المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد الماسية من الرحلة المقدسية الحلقة الخامسة (1)



أهــل الحـديث
25-05-2013, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله الذي جعل فلسطين مهداً لأنبياء..



والصلاة والسلام حبيب الأرض والسماء..



وعلى آله وصحبه أولي الهمة والإباء..



وبعد:



فهذه الحلقة الخامسة من حلقات



«الفوائد الماسية من الرحلة المقدسية»



وهذا يومي الخامس في فلسطين الحبيبة الأَبِيَّةِ..



الثلاثاء، غرة شهر جمادى الأولى لسنة 1434هـ،



الموافق 12 آذار (مارس) لسنة 2013م.



خرجنا من المسجد الأقصى بعد صلاة الفجر مباشرة إلى باب العامود.. حيث ينطلق الناس في هذه الساعة إلى أعمالهم ومشاغلهم، وذكرتني حركة باب العامود بحركة وسط العاصمة الأردنية عمان في أواخر الستينات، وأوائل السبعينات من القرن الماضي، في ساحة المسجد الحسيني، وساحة فيصل، وشارع طلال، ودرج الكلحة، ومطعم هاشم، ومطعم السلام، وسوق اليمنية، وشارع بسمان، وسوق (مانكو)، ومقاهي دخلة (خبيني).. إلخ.. حيث الوجوه عربية صرفة، والسنح فلسطينية قحة.. لا وجه لغريب أو وافد..



ترى العمال الوافدين من قرى القدس يحملون شواكيشهم، وأزاميلهم، وعلب وفراشي دهانهم، ومسطريناتهم، وأدوات البناء، والقصارة..إلخ



هذا يقضم كعكته المسمسمة بزعترها وبيضها المشوي، وذاك يلتهم رغيفه الكماج مع أقراص من فلافل للتو فارقت صاج الزيت المقلي مغادرة الحرق والقلي إلى ظلمات الأمعاء، وثالث يحتسي شايَه الأسود الحلو متمتعا بنفثات سيجارة يسحبها إلى صدره لتخرج بعد ذلك سعلات عاليات مشبعات ببلغم أسود لا يتوانى عن قذفه بلا حياء على جانب الرصيف، ورابع يحتضن كفه كأس قهوة كرتوني وكأنها تحتضن الكرة الأرضية أو جزءً منها.



تبضع بعض الإخوة من خيرات القدس ما سنفطر به على الطريق في جبال (فقوعة) وانطلقنا قبل بزوغ الشمس من باب العامود مرورا ببعض أراضي (لفتا)، نحو طريق رقم (1)، مرورا فيه بقالونيا، ثم القسطل.



انعطفنا من الطريق رقم (1) نحو اليمين إلى بلدة (أبو غوش) نبحث عن الإخوة من (أبو غوش)، وننتظر الإخوة من (عين نقوبة)، و(بيت نقوبة)، ولما لم نجد أحدا عدنا أدراجنا من طريق فرعية نحو (بيت نقوبة).



(بيت نقوبة) من قرى غربي القدس المهجرة، وقد استوطنها الصهاينة، ولكن أهلها هُجروا منها إلى (عين نقوبة)، وهي غير بعيدة عن (بيت نقوبة) جنوباً بنحو 2-3كلم جنوب الطريق رقم (1)، وجنوبا منها أيضا قرية (صوبة)، وجنوبها قرية (بيت رافة)، وهي قرية أخينا رمزي برهوم، أحد أنشط شباب المنطقة، حيث أخبرني بأنه بعرفها شبرا.. شبرا وأنها تنقل في هذه المنطقة على قدميه حتى عرف كل ما فيها.



حضر الإخوة الكرام من (عين نقوبة)، ومن غيرها بعضهم مشياً على قدمية كفضيلة الشيخ أحمد يعقوب أبو عبدالهادي إمام مسجد قرية (عين نقوبة) ومدرس في المدرسة السلفية وكان دليل الرحلة.



والاخ الشيخ رائد ناجي إمام مسجد (أبو غوش).



