المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم أهل السنة والجماعة ؟ يجيبك العلماء .



أهــل الحـديث
26-05-2013, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



من هم أهل السنة والجماعة ؟

قال العلامة البربهاري رحمه الله تعالى ( ت 329 ھ ) :
والسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان .
[شرح السنة الحسن البربهاري ج1/ص45 ]

وقال العلامة يحيى العمراني اليماني ( ت 558 ھ) :
فكان أصحاب الحديث هم أهل السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدى عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ... الحديث ))
[ الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار ج1/ص107 ]

صفات الذي هو من أهل السنة والجماعة :
قال العلامة البربهاري :
ومن عرف ما ترك أهل البدع من السنة وما فارقوا منها فتمسك به فهو صاحب سنة وجماعة حقيق أن يتبع وأن يعاون ويحفظ وهو ممن أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم
[شرح السنة للبربهاري ج1/ص46 ]

وقال العلامة البربهاري كلاما نفيسا يجب أن يحفظ .
واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب

واعلم أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله مالا يعلم فهو من المتكلفين والحق ما جاء من عند الله عز وجل .
ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الجماعة فلج على أهل البدعة كلهم واستراح بدنه وسلم له دينه إن شاء الله .
[ شرح السنة الحسن البربهاري ج1/ص45 ]
الفلج : الظفر والفوز

أما الإمام السمعاني ( ت 489 ھ )
فقد قال كلاما عظيما وهو يبين علامات التمييز بين أهل السنة والجماعة وغيرهم

( من علامات الفرقة الناجية اشتغالهم بالحديث نقلا وعملا
فإن قال قائل إنكم سميتم أنفسكم أهل السنة وما نراكم في ذلك إلا مدعين لأنا وجدنا كل فرقة من الفرق تنتحل اتباع السنة وتنسب من خالفها إلى الهوى وليس على أصحابكم منها سمة وعلامة أنهم أهلها دون من خالفها من سائر الفرق فكلها في انتحال هذا اللقب شركاء متكافئون ولستم أولى بهذا اللقب إلا أن تأتوا بدلالة ظاهرة من الكتاب والسنة أو من إجماع أو معقول
الجواب : قولكم إنه لا يجوز لأحد دعوى إلا ببينة عادلة أو دلالة ظاهرة من الكتاب والسنة هما لنا قائمتان بحمد الله ومنه
قال الله تعالى { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } فأمرنا باتباعه وطاعته فيما سن وأمر ونهى وحكم وعلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ))
وقال (( من رغب عن سنتي فليس مني ))
فوجدنا سنته وعرفناها بهذه الآثار المشهورة التي رويت بالأسانيد الصحاح المتصلة التي نقلها حفاظ العلماء بعضهم عن بعض

ثم نظرنا فرأينا فرقة أصحاب الحديث لها أطلب وفيها أرغب ولها أجمع ولصحاحها أتبع فعلمنا يقينا أنهم أهلها دون من سواهم من جميع الفرق .
ورأينا أصحاب الحديث رحمهم الله قديما وحديثا هم الذين رحلوا في طلب هذه الآثار التي تدل على سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوها من معادنها وجمعوها من مظانها وحفظوها واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها وعابوا من
خالفها وكثرت عندهم وفي أيديهم حتى اشتهروا بها كما اشتهر البزاز ببزه والتمار بتمره والعطار بعطره
فإن قالوا إن لكل فريق من الأهواء وأصحاب الآراء حججا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجون بها

قلنا أجل ولكن يحتج بقول التابعي على قول النبي صلى الله عليه وسلم
أو بحديث مرسل ضعيف على حديث متصل قوي

ومن هنا امتاز أهل اتباع السنة عن غيرهم لأن صاحب السنة لا يألو أن يتبع من السنن أقواها ومن الشهود عليها أعدلها وأتقاها
وصاحب الهوى كالغريق يتعلق بكل عود ضعيف أو قوي .
فإذا رأيت الحاكم لا يقبل من الشهود إلا أعدلها وأتقاها كان ذلك منه شاهدا على عدالته وإذا غمض وقنع بأرداها كان ذلك دليلا على جوره وكان المتبع لا يتبع من الآثار إلا ما هو عند العلماء أقوى
وصاحب الهوى لا يتبع إلا ما يهوى وإن كان عند العلماء أوهاها
[ الانتصار لأصحاب الحديث للسمعاني ج1/ص52 / 56 ]

