المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروض الوريف في طبقات المصنفين في علم الحديث الشريف (الطبعة الثانية منقحة ومزيدة)



أهــل الحـديث
25-05-2013, 11:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى أصحابه وأزواجه وذريته

أما بعد: فهذا بحث مختصـر، جعلته تذكرة لنفسي، ولمن شاء الله من الإخوان بعدي، ذكرت فيه طبقات المصنفين في علم الحديث، حرصتُ فيه على الاختصار، وقد رتبتهم على الطبقات والوفيات حتى يسهل على طالب الحديث حفظهم، جعلته تبصرة للمبتدي وتذكرة للمنتهي وهذه هي الطبعة الثانية وهي منقحة ومزيدة فيها زيادات كثيرة على النسخة الأولى أضفتها على فترات والاستيعاب فيه صعوبة شديدة جدا وهناك أسماء سقطت سوف أضيفها لاحقا بإذن الله

وهذا الكتاب هو الثالث بعد كتابي الأول (الجمان في تاريخ ينبع على مدار الزمان)
والثاني (تنبيه الحاذق في مرويات جعفر الصادق )
وسبب تأليفي لهذا الكتاب أنه أثناء دراستي للدكتوراه رأيت أن الساحة العلمية الحديثية بحاجة ماسة لكتاب يتكلم عن المحدثين المصنفين على طريقة المحدثين وأرجو أن يكون هذا الكتاب منارة لطلاب للعلم وطريقًا لهم في معرفة علوم الحديث خاصة لأني لم أجد كتابًا مطبوعًا حول هذا الموضوع بشكل مفصل ومرتب على الطبقات والوفيات إلى القرن الرابع عشر .قال الحميدي(ت 488): ثلاث كتب من علوم الحديث يجب الاهتمام بها: كتاب(العلل)، وأحسن ما وضع فيه كتاب الدارقطني. والثاني كتاب(المؤتلف والمختلف)، وأحسن ما وضع فيه (الإكمال) للأمير ابن ماكولا، وكتاب وفيات المشايخ، وليس فيه كتاب.
وحرصت في هذا الكتاب على أذكر بعض الفوائد الحديثية في كل ترجمة حتى لايكون الكتاب مملاً مجردًا من الفوائد والفرائد الحديثية، وعبارة عن كتاب خاص بالمطبوعات كغيره من الكتب المصنفة في هذا الشأن من غير المتخصصين.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا وأن يجعل لهذا الكتاب القبول والرضى.
وسميت هذا البحث (الروض الوريف في طبقات المصنفين في علم الحديث الشريف )
كتبه / ناجي بن تركي الشريف
[
طريقتي في هذا البحث هي ما يلي:
1- أذكرأشهر المصنفين من القرن الثاني وهي الطبقة الثانية طبقة الامام الزهري إلى القرن الرابع عشر.
2- أذكر اسم المحدث كاملًا وباختصار مبينًا فيه نسبته، ومذهبه غالباً، ومدينته، وهل هو من العرب أو من الموالي أحيانا.
3-أذكر وفاته على المشهور عند المؤرخين.
4-أذكر بعض مصنفاته في الحديث وهو الأصل وربما غير الحديث أحيانًا وليس على سبيل التوسع.
5- أبين المطبوع والمخطوط أحيانًا.
6- أذكر بعض الفوائد والفرائد الحديثية في كل ترجمة أحيانا
7- جعلت الطبقة مئة سنة، وبدأت بالطبقة الثانية وهي طبقة صغار التابعين
فوائد هذا الموضوع المختصر:
1- التمييز بين المتقدم والمتأخر.
2- التفريق بين الشيخ والتلميذ.
3- التمييز بين الأب والابن والحفيد
4- معرفة الأسماء المؤتلفة والمختلفة.
5- معرفة من ينتسب للمدينة ومن ينتسب للقبيلة.
6- إبراز جهود العلماء في خدمة السنة النبوية.
7- معرفة المصنفين من العرب والموالي.
8- الاقتداء بمن سلف في التأليف وفق الضوابط المعلومة.
9- المؤلف المتميز يبقى اسمه محفوراً لدى طلاب العلم مهما تقادم الزمن.
10- الاشتغال بخدمة السنة النبوية من حيث التأليف والتصنيف أولى وأنفع لدى الأمة من الخوض في الجدال العقيم غير المثمر.
11- معرفة الكتب المطبوعة من المخطوطة.
وأخيرا أسأل كلّ من وقف على هذا الكتاب المسامحة عما فيه من التقصير، وإصلاح ما فيه من الغلط بعد التحرير؛ وسبب الغلط في الغالب النسيان، وقد جُبل عليه كل إنسان. وأقول كما قال الحريري:
وإن تجد عيبا فَسُدَّ الخللا