والاخ خضر منصور من قرية (كوكب أبو الهيجا) في (الجليل السفلي) ويدرس في القدس في كلية الهندسة، وهو أول أخ فلسطيني من الفلسطينيين الصامدين بعد نكبة سنة 1948م يذهب لكلياتوجامعات اليهود بلباس السُنَّةِ، نسأل الله لنا وله الثبات.



وقد رافقنا ثلاثتهم في سيارة الأخ رمزي برهوم حفظه الله ورعاه، بعد أن انضممتُ إليهم في تلك السيارة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بصاحبها وسائقها ودليلها، ومن فيها (عداي) طبعاً، فأنا والله أصغرهم نفساً، وإن كنت أكبرهم حجماً وسِنَّاً، ولكن شتان بين صامد مرابط، ولاجئ مهاجر!!

وكان معنا في سيارة أخرى، الاخالدكتور مراد عبد الرحمن، والاخ محمد جبر، والاخ رشاد إبراهيم الذي تردد في القفز وأظن أن ثلاثتهم أيضا من بلدة (أبو غوش)، أو ما حولها.




وأما رفاقي من القدس والذين فارقتهم في (بيت نقوبة) إلى سيارة الأخ رمزي برهوم، فكانوا في سيارة الأخ أمجد سلهب.



انطلقنا عبر طريق رقم (1) متجاوزين (أبو غوش)، والتي على يسارها جنوبا (ساريس)، و(الجبعة)، و(بيت محسير)، وعلى يمينها إلى الشمال منها (نطاف)، و(بيت ثول)، وقد حدثنا الأخ رمزي برهوم أثناء الطريق أن (330) قرية عربية قد هُجِّرَت على أيدي الصهاينة بين القدس والرملة.



بعد نحو (15) كلم غرب القدس، وفي منتصف الطريق في الجزيرة الوسطية مكان يقال إنه قبر النبي داود عليه السلام ـ وداود عليه السلام عند اليهود ليس نبيا، بل ملك ظالم مُسْتّبِدٌ جبار، والعياذ بالله من كفرهم وقولهم عليه بهتانا عظيما ـ وقد حدثنا الأخ رمزي برهوم أن بعض أهله وأقاربه كانوا يعملون في تمهيد وتعبيد هذه الطريق بعد سنوات النكبة، وأن آليات الصهاينة حاولت تسوية المكان بالأرض، وإدخاله في الطريق فلم تفلح رغم محاولات عدة مما أكد لهم أن المكان مكان محرمي ومحروس!!



تجاوزنا على يميننا (بيت شيمش) وهي من أكبر المستوطنات الصهيونية غرب القدس ـ إن لم تكن أكبرها على الإطلاق ـ مخترقين باب الواد ـ وما ادراك ما باب الواد.. ومعارك باب الواد!! ـ وعلى يسارنا طريق تؤدي إلى (عسلين)، و(إشوع)، و(عرتوف)، و(زكريا)، وسيكون لنا لقاء وحديث معها غدا الأربعاء إن شاء الله في رحلة (الفالوجة) الكبرى.



تجاوزنا (يالو)، و(بيت نوبا)، و(عمواس) يميناً في الشمال، واللطرون يساراً في الجنوب مرورا عبر حقول الشومر البري، واللوز الذي أزهر نواره الأبيض وسط ربيع فلسطين الخلاب.



حدثني الإخوة أنه في الشمال من هذه الطريق على اليمين الطريق المؤدية إلى (بير امعين)، و(دير ابزيع)، و(كفر نعمة)، وما حولها.



دخلنا إلى طريق رقم (6) والذي يُسمى (عابر فلسطين) عند العرب والمسلمين، ويسميه الصهاينة المحتلون (عابر إسرائيل)، أو طريق (إسحاق رابين)، تاركين (اللد) و(الرملة) على يسارنا، حيث حدثنا الأخ رمزي برهوم أن هذا المخرج من طريق رقم (1)، والمدخل إلى طريق رقم (6) هو الأقرب للباب المحتمل لمحاولة دخول الدجال حيث يقتله المسيح عليه السلام وِفق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:



«..إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ..»



