا، وتراجعالكلمات ثم الشرح والفوائد، وتحفظ الأدلة، وتنظر كيف تعامل المعلم أو الشيخكيف تعامل مع النصوص الشرعية، كيف تعامل مع المتن، كيف تعامل مع المسائل،كيف شرح، أوضح، هذا هو بالدربة احفظ المسائل ويكون عندك قدرة ودُرْبة علىنقل هذا العلم.
فإذن كيف تتعلم؟ هذا مهم أن تسأل نفسك دائما كيف تتلقى العلم؟ وكيف تأخذ بذلك؟ ومن المهم هنا أن تحرص على ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون ما تقيّده من الفوائد عنالمعلم أو عن الشيخ أو عن طالب العلم أن يكون مرتَّبا بخط واضح، البعض يكتببخط صغير متقارب الكلمات ويحشر الصفحة، هذه لا تنشِّطه للقراءة، إذا أرادأن يُراجع، فتكتب سطر وتترك سطر بخط واضح والصفحات -ولله الحمد- والورقكثير.
الأمر الثاني: أن يكون هناك تلخيص لما قرأت؛يعني بعد أن تسمع أنت ستنتخب أحسن ما سمعت، ثم بعد ذلك اختر أيضا الفوائدمما كتبت؛ لأن بعض ما كتبت ربما يكون فيه تَكرار، ربما يكون فيه زيادة ونحوذلك.
المرحلة الثانية أن تنتخب أحسن ما كتبت، الفوائد التي تراها أكثر فائدة لك وتردّدها وتحفظها.
الأمر الثالث: أنه بعد حين لابد أن ترجع إلىما كتبت عن الشيخ وتراجعه مرة أخرى حفظا ودراسة؛ لأنّ العلم يذهب بالغفلةويبقى مع التَّرداد، فيه كتب كثيرة ومختصرات إذا قرأناها مرة ثانية وقدقرأناها عشرة وعشرين مرة تخرج لنا منها فوائد، والمرء لا( ) يَقُل: هذاالكتاب قرأناه، هذا المتن قرأناه. لا، إذا صار عندك فرصة تراجع ما كتبت،تراجع ما قرأت، وكلما كان الأمر أثبت كلما كان أقوى لك في المستقبل؛ لأنهكلما ثبتت عندك العلوم كلما كان التصور أسهل لديك وحفظ المعلومات الجديدةأسهل؛ لأن ما بني على صحيح فهو صحيح، وما بني على مختل فهو مختل، وما بنيعلى غلط فهو غلط، لهذا صارت البِنْيَة الأساسية واضحة وصحيحة فيكون ذلك لهأثره فيما بعده.

المسألة الثالثة:

مما ينبغي لطالب العلم أن يعتني به كثيرا أن يمايز بين الزوائد في شرحالكتاب الواحد أو شرح الكتب المتماثلة المتقاربة، مثلا شرحنا لمعةالاعتقاد، شرحنا الواسطية، وشرحنا الحموية، الآن الطحاوية لا شك في كل شرحفيه زيادات على الشرح الآخر، ربما يكون شرح الواسطية أطول من غيره؛ لكن تجدفي شرح الطحاوية مسائل جديدة ليست هناك، وأيضا في المسألة ربما فيه فوائدوتفصيلات ليس فيما مر، هذه أيضا مع بقائها في شرح الطحاوية تأخذها زيادة،وتضعها مع شرح الواسطية، هذا بالنسبة إلى شرح الشخص الواحد. ( )
لكن إذا كنت تحضر عند أكثر من عالم وأكثر من طالب علم أو سمعت عددا منالأشرطة، والشّروح سمعت من هذا، وسمعت من هذا، وسمعت من هذا، كيف تستفيد منهذه الكتب جميعا؟ كل معلم له طريقة له طريقة في التعامل مع الفن أصلا لهطريقة في التعامل مع الكتاب في شرح المسائل في تقريب العلم؛ لكن هناك قدرمشترك من المعلومات يكون عند الجميع، وهناك فوائد يتميز بها فلان عن فلان؛لأنه وفوق كل ذي علم عليم، لابد، لابد أن يكون هذا له ما ليس عند ذاك منالفوائد، لن يتطابق الجميع على شرح واحد.
لهذا كيف تعمل في مثل هذه الحالة؟
تنظر إلى أكثر الشروح تفصيلا وإفادة، ثم تنشر الزوائد من الكتب التي سمعتشرحها، أو مما دونت من الفوائد تدونها على هذا حتى يكون أصلا.
يعني تأخذ مثلا شرح سماحة الشيخ( ) على كتاب التوحيد مثلا وتجعله أصلا ثمتأتي في الفوائد الأخرى وتدونها على هذا الشرح، فيكون عند الشرح لهذاالكتاب قد جمعته من شروح أهل العلم ودونت فيه أكثر الفوائد التي حرصتعليها.
إذن هذه الطريقة مهمة في التلقي من معلم واحد أو من شيخ واحد، وكذلك في التلقي من عدد من المعلمين أو عدد من طلبة العلم والأشياخ.
تختار أحد الشروح التي هي أكثر فوائد، ثم بعد ذلك تأتي بالفوائد الزائدة وتدونها عليه.
المسألة الرابعة:
فيما ينفعك في طلب العلم أن تنتبه دائما إلى أن كثرة التفصيلات ليست دليل صحة، وقلة التفصيلات ليست أيضا دليل صحة.
وهذه مهمة لطالب العلم؛ لأنه سيتعامل مع شروح المشايخ، ويتعامل مع شروح الكتب، ويتعامل مع فوائد ينتقيها من هنا وهناك.
فإذن متى تحرص على التفصيلات؟ ومتى لا تحرص عليها؟ التفصيلات التي هي طولشرح للمسائل تارة تكون تابعة لأصل المسألة، فهذه احرص عليها، وتارة تكوناستطرادات يُستغنى عنها في فهم أصل المسألة وما يتصل بها، فهذه يمكنك أنتستغني عنها في الدرس وفي المراجعة إلى آخره.
وأنت تقرأ مثلا لابن تيمية رحمه الله أو لابن القيم يورد المسألة ثم بعدذلك يستطرد، هذه الاستطرادات تارة تكون تخدم أصل المسألة وتارة تكون لا، هيتنظير للمسألة من مسألة إلى أخرى.
وهنا لابد من الانتباه كثيرا إلى كثرة المعلومات، ونحن الآن في وقت كثرةالمعلومات، تسمع من الفتاوى الكثير، تسمع من الشروح الكثير، وتقرأ من الكتبالكثير، وهذا الشرح مطول وهذا مفصل، ترجع إلى فتح الباري تجد فيه، وترجعشرح الطحاوية تجد فيه، ترجع إلى فتاوى ابن تيمية.

منقول من الأخ أبي مسلم السلفي الأثري جزاه الله خيرا من منتدى كل السلفيين