 فجلَّ من لاعيب فيه وعلا( )



قال هلال بن العلاء: يستدل على عقل الرجل بعد موته بكتب صنفها وشعر قاله وكتاب أنشأه( ).
قال الخطيب البغدادي: من صنف فقد جعل عقله في طبق يعرضه للناس.( )
قال يحيى بن خالد البرمكي: ثلاثة أشياء تدلّ على عقول أربابها: الهدية، والكتاب، والرسول( ).
قال ابن المقفّع: «مَن وضع كتابا فقد استُهدِف فإن أجاد فقد استُشرِف، وإن أساء فقد استُقذِف»( ).
والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه.. والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته.
وقيل أيضًا: لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل.
التمهيد
تعريف الطبقة: عبارة عن جماعة اشتركوا في السن ولقاء المشايخ.
أشهر كتب الطبقات
طبقات الفقهاء لهيثم بن عدي الطائي (207)
الطبقات للواقدي (ت207 )
الطبقات الكبرى لابن سعد(ت230 ).
الطبقات لعلي بن المديني (ت 234 )
الطبقات لخليفة بن خياط (ت 240 )
الطبقات. لمسلم بن الحجاج (ت261)
مشاهير علماء الأمصار. لابن حبان (ت354)
طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني (ت 369)
وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الحنبلي (526)
وطبقات المالكية. للقاضي عياض (544)
وطبقات المحدثين لابن عبد الهادي( ت 744)
تذكرة الحفاظ للذهبي( ت748)
المعين في طبقات المحدثين للذهبي (ت748)
سير أعلام النبلاء (ت748هـ )
وطبقات الشافعية. للسبكي(771).
وطبقات الشافعية. لابن كثير(ت 774).
الجواهر المضية في طبقات الحنفية. للقرشي عبد القادر بن محمد الحنفي(ت 775)
الذيل على طبقات الحنابلة. لابن رجب(791).
والديباج المذهب. لابن فرحون (799)
وطبقات الحنفية. لقاسم قطلوبغا (879)
والجوهر المنضد في أصحاب أحمد. ليوسف بن عبد الهادي (909).
طبقات الحفاظ. للسيوطي (ت 911).