رواه مسلم (7560)، وغيره عن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ



«مَهْرُودَتَيْنِ: أَيْ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ بِوَرْسٍ ثُمَّ بِزَعْفَرَانٍ، وَقِيلَ: هُمَا شَقَّتَانِ، وَالشَّقَّة نِصْف الْمُلَاءَة».



الْجُمَان ـ بِضَمِّ الْجِيم، وَتَخْفِيف الْمِيم ـ هِيَ حَبَّات مِنْ الْفِضَّة تُصْنَع عَلَى هَيْئَة اللُّؤْلُؤ الْكِبَار، وَالْمُرَاد يَتَحَدَّر مِنْهُ الْمَاء عَلَى هَيْئَة اللُّؤْلُؤ فِي صَفَائِهِ، فَسُمِّيَ الْمَاء جُمَانًا لِشَبَهِهِ بِهِ فِي الصَّفَاء».



«المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج» (9/327)



دخلنا طريق رقم (6) المذكور مرورا بـ (الحديثة)، و(بيت نبالا)، وغيرهما حتى وصلنا (رأس العين)، وعلى يسارها (ملبس)، وهما بداية منطقة المثلث، ثم (كفر قاسم) يمين، وتذكرت مذبحة (كفر قاسم)، وما كُتِبَ عنها، والفيلم الذي صُوِّرَ عن تلك المذبحة، ثم مررنا عن يسار قرية (كفر برا)، وقد أدهشني علو مآذن مساجدها، فقد رأيت فيها ثلاث مآذن مرتفعة لثلاثة مساجد، وعددا من المساجد الأخرى لا تخطئها عين المدقق، فحمدت الله على تثبيته لأهلنا في هذه القرى، وعلى تمسكهم بدينهم ومساجدهم.



مررنا (بجلجولية) على يسارنا، و(وادي قنا)، و(كفر سابا)، حيث ظهرت (قلقيلية) خلف جدار الفصل العنصري على يميننا، وتذكرت يوم كانت (قلقيلية) قبل نكسة سنة 1967م، خط التماس مع العدو الصهيوني، وخط وقف إطلاق النار الأول كما كنا نسمع، ونعلم، وّنُعَلَّمُ، ومررنا عن مقام من المقامات الكثيرة في أرض فلسطين، والتي تذكرني كلما مررت بواحد منها مدى الجهل والتخلف الشرعي والعقدي الذي كان، ولا زال يسيطر على قلوب وعقول فريق من الفلسطينيين حتى اليوم، والذي يؤدي بهم إلى شرك القبور، المحبط للعمل، والمبطل للإيمان، والموجب لغضب الرحمن، والمؤدي إلى الانتكاس، والخذلان، والخسران، ولا حول ولا قوة إلا باللهالعلي العظيم، هو ربنا الرحمن المستعان.



واصلنا مسيرنا عبر (عابر فلسطين) حتى وصلنا مفرق الطيرة، ثم الطيبة على اليمين، وقلنسوة على اليسار، وكم كنت فرحاً أن رأيت هذه البلدات التي كنت أقرأ وأسمع عنها، وأراها لأول مرة في حياتي، والتي لم أكن أشعر اتجهها بغربة وجهل ووحشة، بل ـ ولا أقول يخيل إلي ـ كأنني أعرفها معرفة الساكن الخبير بها، لأنها سكنتني وإن لم أسكنها.



أشار الإخوة المرافقون إلى طولكرم في الأفق الغربي على اليمين، وقلت لنفسي: سبحان الله كم كان العمق (الصهيوني) المحتل ضعيفاً قبل النكسة، وكم كنا قريبين من البحر الأبيض المتوسط، وكم كانت خاصرة الكيان المغتصب ضعيفة لو كان عندنا عزيمة صادقة للجهاد، والقتال.



وصلنا مفرق (نتانيا) على طريق رقم (57) والتي أقيمت على أنقاض قرية (أم خالد)، وواصلنا طريقنا على شارع تحول من اللون الأسود إلى اللون البرتقالي حيث يعمل الصهيانة في توسيع وإصلاح الطريق فيصبغونه باللون البرتقالي إشارة إلى أنه مؤقت ويجري فيه عمل.