وقال العلامة ابن أبي يعلى الحنبلي :
واعلم أنه لا يزال الناس في عصابة من أهل الحق والسنة يهديهم الله ويهدي بهم ويحيي بهم السنن .
وهم الذين وصفهم الله تعالى مع قلتهم عند الاختلاف فقال { وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم }
ثم استثناهم فقال { فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }.

ثم قال رحمه الله :

وليس لأحد رخصة في شيء أخذ به مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ طبقات الحنابلة ابن أبي يعلى الحنبلي ج2/ص31/ 32 ]


العلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى ( 620 ھ )
وذكر رحمه الله تعالى أقوال الصحابة ومن جاء بعدهم في الحث على التمسك بالحديث وما كان عليه الصحابة من تتبع لآثار النبي عليه الصلاة والسلام وعدم ردها من أجل كلام فلان أو فلان .
ومن هذه الأقوال :
قال ابن مسعود رضي الله عنه : من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقربها هديا وأحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم

وقال رضي الله عنه : إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر

وقال رضي الله عنه : أنا لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدرك ذلك الزمان فالسمت الأول فأنا اليوم على السنة

وقال حذيفة بن اليمان : يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا

وقال الإمام أحمد رضي الله عنه: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة

وروي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلام معناه : قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر ناقد قد كفوا وإنهم على كشفها كانوا أقوى وبالفضل لو كان فيها أحرى فلئن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه إلا من سلك غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي .

وقال الأوزاعي إمام أهل الشام رحمه الله :
أصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم وقل بما قالوا وكف عما كفوا ولو كان هذا خيرا ما خصصتم به دون أسلافكم فإنه لم يدخر عنهم خير خبئ لكم دونهم لفضل عندكم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختارهم الله تعالى وبعثه فيهم ووصفهم فقال { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } الآية
.
[ تحريم النظر في كتب الكلام ج1/ص45 ]


وقال العلامة يحيى العمراني :
قال ابن عباس في قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }
وأما الذين ابيضت وجوههم قال أهل السنة والجماعة وأما الذين اسودت وجوههم قال هم أهل البدع والضلالة .
وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }
قال لزوم السنة والجماعة

وقال أيضا :
فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله .

[الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار ج1/ص108 / 109 ]

الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى ( ت 597 ھ )
وذكر الإمام ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس طائفة من أقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمة في بيان معنى أهل السنة والجماعة وفضلهم .
عن عبد الله بن عمر رض الله عنه قال :
الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة
وعن أبي بن كعب رض الله عنه :
قال عليكم بالسبيل والسنة فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار .
وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في إخلاف

وعن ابن عباس رضي الله عنهما :
قال النظر إلى الرجل من أهل السنة يدعو إلى السنة وينهى عن البدعة عبادة .

وقال سفيان بن عيينة قال سمعت عاصما الأحول يحدث عن أبي العالية قال :
عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا قال عاصم فحدثت به الحسن فقال قد نصحك والله وصدقك

وقال الأوزاعي :
اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فانه يسعك ما وسعهم

وعن أبي همام السكوني قال حدثني أبي قال سمعت سفيان يقول :
لا يقبل قول إلا بعمل ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة

وقال يوسف بن أسباط قال سفيان :
يا يوسف إذا بلغك عن رجل بالمشرق أنه صاحب سنة فابعث إليه بالسلام وإذا بلغك عن آخر بالمغرب أنه صاحب سنة فابعث إليه بالسلام فقد قل أهل السنة والجماعة .

وقال أيوب :
إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي وبه قال الطبري

وعن عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري :
قال استوصوا بأهل السنة خيرا فانهم غرباء .

وقال يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي يقول :
إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وقال الجنيد :
الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه .
[ تلبيس إبليس للجوزي ص 16 /19 ]