الفرق بين التدوين والتصنيف:
التدوين هو مجرد الجمع أي جمع الأحاديث من غير ترتيب ولا تصنيف وتكون مختصرة وغير مطولة وهذا كان موجودا في عصر الصحابة والتابعين بشكل فردي ومنهم من يمانع خوفا على القرآن أو الاتكال على الكتابة وعدم الاعتماد على الحفظ وجاء الزهري فدونها تدوينا شاملا وبأمر من الخليفة وخاصة فيما يتعلق بأحاديث أهل المدينة من الصحابة وكبار التابعين.
والتصنيف: هو الترتيب والتمييز في المصنفات ووضعها على أبواب ومسانيد( )
قال ابن حجر العسقلاني (ت852): اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع، ولا مرتبة، لأمرين:
أحدهما: إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج، والروافض، و منكري الأقدار.
قال ابن حجر (ت 852): وكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام.
فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعده( )
قال الرامهرمزي(ت360): أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة، ثم ابن أبي عروبة، وخالد بن جميل الذي يقال له العبد ومعمر بن راشد باليمن، وابن جريج بمكة، ثم سفيان الثوري بالكوفة، وحماد بن سلمة بالبصرة، وصنف سفيان بن عيينة بمكة، والوليد بن مسلم بالشام، وجرير بن عبد الحميد بالري، وعبد الله بن المبارك بمرو وخراسان، وهشيم ابن بشير بواسط.
وصنف هذا في العصر بالكوفة ابن أبي زائدة، وابن فضيل، ووكيع ثم صنف، عبد الرزاق باليمن، وأبو قرة موسى بن طارق.
وتفرد بالكوفة أبو بكر بن أبي شيبة بتكثير الأبواب وجودة الترتيب وحسن التأليف.( )
قال ابن رجب الحنبلي(ت 795): اعلم أن العلم المتلقى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أقواله وأفعاله كان الصحابة رضي الله عنهم في زمن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم يتداولونه بينهم حفظاً له ورواية، ومنهم من كان يكتب كما تقدم في كتاب العلم عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما.
ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان بعض الصحابة يرخص في كتابة العلم عنه، وبعضهم لا يرخص في ذلك، ودرج التابعون أيضاً على مثل هذا الاختلاف.
والذي كان يكتب في زمن الصحابة والتابعين لم يكن تصنيفاً مرتباً مبوباً، إنما كان يكتب للحفظ والمراجعة فقط، ثم إنه في عصر تابعي التابعين صنفت التصانيف، وجمع طائفة من أهل العلم كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعضهم جمع كلام الصحابة،
قال عبد الرزاق الصنعاني (ت 211): (( أول من صنف الكتب ابن جريج، وصنف الأوزاعي حين قدم على يحيى بن أبي كثير كتبه )) خرجه ابن عدي وغيره.
قال ابن رجب (795): انقسم الذين صنفوا الكتب أقساماً:
1- منهم من صنف كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو كلامه وكلام الصحابة على الأبواب، كما فعل مالك ،وابن المبارك، وحماد بن سلمة ، ووكيع ،وعبد الرزاق .ومن سلك سبيلهم في ذلك.
2- ومنهم من جمع الحديث على مسانيد الصحابة كما فعله :أحمد ،وإسحاق، وعبد بن حميد، ومن سلك مسلكهم في ذلك.
عن مالك بن أنس(ت179) قال: (( أول من دوّن العلم ابن شهاب ))، يعني الزهري.
وقال ابن خراش (ت 230): (( يقال: إن أول من صنف الكتب سعيد بن أبي عروبة )).
وقال عبد الله بن أحمد(ت 290هـ): قلت لأبي: (( أول من صنف الكتب من هو ؟ قال: (( ابن جريج، وابن أبي عروبة، يعني ونحو هؤلاء )).
وقال ابن جريج (ت 150): (( ما صنف أحد العلم تصنيفي ))
قال: وسمعت أبي يقول: (( قدم ابن جريج على أبي جعفر، يعني المنصور فقال له: (( إني قد جمعت حديث جدك عبد الله بن عباس، وما جمعه أحد جمعي )).( )
قال المزي (ت742): وأما السنة فإن الله تعالى وفق لها حفاظا عارفين, وجهابذة عالمين, وصيارفة ناقذين, ينفون عنها تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, فتنوعوا في تصنيفها, وتفننوا في تدوينها على أنحاء كثيرة, وضروب عديدة, حرصا على حفظها, وخوفا من إضاعتها, فكان من أحسنها تصنيفا, وأجودها تأليفا, و أكثرها صوابا, وأقلها خطأ, وأعمها نفعا, و أعودها فائدة, وأعظمها بركة, وأيسرها مؤونة, وأحسنها قبولا عند الموافق والمخالف, وأجلها موقعا عند الخاصة و العامة, (صحيح) أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري, ثم (صحيح) أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري, ثم بعدهما كتاب (السنن) لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني, ثم كتاب (الجامع) لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي, ثم كتاب (السنن) لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي, ثم كتاب (السنن) لأبي عبد الله محمد بن يزيد المعروف بابن ماجه القزويني, وإن لم يبلغ درجتهم( )
ومن الأمور المهمة معرفة الموالي من الرواة والعلماء.( )
فالمولى في اصطلاح أهل العلم يطلق على عدة مواطن:
1- المشهور والمعتاد هو مولى العتق فيكون الراوي عبدا للقبيلة فينسب إليها ومن هؤلاء: معمر بن راشد الأزدي مولاهم، وشعبة بن الحجاج العتكي مولاهم، ومحمد بن إسحاق الهاشمي مولاهم وغيرهم كثير كما سيأتينا.
2- و يطلق المولى على ولاء الإسلام كما ذكر في ترجمة البخاري أنه " مولى الجُعفيين "لإسلام جده الأعلى على يد بعض الجُعفيين.
وكذلك الحسن بن عيسى الماسرجسي: يُنسب إلى ولاء عبد الله ابن المبارك، بأنه أسلم على يديه، وكان نصرانياً.
3-وقد يكون بالحلف والمناصرة وهو عربي صليبة( )، كما يقال في نسب الإمام مالك بن أنس " موالي التَّيميين "، وهو حميري أصبحي صليبةً، ولكن كان جده مالك بن أبي عامر حليفاً لهم، وقد كان عسيفاً عند طلحة بن عبد الله التيمي أيضاً، فنسب إليهم كذلك.( )