مررنا بأربع قرى متقاربة على يمين الطريق، وهي (بير السكة)، وعن يمينها للجنوب الشرقي (مرجة)، ثم بعدهما (يَمَّة) وشرقها للجنوب تقريبا (إبثان)، كما أخبرنا بذلك رفيقنا في الرحلة الشيخ رائد ناجي.



مررنا بعدها بقرية (جت) على يميننا، وأخبرني الإخوة أن حزب التحرير ينشط في هذه القرية التي هي من قرى وسط المثلث، ثم ببلدة (باقة الغربية) حيث مبنيان ضخمان فيها زاوية للطريقة الخلوتية الصوفية التي كنت أظنها محصورة في الجنوب، في الخليل، وكلية التربية.



واصلنا طريقنا عبر (عابر فلسطين) حتى خرجنا منه إلى وادي (عارة) متجهين يمينا في اتجاه الشمال الشرقي، مرورا بـ (كفر قرع) يسار الطريق رقم (65) ويمينا (برطعة الغربية) كما يوجد (برطعة الشرقية)، مرورا بـ (عارة) يسار الطريق، قم بـ (عرعرة) يمين الطريق بعده غير بعيد.



على يمين (عرعرة) جنوبا جبل ظاهر قالوا هو جبل (عين السهلة)، وعلى يمينه بلدة (العريان)، اما على اليسار فرأيت قرية صغيرة قبل (أم الفحم)، وفيها مسجد، وأظن أن اسمها (المنصورة).



دخلنا (أم الفحم) تاركين عن يسارنا بلدة (معاوية)، و(عين إبراهيم)، ثم اخترقنا (مصمص) من وسطها، لنترك (البياضة)، و(المشيرفة) يسارنا خروجا من قرى المثلث.



واصلنا السير في اتجاه الشرق تاركين (اللجون) خلفنا، وهي أصل بلدة (أم الفحم) ـ كما أخبرني الإخوة المرافقون ـ وهي من القرى المُهَجَّرة سنة 1948م، وصار سجن (مجيدو) الشهير على يسارنا، وصارت آثار مدينة (مجيدو) الرومانية القديمة على يسارنا، حيث صرنا وسط سهل (هار مجيدون) الذي سيكون فيه معركة فاصلة في يوم من الأيام بين أهل الكفر وأهل الإيمان حسب اعتقاد اليهود والنصارى، والذي صنف فيه أحد المهوسين السفهاء التافهين الخونة غير الأمينين كتاب:



«هرمجدون آخر بيان يا أمة الإسلام».



دخلنا سهل (مرج ابن عامر) واخترقناه، وهو سهل باعه بعض خونة الأمة من غير الفلسطينيين، من بعض العائلات اللبنانية حيث كانوا يملكونه ليهود قبل سنة النكبة 1948م، ثم بعد نكسة 1967م، كان الله يدخر خيراً كثيرا لأهلنا في فلسطين ـ كما اخبرني بذلك رفاق الدرب في السيارة ـ والذين مكثوا تحت الاحتلال قبل النكسة مدة تسع عشرة سنة تقريبا، وبعد النكسة صار المجموع اليوم خمسة وستين سنة.



ووجه الخير الذي عنوه، انفتاح البلاد على بعضها، وتواصل الناس، وعودة كثير من أهل البلاد ـ التي احتلت سنة 1948م، وصارت جزءً من الكيان الصهيوني ـ إلى أصولهم الإسلامية، وقد أفادنا أخونا رمزي برهوم في هذا اللحظات من الطريق، أن قوة الصهاينة قوة (رخوة) وأنهم إنما يستمدون قوتهم من ضعفنا.



أشار الإخوة إلى جنوب شرق سجن (مجيدو) إلى قرية اسمها (زَلَفَةَ)، وهي شمال شرق (مصمص)، وتابعنا السير في طريق رقم (65) حتى وصلنا مفترق العفولة، انعطفنا جنوبا إلى طريق رقم (60) إلى مفترق (زرعين) حيث أخذن طريق رقم (675) مخترقين (نوريس) على يسارنا، و(المزار) على يميننا، مصعدين نحو جبال (فقوعة).



جبال (فقوعة) نسبة إلى قرية كنعانية قديمة من قرى (جنين) داخل الضفة الغربية، على خطوط التماس قبل نكسة سنة 1967م، وأما جبالها فمغتصبة من سنة نكبة 1948م، وقد جعل منها الصهاينة متنزها، وجعلوا في الطريق الموصل إليها أنصابا بأسماء المتبرعين لنصرة دولتهم، أو أسماء بعض الهالكين فيما يسموها (المحرقة).



من القرى القريبة من جبال (فقوعة) على يسار الطريق رقم (60) للمتجه من الشمال إلى الجنوب، قرية (صندلة)، ثم على يمين الطريق قرية (المقيبلة) فيما اغتصب سنة نكبة 1948م، وبعدهما على خطوط التماس قرية (الجلمة)، وجنوبها قرية (عرانة)، وشرق (الجلمة) قرية (عربونة)، وبعد (فقوعة) قرية (جلبون) في اتجاه الجنوب.



وصلنا إلى جبال (فقوعة)، وأدهشنا منظر سهل (بيسان) تحت أقدام جبال (فقوعة) ممتداً نحو الشرق، وتحتها أيضاً (عين جالوت)، حيث وقفت على طرف الجبل تاركا (عين جالوت) خلفي وأعطيت إيجازاً لتاريخ التتار، واجتياحهم (بغداد) سنة 656هـ، ثم انهزامهم أمام العساكر المصرية والشامية بقيادة السلطان المظفر قطز رحمه الله سنة 658هـ، أي بعد سنتين على اجتياحهم بغداد، ثم لم تقم لهم بعد ذلك قائمة حتى دخلوا في الإسلام على مذهب الرافضة، وتكلمت عن سهل (حطين)، إلى الشمال من هذا السهل غير بعيد عنه، وتكلمت عن معركة (حطين) قبل ذلك بنحو خمس وسبعين سنة، أي سنة 583هـ، وانهزام الصليبيين أمام العساكر المصرية والشامية بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، مؤكداً على وجوب تضافر جهود المسلمين مرة أخرى لدرء الهجمة الصهيونية الحالية كما درئت الهجمات الصليبية، ثم التترية.



دعانا إخواننا أهل القدس ـ جزاهم الله خيرا ـ الذين كانوا يعدون لنا طعام الإفطار، فلبينا دعوتهم، والتأم شملنا على مائدة الإفطار وسط هذه الجبال الرائعة المشرفة على (بيسان) شرقا، و(جنين) جنوبا، و(مرج ابن عامر) غربا، وسهول (الناصرة)، و(الطور)، و(دبورية) شمالا.



وسنترككم في هذا الصباح الجميل على مائدة الإفطار في جبال (فقوعة) حتى نرجع إليكم في الحلقة القادمة مستودعينكم الله الذي لا تضيع ودائعه.



وأما الفوائد الماسية المستفادة من هذا الجزء من الرحلة فهي:



1ـ بكر في قضاء حوائجك دائما، فقد بورك لأمتنا في بكورها.



2ـ اختر الدليل الخبير الذي تستفيد منه في طريقك ورحلاتك.



3ـ لاحظ البلاد، ودون ملاحظاتك، ولا تعتمد على ذاكرتك.



4ـ اسأل عما خفي عنك من البلاد والمناطق، فهو من باب:



{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}



5ـ تذكر التاريخ الماضي واعتبر منه للحاضر والمستقبل.



6ـ سَمِّ الأشياء بأسمائها العربية الأصيلة، فتسميات الصهاينة إلى زوال.



7ـ تعرف على تاريخ بلدك من أهلها، وتوثق منه بعد ذلك.



8ـ تذكر ضعف عدوك بسبب باطله، وتذكر قوتك بسبب حقك.



9ـ عدونا يحاول تزوير التاريخ والجغرافيا، فتنبه لذلك جيدا.



10ـ تذكر سجون الصهاينة المحتلين وما تحويه من آلاف من إخواننا الأسرى الذين يستحقون الحياة فعلا.